الصالح يسترجع الصالح، وعبد المجيد يعود الى المجيد. والعبد الامين يعاين سيد الخليقة. عبد المجيد صالح اسم من نور. حمل الأمانة بامانة. وما حمله لم يكن بالقليل. ما حمله هو نظم عيش ورؤى لبلد من امام غيب. أمانته كانت من نور، فأضاء من نور تلك السيرة بعضا من حياتنا. وها هو يعود الى النور اليوم. يترك التراب للتراب، والذكريات للبشر. لكنه يعيش ابدا في قلوبنا كبيرا كحلم. يستوطن القلوب عظيما من طينة من أحب. من مثله لا يموتون بل يستوطنون محبيهم. لا بل نحن نقيم فيهم، في ذكراهم. اليك مني با نبراسا، شتلة دخان جبل عامل وعرق مزارعيه وكفاحهم ونضالهم. لك مني كل الحلم بوطن افضل وعالم اكثر رحمة. لك مني ان نبقى من طينتك اناسا من حلم. لك مني ان لا نفارق الكبار، كي لا تفتقد الحياة الى الهدف والملح والنكهة. لك مني كل الحب. اعدك ان نبقى نتمسك بالامانة واهلها. ونسعى مع كل الشرفاء ان لا تحكم السخافة هذه الحياة. الا رحم الله الكبار، وأطال باعمار من بقوا.
م. ناصيف سقلاوي