السبت, نوفمبر 23
Banner

ماكرون يسعى لتليين الموقف السعودي وبري يراهن على «بوانتاج» الاصوات

كتبت صحيفة “الديار” تقول: عاد «الشارع» الى التحرك على خلفية الانهيار الاقتصادي المتمادي، فيما تتواصل الحلول «الترقيعية» المتنقلة بين وزارة العمل ، ووزارة الاتصالات، والمال، ومصرف لبنان، دون جدوى، ومجرد مسكنات لا «تثمن ولا تغني عن جوع». الحراك الرئاسي مغيب ولا شيء جديا في الداخل والخارج، فيما يبقى الرهان على الوقت محفوفا بالمخاطر في غياب اي ضمانات بنجاح «المظلة» الخارجية لابقاء لبنان في غرفة الانعاش وعدم السماح «بموته». وفي موقف اميركي لافت يؤكد عدم الرغبة في ممارسة ضغوط جدية للوصول الى تسوية جدية على الساحة اللبنانية، ووبخت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى بربرا ليف المسؤولين، واعتبرت ان قادة لبنان يفتقرون إلى الإحساس بضرورة الإسراع بإخراج البلاد من أزمتها. ودعتهم للإسراع بانتخاب رئيس جديد للبلاد. اقتصاديا، شددت ليف على أن لبنان ليس لديه مخرج آخر من أزمته سوى التوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي. ولم يفت المسؤولة الاميركية التاكيد بان الاتفاق بين السعودية وإيران قد يكون له تأثير مهدئ ونافع في لبنان وفي المنطقة كلها. هذا الكلام الاميركي بمثابة «رمي الكرة» في «ملعب» الآخرين ويعد تنصلا من المسؤولية عن المبادرة لوضع الازمة اللبنانية على سكة الحل، تقول مصادر ديبلوماسية، قارنت بين تدخل الادارة الاميركية المباشر والفاعل في الازمة الاسرائيلية، وتعاطيها «الباهت» مع الملف اللبناني، فيما التعويل على التقارب السعودي – الايراني يبقى مجرد تمنيات بغياب اي مؤشر يدل على ان الساحة اللبنانية كانت اصلا جزءا من التسوية. ولا شيء في الافق راهنا الا انتظار الاجوبة السعودية على اسئلة فرنسية سيحملها قريبا الرئيس ايمانويل ماكرون الى الرياض، بحسب ما ابلغ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط خلال زيارته الى باريس. وفي الانتظار، لا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري يبذل جهودا حثيثة وراء «الكواليس» لتأمين الـ65 صوتا لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي من المنتظر ان يلتقي اليوم في باريس مسؤول الملف اللبناني باتريك دوريل، ليدعو بري بعدها الى جلسة «احراج» الكتل الأخرى، فيما بلغت العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر مستوى «القطيعة» الكاملة بعد كلام باسيل الاخير.

لقاءات باريسية

في هذا الوقت، لا تزال باريس محور الاتصالات الرئاسية،وبعد ساعات على زيارة وفد الحزب التقدمي الاشتراكي، رجحت مصادر مطلعة، ان يزور رئيس تيار المردة سليمان فرنجية باريس اليوم للقاء مسؤول الملف اللبناني باتريك دوريل،ووفقا للمعلومات، تريد باريس استمزاج رايه كمرشح رئاسي طبيعي، في اكثر من موضوع، وملف، شائك على مستوى علاقات لبنان الخارجية،والملفات الاقتصادية الشائكة، كما سترى مدى امكانية تبني خطة «باء» في حال تعذر تسويقه لدى الاطراف الخارجية والداخلية. في هذا الوقت، لفتت مصادر مطلعة الى ان زيارة وفد الحزب التقدمي الاشتراكي الى باريس برئاسة وليد جنبلاط، لم تحدث اي خرق جدي في الملف الرئاسي، وكان الفرنسيون واضحين بعدم تمسكهم بالمقايضة بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ونواف سلام، لكنهم طالبوا بافكار اخرى للتسوية، في غياب اي مقترحات جدية اقليميا او دوليا، واشاروا الى انهم يبحثون عن حلول قادرة على اختراق «جدار الازمة» لا مجرد «جس نبض» فات اوانه بسبب استفحال الازمة. وعلم في هذا السياق، ان الفرنسيين ابلغوا جنبلاط ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيعمل جاهدا للحصول على اجوبة سعودية على اسئلته خلال زيارته المرتقبة التي سيلتقي خلالها ولي العهد محمد بن سلمان. وحتى ذلك الوقت، الانتظار سيبقى سيد الموقف. ومن هنا تحدثت المصادر «الاشتراكية» عن مساع واتصالات مستمرة، وتجنبت الحديث عن إنجاز ما، رافضة التحدث عن حجم التقدّم الذي احرزته مساعي جنبلاط الخارجية والداخلية كي لا «تعرقل المساعي».

