بشكلٍ عامٍ، ارتفعت أسعار السلع والمعادن الأساسية مثل الفولاذ والبلاستيك والنحاس والنيكل والكوبالت والليثيوم، بخاصةٍ معادن البلاتين والبلاديوم المستخرجة في روسيا والمستخدمة في تصنيع المحفزات، وكذلك النيون وهو غاز يستخدم في تصنيع أشباه الموصلات ويُصنع نصف إنتاج العالم منه في أوكرانيا.
وازداد الوضع سوءًا منذ أطلقت روسيا حربًا على أوكرانيا.
ولاحظت مجموعة إميل فراي فرانس، الموزع الرائد للسيارات في فرنسا، أن متوسط سعر المركبات الجديدة من 27 علامة تجارية قد ارتفع بنسبة 15% مع نسبة 13% للسيارات المستعملة، في أقل من 3 سنوات.
ونقلت الكاتبة عن ستيفان كالديرو، المدير الإداري لمجموعة إميل فراي فرانس، قوله: نشهد كل 3 أشهر زيادات في الأسعار التي تصل إلى بضع مئات من اليوروهات، كما يقوم المصنعون بتمرير زيادات تكلفة المواد الخام إلى أسعار السيارات.
وأشارت الكاتبة إلى أنه في غضون عامين زاد سعر بعض أنواع السيارات بنسبة 12.4%، مؤكدة أن هذا الاتجاه سوف يستمر، فبدلًا من التضحية بهوامش الربح سيمرر المصنعون زيادات التكلفة إلى عملائهم.
كيف ارتفعت أسعار السيارات الجديدة بشكلٍ هائلٍ في لبنان؟
انتقلت “عدوى” الغلاء العالمي إلى كافة البلاد التي تستورد السيارات من الخارج وتحديدًا إلى لبنان.
وفي حديثه للدّيار، يؤكد أحد أصحاب المعارض في بيروت أنّ السيارات الجديدة تحلّق أسعارها لعدّة أسباب. أولًا نتيجة الحرب بين روسيا وأوكرانيا وبالتالي الغلاء الذي حصل في البلاد المُصنّعة الأم، ثانيًا نتيجة ارتفاع الجمرك وبالتالي ارتفاع قيمة الدّولار مقابل إنهيار العملة الوطنية في لبنان، وثالثًا نتيجة ارتفاع كلفة وقيمة معدّات السيارات ودولرتها بما فيها الدولاليب والفيتيس والموتير والمكيّف وغيرها.
ويقول: جميع السيارات التي نستورها من الخارج تكون جديدة (أي من الشركة الأساس) ويكون سعرها لا يقلّ عن 20 و30 و40 ألف دولار، وهو سعر لا يستوعبه المواطن اللبناني، لاسيّما للذي يتقاضى راتبه بالدّولار.
أزمة المصارف أثرت على عملية البيع
يشير احد اصحاب المعارض إلى أنّ المشكلة الأساسية التي تواجهها المعارض، هي إرضاء الزبون. فكيف سنرضي الزبون ما دام الوضع يزداد سوءًا مع المصارف؟
المعضلة أنّ زمن القروض ولّى والمواطن اللبناني لم يعد بإمكانه تقسيط السيارة مع المصرف، من خلال دفع أقساط شهرية.
أمّا عن الزبائن التي يتّكل عليها المعرض، هم زبائن من رجال الأعمال الأغنياء، ومعظمهم أصحاب شركات في الخارج.
ولفت إلى أنّ المنافس الأول والأخير لهم هي السيارات المستعملة.
تُواصل أسعار السيارات إرتفاعها الجنوني في الأسواق اللبنانية على الرغم من كثرة العرض وقلّة الطلب. وخلال السنوات القليلة الماضية لجأ عدد لا بأس به من المواطنين إلى شراء السيارات المستعملة كوسيلة للادخار وحفظ الأموال.
وتتراوح أسعار السيارات المستعملة من 2500 دولار إلى 6000 تقريبًا إذا كان تاريخها دون الـ 2010، وبحسب نوعيّة السيارة أيضًا.
أما سيارات الـ6 “سيلندر”، انخفضت قيمتها نتيجة قلة الطلب عليها، بسبب أزمة البنزين. وبالمقابل، ارتفعت أسعار سيارات الـ 4 “سيلندر” المستعملة- نسبيًا- لأنّها مصروفها أقل بكثير من السيارات الكبيرة.
مارينا عندس – الديار