الأحد, نوفمبر 24
Banner

جاء في صحيفة ” الأنباء ” الالكترونية : عقبات كثيرة لا تزال تعترض مسار الاستشارات المُفترضة لتسمية رئيس جديد لتأليف الحكومة رغم انطلاق الوفد ‏الذي أرسله رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري لتسويق ترشيحه للتكليف. وفيما خرجت موقف اعتراضي من ناحية ‏المبدأ من قبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أول من أمس، فإن اعتراضات من نوع آخر واجهها ‏الحريري أمس من قبل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وصلت الى حدود نسف مسعى الحريري ومضمونه‎.‎
لكن أجواء بيت الوسط تفيد أن الحريري ينتظر ما ستكون عليه نتائج الإتصالات والإجتماعات ليبني على الشيء ‏مقتضاه، وقد بدأ باستدراك بعض الخطوات في محاولة لإعادة احياء كل التفاهمات مع القوى السياسية، وكان من بين ‏ذلك الاتصال الذي جرى بين الحريري وعضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور‎.‎
وبحال تمكّن الحريري من تخطي الهفوات التي وقعت فيها خطوته، قد تصبح الامور في مكان آخر، خاصة اذا حصل ‏على موافقة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وحزب الله وتيار المردة والاشتراكي، فيما يبقى حزب القوات اللبنانية ‏معارضاً وكذلك التيار الوطني الحر بعد موقف جبران باسيل الواضح. وهنا تبرز مشكلة الميثاقية، التي تفرض على ‏الحريري الإسراع في الذهاب الى مشاورات قبل موعد الاستشارات لاتخاذ القرار النهائي حول المضي في ترشيح ‏نفسه ام التراجع امام كل هذه الشروط. ولذلك كان حريصاً على بدء جولة وفده النيابي من زيارة بنشعي لاستطلاع ‏الموقف المسيحي‎.‎
وترى مصادر سياسية مواكبة أنه حتى وإنْ أصرّ الحريري على ترشيح نفسه تبقى مشكلة اساسية هي توقيع رئيس ‏الجمهورية على مرسوم تشكيل الحكومة، الذي قد لا يحصل، اذا لم يتوفر التوافق بين الحريري وباسيل. وهذا الأمر ‏سيدفع الحريري الى فتح قنوات التواصل مع رئيس التيار الوطني الحر الذي رفع شروطاً واضحة، وهي إما أن يشكل ‏اختصاصي حكومة من الاختصاصيين، او يشكل سياسي حكومة تكنو سياسية، وهنا سيكون الحريري امام خيار من ‏اثنين، إما الموافقة على هذه الشروط او الاحجام عن مساعيه‎. ‎
الا ان المصادر لفتت الى أن الاخطر يبقى في ما يرمي اليه باسيل، وهو وصف الدستور “بالنتن والعفن”، ودعوته إلى ‏تعديل صلاحيات رئيس الحكومة المكلف وتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية، وهنا سيكون الامر صعباً على ‏الحريري في السير بمثل هكذا خيارات او تسويات‎.‎
ساعات حاسمة إذاً يتحدد فيها مصير مسعى الحريري، وكيفية التعاطي المحلي والدولي معه. وهو إذ يرفض تأجيل ‏الاستشارات، فإنه في ظل الشروط المرفوعة أصبح من الصعب التوافق قبل موعدها‎.‎
على خطٍ آخر، ستبدأ رحلة المفاوضات من أجل ترسيم الحدود البحرية الجنوبية اليوم في الناقورة التي رفع وزير ‏الداخلية محمد فهمي الحجر الصحي عنها، حيث سيتوجّه اليها وفد لبنان للإجتماع مع وفد إسرائيلي، برعاية ووساطة ‏أميركية ممثلة بمساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، وفريق عمل الوزارة، وبحضور ‏الأمم المتحدة‎.‎
