السبت, نوفمبر 23
Banner

انهيار أسهم المصارف الأميركية… وبايدن يحذر النواب من خطورة عدم رفع سقف الدين

كتبت صحيفة “البناء” تقول:

وسط اشتعال جبهات أوكرانيا، وإعلان روسيا أن العقاب على استهداف الكرملين لم يبدأ بعد، وسط تأكيدات هروب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى فنلندا وإقامته فيها، تتزايد احتمالات التصعيد على جبهات القتال، بينما في السودان تتصدّر الأحداث المساعي المبذولة للتوصل إلى جولة مفاوضات بين الطرفين المتحاربين، تتصدّرها المباحثات التي ستجري في اجتماع مجلس الجامعة العربية يوم غد الأحد، بينما حملت أخبار واشنطن تطوراً خطيراً في الأسواق المالية تمثل بالتسابق على سحب الودائع من أكثر من مئة مصرف ترتب عليها انخفاض متفاوت في أسعار أسهم مئة وثلاثين مصرفاً، وبلغ الانهيار نسبة 45% في بعضها، كما كان حال مصرف باك ويست، وبالتوازي كان الملف المالي الحكومي على نار حامية، حيث يتمسك النواب الجمهوريون بعدم تمرير تشريع يرفع سقف الدين، حيث تقترب أكثر فأكثر مع اقتراب أول حزيران، المهلة الأخيرة قبل نفاد القدرة على تمويل الدولة، وهو ما دفع الرئيس جو بايدن إلى تحذير النواب الذين سوف يلتقيهم الثلاثاء من خطورة ما يفعلونه، متهماً الجمهوريين باتخاذ اقتصاد البلاد رهينة برفضهم رفع سقف الدين ما لم يتم إدخال تعديلات جوهرية على الموازنة.

في المنطقة تتجه الأنظار غداً نحو اجتماع مجلس الجامعة العربية الذي سوف يبحث مبادرة عربية لوقف النار في السودان، لكن مصدر الاهتمام يعود لكون الاجتماع سوف ينعقد مجدداً الأحد للبحث بقرار لاستعادة سورية مقعدها في الجامعة العربية، وهو ما بشر باقتراب حدوثه وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي، الذي قال إن لدى سورية ما يكفي من الأصوات لاستعادة مقعدها. ووفق مصادر عربية متابعة لمجريات التحضير للقمة العربية فإن السعودية التي قادت انعقاد اجتماعَيْ جدة وعمان، كانت تقوم بالتحضير للقمة العربية، وتوفير الظروف لمشاركة الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد فيها، فضمنت الرياض في اجتماع جدة بمشاركة دول مجلس التعاون مع مصر والأردن والعراق تفويضاً خليجياً بتمثيل المجلس في اجتماع عمان الخماسي المشترك مع دمشق والقاهرة وبغداد وعمان، الذي خرج ببيان يثمن مواقف سورية لجهة التعاون في ضمان الأمن وعودة اللاجئين والعفو العام، ويعلن تأييدها في مواجهة الإرهاب وتفكيك الميليشيات وانسحاب القوات الأجنبية غير الشرعية، بما مهّد الطريق لمناقشة استعادة سورية لمقعدها على قاعدة نتائج الاجتماع الذي أبلغت فيه سورية المشاركين بما سبق لها وأكدته مراراً، لكنه شكل هذه المرة مدخلاً لموقف عربي يتيح حسم أمر استعادة سورية لمقعدها، تمهيداً لمشاركة رئيسها في القمة، من موقع التسليم بانتصار سورية والعلاقة المميزة بينها وبين السعودية التي تقف خلف كواليس كل هذه التحضيرات.

