السبت, نوفمبر 23
Banner

ملف الجنوب في يد الأميركي… والفرنسي يبحث عن دور

كتبت صحيفة “الجمهورية”: مرّ التمديد للمجالس البلدية والاخيارية لسنة جديدة بلا ضجيج كبير على وَقع استمرار المواجهات على الجبهة الجنوبية بين المقاومة واسرائيل، فيما ملف الاستحقاق الرئاسي ما زال على لائحة الانتظار على رغم من أنه محور اهتمام المعنيين في ضوء حراك سفراء المجموعة الخماسية وكتلة «الاعتدال الوطني» في اتجاه رئيس مجلس النواب نبيه بري والكتل النيابية والسياسية وزيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه للبنان غداً ضمن جولة ستشمل الرياض وتل ابيب في مهمة مزدوجة تتعلق بالقرار الدولي 1701 الخاص بالجنوب والاستحقاق الرئاسي.

لم تكن جلسة التمديد للمجالس البلدية والاختيارية عادية بل عكست في مطاويها واقعاً سياسياً جديداً برزت فيه خريطة تحالفات جديدة وأرسَت قواعد اشتباك من الواضح أنها ستحكم المرحلة المقبلة في التعاطي مع الملفات الكبيرة وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي… المجلس عَقد نصابه على ٧٢ وكان باليد تأمين ١٤ نائبًا اضافيًا لبلوغ الـ ٨٦… ما يعني انه إذا حضر الاتفاق بطل الاعتراض.

قلب المجلس كان على البلدات لئلّا يصيبها فراغ البلديات، وعينه كانت على الجنوب الذي ما اجتمع نائبان إلا وكان ثالثهما.

وعلمت «الجمهورية» من مصادر «الثنائي الشيعي» ان الورقة الفرنسية في صيغتها المعدّلة لم تسلّم بعد، ولم يتطلع احد على بنودها إلا مما نقله ميقاتي وما تردّد عبر القنوات الديبلوماسية، والورقة سيحملها وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه معه إلى بيروت نهاية الأسبوع. واستبعدت المصادر ان يبدأ البحث فيها جدياً لأنّ الموقف اصبح اكثر من واضح ومُعلن: لا نقاش ولا بحث في أي تسوية في الجنوب قبل وقف إطلاق النار في غزة. ونقطة انتهى. غير انّ اللاعب الفرنسي هو لاعب هامشي، تقول المصادر، لأنّ المفاوض الأساسي في ورقة الجنوب هو الاميركي وموفده اموس هوكشتاين.

كتلة «الاعتدال»

في هذه الاثناء واصلت كتلة «الاعتدال الوطني» حراكها في شأن مبادرتها الرئاسية، فالتقت بري في مكتبه بعد انتهاء الجلسة التشريعية امس. وأشار النائب أحمد الخير بعد اللقاء الى انّ «الكتلة وضعت رئيس المجلس في اجواء اللقاءات مع الكتل النيابية حول مبادرتها إزاء الملف الرئاسي، وهي مبادرة تقوم على 10 نقاط تمّ تذليل 8 منها، فيما بقيت نقطتان عالقتان نسعى والرئيس بري الى تذليلهما».

وزارت الكتلة لاحقاً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقال النائب سجيع عطية بعد اللقاء: «وضعنا دولته في أجواء المبادرة ونتائج جولاتنا، وكان داعما ومُشجّعا وأكد اهمية المتابعة بها بزخم لأنها مسؤولية وطنية، ولا تزال كتلة «الاعتدال» حاضرة في كل إمكاناتها، ولامَسنا كل العقد الموجودة وسيساعدنا دولته بالتعاون مع الرئيس نبيه بري وبقية الاقطاب».

واوضح عضو الكتلة النائب احمد رستم لـ«الجمهورية» ان «الخلاف ما زال قائماً حول بندين من بنود المبادرة هما: مَن يدعو الى جلسة التشاور او الحوار النيابية ومن يترأسها. حيث ان موقف «القوات اللبنانية» بعد لقاء الكتلة امس مع رئيسها سميرجعجع، ما زال يرفض ان تصدر الدعوة عن امانة سر المجلس النيابي وان يترأس الرئيس بري التشاور، اما النائب جبران باسيل وبعد لقاء الكتلة معه، قال: «إننا مع المبادرة شكلاً ومضموناً على ان يُسفر الحوار على توافق حول اسم مرشح للرئاسة او اكثر، وبعدها نذهب الى جلسات انتخابية وليفز من يفز».

