كتبت صحيفة “اللواء” تقول:
كما كان يقال، لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.. كل الوقائع في الميدان والسياسة، تشير الى ان ما يجري في الجنوب ارتفع الى مستوى متقدم، سواء عبر آليات التهديدات على لسان المسؤولين العسكريين الاسرائيليين، او عبر القنوات الدبلوماسية، وحتى الاعلامية، في ضوء التحولات النوعية في تكنولوجيا الصواريخ الدقيقة، والضربات الموجعة، التي ترددت اصداؤها في سماء حيفا ليل امس، عبر اعتراض صاروخ كان يستهدف هدفاً حيوياً في المنطقة الشمالية الاسرائيلية.
وحذرت اسرائيل في رسالة لواشنطن من شن عمل عسكري اذا لم تبعد قوة الرضوان عن الحدود مع اسرائيل.
مجلس الوزراء
حكومياً، لم يعرف ما اذا كان مجلس الوزراء سيعقد جلسة له الثلاثاء او الجمعة من الاسبوع المقبل، أم ان الجلسة ستتأجل، ليس فقط لانشغال الحكومة والوزراء في جلسات مناقشة الموازنة، بل ربما، وحسب مصدر وزاري بسبب عدم الجاهزية لبتّ اي من المواضيع، لا سيما الزيادة التي هي قيد الانجاز على رواتب الموظفين في القطاع العام، ومعاشات المتقاعدين من مدنيين وعسكريين.
تباين حول التعيينات العسكرية
وفي سياق متصل، قالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أنه في الوقت الذي لم تتبلور فيه مسألة تعيينات رئيس الأركان في الجيش اللبناني والمجلس العسكري وإمكانية أقرارها داخل الحكومة بعيدا عن موافقة وزير الدفاع موريس سليم، فإن أوساط عسكرية قالت ان للوزير دورا أساسيا فيها. وفي هذا الموضوع، فهم أن هناك موقفا مبدئيا بالنسبة إلى تمسك المرجعيات الروحية والقيادات السياسية بعدم التعيين في ظل الشغور الرئاسي وإن ما من تبدل في هذا الموقف على الإطلاق.
أما بالنسبة إلى ملف تعيين الضباط المستشارين لدى المحاكم العسكرية فإن المصادر المطلعة تحدثت عن قيام وزير الدفاع بواجباته لجهة الموافقة على الاسماء المقترحة للهيئات الأساسية الاحتياطية للمحكمة العسكرية ولجنة التحقيقيشار، في حين أنه طلب من قيادة الجيش إعادة النظر في أسماء الضباط المقترحين في محكمة التمييز العسكرية والقضاة العسكريين المنفردين في المناطق بعدما تبين أن من بينهم لا يملكون اجازات الحقوق.
ولفتت المصادر نفسها إلى أنه في امكان المحكمة العسكرية الانعقاد بغض النظر عن موقف الوزير القانوني بشأن أسماء محكمة التمييز ولفتت إلى أن دور القضاء والمحكمة احقاق الحق ، ومن هنا لا يجوز أن يمتنع الضباط القضاة لدى المحكمة العسكرية ولجنة التحقيق عن تنفيذ قرار تعيينهم وممارسة مهامهم.
جلسات الموازنة
وفي السياق التشريعي، دعا رئيس المجلس النيابي الى جلسة تشريعية عامة تعقد الاربعاء (24 ك2) والخميس (25 ك2) صباحاً ومساء لدرس واقرار مشروع موازنة العام 2024.
تحرك الخماسية
ونقلت بعض الاوساط معلومات عن ان سفراء دول اللجنة الخماسية يتجهون لعقد اجتماع لهم في بيروت، يسبق اجتماع اللجنة في احدى العواصم المعنية في المنطقة (ولم تشأ الاوساط الجزم بالعاصمة التي تستضيف اجتماع الخماسية).
وفهم ان الرئيس بري ابلغ سفراء الخماسية الذين التقاهم، لا سيما السفير الفرنسي ماغرو والسفير القطري انه يشجع التحرك ويدعم حراك الخماسية.
ونقل نواب تكتل الاعتدال الوطني عن بري قوله انه ابلغهم انه سيدعو الى جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية، اذا حصلت تفاهمات على مستوى اللجنة الخماسية ولو عند الواحدة ليلاً.
