كتب ذوالفقار قبيسي في اللواء: مع بداية أسبوع حافل بالاستشارات النيابية في ظل التقارب بين الموقفين الفرنسي والأميركي لتأليف حكومة – مهمة، يعود الترقّب والانتظار الى وضع اقتصادي فقد الثقة سلفا من أي حكومة، اختصاصية كانت أم سياسية، بما يشبه حالة عجوز يطارد على عكازين أرنبا سريع الحركة، في سباق ميؤوس منه بين الاصلاحات والانهيارات!
وسيناريو الانفجار واضح من خلال إقفال عشرات آلاف المؤسسات وتسريح أكثر من مئات آلاف الموظفين والعمال الثابتين والمتعاقدين والمياومين وتوقف دفق الودائع والتسليفات والاستثمارات، وتراجع الصادرات وشح السيولة وشلل السياحة والارتفاع المتواصل في طباعة النقد لتغطية عجوزات الموازنة وميزان المدفوعات، واقتراب وقف الدعم عن الدواء والاستشفاء والمحروقات ومئات السلع المعيشية والضرورية ووصول الاحتياطيات النقدية الى الخطوط الحمراء، وارتفاع الدين العام، بما يصحّ معه وصف أي حكومة عتيدة تولد من رحم أحزان لبنان بأنها «حكومة فدائيين» لا «حكومة اختصاصيين» سلاحها الوحيد صيحة ثورة طلاب فرنسا في ستينيات القرن الماضي «سنكون واقعيين ونطلب المستحيل» وهي صيحة التي أطلقها الرئيس ماكرون في دعوته طبقة السياسيين اللبنانيين «ان انقذوا شعبكم ووطنكم وإلا سوف لن تتمكنوا من إنقاذ أنفسكم (عائلاتكم وأقاربكم) من عقوبات وانهيارات قد تؤدي الى «اختفاء» مكونات ومقومات وطن بكامله».