وكشف رستم ان الكتلة ستتواصل مع سفراء اللجنة الخماسية للتعاون معاً من اجل تذليل هاتين العقبتين عبر التواصل مجددا مع الكتل النيابية، «لأنّ وضع البلد لم يعد يتحمّل ان يبقى بلا رئيس للجمهورية، ونأمل في ان يُغلّب جميع الاطراف مصلحة البلاد على ما عداها، وان يقتنعوا بأنه لا يجوز الاستمرار في هذا الوضع أكثر من ذلك».

زيارة سيجورنيه

واستعداداً لزيارة وزير الخارجية الفرنسي، التقى ميقاتي امس سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو وعرض معه للتحضيرات الخاصة بهذه الزيارة والاقتراحات الفرنسية لمعالجة الوضع في الجنوب والملف الرئاسي.

وكان ميقاتي قد أكد في افتتاح مؤتمر «الأمن الاقتصادي العربي في ظل المتغيرات الجيوسياسية» انّ لبنان يُكابِد اليوم في مواجهة أزمات عديدة ومتداخلة، ومناخ إقليمي حافل بالتوترات والتحدّيات والتهديدات والحروب العدوانية. مشيراً إلى أن هذه التحديات تُرخي بثقلها على الشعب اللبناني الذي يُعاني أزمة اقتصادية ومالية وإنسانية غير مسبوقة. واعتبر أنّ «أولى التحدّيات الوطنية تكمنُ في شغور رئاسة الجمهورية وتَعَذّر انتخاب رئيس جديد للبلاد، وما يستتبع ذلك من عدم استقرار مؤسسي وسياسي، ومِن تفاقُمٍ للأزمة الاقتصادية والمالية، وتَعَثّر في انطلاق خطط الإصلاح والتعافي الاقتصادي والمالي الذي يُعوِّل عليه اللبنانيون لإنقاذ البلد من الأوضاع الصعبة». وأكد أن «التحدّيات تزداد وتتفاقم حدّتها مع استمرار احتلال إسرائيل لمساحاتٍ من أرضنا في الجنوب اللبناني، ومواصلة عدوانها واعتداءاتها وانتهاكاتها اليومية للسيادة اللبنانية، وخرقها لموجبات قرار مجلس الأمن 1701». وأضاف: «يبقى هدفُنا العمل على تَجنُّب الانزلاق نحو حرب إقليمية شاملة، بموازاة ترسيخ السلم والسلام والأمن في المنطقة، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل التراب، حتى الحدود المعترَف بها دولياً».

فرونتيسكا

وبرزت امس مواقف للمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا التي زارت شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي ابي المنى، حيث اكدت «موقف الامم المتحدة في الوقوف الى جانب لبنان ودعم الحكومة اللبنانية في جهودها، للحفاظ على البلد في ظل المصاعب والازمات القاسية التي يمر بها، لا سيما حيال الأوضاع المضطربة على الحدود مع اسرائيل والازمات الداخلية بمختلف مستوياتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وضمان توفير الاستقرار». وشددت على «أهمية تفعيل التشاور الداخلي بين الجهات السياسية كافة ودعم التوصّل الى اتفاق على القضايا الأساسية فيما بينها، للحفاظ على الدولة والمؤسسات، وتعزيز التعاون مع المجتمع الدولي والجهات المانحة، لتطوير المشاريع التي تساهم في دعم الصمود الاقتصادي والاجتماعي».

«الحزب» وجنبلاط

في هذه الاثناء التقى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في كليمنصو أمس، وفدًا من «حزب الله» ضَم المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل ومسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق وفيق صفا. وخلال اللقاء، تم البحث في آخر المستجدات السياسية المحلية والإقليمية، لا سيما منها التطورات الميدانية في الجنوب واستمرار القصف الإسرائيلي على لبنان. كذلك تم البحث في أزمة النزوح السوري وسبل الوصول إلى موقفٍ لبناني موحّد من هذه الأزمة، وكانت مناسبة لإطلاع وفد الحزب على الورقة التي أعدّها الحزب التقدمي الإشتراكي بهذا الخصوص وتتضمن أفكارًا عملية محددة ستُعرض على مختلف القوى السياسية ابتداء من الأسبوع المقبل.

إفتعال حرائق

وعلى الجبهة الجنوبية واصَل العدو الاسرائيلي أمس سياسة الارض المحروقة ضد القرى الحدودية، فقصفَ بالمدفعية اطراف بلدات الناقورة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة. فيما أغار طيرانه الحربي على أطراف بلدة علما الشعب مستهدفاً احد المنازل فدمّره كلّياً. ثم استهدفت مدفعيته بعد الظهر بالقذائف الفوسفورية الحارقة منطقة جبل بلاط قبالة مواقعه في طربيخا وزرعيت.

