السبت, نوفمبر 23
Banner

لا انتخابات رئاسية قبل حزيران ومحور المعركة «حظوظ»

كتبت “الديار” تقول: المنحى التعطيلي هو الجو السياسي السائد في لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية، حيث اشهر كل من فريق الموالاة والمعارضة سلاح تعطيل النصاب اذا لم يتوافق مع توجههم السياسي. هذا الانقسام العمودي في المجلس النيابي يشير الى ان الشغور الرئاسي لن ينتهي في المدى القريب، بل بات مؤجلا للصيف المقبل بما ان مبادرة بكركي لم تتمكن حتى اللحظة من احداث اي خرق ايجابي عند المكون المسيحي. كما ان مبادرة الحزب التقدمي الاشتراكي لم تصل الى نتيجة او جواب، سواء من المعارضة او من التيار الوطني الحر او الثنائي الشيعي. ومن الواضح ان الرئيس نبيه بري يقرأ في المعادلات، فلماذا قرر طرح اسم سليمان فرنجية علنا مرشحا لرئاسة الجمهورية في الوقت الذي يدرك سلفا ان النائب جبران باسيل لا يزال يرفض فرنجية، كما انه «يسخن الارض» رغم علمه ان المعارضة لن تتراجع عن موقفها. وايضا قرر التصعيد، وهو على معرفة بالموقف الخارجي حيال الازمة الرئاسية اللبنانية. فما هو السبب الذي دفع ببري الى اعلان فرنجية مرشحا للرئاسة؟ امر وحيد تبدل، وهو انه رأى ان حراكا خارجيا متواصلا مع حراك داخلي ممكن ان يؤدي الى شيء ما، وبالتالي اراد الرئس بري «تسخين الارض» رئاسيا من اجل اعادة جوجلة اسماء للانتقال الى مرحلة ثانية. ذلك ان السعودية لا تبدي حماسة حيال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وفقا لاوساط سياسية مطلعة. ولفتت الى ان الحزب التقدمي الاشتراكي تبلغ من المملكة العربية السعودية موقفها الرافض لوصول رئيس للجمهورية تابع لفريق الممانعة. وانطلاقا من هذه المعطيات، قرر الرئيس نبيه بري محاولة تحريك المياه الرئاسية تمهيدا لخيار آخر، وفقا لهذه الاوساط.

وفي ظل هذه الاجواء القاتمة، يواصل الانهيار الاقتصادي تدمير المؤسسات الرسمية المعفنة اصلا، ويسابق لبنان دولة زيمبابوي في الوصول الى اعلى نسبة للتضخم في العالم اجمع. ذلك ان الغلاء الذي ارتفع 9% من كانون الثاني من العام الجديد، هو بداية لتضخم كبير في الاسعار سيحصل في الكهرباء والمولدات والمياه والمأكولات توازيا مع استمرار انهيار الليرة اللبنانية، وان تدخل المصرف المركزي لفرملة محدودة كيلا يتجاوز سعر صرف الدولارعتبة 100 الف ليرة لبنانية.

وتعقيبا على هذا الوضع، تزداد الظروف قساوة على المواطنين اللبنانيين على كل الاصعدة. فللاسف، حالات الانتحار عند الشباب اللبناني ترتفع بسبب اليأس الذي يصيبهم وعدم قدرتهم على تحمل المزيد من الضغوطات. وامام هذه الظاهرة الحزينة لا مسؤولين يحزنون، ولا يسألون ولا يبالون بالواقع المرير الذي يمر به الشعب اللبناني.

ما الذي يبدل المعادلة الداخلية لانهاء الشغور الرئاسي؟

لا شك ان لا تبديل خارجي ولا داخلي، وفقا لمصادر مطلعة حيث ان اللقاء الخماسي في باريس كان واضح المعالم، بخاصة لناحية موقف السعودية برفضها رئيس للجمهورية يتأثر بالثنائي الشيعي. وتابعت المصادر بقولها للديار ان واشنطن وباريس تريدان الحفاظ على استقرار ما في لبنان. اما في الداخل، فجاء كلام الرئيس بري في توقيت غريب بان مرشحه سليمان فرنجية. وقد فسرت المصادر المطلعة ان بري يقصد ذلك في لحظة مزدوجة، حيث ان الكنيسة المارونية بدأت جولاتها الثانية بواسطة المطران بو نجم، وقد انتقلت للبحث بالاسماء، وايضا في توقيت ان بري علم بصعوبة وصول فرنجية الى قصر بعبدا، وبالتالي اراد بري التحضير لجولة ثانية رئاسيا.

