كتبت “الشرق الأوسط”: بعد أكثر من أسبوع على تراجع غير مسبوق في حدة المواجهات العسكرية على جبهة الجنوب اللبناني، التي قرر “حزب الله” أن يتخذها منطلقاً لعمليات عسكرية دعماً لغزة، عادت هذه الجبهة في الساعات الماضية لتسخن من دون مقدمات، ولتتوسع عمليات إسرائيل لتشمل بعلبك والبقاع الغربي شرق البلاد.
وعادت حدة المواجهات بعيد إعلان حزب الله عن استخدام مسيرتين لاستهداف منصتين للقبة الحديدية في مستعمرة “كفار بلوم” الواقعة في الجليل الأعلى، فكان الرد الإسرائيلي باستهداف بعلبك، كما إحدى السيارات في منطقة البقاع الغربي، وهي تُستهدف للمرة الأولى منذ “طوفان الأقصى”.
وبينما يرى كثيرون أن تراجع العمليات وتزخيمها مرتبطان بمسار التفاوض للوصول إلى هدنة في غزة، وكذلك بتفاهمات غير معلنة بين إسرائيل وحزب الله تتم عبر وسطاء، يرى آخرون أن إعطاء تل أبيب الأولوية لمسألة رفح واستبعاد احتمال تدخل واشنطن لمساعدتها في أي حرب موسعة على لبنان، في ظل الخلافات الكبيرة بين الإدارتين الإسرائيلية والأميركية، عوامل تؤدي إلى تراجع وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية جنوباً، وأن هذه العمليات باتت في إطار رد الفعل على ما يقوم به الحزب.
وتشير مصادر حزب الله إلى أن “العمليات تخفت حيناً وتحتدم حيناً آخر حسب الأوضاع الميدانية”، نافية لـ”الشرق الأوسط” أن تكون هناك أي مستجدات أخرى تجعل الجبهة أكثر هدوءاً.
وتوضح مصادر مطلعة على جو الحزب لـ”الشرق الأوسط” أن “العمليات التي ينفذها (حزب الله) ضد المراكز العسكرية الإسرائيلية مستمرة وبالوتيرة نفسها”، لافتة إلى أن “ما يجب التوقف عنده هو امتناع إسرائيل لأكثر من 12 يوماً عن تعقب السيارات جنوب لبنان لاقتناص أهداف معينة، كما امتناعها عن القصف داخل القرى”، مضيفة: “هي قد تكون اقتنعت بأنها غير قادرة على جر الحزب إلى الحرب الموسعة كما جر واشنطن للقتال عنها في لبنان، أضف إلى ذلك أن (حزب الله) نجح في سدّ ثغرات كثيرة كانت تنفذ إسرائيل منها لإيقاع شهداء في صفوفه”.