السبت, نوفمبر 23
Banner

لبنان يستقبل الـ2024 تحت مخاوف التصعيد الحدودي

كتبت صحيفة النهار تقول: منتصف هذه الليلة يستقبل لبنان مع العالم السنة 2024 بآمال التخلص من ارث الأزمات والأخطار الذي يثقل عليه سواء في الاستحقاقات الداخلية او الحدودية مع إسرائيل حيث طاردت التطورات الميدانية السنة الراحلة حتى اخر لحظاتها من خلال احتدام لافت في المواجهات بين إسرائيل و”حزب الله” . وليس خافيا ان الامال البديهية في ان تشكل بداية السنة الجديدة منطلقا لبدء مسار الانفراجات اللبنانية ظلت تصطدم بواقع شديد القتامة لا يسمح بأكثر من فسحة عابرة للامال دون تحقيقها الكثير من التعقيدات والصعوبات والالغام التي تحول دون أي توقعات متفائلة حيال مرور لبنان مرورا امنا في المواجهة الجارية بين إسرائيل والقوى المناهضة لها ، فيما لا يقل الواقع الداخلي تعقيدا بحيث بات بحكم المؤكد ان الواقعين الحدودي والداخلي لا يبدوان امام أي انفراج وشيك وان ربط لبنان قسرا بحرب غزة زاد الازمة الداخلية استعصاء وتعقيدا وصعوبة . وتتطلع الأوساط السياسية اللبنانية الى ما تردد عن مهمة جديدة سيقوم بها كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين في منتصف كانون الثاني المقبل بحيث يتوقع ان يزور بيروت وتل ابيب في مسعى تفاوضي جديد متصل بالترسيم البري للحدود اللبنانية مع إسرائيل.

وبرز مؤشر إقليمي إضافي من شأنه الإضاءة على خطورة ما قد يتعرض له لبنان من انعكاسات خارجية سلبية اذ أعلن “حزب الله” امس مقتل 4 من عناصره، في وقت تحدثت تقارير إخبارية بأنهم قتلوا مع آخرين إثر غارة أميركية عند الحدود السورية العراقية، حيث أعلن عن مقتل ثلاثة سوريين آخرين في الغارة الجوية نفسها . وقامت طائرات حربية يُرجح أنها تابعة لسلاح الجو الأميركي العامل تحت مظلة التحالف الدولي، بشن عدة غارات جوية شرق سوريا استهدفت شاحنات ومقارّ تابعة لجماعات “الحرس الثوري الإيراني” بريف محافظة دير الزور، قرب الحدود السورية – العراقية. ووفق بيانات النعي التي أصدرها الحزب، فإن القتلى هم حسن أكرم الموسوي، حيدر محمد المزاوي، ركان علي سيف الدين، وعباس محمد العجمي، مشيرا إلى أنهم “ارتقوا شهداء على طريق القدس”.

ولكن الوضع الميداني في الجنوب شهد مزيدا من التصعيد اذ نفذت مقاتلات حربية اسرائيلية بعد ظهر امس اعتداء جويا على مدينة بنت جبيل، حيث أغارت على احد المنازل في حي البركة، وأفيد عن تدميره تدميرا كاملا، وتضرر العديد من المنازل والسيارات المحيطة به، وعملت فرق الاسعاف والدفاع المدني على رفع الانقاض، وتم نقل اصابة واحدة الى مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل. كما استهدفت مسيرة اسرائيلية سيارة مدنية على طريق عام عيتا الشعب، ولم يفد عن اصابات. ونفذت مسيرة اسرائيلية غارة على بلدة مروحين، مطلقة صاروخين في اتجاه المنطقة المستهدفة.

في المقابل طاولت نيران صاروخية مباشرة من جنوب لبنان ثكنة زرعيت الإسرائيلية.