لبنانياً، قطعت الرياض المرحلة الأولى من مسيرتها نحو المداخلة الرئاسية بإعلان أن الأولوية هي لانتخاب رئيس وإنهاء حال الفراغ الرئاسي، أي رفع الغطاء عن سلاح تعطيل نصاب جلسات الانتخاب، ونقل الملف الرئاسي من خطر التعطيل الى المنافسة، وبالتوازي أبلغت رفع الفيتو عن المرشح سليمان فرنجية، وكان السلاح الرئيسي لمعارضي فرنجية يقوم على ثنائية تعطيل النصاب، والفيتو السعودي، ويبقى أن الكتل النيابية الصديقة للسعودية والتي ليس لديها مشكلة مع انتخاب فرنجية، سوف تقوم باستطلاع درجة التشجيع على السير بانتخاب فرنجية. والمعني هنا كتلة اللقاء الديمقراطي وعدد من النواب المستقلين، يزيد مجموع النواب الذين يمثلونهم عن العشرين نائباً، بما يضمن بانضمامهم الى انتخاب فرنجية حسماً للمعركة الرئاسية لصالحه، ويجري الحديث عن زيارة للسفير السعودي وليد البخاري الى بنشعي اليوم للقاء الوزير السابق سليمان فرنجية، في لقاء هو الأول منذ الاجتماع الذي دعت إليه السفارة السعودية في ذكرى اتفاق الطائف في اليونسكو وكان تلقى فرنجية معاملة متميّزة خلاله، وتحمل الزيارة رسالة واضحة لمن يهمه الأمر بأن القنوات مع فرنجية سالكة، بينما قالت مصادر نيابية إن النائب غسان سكاف نجح خلال لقائه مع البطريرك بشارة الراعي بحصر لائحة بكركي من أحد عشر اسماً مرشحاً الى ثلاثة، بينهم المرشحان سليمان فرنجية وميشال معوض، ورجحت أن الاسم الثالث هو الوزير السابق زياد بارود، وسط سعي من بعض نواب التغيير والمستقلين لجعله مرشحاً مشتركاً مع التيار الوطني الحر، الذي لم يسحم خياراته بعد في حال الدعوة لجلسة انتخاب قريبة، وسط تساؤلات امام انعقاد القمة العربية واستضافتها الرئيس السوري، عن فرضية الدعوة لجلسة انتخاب رئاسية قبل القمة تتيح مشاركة الرئيس اللبنانيّ المنتخب في القمة ولقائه بالقادة السعوديين؟

وواصل السفير السعودي في لبنان وليد بخاري جولته على القوى السياسية اللبنانية وزار أمس الرئيس تمام سلام في دارته في المصيطبة وتم عرض للاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة. وتم التشديد على «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن منعا لاطالة مدة الفراغ ودخول لبنان في المجهول»، بحسب بيان صادر عن مكتب سلام.

ويزور بخاري اليوم بنشعي للقاء رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي تردد أنه زار والوزير السابق يوسف فنيانوس رئيس مجلس النواب نبيه بري في أعقاب زيارة البخاري الى عين التينة أمس الأول.

وأشارت أوساط مطلعة لـ«البناء» الى أن «طبخة التسوية الرئاسية على النار وصارت أقرب من أي وقت مضى على الرغم من بعض العقد التي لازالت تعيق طريق التخريجة النهائية للتسوية، لا سيما العقدة المسيحية»، لافتة الى أن زيارة السفير السعودي بالشكل الى المرجعيات السياسية بعد عودته من السعودية وتغير في خطابه والمصطلحات التي استخدمها والرسائل بين السطور تشكل دليلاً على ليونة في الموقف السعودي وهذا بدا واضحاً في ملامح وجه الرئيس بري خلال استقباله السفير السعودي».

وتلفت المصادر الى أن «الوساطات التي يقوم بها أكثر من طرف لا سيما نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب والنائب غسان السكاف وآخرين للبحث عن مخرج يحفظ ماء الوجه للأطراف المعارضة لانتخاب فرنجية لا سيما وأن هذه الأطراف لا تستطيع الاستمرار بسياسة التعطيل لمدة طويلة وفي نهاية المطاف ستذهب مكرهة لتسمية مرشح أو اثنين والنزول الى المجلس النيابي لخوض المعركة الانتخابية ضد المرشح المدعوم من ثنائي حزب الله وحركة أمل»، موضحة أن التقارب السعودي – السوري اضافة الى التفاهم الايراني السعودي سينعكس حكماً على لبنان في وقت قريب».