وفي هذا الإطار، أشار الخبير في القانون الدولي الدكتور شفيق المصري في حديث لجريدة “الأنباء” إلى أن “هذه ‏المفاوضات حسب القانون الدولي يمكن أن تحصل، إذ تتناول شأنا غير سياسي، بل عسكري وإقتصادي، وهذا الأمر ‏متّفق عليه، وبالتالي أي مفاوضات غير سياسية لا تستتبع إعترافا بالدولة المفاوضة، كما لا تستتبع علاقات سياسية”، ‏مذكّرا بـ”لجنة الإرتباط الملحقة بالقرار 1701 التي تضم مندوبين عسكريين لبنانيين وإسرائيليين‎”.‎
وفي السياق، شدّد المصري على ضرورة “تأكيد الوفد اللبناني لتقنية المفاوضات، والوفد حتى الآن حريص على أن ‏تبقى في الإطار العسكري والأمني”، لافتا إلى “محاولات إسرائيل تطعيم وفدها بسياسيين، من أجل رفع مستوى ‏التفاوض من الجهة اللبنانية، وبالتالي إلغاء إتفاق الهدنة الذي يُعمل به، والإنتقال إلى مرحلة التفاوض المباشر‎”.‎
كما حذّر المصري من “أي تغيير قد يطرأ على الوفد اللبناني لناحية ضم أي مندوب مدني، كممثل عن رئيس ‏الجمهورية أو ما شابه، قد يكون فخاً يقع فيه لبنان من أجل تحوير المفاوضات عن هدفها الأساسي، والذهاب بإتجاه ‏الإعتراف السياسي”، مشيرا إلى أن “الوفد الحالي هو تقني بالكامل، حتى الآن، رغم أنه يضم عضو هيئة قطاع ‏البترول وسام شباط‎”.‎
وشدد المصري على “وجوب عدم إعتماد الخط الأزرق كخط حدود، إذ أنه خط إنسحاب، كما أن الترسيم البحري سيتم ‏وفق قاعدة معيّنة، ربما الخط المستقيم‎ “Perpendicular” ‎الذي إعتمدته الأمم المتحدة سابقا في حل نزاعات مشابهة، ‏ورغم انه قد يكون حصل إتفاق مسبق بين رئيس مجلس النواب نبيه بري من جهة، والولايات المتحدة الأميركية من ‏جهة أخرى، إلّا أن المفاوضات قد تأخذ سنوات وسنوات‎”.‎
إلى ذلك، لا زال لبنان يتخبّط صحياً إثر المستوى العالي الذي يسجّله بإصابات كورونا، مع تسجيل يوم أمس 1245 ‏إصابة جديدة، و13 حالة وفاة إضافية، وهو إرتفاع مقلق في أعداد الوفيات، في ظل غياب لأي إجراء جدّي من الدولة، ‏وغياب الوعي الكافي من قبل الكثير من المواطنين، وعدم التجهيز للجيّد من قبل المستشفيات لمواجهة الأسوأ‎.‎
في هذا المجال، يحذّر طبيب الأمراض التنفّسية بيار أبي حنّا “من الوقوع في فخ تدنّي أرقام الاصابات نسبيا في الأيام ‏الأخيرة، وتراجعها من حد الـ1400 إصابة إلى قرابة الـ1010 يوم الأحد”، ويذكّر أن “عدد فحوص يوم الأحد سجّل ‏تراجعا كبيرا، وقد ناهز عددها الـ5000، وبالتالي أعلى نسبة إصابات يسجّلها لبنان مقارنةً بأعداد الفحوص كانت يوم ‏الأحد الماضي‎”.‎
وعن أهمية قرار عزل المناطق والقرى، رأى أبي حنّا أن “الموضوع ليس بالسهل، لتداخل الشوارع والأحياء، لكن ‏علينا الإنتظار فترة وجيزة من أجل تقييم الإجراء‎”.‎
إلّا أنه وفي سياق الإجراءات، شدد أبي حنا على أن “لا إجراء كافٍ بقدر الأخذ بالتدابير الشخصية، أي إرتداء الكمامة، ‏وممارسة التباعد، وتفادي التجمعات، فهذا الحل الوحيد اليوم، وإلّا الأمور ستذهب نحو الأسوأ لا محال‎”.‎
كما ينبّه أبي حنا من “قدرات القطاع الطبي المتواضعة في لبنان، وغير القادرة على مجارات السيناريوهات الأسوأ، ‏ومع وصول القدرة الإستيعابية إلى تخومها، لن يجد المرضى أسرّة من أجل العلاج، وهو واقع بدأنا بتلمّسه‎”. ‎

Comments are closed.