السبت, نوفمبر 23
Banner

“يمكن لإسرائيل أن تفوز في غزة لكنها خسرت الحرب”

هذا الاستنتاج خرجت به “فورين بوليسي” وليس أيّ صحيفة عربية “معادية” لاسرائيل، بقولها: “يمكن لإسرائيل أن تفوز بمعركة غزة ولكنها ستخسر الحرب”.

والخسارة ليست حتما عسكرية، اذ يمكن لاسرائيل، في ما لو ساندتها الولايات المتحدة ودول اخرى، ان تتفوق بالقصف والقتل العشوائي، وتدمير كل البنى التحتية لغزة، ولكل الدول التي يمكن ان تفتح معها جبهات، سواء في لبنان أو سوريا أو غيرها. لكن الفشل يقاس بنجاح عملية “طوفان الاقصى” وبالخسائر التي مُنيت بها بشرياً ومادياً، والأهم معنوياً، اذ تحتاج الى وقت طويل للتعافي وإعادة ترسيم الصورة والحدود. ويقاس ايضا بالتردد والخوف من الإقدام على ايّ خطوة تصعيد اضافية مقبلة.

صحيفة “هآرتس” كتبت ان استخدام “حماس” الفاعل لطائرات من دون طيار فاجأ إسرائيل. فقد استخدمت الضربة الافتتاحية التي وجّهتها الحركة في هجومها المفاجئ ضد إسرائيل طائرات من دون طيار صغيرة ورخيصة نسبياً، ما أدى إلى إتلاف وتعطيل أنظمة متقدمة تكلف مئات الآلاف إلى ملايين الدولارات، وهو ما يُعدّ الأول من نوعه بالنسبة الى “حماس”. كما تم استخدام طائرات من دون طيار محلية الصنع مماثلة لطائرة إسرائيلية الصنع وكذلك طائرات شراعية… سمحت هذه الأدوات لـ”حماس” بالتغلب على التفوق التقني لإسرائيل ومفاجأة الجيش الإسرائيلي… ربما كان الأكثر نجاحا استخدام طائرات بلا طيار لاستهداف دبابات “ميركافا” وهي إحدى الدبابات القتالية الأكثر تدريعاً وتقدماً في العالم، ويُظهر مقطع فيديو أن نظام الحماية النشيط بالنسبة الى الدبابات لم يتم تفعيله لأن النظام مصمم لصد الصواريخ المضادة للمدرعات وليس المتفجرات التي تطلقها “الدرونز”.

وبمتابعة الصحافة الاجنبية، المتعاطفة عادة مع اسرائيل، يمكن تأكيد الفشل الاسرائيلي في حرب غزة على مختلف الصعد، خصوصا الجانب الاستخباراتي، والأكثر الالكتروني الذي تعتمد عليه الدولة العبرية التي ترى الى نفسها، متفوقة في هذا المجال، اذ انها تسيطر عبر الاقمار الاصطناعية، وعبر الذكاء الاصطناعي، ووسائل الاتصال والتواصل على مفاصل اساسية، وتُخضع العرب، إن لم نقل العالم، لمراقبتها، عبر كل وسائل التجسس والتشويش.

فقد نقلت “لوفيغارو” عن الرئيس السابق للمخابرات الداخلية الإسرائيلية (الشين بيت) الأدميرال عامي أيالون: “هناك فشل كبير من قِبل أجهزتنا الأمنية. كل المعلومات الاستخبارية في غزة كانت مبنية على المراقبة الإلكترونية. لكن قادة الجناح العسكري لحماس، مثل زعيمهم محمد ضيف، نجوا من الانتفاضتين الأولى والثانية والكثير من العمليات العسكرية الإسرائيلية. وهم يعرفون كيف يتواصلون من دون هاتف أو إنترنت”.

واعتبرت “الوول ستريت جورنال” ان إسرائيل كانت متحضرة لحرب مختلفة… وقال دانيال ليفي، مفاوض السلام الإسرائيلي السابق مع الفلسطينيين ورئيس مشروع الولايات المتحدة/الشرق الأوسط، الذي يعمل في مجال مفاوضات السلام الإسرائيلية مع الفلسطينيين: “لقد عانت إسرائيل من مفاجأة استراتيجية، على رغم كل ما لديها من تقنيات متطورة وأسلحة وبرامج تجسس ووكالة استخبارات ذات شهرة عالمية”.

وأجابت “النيويورك تايمز” عن سؤال طرحته: “كيف فشلت أجهزة الأمن الإسرائيلية في وقف هجوم حماس؟”، ونقلت عن أربعة مسؤولين أمنيين إسرائيليين أن نجاح الهجوم كان متجذراً في سلسلة من الإخفاقات الأمنية من قِبل مجتمع المخابرات والجيش الإسرائيلي، بما في ذلك فشل ضباط المخابرات في مراقبة قنوات الاتصال الرئيسية التي يستخدمها المهاجمون الفلسطينيون؛ بل إدلاء القادة العسكريين في غزة، على القنوات الخاصة التي عرف الفلسطينيون أنها تخضع للمراقبة من قِبل إسرائيل، بأنهم لا يستعدون للمعركة.

غسان حجار – النهار

Leave A Reply