وفي سياق ذلك، نقل مصدر نيابي لبناني وفق معلومات «البناء» عن جهة ديبلوماسية متابعة للزيارات المتبادلة بين سورية والسعودية، أنه وخلال استعراض المسؤولين السوريين والسعوديين للملف اللبناني والاستحقاق الرئاسي، طلبت السعودية ضمانات مباشرة من سورية لكي تغطي تسوية سياسية في لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة ومشاركة السعودية في تقديم الدعم المالي للبنان.

وفي اطار جولاته على الاطراف السياسية زار بوصعب رئيس المردة سليمان فرنجية في بنشعي. وقال بعد اللقاء: وجدت لديه كل الانفتاح للتواصل والحوار والتفاهم مع كل الفرقاء.

بالتوازي زار النائب غسان سكاف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي. وقال سكاف بعد اللقاء: «هناك بصيص امل في الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية، وقد حصرنا الاسماء بـ3 من اصل 11 تم البحث فيها».

وكان الرئيس بري استقبل في عين التينة الوزير السابق غازي العريضي، وعرض معه للاوضاع العامة والمستجدات السياسية.

وأطلق حزب الله سلسلة مواقف في الشأن الرئاسي تعكس تمسكاً بدعم ترشيح فرنجية مع الانفتاح على الحوار للتفاهم مع الأطراف الأخرى اذا كانت تملك خيارات بديلة لديها مواصفات تتطلبها المرحلة الراهنة لا سيما أجواء الانفتاح الاقليمي وضرورة تنفيذ خطط للنهوض الاقتصادي وفق ما تقول مصادر الثنائي لـ«البناء»، والتي شددت على أن لا خيارات بديلة لدى الفريق الداعم لترشيح فرنجية وعلى الأطراف الأخرى تقديم البدائل ومستعدون لبحثها، لكن لماذا تضييع الوقت وتعريض لبنان لخطر الانهيار الكبير طالما هناك مرشح كفرنجية يملك كامل المواصفات التي تتناسب وضرورات المرحلة. وكشفت المصادر أن الثنائي لا يمانع اتفاق الأطراف الأخرى على اسم أو أكثر والنزول الى المجلس النيابي للتصويت والاحتكام الى الدستور واللعبة الديموقراطية.

وأشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الى أننا «أكدنا مراراً على المقاربة الإيجابية بطرح اسم مرشح للرئاسة، واليوم أصبحت الأمور واضحة أكثر محلياً وإقليمياً، ولا ينفع الاستمرار بالمقاربة السلبية برفض الآخر من دون تقديم البديل». وأكد قاسم، عبر حسابه عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أن «حزب الله لم يتوقف عن مدِّ اليد إلى شركاء الوطن بالحوار للتوصل إلى انتخاب الرئيس».

ولفت الى أننا «أعلنَّا دعمنا لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فلتطرح الكتل الأخرى مرشحها أو مرشحيها، ونحن مستعدون للتداول لتقريب وجهات النظر للخروج من المراوحة، ثم يكون الانتخاب بتطبيق الدستور لانتخاب الرئيس في المجلس النيابي».

بدوره، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد «تعالوا لنتفاهم لاختيار الرئيس الأصلح لبلادنا في هذه المرحلة التي نريد منها أن تحفظكم وأن تحفظ مصالح الجميع. يقولون لنا أسقطوا مرشحكم وتعالوا لنتفاهم، هم لا يريدون الحوار بل يريدون أن نتخلى عن مرشحنا، فيما يريدوننا أن نستمع الى أسماء مرشحيهم ونتحاور حول الاسماء التي يطرحونها ثم يتهموننا بأننا نرفض الحوار ونرفض التفهم والتفاهم».

