غسان ريفي – سفير الشمال
بغض النظر عن الموقف السياسي الاناني من قبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل تجاه ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، والموقف الشعبوي والشخصي من القوات والكتائب، فإن احدا لا يمكن ان ينكر أن فرنجية مقبول سنيا وشيعيا ودرزيا وكذلك مسيحيا، واللبنانيون يتعاطون معه بارتياح بعدما اختبروا التزامه بتنفيذ تعهداته.
بعدما حرك موقف الثنائي الشيعي المياه الرئاسية الراكدة بدعمه ترشيح سليمان فرنجية، جاءت الايجابيات الاقليمية المتمثلة بالتوافق السعودي الايراني على استئناف العلاقات وتبادل فتح السفارتين في طهران والرياض لتعطي دفعا لهذا الترشيح الذي قد يحظى “بقبة باط” اقليمية ليسلك طريقه نحو قصر بعبدا..
ثمة رأيان حول تأثير استئناف العلاقات السعودية الايرانية على الاستحقاق الرئاسي في لبنان، حيث يرى البعض ان ما حصل في الاقليم من شأنه ان ينعكس ايجابا على لبنان وان يسرّع في انتخاب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، خصوصا ان لا فيتو اميركي عليه ومطلوب فرنسيا ومن المفترض ان يتحول الصمت السعودي تجاهه الى علامة رضى.
في حين يرى البعض الاخر ان الاتفاق السعودي الايراني الذي تم برعاية الرئيس الصيني وبمباركة روسية هو اكبر بحجم تمثيله من البحث بتفاصيل الازمة اللبنانية لا سيما الرئاسية منها، خصوصا ان لبنان لم يعد يحظى باهتمام دولي واقليمي على عكس ما يفكر اكثرية اللبنانيين.
ويتوقع اصحاب هذا الرأي ان تأثير الاتفاق السعودي الايراني على الملف الرئاسي قد يكون ثانويا خصوصا ان هناك لاعبين آخرين على الساحة اللبنانية من الاميركي الى الفرنسي فالمصري والقطري ولكل منهم مصالحه التي يسعى الى تحقيقها، وهذا يتطلب بعض الانتظار لمراقبة الانعكاسات وردات الفعل على هذا الاتفاق.
لكن وبحسب هؤلاء فإن التلاقي السعودي الايراني قد يهيئ اجواء ايجابية وربما يخفف من حدة المواقف المتشنجة ويفتح باب الحوار حول ملف رئاسة الجمهورية والذي سيكون سليمان فرنجية اساسا فيه ومرشحا متقدما على طاولته من دون فيتو سعودي مسبق.
من هنا يمكن تفسير تغريدة السفير السعودي وليد البخاري حول “التقاء الساكنين وتحريك احدهما وشطب الاخر”، حيث يبدو ان الساكن المقصود وهو سليمان فرنجية مطالب اليوم بمجموعة من الخطوات السياسية ليتمكن من مغادرة مربع التسكين الى مربع التنوين، فهل يسهّل الاتفاق السعودي الايراني على فرنجية القيام بالخطوات المطلوبة حتى يتحرك بقوة وتهبّ رياحه!..