وكان الجيش الاسرائيلي قد أطلق القنابل الحارقة بعد منتصف ليل امس،على جبلَي اللبونة والعلام في القطاع الغربي، واشتعلت النيران بما تبقى من الاشجار المعمرة. وفيما حاولت فرق الدفاع المدني إخماد الحرائق التي استمرت اكثر من ساعتين في منطقة «اللبونة» جنوب الناقورة، قصفت المدفعية الاسرائيلية اطراف علما الشعب والناقورة بقذائف حارقة، ونجا فريقٌ تابع لفوج إطفاء في اتحاد بلديات بنت جبيل بأعجوبة عدما استهدفته قوات الإحتلال خلال إخماده النيران في حرج يارون.

وبعد الظهر سجلت غارات جوية بين بلدتي العديسة وكفركلا، واطراف بلدتي حلتا وكفرشوبا. فيما تعرضت الاطراف الجنوبية لمدينة الخيام واطراف مرجعيون لقصف مدفعي.

وكان الطيران الاسرائيلي قد شَن بعد منتصف ليل امس ثلاث غارات متتالية على بلدة مارون الراس، وألحق اضرارا جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية، خصوصاً في شبكتي الكهرباء والمياه والمنازل.

واستهدفت ‌‌‌‏المقاومة بالصواريخ عصر امس ‏انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع الضهيرة وموقع زبدين في مزارع شبعا المحتلة بالصواريخ.

وردّاً على ‏استهداف القرى الجنوبية والمنازل المدنية وآخرها علما الشعب، ‏هاجمت ‏المقاومة الإسلامية امس بمُسيّرة إنقضاضية «مقر عين مرغليوت» للمدفعية وأصابت ‏هدفها.

وكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة «إكس» انّ طائرات حربية اسرائيلية «أغارت على مبنى عسكري تابع لـ»حزب الله» في منطقة علما الشعب إلى جانب منصات لإطلاق القذائف الصاروخية وبنى تحتية تابعة للحزب في منطقة كفرشوبا». وأضاف: «في وقت سابق من اليوم هاجمت قوات جيش الدفاع لإزالة التهديد في عدة مناطق بِجنوب لبنان». وأشار الى «رصد إطلاق ثلاث قذائف صاروخية عبرت من الأراضي اللبنانية في اتجاه منطقة عرب العرامشة، وأربع قذائف صاروخية أخرى في اتجاه منطقة جبل الروس (هار دوف)، من دون وقوع إصابات».

ونفى مصدر في «حزب الله»، أمس، ما أعلنه وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت عن قتل نصف قادة الحزب في جنوب لبنان، مضيفاً أن عدد مَن قتلوا من مسؤولين في صفوفه «لا يتجاوز أصابع الكفّ الواحد».

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر في «حزب الله» قوله: «هذا كلام غير صحيح ولا قيمة له، وهدفه رفع معنويات الجيش المنهار»، في إشارة إلى الجيش الإسرائيلي. وأضاف المصدر أن عدد مَن قتلوا مِمّن «هم بمسؤولية معينة» في الحزب «لا يتجاوز أصابع الكف الواحدة».

مساعدة مهددة بالضياع

من جهة ثانية بثت قناة «الجديد» انّ مبلغ 7 ملايين يورو سيضيع على قيادة الجيش بسبب تمنّع وزير الدفاع موريس سليم عن إرسال كتاب الى مجلس الوزراء.

وقالت القناة انّ الجرّة تنكسر مرة جديدة بين سليم وقيادة الجيش، بعدما أمعَن في الامتناع عن إحالة الاستراتيجية البحرية الكاملة للبنان والدراسة التقييمية في المجال البحري إلى مجلس الوزراء. وهذه الإحالة سبق لقيادة الجيش ان أحالتها على سليم في ١٩ تشرين الثاني الماضي، غير انه وضعها في جاروره ولم يرسلها إلى مجلس الوزراء، ما دفع قيادة الجيش إلى إحالتها مباشرة الى رئيس مجلس الوزراء في ٢٤ نيسان الجاري للحؤول دون خسارة الجيش مساعدة أوروبية بقيمة ٧ ملايين يورو، لأنّ الاتحاد الأوروبي اشترطَ الموافقة على هذه الاستراتيجية لتقديمها.

Leave A Reply