يشار الى ان عضو الكتلة النائب وليد البعريني، نقل عن السفير بخاري ان «ممثلي اللجنة الخماسية بصدد عقد لقاء قريب لتصويب البوصلة باتجاه الإتفاق على تحرك فعَّال في موضوع الاستحقاق الرئاسي».
ولم يُعرف بعد تماماً موقف «الثنائي الشيعي» من الطروحات السائدة، مع ان البعض يرجح ان يكون حزب الله يفضّل عدم البحث بأيٍّ من الملفات الداخلية قبل وقف حرب غزة، واعادة الهدوء الى جبهة الجنوب.
ويتوجه وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، الذي زار عين التينة امس، الثلثاء الى نيويورك لتمثيل لبنان في اجتماعات تعقد هناك، ومن الممكن ان يلتقي وزراء او ممثلي اعضاء اللجنة الخماسية للبحث في وضع الجنوب، وانتخابات الرئاسة.
تحرك المودعين
وفي اول تحرك من نوعه، امام المصرف المركزي، بعد انتهاء ولاية الحاكم السابق رياض سلامة، نظمت جمعية «صرخة المودعين» اعتصاماً امام مصرف لبنان، وسط مواكبة امنية للجيش اللبناني وعناصر من قوى الامن، وجرى احراق الاطارات والمفرقعات النارية.
وندد المعتصمون بالسياسات المصرفية، مع اعلان رفضهم للمشاريع المطروحة من قبل الحكومة في ما خص اموال المودعين، مطالبين برد اموالهم فورية ودون تباطؤ.
وكشف بعض المصادر ان منصوري يستعد لاعلان تصوّره لممعالجة قضية المودعين، في بيان يصدر عنه الاربعاء (بالتزامن مع بدء انعقاد جلسات المناقشة)، ويقضي بالسماح لكل مودع، بسحب 150 دولاراً أميركياً من ودائعه شهرياً.
الوضع الميداني
ولم تتوقف الغارات الاسرائيلية عند أطراف راميا وعيتا الشعب والطيري وكونين وبيت ياحون مع اعادة تأكيد وزير الدفاع الاسرائيلي ان على جيشه الاستعداد لتدهور الوضع الامني على الحدود مع لبنان.
ولم يعبأ حزب الله بالتهديدات الاسرائيلية، إذ قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بأن «العدو غير جاهز للحرب امام ما اعدته له المقاومة».
ورأى نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان الحل للاستقرار هو بايقاف العدوان، وهذا الحل يبدأ من غزة وليس من لبنان، وكشف من طلب منا ان نتوقف قلنا لهم نحن قمنا بالمساندة وردة الفعل، قولوا لمن بدأ ان يتوقف حتى يتوقف كل ما نتج عن هذا العدوان، معتبرا ان الاسرائيلي لن يستطيع ان يقوم بعدوان واسع من دون ان يتلقى الصفعة القوية التي تلقنه درساً حقيقياً.
والقت الطائرات المغيرة (14 غارة) عددا من الصواريخ من نوع جو ارض احدثت اضراراً بيئية واسعة في المنطقة المستهدفة من الاحراج حيث أتلفت مساحات واسعة من الاشجار.
كما نفذ طيران العدو الحربي قرابة الثالثة والنصف عدوانا جويا حيث شن غارة إستهدفت اطراف بلدة عيترون ملقيا صاروخين جو- ارض على المنطقة المستهدفة.
وتعرضت منذ الثالثة الا ثلثا من عصر امس اطراف بلدات شيحين وحولا وميس الجبل لقصف مدفعي متقطع مصدره مرابض العدو الاسرائيلي داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وأعلنت المقاومة الاسلامية ان مجاهديها استهدفوا «انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي بين موقعي السماقة والرمثا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ بركان وأصيب إصابة مباشرة».
وأعلنت في بيان ثان: استهدفنا بعد ظهر أمس الجمعة انتشارا لجنود إسرائيليين في محيط قاعدة خربة ماعر بصاروخ بركان.
لكن القناة 130 الاسرائيلية ذكرت ان اسرائيل تتحضر لحرب مع حزب الله، مستدلة على ذلك بما اسمته «طرود الغذاء»، لتكون جاهزة لتوزيعها على سكان المناطق الشمالية، اذا اندلعت الحرب مع حزب الله.