تعود الروح تدريجياً إلى الضاحية الجنوبية، ويعود معها تذمّر سائقي الأجرة، من «الزحمة على خطّ حارة حريك وأوتوستراد السيد هادي نصرالله». تتكوّم أكياس النفايات أكثر فأكثر على جوانب الطرقات، ويُنشر الغسيل على المزيد من الحبال في الشرفات. إلا أنّ عودة العائلات النازحة وأصحاب المحال والمصالح لا تصاحبها عودة طبيعية للحياة في منطقة منكوبة تعرّضت للقصف الهمجي على مدار شهرين، جرّاء تضرر البنى التحتية من خطوط كهرباء الدولة والاشتراك والمياه والإنترنت والساتالايت، وتناثر ركام الأبنية على الطرقات الرئيسية والفرعية، عدا رائحة البارود والدخان التي لا تزال تعبق في كل مكان. هذا كله لم يقف في وجه «حلم العودة» لأهل الضاحية الذين «لم يتحمّلوا الابتعاد عن ضاحيتهم أكثر من ذلك»، تقول سكينة التي رجعت إلى منزلها في المريجة صباح الأربعاء، «رغم أنني دفعت إيجار المنزل في الشوف قبل أربعة أيام».
على أنقاض الأبنية، تُرفع أعلام حزب الله وصور أمينه العام الشهيد السيد حسن نصرالله والشهداء القادة، ويتحلق شبّان في جلسات أرغيلة، ويتعانق الجيران بعد طول غياب. عبارة «الحمد لله على السلامة» هي الأكثر ترداداً على الألسنة، وتسبق قصص النزوح وحكايات حرب الـ 66 يوماً.
(الأخبار)