كتبت صحيفة “الديار”: في الوقت الذي تصعّد فيه “اسرائيل” منذ اكثر من 24 ساعة عمليات تدمير واحراق القرى والبلدات والاحراج جنوبا، تتجه الأنظار اليوم الى الجلسة التي يعقدها مجلس النواب اللبناني للنقاش بهبة المليار يورو وملف النزوح السوري. فرغم التفاهم المسبق الذي حصل بين الكتل الاساسية يوم أمس الثلاثاء على مجموعة توصيات ستصدر عن الجلسة، فانه يُتوقع ان تتحول حلبة مزايدات وتبادل اتهامات، بخاصة انه سيتم نقلها مباشرة على الهواء.
وبحسب معلومات “الديار” فانه سيصدر عنها حوالى 9 توصيات، ابرزها تشكيل لجنة وزارية يرأسها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تتولى التنسيق مع المجتمع الدولي والحكومة السورية لضمان ترحيل القسم الأكبر من النازحين السوريين خلال فترة عام، على ان تُقدم اللجنة تقريرا كل 3 أشهر للمجلس، كما يندرج في اطار التوصيات المرتقبة، العمل مع الدول المعنية على مقاربة جديدة لقانون قيصر لا تمنع تقديم الحوافز اللازمة للنازحين العائدين الى بلدهم والتشدد في تطبيق القوانين اللبنانية المرتبطة بالتصدي للوجود السوري غير الشرعي، وبخاصة لجهة العمالة.
وأشار مصدر نيابي شارك في صياغة التوصيات الى انها ستشكل ارضية وطنية يتم الانطلاق منها والبناء عليها، سواء خلال القمة العربية المرتقبة خلال ساعات او خلال مؤتمر بروكسل المقرر الاسبوع المقبل. وأضاف المصدر لـ “الديار”: “صحيح ان هناك تفاهما وطنيا في مقاربة الملف، لكن ذلك لن يحول دون تبادل الاتهامات خلال جلسة اليوم في اطار تسجيل النقاط السياسية”.
قوافل العودة انطلقت مجددا
وكانت المديرية العامة للأمن العام استأنفت يوم أمس الثلاثاء عمليات العودة الطوعية للسوريين الموجودين في لبنان التي باشرتها منذ العام 2019، وأعلنت في بيان قيامها بتنظيم عودة لرعايا سوريين عبر مركزي الأمن العام الحدوديين في عرسال والقاع، ضمّت 225 شخصاً، وذلك بالتنسيق مع السلطات الأمنية في الجانب السوري، وبوجود مراقبين من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وذكّرت المديرية الرعايا السوريين في لبنان، المسجلين على لوائح المفوضية أو المخالفين لنظام الإقامة، الراغبين بالعودة إلى سوريا التقدم من مراكز الأمن العام لتسجيل أسمائهم.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية- سانا، عن وصول دفعة جديدة من النازحين السوريين العائدين من لبنان إلى البلاد عبر معبر جوسيه بريف حمص.
ولفتت “سانا” إلى أنّه تم عند المعبر تقديم الخدمات الصحية لهم واللقاحات اللازمة للأطفال.
وقال مصدر أمني لـ “الديار” ان “الامن العام اللبناني يواصل التصدي للمخالفات السورية، سواء لجهة الاقامة او العمالة في مختلف المناطق اللبنانية. وهو سيفعّل، الى جانب الاجهزة الامنية الاخرى، عملياته بناء على التوصيات التي ستصدر عن مجلس النواب وعما سيصدر عن مؤتمر بروكسل”.
العدو يُدمّر ويُحرق
في هذا الوقت، وفي اطار عملياته الانتقامية من المقاومة التي نفذت في الـ ?? ساعة الماضية عمليات عسكرية نوعية، صعّد العدو الاسرائيلي اعتداءاته متقصدا تدمير القرى الحدودية واحراق الاحراج.
وأعلنت “الوكالة الوطنية للاعلام” ان الطيران الحربي الاسرائيلي شن ليل الاثنين-الثلاثاء، غارتين على بلدة الخيام، وغارة عنيفة بأربعة صواريخ استهدفت بلدة كفركلا، استخدم خلالها صواريخ ثقيلة تسمى صواريخ “شارون” الزلزالية، أحدثت دماراً كبيراً في البلدة. واستهدف القصف الثلاثاء ساحة بلدة يارون، ما أدى الى اصابة مواطن بجروح متوسطة كما الى تدمير منزل تدميرا كاملا والحاق الاضرار الفادحة بعشرات المنازل المحيطة، فضلا عن احتراق سيارتين.
واستخدم العدو القذائف الفوسفورية لقصف الاحراج في محيط بلدة علما الشعب- الضهيرة، ما أدى الى تضرر مساحات حرجية كبيرة بعد التهام النيران الاحراج والاشجار.
بالمقابل، أقرّ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، بسقوط منطاد مراقبة للجيش داخل الأراضي اللبنانية بصواريخ أطلقها “حزب الله”. ولفت إلى أنّه “لا توجد خشية من تسرب معلومات جراء سقوط المنطاد”.
وكان الإعلام الحربي في “حزب الله” أعلن في بيان، أنّه “دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، وبعد تتبع مستمر لحركة المنطاد التجسسي الذي يرفعه العدو الاسرائيلي فوق مستعمرة أدميت للمراقبة والتجسس على لبنان، وبعد تحديد مكان ادارته والتحكم به، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة الصاروخية ثلاثة أهداف عائدة له بشكل متتال، وهي قاعدة إطلاقه التي دمرت وأفلت منها المنطاد، وآلية التحكم به وتم تدميرها بالكامل، وطاقم إدارته الذي أصيب بشكل مباشر ووقع أفراده بين قتيل وجريح”.
وقالت مصادر مطلعة ان التصريحات الاخيرة لامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وقوله إن سكان المناطق الشمالية في “إسرائيل، لن يكون بمقدورهم العودة إلى ديارهم مع بداية العام الدراسي المقبل إذا ما استمر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، خلقت ضغطا شعبيا كبيرا على الحكومة الإسرائيلية والجيش الاسرائيلي الذي قرر الانتقام بتكثيف قصفه للقرى والبلدات اللبنانية الحدودية، وبخاصة ان المئات اجتازوا مفرقا في منطقة الجليل الأعلى بشمال “إسرائيل” امس ورفعوا شعارات تطالب بعودتهم الى منازلهم.