كتبت صحيفة “الديار”: لا امل بخرق رئاسي من مباحثات لودريان او بيان الدوحة، ولا بد من انتظار نتائج الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وعلى ضوئه، اما ينبت “الحشيش” على طريق بعبدا حتى نهاية عهد المجلس النيابي الحالي او تفتح أبواب القصر حسب مصادر متابعة للملف وقريبة من 8 آذار.
وحسب المصادر عينها، فان الحوار بين الحزب والتيار ما زال حول النقاط المتعلقة بالنظام والصندوق السيادي واللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، ولم يتطرق إلى الملف الرئاسي رغم تأكيد مسؤولو التيار ونوابه، ان الاتفاق على هذه النقاط يجعل التوافق على اسم الرئيس سهلا ولا يعود يشكل اي عقبة.
وتضيف المصادر، ان موقع رئاسة الجمهورية شكل الضمانة للمقاومة وسلاحها ما بعد الطائف، بدءا من الياس الهراوي واميل لحود بغطاء من الرئيس المرحوم حافظ الأسد الى ميشال سليمان بغطاء عربي ودولي وصولا الى ميشال عون، فلماذا الانقلاب على هذه المعادلة حاليا؟ حيث يشكل سليمان فرنجية وجبران باسيل الضمانة اليوم، والجميع يعلم الظروف التي تمنع الوصول بباسيل إلى قصر بعبدا، لذلك طرح الثنائي وعدد من الكتل النيابية وقوى 8 آذار سليمان فرنجية، وحدد سماحة السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير الأسباب والمعطيات التي تقف وراء التمسك بفرنجية كونه يشكل الضمانة لحماية ظهر المقاومة في مرحلة خطيرة، وحسب المصادر عينها، فان هذه الورقة الدستورية الرئاسية التي تحولت الى “عرف” يريد البعض في لبنان ان يشلحها وينزعها من المقاومة ويسلمها للخارج، وهذا البعض هو نفسه وافق على الشروط الأميركية في حرب تموز، ولم يقدم شيئا للبلد ومسؤول عما الت اليه أوضاعه.
وفي ظل هذا الواقع، ستبقى الأمور في البلد معلقة، مع تعبئة الفراغات كما حصل في المديرية العامة للامن العام، وسيتولى اكبر الأعضاء سنا في المجلس العسكري مهام قائد الجيش في 16 كانون الثاني، ويسري ذلك على رئاسة المجلس الأعلى للجمارك وتعاونية موظفي الدولة.
وحسب المصادر عينها، ان التراجع عن فرنجية من قبل الثنائي الشيعي ليس مطروحا لا قبل ولا بعد بيان الدوحة.
لقاءات لودريان
اللقاء الهام للموفد الفرنسي سيكون اليوم مع حزب الله الذي سيؤكد على دعم فرنجية والاستماع منه عن مدى صحة التسريبات عن تبدل في الموقف الفرنسي من فرنجية والسلة الواحدة، في حين طرح الموفد الفرنسي مع التيار الوطني والقوات اللبنانية اجراء مشاورات بين الجميع في ايلول للنقاش في مواصفات الرئيس وما المطلوب منه؟ على ان يستتبع ذلك عقد جلسات متتالية في المجلس النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية، ورحبت الوزيرة السابقة ندى البستاني بالطرح، بينما اشار الدكتور سمير جعجع الى ان الموضوع يحتاج الى النقاش الحزبي اولا ومع المعارضة ثانيا، وعلم ان لودريان لم يطرح اي اسم في الاجتماع ولم يستبعد فرنجية او غيره وهذا ما اثار استياء جعجع الذي شن هجوما عنيفا على بري استدعى ردا من النائب محمد خواجة متهما جعجع بانه اخر من يعمل لحصول انتخابات رئاسة الجمهورية، فيما اكد فيصل كرامي، ان لودريان طرح معه اجراء مشاورات في ايلول وليس حوارا، واللافت ان كل فريق يفسر كلام الموفد الفرنسي على هواه وكما يريد بالنسبة لما سيجري في ايلول.
المصرف المركزي
اكد نواب الحاكم المركزي الاربعة، وسيم منصوري وبشير يقظان وسليم شاهين والكسندر مراديان خلال اجتماعهم برئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس في حضور وزير المالية يوسف خليل عدم ميلهم الى الاستقالة كما اعلن وزير المالية، مع التاكيد على ممارسة مسؤولياتهم، طالبين من ميقاتي الحفاظ على الاحتياطي المالي في مصرف لبنان مع درس كيفية الاستقراض، ورد رئيس الحكومة صعوبة الامر في ظل حاجة الدولة للاموال، ووعد ميقاتي مساعدة نواب الحاكم والعمل معهم على الحفاظ على سعر الصرف واقرار التشريعات رغم اعتراف الجميع في خطورة الاوضاع. وفي هذا الاطار، رفض مجلس شورى الدولة طلب الحكومة امكانية الاستقراض من الاحتياط الالزامي من مصرف لبنان.
