قالت صحيفة ذا وول ستريت جورنال الأمريكية إن الموجة الثانية من وباء كوفيد-19 تجتاح دولاً تجنبت الموجة الأولى، في حين تفتقر الأنظمة الطبية إلى المورد الوحيد الذي لا يمكن تشغيلها بدونه، وهم الموظفون.
وبحسب الصحيفة، قام أحد أكبر المستشفيات في بولندا، وتحديداً في مدينة كراكوف بتركيب أسرّة وأجهزة تهوية كافية لعلاج مرضى الموجة الثانية، ولكن هناك نقصاً كبيراً في عدد موظفي الرعاية الصحية مع تضاعف حالات الوباء.
وقام أطباء العظام والمسالك البولية والجراحون وجراحو الأعصاب وأطباء أمراض النساء بالمساعدة في علاج المصابين بالفيروس.
وقال مارسين جيدريشوسكي مدير مستشفى الجامعة في كراكوف، إن المستشفى حديث ومجهز جيداً ولكن لا شيء من هذا مهم عندما تبدأ في مواجهة نقص الموظفين.
وضربت الموجة الأولى بشكل شديد بعض أغنى مناطق أوروبا في شمال إيطاليا وسويسرا وفرنسا، ولكن تهدد الموجة الثانية بضرب البلدان الأقل استعداداً للصراع مع الوباء.
وقبل الوباء، كان لدى بولندا التي لطالما يهاجر مواطنوها إلى الغرب، أدنى نسبة من العاملين في مجال الرعاية الصحية في الاتحاد الأوروبي، إذ يوجد فيها 237 عاملاً لكل 10 آلاف شخص، وذلك وفقاً لدراسة أجراها مكتب الإحصاء الأوروبي عام 2018.
الموجة الثانية
وتتزايد أعداد الحالات في بلدان وسط أوروبا التي لم تكن تعاني من الوباء سابقاً، مثل جمهوريتي التشيك وسلوفاكيا.
وكانت دول أوروبا الوسطى والشرقية من أوائل دول العالم التي فرضت الإجراءات الصارمة التي أبطأت انتشار الوباء.
وفي مارس الماضي كانت جمهورية التشيك واحدة من أوائل الدول الأوروبية التي طبقت الإغلاق وجعلت ارتداء الكمامة أمراً إلزامياً، وسرعان ما اتبعت المجر وسلوفاكيا وبولندا نهجها، وأغلقت الحدود والمدارس في وقت مبكر جداً مقارنة بالدول الغنية كفرنسا وبريطانيا.
وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، كانت التشيك واحدة من أكثر البلدان تضرراً في أوروبا، حيث ثبتت إصابة ما يقارب 10 آلاف شخص يوم الخميس في بلد يبلغ عدد سكانه 11 مليون نسمة.
وتظهر الجغرافيا المتغيرة للوباء في أوروبا كيف أن البلدان التي كانت قادرة على الإغلاق السريع لم تكن فعالة من ناحية الفحوصات والتعقب.
وكانت جمهورية التشيك من بين أوائل الدول الأوربية التي أنشأت نظاماً لتتبع جهات الاتصال مع المصابين يعتمد على التكنولوجيا، ولكن النظام انهار مع ارتفاع عدد الحالات.
وتواجه المجر نقصاً في اختبارات كورونا، بينما واجهت مراكز الاختبار في العاصمة البولندية وارسو تأخيرات استمرت أياماً.
وقال العلماء إن الإخفاقات المجتمعية كانت أحد أسباب هذه الطفرة، حيث عاد التشيكيون إلى حياتهم الطبيعية الخالية من التباعد الاجتماعي، ونظم المئات من البولنديين احتجاجات ضد ارتداء الكمامة، وادعى البعض أن الوباء مؤامرة لكسب المال من قبل صانعي المخدرات.
في أحد المستشفيات في مدينة فروتسواف البولندية، رفض المرضى المصابون بفيروس كوفيد-19 ارتداء الأقنعة وصرخوا في الموظفين.
وكانت الحكومات في أوروبا مترددة بشأن تكرار الإغلاق الذي فرضته في مارس الماضي، وكانت الحكومة البولندية فرضت واحداً من أقسى عمليات الإغلاق على مستوى البلاد، وأجلت الانتخابات الرئاسية لمدة شهر.
وخلال الأسابيع الماضية أعلنت بولندا أن العديد من مدنها وبلداتها الرئيسية أصبحت مناطق حمراء للوباء، مع فرض قيود على التجمعات والنشاط التجاري.
وقال الأطباء إن الوباء مستشر وإنه خارج نطاق السيطرة إلى حد كبير، وفي المقابل سيحتاج المرضى إلى أجهزة الإنعاش ولن يكون هناك من يعتني بهم وذلك لأن الأمر لا يتعلق بالمعدات فقط بل بمشغلها أيضاً.