صلاح سلام – اللواء
فلسطين سبقتنا في توحيد جناحيها المسلم والمسيحي بمناسبة شهري الصوم وعيدين الفصح والفطر السعيد. جموع المصلين في المسجد الأقصى صمدت، وتصدّت ببسالة لجحافل قوات الإحتلال المدججين بالسلاح، وطردت جموع المستوطنين المتطرفين، باللحم الحي، ودون اللجوء إلى أعمال العنف، التي حاول الصهاينة جرّهم لها، لتبرير هجماتهم الوحشية على ثالث أقدس المساجد عند المسلمين.
الأسلوب الصهيوني الهمجي ضد المؤمنين، تكرر عشية الإحتفال بعيد الفصح، وحلول سبت النور عند الطوائف الأرثوذكسية، حيث تصدى المستوطنين المتعصبين، مدعومين بجنود الإحتلال، للمصلين داخل كنيسة القيامة ، بغية إخراجهم بالقوة، ومنعهم من تأدية الطقوس المعتادة بمناسبة قيامة السيد المسيح.
لم نكن بحاجة للممارسات التعسفية والوحشية في كنيسة النور حتى ندرك مرة أخرى أن الإحتلال الإسرائيلي الغاشم لا يُفرّق بين الفلسطيني المسلم ومواطنه المسيحي. فعنصرية الدولة اليهودية الصهيونية، تتجاوز الإعتبارات الطائفية، ولا تعترف بالديانات السماوية الأخرى. كيف تعترف أهل الدولة العبرية واسلافهم هم الذين صلبوا السيد المسيح، وقبائل خيبر اليهودية هي التي زرعت البذور الأولى للفتنة بين المسلمين، وحاربت الرسول العربي الكريم.
وتؤكد حملات الإضطهاد الصهيوني اليومية ضد الشعب الفلسطيني الصامد في قرى وبلدات الضفة الغربية، أن العدو لا يفرق بين قرية غالبية سكانها مسلمين، أو تلك التي تقطنها أكثرية مسيحية، لأن الهدف هو إقتلاع الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، من أرضهم، وإزالة كل آثارهم الدينية والحضارية.
ليس صحيحا كلام الجاهلية الذي ظهر في بعض مواقع التواصل، والإدعاء بأن المرجعيات الإسلامية تجاهلت ما تعرض له المصلون في كنيسة القيامة، في وقت كان المؤمنون يقاومون المستوطنين وحراب حماتهم من عناصر الشرطة وجيش العدو، الذين ينكلون بالنساء والشيوخ والأطفال الذي جاءوا يؤدون صلاة الجمعة الرمضانية في رحاب الأقصى.
لم تعُد بيانات الشجب والإستنكار تكفي في التصدي للعدوان الصهيوني السافر على مقدسات المسلمين والمسيحيين في القدس، أمام وحدة الدم الوطني الفلسطيني، التي تبقى السلاح الأقوى ضد الإحتلال الغاشم.
فهل تكون الخطوة التالية توحيد دماء الضفة وغزة، بعد تحقيق وحدة الدم المسيحي والمسلم في المدينة المقدسة؟