مصادر مقربة من الوطني الحر: مرشحو الرئاسة اصبحوا من المساهمين بالشغور الرئاسي

من جهتها، قالت مصادر مقربة من التيار الوطني الحر للديار ان لا جلسات شكلية ولا فعلية لانتخاب رئيس الجمهورية في المدى القريب، مشيرة الى ان المرشحين المطروحين اليوم على غرار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والنائب ميشال معوض وقائد الجيش العماد جوزف عون اصبحوا من المساهمين في الازمة الرئاسية وفي اطالتها، حيث ان كل فريق داعم لاي من هؤلاء المرشحين رفع السقف السياسي عاليا، وتاليا اصبح من الصعب ان يكون احد منهم رئيسا للجمهورية. ولفتت هذه المصادر الى ان تصريح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع التصعيدي عندما هدد بتعطيل النصاب في حال رئيس الجمهورية سيكون تابعا لخط 8 اذار، وان السعودية لا تريد التركيبة السياسية التي تم التحدث عنها والتي تقضي بوصول رئيس للجمهورية من 8 اذار ورئيس حكومة من 14 اذار بعيدة عن الواقع السياسي، وان الشغور الرئاسي لن ينتهي قريبا.

واعتبرت المصادر المقربة من التيار الوطني الحر ان مبادرة النائب جبران باسيل هي الحل للازمة الرئاسية، فهي تنص على طرح خمسة مرشحين خارج الاصطفافات والاسماء المعلنة، ومن ثم الاتفاق على مرشح واحد من بين الخمسة وانتخابه رئيسا للجمهورية.

واضافت اوساط سياسية مقربة من لبنان القوي ان التكتل لم يأخذ قراره بحضور جلسة انتخاب رئيس للجمهورية او الغياب عنها، لان مبدأ تعطيل النصاب حاصل بوجود الوطني الحر او بعدمه، حيث ان الرئيس بري تكلم نيابة عن فريقه انه لن يعدل الدستور لقائد الجيش والذي يستوجب فعل ذلك 68 نائبا، واذا كانت الجلسة تميل الى الوزير سليمان فرنجية فايضا القوات اللبنانية والكتائب والتغييريون المعارضون سيعطلون النصاب وعليه، من المرجح انه لن يفوز اي مرشح منهما.

وعن محاولة انهاء الشغور الرئاسي، عولت الاوساط السياسية المقربة من تكتل لبنان القوي على مقاربة بكركي قائلة:»لنعطها فرصتها» ومضيفة ان اللقاء الذي جمع المطران انطوان بو نجم مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل منذ يومين كان ايجابيا .

اما عن العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله وما هو مصير تفاهم مارمخائيل، فقد كان تصريح الشيخ نعيم قاسم واضحا لناحية ان الموضوع معلق الى مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية في حين يتعامل التيار الوطني مع الامور على القطعة.

القوات اللبنانية: المعارضة متفقة على منع وصول رئيس للجمهورية «ممانع»

بدورها، قالت مصادر القوات اللبنانية للديار ان لا شك ان الاكثرية النيابية التي فرزتها الانتخابات النيابية لمصلحة المعارضة لم يتم استثمارها بالشكل المناسب لمصلحتها، لانها معارضة تعددية وليست بصف واحد ولا بموقف موحد، انما لو حصل فريق الممانعة على الاكثرية النيابية لكان تمكن اليوم من ايصال مرشحه الى رئاسة الجمهورية.

وتابعت: « نحن اليوم امام تعطيل متبادل حيث لا الثنائي الشيعي قادر على ايصال مرشحه للرئاسة، كما ان المعارضة فشلت في فوز مرشحها في الاستحقاق الرئاسي». اما المعارضة فقد توحدت في الموضوع القضائي والتشريعي ورفضت ان يتحول البرلمان الى هيئة تشريعية، وبالتالي بتنا امام واقع لا احد يستطيع القول انه قادر على تسجيل نقطة على الفريق الاخر.