وفي موضوع تعيين حاكم جديد للمصرف المركزي، كشفت “الديار” في عدد الأحد الماضي، ان الرئيس بري أبلغ ميقاتي وحزب الله والمرجعيات الدينية والسياسية والحزبية رفضه استلام وسيم منصوري مهام حاكم المركزي لانه لا يريد تجمعات شعبية أمام مجلس النواب وعين التينة، وهناك من يخطط لاضطرابات وفوضى مالية في البلد بغض النظر عن السياسة المتبعة من نواب الحاكم، حتى أن بري قال لطلال أرسلان عبر احد مساعديه ” هل تتحمل “يا مير” تظاهرات أمام خلدة في حال لم يستقل نائب الحاكم الثاني بشير يقظان المحسوب عليك” كما عقدت سلسلة اجتماعات مكثفة بحضور نواب الحاكم وممثلين عن حزب الله وأمل لإيجاد المخرج المقبول لكنها باءت بالفشل في ظل تباينات بين الثنائي حول الملف، وبقي حزب الله متمسكا برفض تعيين حاكم جديد في غياب رئيس الجمهورية مقابل اصرار بري على الأمر، بينما هدد التيار الوطني بوقف الحوار مع حزب الله في حال موافقته على تعيين حاكم جديد للمركزي.
وفي المعلومات، ان الامور دقيقة جدا، والبلاد أمام 48 ساعة مفصلية مع تخوف جدي من قفزات جنونية للدولار، فيما تعيين حاكم جديد لفترة محددة والاستقالة فور انتخاب رئيس للجمهورية امر مستبعد كليا في ظل عدم القدرة على تأمين النصاب لجلسة الحكومة اليوم مع مقاطعة جوني القرم وزياد المكاري وعصام شرف الدين ووليد نصار وهكتور حجار ووزيري حزب الله اذا تضمن جدول الأعمال تعيين حاكم جديد للمركزي، علما ان التعيين يحتاج إلى نصاب الثلثين في جلسة اليوم.
الرئيس ميقاتي بدوره، مصر على عقد جلسة الحكومة اليوم، واذا لم يتامن النصاب سيدعو الى جلسة الاثنين، ونفى ان تكون جلسة اليوم مخصصة للتمديد لسلامة بل لتعيين حاكم جديد، مؤكدا انه سيزور الراعي في الديمان اوائل اب لكنه لم يتصل بالبطريرك لاخذ موافقته على تعيين حاكم جديد اليوم.
وحسب المعلومات، لا تعيين ولا تمديد للحاكم رياض سلامة، ولن يتسلم اي مهمة استشارية، ونواب الحاكم سيتسلمون مهامهم، وإذا استقال منصوري سيتسلم النائب الثاني مهام الحاكم، وبشير يقظان لم يحسم موقفه من الاستقالة على عكس ما يروج .كما ان نواب الحاكم يخشون المساءلة القانونية في حال تقديم استقالاتهم ومخالفة قانون النقد والتسليم . بدوره أعلن وزير العدل، ان الوزارة تتحضر للتقدم بطلب تسمية مدير مؤقت لدى قضاء العجلة الإداري أمام مجلس شورى الدولة، وذلك في ضوء ما يمكن ان يستجد من تطورات خلال اليومين القادمين وتفاديا لأي فراغ يصيب مركز حاكمية مصرف لبنان وتامينا لسير المرفق المالي والاداري، هذا الطرح يقوده التيار الوطني الحر ورفضه ميقاتي الذي يعتبره تعديا على سلطة مجلس الوزراء.
ملف النازحين
التوجه الأممي بدمج النازحين السوريين تتبناه الولايات المتحدة، والتنفيذ للدول الاوروبية، والا تعرض لبنان للعقوبات الاقتصادية والمالية، على ان تتولى الجمعيات التابعة للاتحاد الأوروبي والامم المتحدة الإشراف على توزيع المساعدات على النازحين بشكل مباشر، ومنع الوزارات المختصة التدخل في هذا الملف آذا أصر لبنان على رفض الدمج وتمنع عن اصدار التشريعات التي تسمح للسوريين العمل في جميع القطاعات بإستثناء وظائف الدولة مع إدخالهم في الضمان الاجتماعي والصحي وإلغاء القوانين التي تعتبرها الأمم المتحدة “عنصرية” بحق العمال السوريين.
وفي المعلومات ايضا، ان وزارة التربية تبلغت من المسؤولين في الأمم المتحدة بضرورة اعداد برامج الوزارة للسنة الجديدة بشكل يراعي عمليات الدمج بين الطلاب اللبنانيين والسوريين وإصدار كتب جديدة تراعي الطلاب السوريين ومناهجهم والغاء دوامات بعد الظهر مع إمكانية الاستعانة بمدرسين سوريين، وفي المعلومات ان وزارة التربية رفضت القرار الأوروبي مما يهدد بوقف المساعدات المالية للمدارس وعدم انطلاق العام الدراسي الجديد.
