كتبت “الديار”: من حيث انطلقت، عادت لتحطّ مبادرة كتلة “الاعتدال الوطني” الرئاسية، التي ولدت في توقيت لافت، ودارت دورتها قبل ان تحط في عين التينة، لمعرفة جواب الثنائي الشيعي، بعدما سمعت موقفا “رماديا” في حارة حريك، يمكن تفسيره في اكثر من اتجاه، رغم ان وضع المبادرة العام جيد جدا، لا يعيق انتقالها الى مرحلة ترجمة ايجابيتها على ارض الواقع، سوى كلمة سر منتظرة، في ظل تعثر الهدنة في غزة، والهجوم الاميركي المباشر في لبنان.
وتشير المصادر الى ان واشنطن تستعجل الانتخابات الرئاسية اللبنانية لمجموعة من الاسباب ابرزها:
– اقتناعها بان الوقت قد حان لانجاز هذا الاستحقاق المهم مسيحيا، قبل الوصول الى الانتخابات الرئاسية الاميركية، حيث الادارة الديموقراطية ترغب “ببيع” هذا الملف لعاصمة الكثلكة، نظرا للدور الفاعل في الانتخابات الاميركية للوبي الكاثوليكي في الولايات المتحدة، والذي كان له دور اساسي في “انتصار” الرئيس جو بايدن على غريمه دونالد ترامب، حيث المنافسة في الـ 2024 بين الشخصين من جديد.
– رغبة اميركية واضحة بان التسوية باتت قريبة، سواء اتت “عالحامي او عالبارد”، وبالتالي لن يسمح تحت اي ظرف من الظروف ان تمرر دون ملء الشغور في الموقع المسيحي الاول.
– تمادي ثلاثية السراي – المختارة – عين التينة – في ادارة شؤون البلاد وتسيير الاعمال في حكومة تصريف الاعمال الى ابعد مدى ممكن ووفقا لتسويات ومعادلات تتجاهل بالكامل المواقف المسيحية من الملفات، وهو ما لا يمكن لواشنطن القبول به، خصوصا ان ثمة بداية تغيير واضح في “ديموغرافية” الدولة اللبنانية.
“الاحساس” الاميركي بان حارة حريك تستعجل انتخاب رئيس للجمهورية لاكثر من سبب، خصوصا “تنفيس” الوضع الداخلي اللبناني في ظل التعطيل القائم والازمة التي تمر بها البلاد، وان كانت اوساط متابعة تشير الى ان الامور تغيرت الى حد كبير بعد معركة طوفان الاقصى، حيث بات حزب الله، ومن خلفه المحور غير مستعجل السير في تسوية مجتزاة تمر عبرها رئاسة الجمهورية، خصوصا انه من وجهة نظر المحور، فانه يحقق الانتصارات التي يجب تسييلها سياسيا في لبنان، مع وقف الاعمال العسكرية.
وتابعت المصادر، بانه ازاء هذه الوقائع، ومع تمادي المبادرتين الفرنسية والقطرية، في تقديم العروض لحزب الله، والتي تتناقض ومصالح الامن القومي الاميركي في المنطقة، مع المساومات التي حاولت كل من باريس والدوحة، عقدها مع طهران وحزب الله، لحساباتهما الاقتصادية الخاصة، دفعت بواشنطن مع بلوغ هذه التحركات والمبادرات الخطوط الحمراء، الى التدخل مباشرة ووضع يدها على الملف الرئاسي اللبناني بشكل خاص، وانهاء كل التفويضات المعطاة سابقا لاطراف في الخماسية الدولية.
وكشفت المصادر ان الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، يعقد اجتماعات دورية مع مساعدة وزير الخارجية الاميركية باربرا ليف التي تتولى بالشراكة معه الملف اللبناني، جازمة ان ثمة اتفاقا واضحا في واشنطن بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري في شان الملف اللبناني، كذلك بين الكونغرس والادارة، حيث التناغم الواضح، وان اختلفت سرعة الوتيرة بين الطرفين.