كتبت صحيفة “الديار”: بعد 24 يوماً من القصف المدمّر على قطاع غزة المحاصر، والتهديدات التي تطلقها قوات الاحتلال الاسرائيلي يومياً، شنّت في الامس هجومها البرّي على قطاع غزة، ضمن توغل واسع ومعارك ضارية تصدّت لها “كتائب القسّام”، الذراع العسكرية لحركة “حماس”، واعلنت عن تدميرها عدداً كبيراً من الآليات العسكرية الاسرائيلية، ضمن كمائن وهجمات في محاور مختلفة، كما دكّت تل ابيب بوابل من الرشقات الصاروخية، وسجلّت وقوع إصابات ودمار هائل، وسط قصف اسرائيلي عنيف على قطاع غزة، ادى الى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، من ضمنهم عدد كبير من الاطفال. إضافة الى خوض” الجهاد الإسلامي” معركة كبيرة وغير مسبوقة، في تاريخ الصراع مع الجيش الإسرائيلي، وفق بيان صادرعنه.
الى ذلك، اطلقت ” اسرائيل” على هذا الغزو الوحشي تسمية ” المرحلة الثانية ” من هجومها على غزة، ووصفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ “الحرب الثانية من أجل الاستقلال” التي تخوضها بلاده كما قال، والى جانب هذا الاجتياح ، تم تدمير حي سكني وسط مخيم جباليا وبشكل كامل من قبل الطائرات الاسرائيلية، وافيد عن سقوط ما يقارب 400 شخص بين شهيد وجريح، في ظل إدانة من الخارجية الفلسطينية لكل ما يجري، واصفة ذلك بالمجزرة التي استهدفت المدنيين.
في السياق يهدف الجيش الإسرائيلي الى فرض ما اسماه مناطق آمنة داخل غزة ، من خلال فصل شمال القطاع عن جنوبه، ومهاجمة معسكرات “حماس” في شمال القطاع، وأشار الى انه استخدم نظام الدفاع الجوي ” آرو” للمرة الأولى، منذ اندلاع الصراع مع حركة “حماس” في 7 تشرين الاول الماضي، لاعتراض صاروخ أرض- أرض فوق البحر الأحمر كان متجها نحو “إسرائيل”.
وعلى خط الخسائر الاسرائيلية، افيد وفق مصادر سياسية مواكبة للعملية اوضحت لـ “الديار” وجود تعتيم إسرائيلي، حول مسار العملية البرّية وحجم الخسائر البشرية، وقالت: “ليس الإعلان عن مقتل جنديين اسرائيليين يوم امس، الا جانباً من الحقيقة لأن الإعلان سيتوالى على مدى ايام عديدة، تمرير عدد الجنود القتلى الذي سيؤثر كثيراً في معنويات الجنود بشكل عام، ضمن إطار سلبي جداً، واشارت المصادر الى انّ حركة “حماس” تسجّل تقدّماً وحركة قتالية مهمة خلال الاشتباكات البرّية، الامر الذي ادى الى سقوط عدد كبير من القتلى الاسرائيليين.
يونيسيف: غزّة تحولت الى مقبرة للاطفال
إنطلاقاً من المشاهد السوداء التي تلف قطاع غزة، حذر المتحدث باسم منظمة “يونيسيف” التابعة للأمم المتحدة جيمس الدر، من أنّ القطاع أصبح مقبرة لآلاف الأطفال، وتحول الى جحيم حي للجميع، مؤكدا أن مخاوف المنظمة بشأن مقتل العشرات ثم المئات، وفي نهاية المطاف الآلاف من الأطفال، تحققت خلال أسبوعين فقط، منبّهاً الى أن الأرقام مروّعة.
وقال الدر في مؤتمر صحافي: ” بحسب التقارير الواردة من قطاع غزة، قتل أكثر من 3450 طفلاَ، في الوقت الذي يرتفع فيه العدد بشكل ملحوظ يومياً، وشدّد على ضرورة الحاجة الى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وتدفق دخول المساعدات ووقف قتل الأطفال”.
ترقب واسع لخطاب السيّد نصرالله الجمعة
الى ذلك، يترقب الجميع خطاب الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، الذي سيلقيه عند الثالثة من بعدد ظهر بعد غد الجمعة، لمعرفة ما هو القرار المتخذ، الذي زرع القلق والخوف في نفوس الاسرائيليين، بعد كل هذا الصمت الذي أطلق الحيرة، وطرح سلسلة اسئلة من قبل المسؤولين الاسرائيليين وغيرهم، ما شكل نوعاً من الحرب النفسية عند هؤلاء، والتي وصفها البعض بطريقة جديدة في كيفية إدارة المعركة، وزرع الخوف في نفوس الخصوم.
