“وثيقة” بكركي وتحفظات “التيار”
في هذا الوقت، اقتربت خمس قوى مسيحية من الاتفاق على وثيقة “وطنية” برعاية بكركي، تتناول العديد من المسائل السياسية، وثمة توجه للاتفاق على الوثيقة قريبا. وقد جمع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلي الاحزاب المسيحية، باستثناء تيار المردة. وبحسب المعلومات، فان بنود الورقة النهائية أصبحت جاهزة والاتفاق تم بنسبة 90 في المئة من حيث تقارب الافكار، وهي ليست بعيدة عن ورقة “القوات و “التيار”، لكنها تحتاج الى صياغة وتصور نهائي. الا ان كيفية صياغة الموقف حول سلاح حزب الله لا يزال يأخذ حيزا كبيرا من النقاش، وقد رفض “التيار” مسألة الدعوة الى نزع فوري للسلاح وتحدث عن خطة على مراحل، كما ربط مسألة حياد لبنان ببناء جيش قوي، على النموذج السويسري.
تراجع الحضور المسيحي
وتتطرق مسوّدة وثيقة بكركي الى دور لبنان التاريخي والحر، كما تذكر بالثوابت التاريخية، اي الحرية والتعددية والمساواة في الشِرْكة واحترام اتفاق الطائف والقرارات الدولية والحياد واللامركزية الادارية الموسعة. وتدعو الوثيقة الى بسط سيادة الدولة على كل اراضيها وحماية حدودها ووضع السيادة بحمى بالجيش اللبناني والقوى الامنية حصراً وتبني استراتيجية دفاعية واضحة، كما إلى عدم الانزلاق الى خيارات لا تخدم لبنان وشعبه والعمل معاً لانتخاب رئيس ووضع ميثاق شرف بين المسيحيين اولاً ثم مع الافرقاء الاخرين. وتنبّه الوثيقة الى تراجع الحضور المسيحي في القطاع العام وبيع اراضيهم وخطر السلاح غير الشرعي اللبناني وغير اللبناني والنزوح السوري وتوطين الفلسطينيين والفساد وتأخير الاصلاح.
وثيقة وطنية
وجاءت اجتماعات بكركي نتيجة المساعي التي قام بها المطران انطوان بونجم بتكليف من البطريرك، الذي عمل طوال الاشهر الثلاثة الماضية مع الاحزاب في محاولة لايجاد قواسم مشتركة فيما بينها. وتابع جولته خلف الكواليس، وتم بنتيجتها تشكيل لجنة مصغرة، بدأت تضع نقاط التقاطع المشتركة مع القوى السياسية اللبنانية للوصول الى خريطة طريق او تصور يوافق عليه كل اللبنانيين. وهذا التصور يكون المنطلق للرئيس المقبل، وعلى اساسه يصار الى انتخابه.
لا جديد رئاسيا
في هذا الوقت، لا تزال المراوحة الرئاسية على حالها. وفي سياق “ملء الفراغ”، جدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع رفضه للحوار،. واعلن ان انتخابات رئاسة الجمهورية اسمها انتخابات، ودستوريا هي انتخابات، وعمليا هي انتخابات مع او من دون تفاهمات مسبقة. وقال انه لا حل لانتخابات رئاسة الجمهورية الا بالانتخاب، والذي يقول انه من دون حوار لا رئاسة جمهورية، يعني انه يقول عمليا وعلنا وصراحة، إذا لم تقبلوا مرشحي فلا رئاسة جمهورية. وهذا أمر غير مقبول ومرفوض تماما!
الاستحقاق “مؤجل”
وفي تعبير واضح عن المأزق الراهن، وصف النائب بلال عبدالله بعد زيارته مع النائب فيصل الصايغ مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الأوضاع بالمستعصية. وقال “يبدو أنه بعد تعثر مبادرة كتلة الاعتدال التي كنا ندعمها نحن، وما زلنا ندعم هذا التوجه، وعلى إيقاع الحرب الإقليمية القائمة، وإيقاع الأصوات التي نسمعها من هذا الفريق أو ذاك، يبدو أن الجو الداخلي لم يصبح بعد جاهزا للتسوية الداخلية لانتخاب رئيس، وكذلك الجهود التي تبذلها اللجنة الخماسية لم تثمر بعد، وأن هذا الاستحقاق للأسف ما زال مرحلا”.
موقف حزب الله “قريبا”
من جهتها، جددت كتلة الوفاء للمقاومة “عزمها الدائم على مراعاة الوفاق الوطني وعلى تطبيق الدستور، لا سيما لجهة بذل الجهود لاختيار رئيس سيادي للبلاد قادر على الاضطلاع بمسؤولية مواجهة التحديات. ولفتت الى انه من موقع مشاركتها المسؤولة في مقاربة تلك التحركات، ستبلغ في الوقت القريب والمناسب موقفها الرسمي بغية إنجاز هذا الاستحقاق حفظا للمصالح الوطنية.
صحيفة “الديار”