«بوانتاج» بري

في هذا الوقت، لا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري يجري «بوانتاج» نيابي بعيدا عن الاضواء لتامين الـ65صوتا لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وحتى الآن تشير مصادر مطلعة الى تامين 58نائبا مؤيدا، والاتصالات مستمرة، وحين يصل الى مبتغاه سيدعو فورا الى جلسة لانتخاب الرئيس كي يحرج الكتل المعارضة ويضعها امام مسؤولياتها. وباعتقاد تلك الاوساط فان تامين الـ86نائبا لتامين دستورية الجلسة يبقى اسهل من تامين الـ65 حتى الآن، فالقوى السياسية المعارضة او بعضها ستدخل عندها في تسوية حول ادارة السنوات الست المقبلة، ولن تبقى وراء تسوية تحظى بغطاء خارجي اقليمي ودولي.

«القطيعة» بين «التيار» والحزب

في هذا الوقت، علمت «الديار» ان العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر وصلت الى حدود «القطيعة» للمرة الاولى منذ اندلاع الازمة على خلفية الخلاف حول الانتخابات الرئاسية، وهذا التدهور جاء على خلفية تجاوز رئيس التيار النائب جبران باسيل كل «الخطوط الحمراء» والاصرار على التصعيد الكلامي العلني المجافي للحقائق، كما تقول اوساط مقربة من الحزب، وهو يتقصد مع كل ظهور اعلامي شن هجوم «ظالم» لاسباب باتت تطرح اكثر من علامة استفهام! ومن هنا، لا كلام ولا تواصل على كافة المستويات حاليا، والامور وصلت الى القطيعة التامة.

جلسة حكومية

وفيما اكد مستشار رئيس حكومة تصريف الاعمال الوزير السابق نقولا نحاس ان ميقاتي سيدعو إلى جلسة للحكومة الأسبوع المقبل، بعدما كان ألغى جلسة مجلس الوزراء التي دعا إليها الاثنين الماضي للبحث في بند واحد يتعلَّق بانعكاسات الأوضاع المالية والنقدية على الرواتب والأجور في كل القطاعات،اعتبر وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل ان «انعقاد جلسة لمجلس الوزراء مخصصة للبت بمسودات مشاريع المراسيم التي رفعتها وزارة المالية بشأن تعويضات الإنتاجية وبدلات النقل لموظفي الإدارات والمؤسسات العامة والأسلاك العسكرية عن أيام العمل الفعلية الى غيرها من الشؤون اليومية الحياتية، أمر بغاية الأهمية لإعادة العمل الى الإدارات العامة والمؤسسات بطريقة مستدامة».

احتجاجات ووعود؟

وعلى وقع الانهيار الاقتصادي المتمادي، وفيما تضاربت المعلومات حول احتساب رواتب الموظفين، في ظل استعداد «المركزي» لاعادة النظر باحتسابها على الـ90 الف ليرة على سعر صيرفة لتصبح ما بين الـ60 أو 70 ألف ليرة لشهر آذار، نفذ المجلس التنسيقي للمتقاعدين في القطاع العام اعتصاماً، صباحا في رياض الصلح، بمشاركة كثيفة من تجمّع «الولاء للوطن»، بالإضافة إلى رابطة قدماء القوات المسلحة اللبنانية ومختلف مجموعات العسكريين المتقاعدين دعماً لمطالبهم المعيشية، وسط انتشار أمني كثيف للجيش والقوى الأمنية ومكافحة الشغب. وطالب المحتجون بأن يكون سعر صيرفة على دولار 28 لاحقا توجه عدد من المحتجين الى أمام مصرف لبنان للتظاهر. وقد حاول عدد من العسكريين المتقاعدين إزالة الأسلاك الشائكة، في مواجهة فرقة مكافحة الشغب، وحصر «هرج ومرج» لبعض الوقت. وبعد ان التقى وفد من العسكريين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حيث طلب منه اعتماد سعر 28500 للرواتب، أبلغهم انه لا يمانع ذلك ولكنه بحاجة لموافقة الحكومة ووزير المال، واستمهل الوفد حتى يوم الاثنين، كي يحصل على اجوبة حكومية بهذا الصدد.

