أشار تقرير صدر أمس عن موقع Bloomberg «ان الفشل في تأليف حكومة جديدة أعاق إمكانية إعادة الدين العام في لبنان الذي امتنع في آذار الماضي عن دفع مستحقات «يوروبونز» حسب التقرير الذي اعتبر «ان أي إعادة الهيكلة تتطلب وجود وحدة وطنية بين النخب السياسية اللبنانية، وهو أمر مستبعد جدا رغم الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في لبنان».
تقرير الموقع الدولي جاء تعليقاً على إعلان رئيس الجمهورية انه إذا فشلت المبادرة الفرنسية فان الوضع في لبنان ذاهب «الى جهنم» ودون أن يحدد الرئيس من خلال أي باب من الأبواب ستكون الطريق.
ففي الكتاب الكريم سبعة أبواب منها: الجحيم، والسعير، والحطمة واللظى والهاوية، وباب «سقر التي لا تبقي ولا تذر» والتي على نوع ومدى لهيبها سيتوقف حجم الاهتمام الدولي. ولنا من «جحيم» الأرجنتين المثال والتجربة والعبرة، حيث صندوق النقد الدولي لم يلتفت الى أوضاع لبنان المالية السيئة في لبنان في العام ١٩٩٨ ووجّه جلّ اهتمامه لإنقاذ اقتصاد الأرجنتين من أزمات استمرت في العام نفسه وحتى العام ٢٠٠٢ وسط اضرابات وتظاهرات سقط خلالها عشرات الجرحى. وتساءل اللبنانيون يومها: هل من الضروري أن تصل المظاهرات والاضرابات في لبنان الى ما وصلت إليه في الأرجنتين كي يتحرك البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ويقدم جرعات من السيولة لإنقاذ أوضاع لبنان الشبيهة الآن بوضع الأرجنتين شعبيا في تحركات ومظاهرات، واقتصاديا في كوارث اقتصادية ونقدية ومالية واجتماعية؟
والجواب…
بأن الدول الكبرى التي تقف وراء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وفي طليعتها الولايات المتحدة، كانت تخشى أن تمتد حالة الأرجنتين بآثارها ونتائجها الى باقي دول أميركا اللاتينية والى الاستثمارات الأميركية والأوروبية في المشاريع والأسهم الأرجنتينية بما استدعى التدخّل الفوري لانقاذ الاقتصاد الأرجنتيني ولو بأكلاف عالية جدا، لا سيما ان الأرجنتين مع البرازيل الحديقة الخلفية للولايات المتحدة في أميركا الجنوبية.
وفي حال لبنان اليوم، حيث الانتفاضة الشعبية الكبرى والتفجيرات الأمنية والانهيارات النقدية والمالية لا تقارن بها مظاهرات وإضرابات الارجنتين، وحيث الفراغ الحكومي وإخفاق المبادرة الفرنسية وفشل الحلول السياسية تهدد الاستقرار المعيشي والاجتماعي… هل بلغ الوضع حد التخوّف الدولي من أن يمتد لهيب الأزمة اللبنانية الى خارج لبنان؟ فيسارع المجتمع الدولي الى إنقاذ لبنان، أم أن الحالة هنا عكس حال الأرجنتين.. هناك حاجة دولية للتهدئة والإنقاذ، وهنا سعي حثيث للدمار والانهيار؟!