ايفا ابي حيدر- الجمهورية
بعدما خَطت السوبرماركت خطوة التسعير بالدولار بمباركة وزير الاقتصاد أمين سلام، بات التسعير بالدولار متاحاً وسائداً في كل القطاعات وكل المتاجر وكل الخدمات، باستثناء تلك التي يقدمها القطاع العام. وعليه، يمكن القول انّ الاقتصاد اللبناني واقعياً بات مدولراً.
في ظل التراجع المستمر في اسعار الدولار في السوق السوداء يبدو وللمرة الاولى انّ هناك ارتياحا لخطوة التسعير بالدولار في السوبرماركت لأن التراجع حصل تلقائيا وفوريا على عكس المرات السابقة حيث كان يستغرق انعكاس التراجع في الدولار على الاسعار ما بين الاسبوع الى 10 أيام، لذا استغلّ بعض المتسوقين الفرصة للتبضع قبل معاودة الدولار ارتفاعه خصوصا انه تزامن مع فترة قبض الرواتب.
أما بعد مضي شهر على بدء تجربة تسعير السلع الغذائية والمنتجات في محال السوبر ماركت بالدولار الأميركي واحتسابه وفق سعر الدولار في السوق السوداء كيف يقيّم المعنيون هذه التجربة؟ كيف افادت المستهلك؟ وماذا عن التسعير بالليرة اللبنانية؟
في هذا الاطار، أكد نقيب اصحاب السوبرماركت نبيل فهد لـ”الجمهورية” ان عملية التسعير بالدولار في السوبرماركت كانت ناجحة جدا وصَبّت لصالح المستهلكين، لافتاً الى ان دراسة أجريت بين 15 كانون الثاني و22 آذار شملت 20 صنفاً اساسياً اظهرت نتائجها إمّا انخفاضا أو استقرارا في اسعار هذه المنتجات وذلك لدى مقارنة اسعارها بالدولار، كاشفا ان نسبة الانخفاض وصلت الى 7.3 %. وقال: نحن نعتبر انّ هذه الخطوة أتت لصالح المستهلكين وهذا ما لطالما سعينا له منذ بدء مطالبتنا بالتسعير بالدولار، لأنّ ذلك انعكس تراجعا واستقرارا في اسعار السلع وخلقَ منافسة أكثر وضوحا بين المحال.
أما عن السلع التي لا تزال تُسعّر بالليرة اللبنانية فرأى فهد انها تعكس عدم الوضوح في التسعير، كاشفا انه مؤخرا انتقل أكثر من 95 % من الموردين الى التسعير بالدولار. واوضح ان السوبرماركات اعتمدت التسعير بالليرة اللبنانية للسلع التي تدفع فاتورتها للمورد بالليرة اللبنانية والتسعير بالدولار للسلع التي تدفع فاتورتها للمورد بالدولار.
وردا على سؤال، كشف فهد انه تبيّن، بناء على دراسة تجريها وزارة الاقتصاد اسبوعيا على سلة غذائية من 60 صنفا، ان اسعار السلع بالدولار بقيت مستقرة وهذا يعني ان طريقة التسعير هذه أمّنت استقرار في الاسواق.
أما عن نسبة إقدام المستهلكين على الدفع بالدولار داخل السوبرماركت فيقول فهد: لاحظنا ان نسبة المستهلكين الذين يدفعون فاتورتهم بالدولار الفريش داخل السوبرماركت ارتفعت عن السابق، خصوصا ان سعر الصرف المُعتمد يوازي السعر في السوق السوداء وهذا ما شَكّل عامل جذب، الا ان نسبة هؤلاء تبقى اقل من نسبة الذين يسددون الفاتورة بالليرة اللبنانية وذلك لأنّ قسما كبيرا من اللبنانيين يسددون فاتورتهم بواسطة البطاقة المصرفية فيدفعون نصف المبلغ كاش والنصف الثاني بالكارت.
بحصلي
في السياق نفسه، اعتبر رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي، في بيان، انّ اعتماد الدولار في تسعير المواد الغذائية أظهَر فعالية كبيرة لجهة عدم شعور التجار والمستهلكين بالغبن عند ارتفاع سعر صرف الدولار وعند انخفاضه، واشار الى أنه عندما كان ينخفض سعر صرف الدولار كان يُقال ان الاسعار لا يتم تخفيضها، أما الآن الأسعار تنخفض بشكل تلقائي بنسبة توازي انخفاض سعر الدولار، معتبراً ان التسعير بالدولار كان الحل الأنسب في ظل غياب البوادر الإصلاحية.
ورأى بحصلي ان استقرار سعر صرف الدولار والإنخفاض الذي سجله خلال الايام الماضية هو أمر في غاية الأهمية بالنسبة للمستهلكين والأسواق خصوصاً في فترة الأعياد، على الرغم من بلوغ سعر صرف الدولار مستويات مرتفعة جداً فوق الـ100 ألف ليرة، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة الذهاب فوراً الى حلول شاملة من شأنها تنفيذ خطة تعافي إقتصادي ومالي وتنفيذ الإصلاحات والإتفاق مع صندوق النقد الدولي، لأنه من شأن ذلك وحده السيطرة على الوضع المالي في البلاد وخفض سعر صرف الدولار وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين بما يُمكّنهم من الحصول على كامل احتياجاتهم الغذائية.
وطمأنَ بحصلي الى أنّ العنصر الغذائي مؤمّن بغضّ النظر عن الأزمة المالية والإقتصادية، مشيراً في هذا الإطار الى أنّ اسعار الزيت النباتي إنخفضت عالمياً ومحلياً فيما أسعار الحبوب بقيت مستقرة.