واعتبر أن «قد يطول الوقت حتى يستوعبوا الحقيقة، لكن هذا شأنهم لأن الإستحقاق الرئاسي واختيار الرئيس له علاقة برسم مسار البلد الاستراتيجي»، وقال: «لا يمكن أن يحصل تسامح وتساهل في اختيار الشخص الذي يشكل ضمانة لهم ولأمنهم ولسيادتهم ومصالحهم، والشخص الذي لا يدار من قبل الاعداء على الهاتف هذا ما نصبو إليه وما نصبر من اجله». اردف: بلدنا جزء من منطقة تزحف باتجاه تسوية أوضاعها وترتيب مصالحها بالتي هي أحسن، وتنحو باتجاه وقف الحروب لكن في لبنان هناك من يصر على شرذمة الموقف اللبناني وتصديع المجتمع اللبناني وتضييع فرصة أن يلتئم اللبنانيون لحفظ مستقبلهم ورعاية شؤونهم وصون مصالحهم والدفاع عن بلدهم «.

وكما سبق وأشارت «البناء» وصل وفد برلماني اوروبي الى لبنان أمس وضم رئيس الحكومة الروماني السابق النائب في الاتحاد الاوروبي داسيان سيولوس، عضو لجنة الدفاع في الاتحاد الأوروبي النائب كريستوف غرودلر، وعضو لجنة الخارجية الفرنسية النائبة صاليما يانبو، والنائب جورجيوس كريستوس الصحافي المناهض للفساد، والتقى الوفد النائب محمد رعد في حارة حريك.

كما التقى الوفد على التوالي نواباً من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية واللقاء الديموقراطي ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل.

على صعيد آخر، أكّد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، «أننا أبلغنا موقفنا لمفوضية اللاجئين وهم بصدد تسليم بيانات النازحين السوريين»، مشددًا على «أننا لن نقبل بإعطاء إقامات للنازحين السوريين في لبنان».

ولفت، في حديث تلفزيوني إلى أنّ «الدخول غير الشرعي يجعل كمية أعداد السوريين أكبر بكثير»، مؤكدًا على «ضرورة العودة الآمنة للنازحين السوريين»، إلى بلدهم. وأوضح مولوي، «أننا نريد كل البيانات للنازحين السوريين، وهذا قرار سيادي، ونحن بصدد تنظيم وجود النزوح السوري»، معتبرًا أنّه «من غير المقبول أن يكون لبنان مغيّبًا عن الاجتماعات بشأن النازحين».

وغداة قرار صرفها من الخدمة القضائية الذي استأنفته امام الهيئة العليا للمجلس التأديبي، ناشدت القاضية غادة عون المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي في تغريدة عبر تويتر انقاذ الشعب المظلوم والمسروق من»المافيا»، وقالت «لقد طُردت من منصبي لا لأسباب تتعلّق بالفساد والإهمال بل لأسباب تافهة».

على خط قضائي آخر، عقدت امس في قصر العدل جلسة الاستماع إلى وزير المال يوسف خليل من قبل الوفد القضائي الاوروبي، وقد دامت نحو ساعتين ونصف الساعة، غادر بعدها خليل.

وأفاد مصدر قضائي لوكالة «رويترز»، بأن «المحققين استجوبوا اليوم وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل بشأن علاقته بالبنك المركزي وشركة فوري أسوشيتس المملوكة لرجا التي حصلت على عمولات من بيع سندات»، مؤكداً أن «خليل أبلغ المحققين الأوروبيين أنه لم يسمع بشركة فوري من قبل». وذكر المصدر، أن «المحققين الأوربيين أنهوا مهمتهم في لبنان بعد جلسة اليوم. ولم يتضح على الفور ما إذا كانوا يعتزمون العودة إلى لبنان لإجراء مزيد من التحقيقات».

Leave A Reply