رواتب القطاع الخاص

في غضون ذلك، أعلن وزير العمل مصطفى بيرم أنّه تمّ الاتفاق في لجنة المؤشر امس على رفع الحدّ الأدنى في القطاع الخاص إلى 9 ملايين ليرة أي بزيادة 4 مليون ونصف، وبدل النقل إلى 250 ألف ليرة عن كلّ يوم حضور، ورفع سقف المرض والأمومة ضعفين. وقال بيرم، بعد ترؤسه اجتماعا للجنة المؤشر إنّ هذه الزيادات ستكون خاضعة للمراجعات تبعاً لتقلّبات سعر صرف الدولار لمراعاة العدالة في هذه المسألة. ولفت إلى أنّ هناك اجتماعاً الإثنين المقبل للجنة الطوارئ في المرفق العام وأنّه سيحمل هذه التوصية وسيضعها بين يدي رئيس مجلس الوزراء والوزراء لوضع المطالب الشاملة للقطاع العام على النار الحامية.

«اوجيرو» و«العصا والجزرة»

ومع الانهيارات المتلاحقة في سنترالات «اوجيرو» ومواصلة تجاهل مطالب موظفيها، شهد يوم امس تهويل «بعصا» الجيش «وجزرة الحوار»، حيث طلب رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من وزير الاتصالات جوني القرم تدخل الجيش لاستلام قطاع «أوجيرو» بالكامل». وقال القرم انه لا يقبل بأن يأخذ أحد المواطن كرهينة، فقطاع الانترنت هو أمر ضروي وأساسي لاستمرار الحياة وممنوع أي توقف. وحتى مساء امس لم تتبلغ قيادة الجيش بأي أمر يتعلّق بالتدخل في إضراب «أوجيرو». هذه التصريحات اثارت حال من الغضب والاستنكار لدى المستخدمين والعاملين في هيئة «أوجيرو» في بيان بعد اجتماع طارئ، على كلام القرم، معلناً «ترحيبه بالجيش اللبناني حامي الوطن والقلعة الصامدة المنيعة»، مؤكداً أنّ جميع المراكز والمكاتب هي بتصرّفه من المركز الرئيسي إلى آخر مركز على مساحة الوطن.كما أكد المجلس «استمراره بالإضراب المفتوح واستعداده لمتابعة التفاوض حينما تهدأ النفوس». وفي وقت لاحق دعا القرم، نقابة موظفي هيئة «أوجيرو» إلى فكّ الإضراب والعودة إلى «لغة الحوار خدمةً لقطاع الاتصالات وللقطاعات كافة».

حزب الله يفكك «لغم» المطار

في هذا الوقت، نجح حزب الله في تفكيك «لغم» ازمة تلزيم إنشاء المبنى الجديد للمسافرين في مطار رفيق الحريري الدولي، وأعلن وزير الأشغال العامة والنقل، علي حمية، عدم السير بالعقد بناءً على طلب من الحزب. وقال حمية، في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب، قبيل اجتماع لجنة الاشغال النيابية إنّه «رغم أهمية المشروع، وعلى إثر الجدل القانوني الحاصل في مشروع إنشاء المبنى الجديد للمسافرين في المطار، وبناءً على طلب من الجهة التي أتشرف في تمثيلها في الحكومة اللبنانية وهي حزب الله، أعلنها وبكل شجاعة عدم السير بالعقد واعتباره وكأنّه غير موجود». وكان حمية قد أطلق في وقت سابق مشروع إنشاء المبنى الجديد للمسافرين في المطار لاستيعاب 3.5 مليون مسافر، وبتمويل تجهيز وإشغال المبنى الجديد باستثمار خارجي بقيمة 122 مليون دولار أميركي، مدفوعة بالكامل من القطاع الخاص، ومن دون أن تدفع الدولة اللبنانية دولارًا واحدًا، وذلك عبر الشركة اللبنانية للنقل الجوي «لات»، الأمر الذي أثار انتقاد جهات عدة لناحية التوصّل إلى اتفاق بالتراضي بما لا يتوافق مع قانون الشراء العام الصادر في 2021… وبعد اجتماع لجنة الاشغال النيابية هنأ النائب سجيع عطية الوزير حمية على الشجاعة الادبية، وقال: نحن نفتخر بوزراء لديهم التواضع والحكمة واستدراك الامور خصوصا في هذه الظروف الصعبة وانا فخور كثيرا بهذا المستوى الاخلاقي العالي. وتم ترحيل المشروع الى الحكومة المقبلة اي بعد الانتخابات الرئاسية.

