الجمعة, سبتمبر 27

الديبلوماسية الدولية هل نجحت أم أن الحل “على الحامي”؟

أرجأت الديبلوماسية الدولية والعربية الانفجار، ولو موقتاً، باعتبار أن ما كان يجري في الأيام القليلة الماضية إنما هو حرب حقيقية، بفعل حبس الأنفاس وحالة الناس والأجواء التي أحاطت بكل قطاعات الدولة ومرافقها، ولاسيما المطار، ناهيك بمغادرة المغتربين وحالة الإرباك، وكل ذلك نتيجة معلومات ومعطيات مؤكدة أن رد “حزب الله” وشيك، فيما يظهر الحزب نفسه بمظهر صاحب النفس الطويل الذي يترك الخيار للتوقيت المناسب والوضع الميداني. وبدا لافتا أن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله دعا إلى الهدوء والتروي، وللمرة الأولى قال إن إسرائيل حققت إنجازاً، وتعمد الظهور بأنه “ضنين بالبلد وناسه”. وثمة قوى سيادية لم ترد على خطابه، فيما يقول سياسيون من اتجاهات مستقلة إن الأفضل في هذه المرحلة هو الهدوء إلى حين انقشاع الأجواء وتمرير المرحلة بأقل الخسائر، لأن البلد لم يعد يحتمل، ويجب مراعاة شعور الناس.

أما من الخلفية الأمنية، فإن الحرب معلوماتية واستخباراتية وتكنولوجية، إنما في الوقت عينه يجب قراءة كل المواقف الدولية والإقليمية ليبنى على الشيء مقتضاه.

في هذا السياق، يقول اللواء الركن المتقاعد عبدالرحمن شحيتلي لـــ”النهار”، إن خطاب السيد نصرالله “كان واضحاً في كل ما أشار إليه، فلا أحد يريد الحرب، وقد قرأ مسار الأوضاع الميدانية والديبلوماسية والسياسية بتأن وبكثير من الروية، وعليه، “مش حرزانة” أن نرسل مئتي صاروخ إلى إسرائيل من دون أي نتيجة. بمعنى أوضح، ومن خلال مواكبتي منذ سنوات طويلة لدور الحزب ومواقفه، وتحديداً الوضع الميداني، فهو ليس من الهواة، بل بات محترفا ويقدّر متى يقصف إسرائيل، وكيف تكون العمليات في المكان والزمان المناسبين. من هنا يمكننا القول إن خطاب السيد خفف التعبئة والأجواء السائدة، ولكن لا يعني ذلك أنه تراجع عن الرد الذي أتوقعه. فالحرب لها حساباتها وهي عمل مخابراتي، وإسرائيل هي من قال إنها ستغتال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وكان من المفترض استهدافه في تركيا التي رفعت السقف بوجه إسرائيل، فتم الاغتيال بطريقة مخابراتية في طهران”.

يرجح شحيتلي أن تبقى الأمور على ما هي، “لا حل ولا حرب، والحل يأتي لاحقا “على الحامي” ومن خلال عمل كبير، وعندها يجلس الجميع إلى الطاولة من أجل التوصل إلى هدنة وبدء المفاوضات. لكنني متأكد وفق المعلومات والمعطيات، من أن ما سنصل إليه سيكون عبر عمل عسكري كبير، وبعدها يحين موعد الديبلوماسية للتفاوض بين الأفرقاء المعنيين”.

ويخلص إلى أن “ما يثير القلق والهواجس في إسرائيل، هو ما جرى في السابع من أكتوبر، وتسعى إلى عدم تكراره على الحدود الشمالية، لأن حزب الله قادر أن يهددها ويدخل المستعمرات، لذا تجهد إسرائيل من أجل القيام بعملية استباقية، لكن ذلك انتفى بفعل الاتصالات التي جرت على أعلى المستويات. لن ينجر أحد إلى الحرب، إنما ستبقى الأمور تدور في هذا الإطار بين اللاحرب واللاسلم إلى أن يأتي الحل الديبلوماسي والسياسي”.

ويبقى أنه خلال الأيام القليلة المقبلة، ستظهر أمور كثيرة، إذ تشي الأجواء بأن ثمة زيارات ديبلوماسية سيشهدها لبنان على أعلى المستويات، ناهيك بأن الدول المعنية التي تواكب ما يجري في لبنان والمنطقة، وفي طليعتها بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، لم توقف محركاتها، لأن الأمور لا تزال صعبة ومعقدة، وكل المفاجآت واردة بعدما بات جلياً أن إيران وحزب الله قررا الرد، ولكن كيف ومتى، فذلك ما تحدده حساباتهما الميدانية والأجواء السياسية والديبلوماسية”.

وجدي العريضي – النهار

Leave A Reply