نظّمت الجمعية اللبنانية لعلم الاجتماع بالتعاون مع الجمعية الدولية لعلم الاجتماع، ومعهد عصام فارس للسياسات العامّة للشؤون الدولية ومنصّة أثر، باكورة الورش التدريبية من السلسلة المقرّرة حول “أُسُس الكتابة الأكاديمية في العلوم الاجتماعية” والمتوافقة مع بروتوكولات النشر في المجلاّت العلمية العالمية.
قدّم ورشة العمل رئيس الجمعية الدولية لعلم الاجتماع البروفسور ساري حنفي، وحضرها بالإضافة إلى أعضاء الهيئة الإدارية في الجمعية اللبنانية لعلم الاجتماع، جمع كبير من الباحثين، وطلاّب الدراسات العليا، والطلاّب الراغبين في الاطلاع على أحدث المعايير لنشر أبحاثهم في مجلاّت علمية.
الدكتورة سوزان منعم
بعد الترحيب بالحضور، استهلّت نائبة رئيس الجمعية اللبنانية لعلم الاجتماع أعمال الورشة، بالشكر للدكتور ساري حنفي على ما سيخصّصه للجمعية اللبنانية من جهد ومعطيات تساعد المهتمّين على معرفة الشروط والمعايير المطلوبة في المجلاّت العلمية الأكاديمية. ودعت منعم الراغبين بالاطلاع على نشاطات الجمعية متابعة موقعها الإلكتروني وحساباتها على صفحات التواصل الاجتماعي، متمنية للجميع تحقيق الاستفادة التي يأملون من المشاركة في الأنشطة العلمية المتعدّدة للجمعية اللبنانية لعلم الاجتماع. وفي ختام كلمتها شكرت أعضاء الهيئة الإدارية في الجمعية مسؤولة الإعلام الدكتورة ليلى شمس الدين، ومسؤولة الأنشطة العلمية الدكتورة هلا عواضة، وأمينة السر الدكتورة كمال أبي شديد، وأمين الشؤون المالية الدكتور فداء بو حيدر الذين خطّطوا وتابعوا وساهموا في التحضير لهذا المشروع الذي شاركتهم مهامه.
الدكتور ساري حنفي
على مدى ساعات من التدريب والنقاش، عمد رئيس الجمعية الدولية لعلم الاجتماع إلى تصويب البوصلة بالاتجاه العلمي الدقيق والأحدث لمحدّدات الكتابة العلمية الأكاديمية وشروط النشر في المجلات العلمية العالمية. ونوّه بجهود أعضاء الهيئة الإدارية في الجمعية اللبنانية لعلم الاجتماع في التحضير لهذه اللقاءات، لافتًا إلى عضويته في الجمعية اللبنانية لعلم الاجتماع.
خلال اللقاء، عرض الدكتور ساري حنفي للعديد من الخطوط الأساسية التي تناولت شروط المقدّمات في الأوراق البحثية، وتطرّق إلى خصوصية وأهمية الأسئلة البحثية، والافتراضات و/أو الفرضيات، كما كيفية تحديد المصادر التي تعتمد الورقة عليها. وتوقّف عند التموضع بما يحمله من وعي للموقع والحدودـ من خلال اعتماد مخطط للتسلسل الذي سيتم ترتيب الأفكار داخل المقالة. ولم يتجاوز رئيس الجمعية الدولية لعلم الاجتماع العنصر الأهم وهو الإشكالية، فعرض لمضامينها لافتًا إلى إمكانية استخدام طرق مختلفة في هذا الإطار تختلف بخلاف التخصّص العلمي.
وقدّم الدكتور ساري بعض النصائح التي ينبغي أن تُخبر القارئ عن موضوع الورقة وأهميتها، والفائدة التي تحملها، منوّهًا أنّ أي موضوع ينبغي أن يتضمّن بعض الميزات (الأكاديمية)، مستعرضًا كيفية وأهمية مراجعة الأدبيات وبناء المفاهيم، والفرق بين اللغة التقريرية والمعيارية، وأسلوب الكتابة، وأهمية الهوامش والحواشي، ومنطلقات وأُسس استخدامها. ولفت إلى أهمية العنوان، والخصائص الأربع لكتابة الملخّص البحثي، وبعض الاختبارات للتحقّق ممّا كتب، وتوقّف عند العمود الفقري للكتابة في العلوم الاجتماعية، فيما خصّ اللغة والنظرية، وجميع مراحل الكتابة الأكاديمية بدءًا من اختيار الفكرة وليس انتهاء بعرض نتائج البحث.
وختم الدكتور ساري حنفي عرضه بالإطلالة على الأنواع المتعدّدة للمنشورات، بما فيها مفتوحة الوصول، إضافة إلى سياساتها وتصنيفاتها، ومحاسن ومساوئ كل منها، وتوقّف عند الأسئلة الموجّهة للمراجعين، ودور رؤساء التحرير والمحرّرين كما المحكّمين. واستعرض القرارات المحتملة وحيثياتها، وأكّد على أهمية وكيفية وصول الأبحاث العلمية إلى جمهور أوسع من خلال المجلاّت العلمية، وصفحات الويب الشخصية، أو عبر البيانات والمقالات الصحفية، والبرامج الإذاعية والمدوّنات الشخصية والمؤسساتية، وعبر كل الوسائل الممكنة والمتاحة.
الدكتورة هلا عواضة
نقلت منسقة الأنشطة العلمية والعلاقة مع الأعضاء في الجمعية اللبنانية لعلم الاجتماع اعتذار رئيس الجمعية الدكتور علي بزي للجميع بسبب عدم تمكّنه من مشاركتهم هذا النشاط لأسباب قاهرة. وتطرّقت إلى القيمة المُضافة التي ستحملها هذه السلسلة من الورش التدريبية المتضمنة إضافة إلى المبادئ الأساسية للنشر، تزويد المشاركين بسلسلة من التطبيقات العملية التي سيُعمل عليها من خلال مشاريع بحثية، وصولاً إلى نشرها في المجلاّت العلمية العالمية. ولفتت إلى تقديم شهادات مشاركة من الجهات المنظّمة لهذا النشاط للمشاركين في جميع الورش التدريبية ضمن هذه السلسلة.
تخلّل الورشة التدريبية الأولى في هذا النشاط، أسئلة من المشاركين، ونقاش مفتوح حول المضامين التي طُرحت.
وفي الختام شكرت مسؤولة الإعلام في الجمعية اللبنانية لعلم الاجتماع الدكتورة ليلى شمس الدين الحضور، وكرّرت الشكر للدكتور ساري حنفي على الجهد الذي قدّمه، وعلى تخصيص هذا اللقاء في معهد عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت، مثنية على عمل الفريق التقني واللوجستي الذي ساهم في إنجاح اللقاء.