وعن دعم القوات اللبنانية للنائب ميشال معوض ضمن بعض من فريق المعارضة، اعتبرت المصادر القواتية ان خيارها ليس خاطئا، بل هو تصور المعارضة لشخص رئيس الجمهورية اي رئيس سيادي اصلاحي.

وعليه، شددت هذه المصادر ان هناك ميزان قوى داخلي لن تتنازل عنه المعارضة وتصر عليه، لانها تعتبر اي رئيس للجمهورية غير سيادي وغير اصلاحي سيبقي الازمة على حالها في لبنان.

وردا على سؤال اذا اجرت القوات اللبنانية نقدا ذاتيا لخياراتها، فالمطلوب ان تتوحد المعارضة، ولكن المساعي لم تتوصل الى وحدة موقف في المسألة الرئاسية. وما يجدر ذكره، ان المعارضة متفقة على ان تمنع وصول رئيس ممانع الى قصر بعبدا.

وعن موقف الاشتراكي، لم تر المصادر القواتية اي جديد في المجال الرئاسي، فهو لا يزال يدعم ميشال معوض مرشحا لرئاسة الجمهورية، وفي الوقت ذاته يريد البقاء على علاقة جيدة مع الرئيس بري، فضلا عن انه من مؤيدي الحوار.

النائب بلال عبدالله للديار: التعطيل يضر بالبلاد اما الحوار فيخفف الانقسام العمودي السياسي

في غضون ذلك، رأى النائب في اللقاء الديموقراطي بلال عبدالله ان البيان الذي اصدره الحزب التقدمي الاشتراكي واضح وهدفه التهدئة وتوسيع الحوار وتوفير مساحات مشتركة قائلا: « لقد اعلنا مساعينا لحلول وسطية وقلنا اضيفوا اسماء لمرشحي رئاسة الجمهورية بهدف منع الاصطفاف والانقسام العمودي السائد في المجلس النيابي ونحن بحوار مع كل الكتل السياسية». للاسف في البداية كان هناك فريق يعطل النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية، واليوم برز فريق اخر هدد بتعطيل النصاب. فهل هذه الاجواء السياسية السلبية ستؤدي الى حل، خاصة ان الناس تعيش الامرين والظروف المعيشية تصعب كل يوم؟ من هنا، جدد النائب عبدالله دعوة حزبه للحوار بين القوى السياسية من اجل التوصل الى مساحة مشتركة وانهاء الشغور الرئاسي عبر الذهاب الى جلسة انتخابية تنتج رئيسا. اما اذا كان التصويت نفسه والاصطفاف نفسه في البرلمان، فماذا تنفع الدعوة لجلسات انتخاب رئيس للجمهورية؟

منسقة الامم المتحدة في لبنان: اجندة اصلاحية تركز على الناس هي ما يحتاجه اللبنانيون

الى ذلك، غرّدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا على حسابها عبر تويتر قائلةً: «في ظل تفاقم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه لبنان، بات توسيع شبكات الأمان الاجتماعية والتخفيف من حدة الفقر ومعالجة الأمن الغذائي أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لحماية شرائح المجتمع الأكثر ضعفاً. أجندة إصلاحية تركز على الناس هي ما يحتاج اليه اللبنانيون ويستحقونه.»

مخيم عين الحلوة يستعيد هدوءه بعد الاشتباكات الاخيرة

على صعيد اخر، قال القيادي في حركة فتح اللواء منير المقدح من مخيم عين الحلوة للديار ان حادث فردي ادى الى الاشتباك في منطقة حي الصفصاف الذي جرى بين «عصبة الانصار» و «حركة فتح»، كاشفا ان القيادة السياسية في مخيم عين الحلوة عقدت اجتماعا لتسليم المطلوب من العصبة الذي تسبب باستشهاد الشاب الفلسطيني .

اما عن اجتماع العقبة في الاردن، فقد اكد اللواء مقدح انها لن توقف النضال الفلسطيني والكفاح المسلح، مشيرا الى ان التجربة علمت الشعب الفلسطيني ان مقاومة الاحتلال هي الطريقة الوحيدة لهزيمته. ووصف حكومة العدو برئاسة بنيامين نتنياهو بحكومة مجنونة ترتكب المجازر وتهدم البيوت وتقضم الاراضي وتعتدي على السجناء وتضرب بعرض الحائط كل الشرائع الدولية، الا ان الشعب الفلسطيني صامد على ارضه ومستمر في نضاله.

Leave A Reply