وأعلن “حزب الله” انه استهدف تجمعا للجنود الإسرائيليين في حرج عداثر وأوقع أفراده بين قتيل وجريح. وأفاد بشن هجوم جويّ بمسيّرة انقضاضية على موقع الرمثا وحاميته في مزارع شبعا اللبنانية وإصابة المسيرة هدفها بدقة.ولاحقا افاد الحزب عن استهدافه “تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة راميم بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة”. كما اعلن استهداف “جنود ‏العدو في منطقة بيت هلل بالأسلحة المناسبة وأوقعنا فيهم إصابات مؤكدة”.

وسط هذه الأجواء أشار رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو في حديث إذاعي امس الى ان احتمال حدوث تصعيد أكبر في الجنوب يبقى قائماً دائماً، معتبراً في الوقت عينه ان حقيقة احتواء النزاع إلى حد كبير في المناطق القريبة من الخط الأزرق هي علامة على أن الأطراف لا ترغب في التصعيد، ولكن هناك دائماً خطر حدوث سوء تقدير، وتعمل اليونيفيل جاهدة لمنع ذلك. وأمل لاثارو في أن تتمكن الأطراف في العام الجديد من إيجاد أرضية مشتركة لوضع حد لتبادل إطلاق النار، والتوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي. ورداً على سؤال حول إمكانية قيام أي تعديل يتعلق بالقرار 1701، أكد ان قوات اليونيفيل تواصل تنفيذ تفويضها بموجب القرار 1701 وإن كان القرار تحت الضغط، لكنه لا يزال مهماً كما كان دائماً، وقال نحن نواصل تنفيذه بشكل محايد، موضحاً ان أي تغييرات على هذا القرار ستأتي من مجلس الأمن، ولكن حتى ذلك الحين سنواصل عملنا لاستعادة الاستقرار والأمن على طول الخط الأزرق. وختم:نحثّ جميع الأطراف على وقف إطلاق النار، والعمل من أجل تحقيق سلام دائم، لأن هذه هي أفضل طريقة لمنع المزيد من الدمار والأذى.

وفي المواقف البارزة من التطورات أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، أن “ما نشهده على حدودنا الجنوبيّة ليس بقرار لبناني شرعي، فلا الحكومة اجتمعت واتخذته ولا تمّت مناقشته في مجلس النواب كما لا تفاهم عليه بين الأحزاب والأفرقاء اللبنانيّين، فهذا القرار اتخذه حزب واحد انطلاقاً من اعتبارات غير لبنانيّة ويقوم بتطبيقه منفرداً على مسؤوليته غير آبه بخطورته، فنحن حتى هذه اللحظة لدينا ما بين الـ80 والـ100 ألف مهجّر من الجنوب”.ولفت خلال العشاء السنوي لمهندسي الإغتراب في حزب “القوّات اللبنانيّة” في المقر العام للحزب في معراب إلى أن “البعض يعتقد أن ما يحصل في الجنوب يندرج في دعم ومساندة غزّة، وللمناسبة فنحن مع غزّة 100% ونؤيد ونتضامن مع أهاليها حتى النهاية، ونستهجن ما تتعرّض له، فهذا غير مقبول على كل المستويات ، ولكن ثمة سؤال : كيف يساعد الضرب الذي ينطلق من الجنوب غزّة؟ هل يمكن أن تشهد غزّة ما هو أسوأ من الذي يجري الآن؟”

وأضاف: “وفق العلوم العسكريّة تتحمّل كل بقعة جغرافيّة قوة عسكريّة معيّنة وتلك الإسرائيليّة التي تهاجم غزّة هي الأقصى التي من الممكن أن توضع في بقعة 365 كلم2 أي مساحة غزّة وبالتالي ما يحصل في الجنوب لا يفيد غزّة لا بل يضرّ بها في مكان ما”، مشددا على أن “غزّة هي الحجّة”.وأكد أن “هدف ما يجري على حدودنا الجنوبيّة هو قول الحزب، ومن ورائه محور المقاومة وصولاً إلى إيران للجميع ، أنهم موجودون في المعادلة كي يحفظوا لأنفسهم موقعاً فيها لينالوا فيما بعد بعض المكاسب عندما يحين موعد التفاوض، وعندها يكون الفلسطينيون هم من قاتلوا في غزّة بينما غيرهم سيجلسون على طاولة التفاوض”.

Leave A Reply