انتهاء ازمة السجون!

في هذا الوقت وافق وزير المال على تحويل سلفة لقوى الامن الداخلي، ما سيمكنها من تغطية مستحقات موردي سجون زحلة وطرابلس ورومية الذين اعلنوا عن نيتهم التوقف عن العمل مطلع نيسان في حال عدم دفع مستحقاتهم، وكانت الأوضاع الصعبة التي يعاني منها السجناء بلغت حدَّ حرمانهم من الغذاء، وتعاظمت المخاوف الأخيرة مع إعلان المتعهدين توقفهم عن تسليم المواد الغذائية اعتباراً من مطلع شهر نيسان، بعدما تراكمت الديون المستحقة لهم لدى الدولة منذ سبعة أشهر، وتبلغ نحو مائة مليار ليرة.

تغيير «قواعد الاشتباك»؟

وفيما يغلي الداخل الاسرائيلي على وقع الانقسامات غير المسبوقة والخلاف المستجد مع واشنطن، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي المقال يوآف غالانت، من حروب في المنطقة، وقال ان هناك احتمالا لإمكانية اشتعال الأرض وإمكانية أن تشتعل معها ساحات إضافية أيضاً. ونقلت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية تقديرات صادرة عن الاجهزة الامنية تشير الى ان الأزمة إذا ما اشتدت مع واشنطن فمن شأنها أن تمس على المدى البعيد بالامن الاسرائيلي لان العدو وخاصة حزب الله بات يتجرأ اكثر ويرفع مستوى التوتر. في هذا الوقت، نقلت وسائل اعلامية اسرائيلية عن مصادر امنية إسرائيليّة رسميّة تاكيدها ان حزب الله يختبر احتمال تغيير قواعد الاشتباك في مواجهة التردد الإسرائيليّ والأميركيّ، بعد عملية التفجير التي وقعت يوم الـ 13 من الشهر الجاري في مفترق «مجدو» وشدّدت المصادر ان الحزب يريد تغيير قواعد الاشتباك مع الكيان بشكلٍ يهدد بخلق فجوات بين واشنطن وتل أبيب، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّه ولأوّل مرّةٍ يعلن فيها الرئيس الأميركيّ، بالصوت والصورة، أنّه لن يُوجِه دعوةً لرئيس الوزراء اسرائيلي لزيارة واشنطن، وهو الأمر الذي كان بمثابة تقليدٍ متعارفٍ عليه منذ العام 1948.

تراجع الردع

من ناحيته اقر الجنرال يوسي كوبرفاسر رئيس شعبة الأبحاث الأسبق في جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان)، تراجع الردع الإسرائيليّ أمام حزب الله وهو ما ظهر في هجوم مجدو، الأمر الذي يعكس تصعيدًا في جرأته، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه «صحيح أنّ الكثير يخفى حول ما حدث بالضبط، لكن من الواضح أنّ قوّة في لبنان، تتمتّع بمستوى مهنيٍّ عسكريٍّ مثير للإعجاب نسبيًا، بما في ذلك الوصول المتقدم، والقدرة على عبور الحاجز الحدوديّ، قررت إرسال مسلحٍ بشكلٍ جيّد إلى الداخل، وقد نجح في تنفيذ هذه العملية، كل هذا دون أنْ يكون أيّ شخصٍ في إسرائيل على علم بالنية، والقرار، والتنفيذ». وأشار إلى أنّه حتى في وقتٍ لاحقٍ، فليس من الواضح ما إذا كانت المخابرات الإسرائيليّة تمكّنت بالفعل من تحديد كيفية منع تكرار الحادث أمْ لا، لأنّه من الجهة الاستخباراتيّة يبدو أنّنا أمام مفاجأةً متعددة الأبعاد. وخلص كوبرفاسر الى القول، بعد ما جرى يتبين أنّ الفهم الإسرائيليّ للواقع اللبنانيّ خاطئ، ويحمل عدم إدراك للتغييرات الأخيرة فيه، ما يدفع «أعداء» إسرائيل لتغيير الصورة الميدانيّة، ويقودهم لتبنيّ استراتيجيّة جديدة وهذا يدعو إلى القلق.

Leave A Reply