الاعتداءات الاسرائيلية لا تغيب عن قرى الحدود
وعلى خط الجنوب اللبناني، وفيما ساد الهدوء الحذر صباح امس، وسط تحليق للطيران الاستطلاعي الإسرائيلي، استهدف خلال النهار القرى المتاخمة للخط الازرق، وموقعا للجيش اللبناني في وادي هونين، بـ 6 قذائف اسرائيلية من دون وقوع إصابات، إضافة الى المنطقة الواقعة بين بليدا وميس الجبل، وليلاً اطلقت القنابل المضيئة في سماء القطاعين الغربي والاوسط، كما قصفت مدفعية جيش العدو الإسرائيلي المشيرفة عند رأس الناقورة، في محيط المنطقة التي يعمل فيها عناصر الاطفاء على اهماد النيران المندلعة، جراء القصف بالقذائف الفوسفورية، كما حلقت ليلاً طائرة مسيّرة اسرائيلية فوق الزهراني، وصولاً الى مدينة صيدا على علو منخفض، وطائرة استطلاع فوق مخيم عين الحلوة.
من جهته، اعلن حزب الله في بيان “ان عناصره استهدفوا قوة مشاة اسرائيلية قرب موقع الجرداح بالقذائف المدفعية وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة” .
وأفاد الحزب في بيان آخر” بأنّ عناصره استهدفوا دبابة ميركافا بالصواريخ الموجهة، لدى تحركها في محيط ثكنة برانيت، ما أدى الى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح” .
شكوى لبنانية الى مجلس الامن
في غضون ذلك، أوعز وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، الى بعثة لبنان لدى الامم المتحدة، تقديم شكوى جديدة الى مجلس الامن الدولي، لإدانة استخدام “إسرائيل” للفوسفور الابيض في اعتداءاتها المتكررة ضد لبنان، وقيامها عمداً بحرق الأحراج والغابات اللبنانية.
عبد اللهيان: لاغتنام آخر الفرص لوقف التصعيد
في المواقف، اعتبر وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان “أنه من الطبيعي ألّا تسكت المجموعات الموالية لطهران في المنطقة، على تصاعد حدّة الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” في قطاع غزة، ودعا الى اغتنام آخر الفرص السياسية لوقف التصعيد، مع تحذيره من خروج الوضع عن السيطرة، وعندئذ لن يسلم أي طرف من العواقب” .
كلام عبد اللهيان جاء خلال زيارته الدوحة، حيث التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، وتزامنت الزيارة مع تبني الحوثيين في اليمن، إطلاق مسيّرات وصواريخ نحو جنوب “إسرائيل” .
لا اتفاق بشأن الإفراج عن الاسرى
على خط آخر، اعلن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي : “انه لا يوجد اتفاق يلوح في الأفق بشأن الإفراج عن الاسرى في غزة، وأنّ الهجمات التي تشنّها جماعة الحوثيين المسلحة في اليمن على إسرائيل لا تحتمل” ، وقال: “المستشفيات المصرية يجب أن تكون بديلاَ لعلاج المصابين في قطاع غزة، حيث تتعرّض المستشفيات لضغوط وتعاني من انقطاع التيار الكهربائي، لكنه أشار الى ان إسرائيل تتفهّم قلق مصر بشأن تدفق اللاجئين الفلسطينيين الى أراضيها” .
بدورها حركة “حماس” اعتبرت أنّ الهجمات الإسرائيلية العنيفة تعيق أي مفاوضات حول الأسرى.
ليف ووزير الدفاع الفرنسي اليوم في بيروت
رئاسياً وفي الذكرى السنوية الاولى للفراغ الرئاسي، يغيب هذا الملف عن المشهد السياسي، فلا مبادرة مرتقبة ولا وساطات داخلية للتوافق، ولا زيارة للموفد الرئاسي الفرنسي الخاص جان ايف لودريان، الذي كان ينوي زيارة بيروت قريباً، لكن باريس حالياً تنتظر التطورات في المنطقة، ولذا أرجأت الزيارة الى اجل غير مسمى. لكن على الخط الاميركي الوضع مختلف، اذ تزور بيروت اليوم مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى باربارا ليف، للقاء كبار المسؤولين السياسيين، وقائد الجيش العماد جوزف عون، كما يصل اليوم ايضاً وزير الدفاع الفرنسي.
جلسة حكومية اليوم
حكومياً، يعقد مجلس الوزراء اليوم جلسة عند العاشرة من قبل الظهر في السراي الحكومي، لبحث جدول اعمال يضم 19 بنداً، ومن المرجّح ألا يحضر وزراء “التيار الوطني الحر” الجلسة، ومن ابرز النقاط، فتح اعتماد اضافي لتغذية معاشات التقاعد، وتعويضات نهاية الخدمة بقيمة 250 مليار ليرة لبنانية.
قمة عربية مرتقبة برئاسة المملكة
ديبلوماسياً، أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أنها تلقّت طلباً رسمياً من فلسطين والسعودية، لعقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة، على مستوى القمة برئاسة المملكة التي تترأس الدورة الحالية (32) في الرياض بتاريخ 11 تشرين الثاني الجاري، وذكر الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي، أنّ القمة المرتقبة ستبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.