وفي ظل هذه الهجمة الاوروبية الخطيرة” والتعامل الفوقي” للمسؤولين الاوروبيين مع نظرائهم اللبنانيين، والاتهامات الموجهة لهم بالفساد” وقبض الرشى” فان الحكومة تواجه الأمر بخلافات عاصفة ببين الوزراء عبدالله بو حبيب وعصام شرف الدين وهكتور حجار حول الصلاحيات، وتبادل الوزراء الثلاثة عبارات قاسية في حق بعضهم البعض طالت النواحي الشخصية في الاجتماعات الأخيرة والتهديد بوفدين إلى سوريا دون اي إجراءات تنفيذية او خطط لمواجهة القرارات الاوروبية بدمج النازحين، وربما تخفي الأمور “توطئة” خلف الكواليس، حتى وعود شرف الدين بخطوات تنفيذية للعودة لم تنفذ بعد، فيما التقارير الأمنية اليومية تتحدث عن عشرات الاشكالات بين اللبنانيين والنازحين السوريين، وشهدت بعض القرى الجبلية حوادث خطيرة الاسبوع الماضي، وتم حرق الدراجات السورية مع اعتقالات بالجملة استدعت اتصالات لمسؤولين في الأمم المتحدة مع الأجهزة اللبنانية التي تحركت واوقفت المشاكل ونفذت عدة مداهمات، وعلم ان بعض النازحين بادروا إلى التواصل مع بعض الجمعيات الأممية الذين نقلوا ما يحصل للقوى الأمنية.
سلامة: هذه آخر ولاية لي
اشار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى انه “منذ سنة أعلن أن هذه آخر ولاية لي في مصرف لبنان، وبعد أيام سأطوي صفحة من حياتي، وخلال 27 سنة ساهم مصرف لبنان بإرساء الاستقرار والنمو الاقتصادي وتخفيف الفوائد”.
ولفت سلامة في تصريح لبرنامج حوار العمر على قناة الـ”ال بي سي”، الى ان “الناتج المحلي ارتفع إلى 55 مليار دولار وودائع القطاع المصرفي ارتفعت إلى ما يفوق الـ170 مليار دولار خلال ولايتي، وفي 31 تموز ستنتهي ولايتي وهذا الأمر محسوم”، موضحا بـ”ان نواب الحاكم هناك تقدير لهم من قبلي وعملنا 3 سنوات معاً، وطبعاً هناك تباينات في الاجتماعات، وكان همنا الأساسي أن نقدّم للبنان ما نستطيعه، واليوم نحن أمام مفترق في ظلّ عدم تعيين لحاكم جديد، وحالياً هناك نواب الحاكم وفي طليعتهم نائب الحاكم الأوّل وهم عليهم أن يستلموا المؤسسة وأتمنى أن تبقى كما هي صامدة، ولدى نواب الحاكم مطالب وقد وضعوها أمام مجلس النواب والرأي العام وهذا لا علاقة له لا بالمركزي ولا بالعلاقات بيني وبينهم”.
واعتبر سلامة بان “أزمة نواب الحاكم ترتبط بمطالبهم، أي التغطية القانونية أو لجهة استعمال الاحتياطي، ولم يقل النواب أنني خالفت القوانين أنا لا أخالف القوانين، القرارات الصادرة عن المجلس المركزي أي التعاميم الحاكم ينفذها”.
زيارة رئيس المخابرات الفلسطينية إلى بيروت
غادر رئيس المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج بيروت وانتقل الى تركيا لمرافقة محمود عباس، فيما بقي اعضاء الوفد في بيروت لمتابعة الملفات العالقة ومناقشتها مع قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية، علما ان العديد من الفصائل الفلسطينية احتجوا اخيرا على النشاط المتزايد للأجهزة الامنية الرسمية الفلسطينية داخل المخيمات وتحديدا بعد عمليات إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه فلسطين المحتلة واتهام المنظمات الفلسطينية بذلك، كما شكل تزايد النشاط المخابراتي الفلسطيني مع التطورات في الجنوب أسئلة للعديد من القوى مما يهدد الوضع الأمني في المخيمات، علما ان العديد من الفصائل لديها ملاحظات كثيرة على اداء ممثل اللواء ماجد فرج في المخيمات العميد محمد العمري، ولم يعرف ما اذا كان اللواء فرج التقى قادة في الجهاد الاسلامي وحماس لمناقشة التطورات الفلسطينية بعد الاتهامات لجهاز الأمن الوطني الفلسطيني الذي يقوده فرج بتنفيذ اعتقالات في الضفة.