الأحد, نوفمبر 24
Banner

الديار : عون يتشدد ويحتفظ “بفيتو” التاليف في “جيبه”: “لن ‏اطلق النار على راسي”

جاء في صحيفة ” الديار ” : لا تزال “ورقة” التكليف والتأليف في “جيبة” رئيس الجمهورية ميشال عون الذي ‏يتعامل مع حكومة “المهمة” المقبلة بحساسية، وحسم، مفرطين باعتبار انها ستكون ‏حكومة الثلث الاخير من عهده،وهذا يعني حكما انه لن يسمح لاحد “بتقييده” او ‏‏”طرد” فريقه السياسي من حكومة “الانجازات” المرتقبة، والا سيكون كمن يطلق ‏‏”النار” على “رأسه” لا “رجله”، وهو ابلغ زواره انه لن يطلق “النار على رأسه”، ‏مذكرا ان “من يقرأ التاريخ يدرك ان احدا لم يستطع اخذ توقيعه “عنوة”،وهذا لن ‏يحصل الان..‏

ولذلك وبغض النظر عمن سيكون رئيسا لهذه الحكومة سيكون الرئيس شريكا مؤثرا ‏فيها من “الالف” الى “الياء”، فكيف اذا كان من يريد العودة الى السراي الحكومي هو ‏سعد الحريري الذي يرتدي “قناع” المنقذ زورا، ويريد اظهار ان “العطل” كان من ‏فريق رئيس الجمهورية “القوي”، واي حديث عن تساهل في التكليف، اذا ما حصل، ‏لن يقابله اي تنازلات في عملية التأليف التي يملك الرئيس “الفيتو” عليها من خلال ‏توقيعه، وما ان يكلف الرئيس سعد الحريري سيكون حكما امام معادلة الاخذ بالاسماء ‏المسيحية للتوزير من بعبدا،والا، لا حكومة في المدى المنظور، ومن يظن غير ذلك ‏‏”واهم” مهما بلغت الضغوط الخارجية والداخلية التي بدات من خلال ماكينة منظمة ‏توهم اللبنانيين ان الدولار سينهار بمجرد عودة الحريري الى السلطة، فيما دخل ‏الاميركيون على “الخط” مجددا من “بوابة” القصر الجمهوري حيث تلقى الرئيس ‏عون اتصالا من وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في “رسالة” اميركية ‏باتجاهين، الاول فرنسا لابلاغها بان واشنطن لا تزال حاضرة بقوة في الملف اللبناني، ‏ومع بدء عملية الترسيم ثمة “خارطة طريق” جديدة ستفعّل بعد الانتخابات الرئاسية، ‏‏”والرسالة ” الاميركية الثانية الى بعبدا ومفادها، ان لكل خطوة ثمنها، وموقف الرئاسة ‏الاولى في تشكيل الوفد المفاوض تركت اثرها “المحدود”في واشنطن، لكن الانفتاح ‏على التيار الوطني الحر يحتاج الى مزيد من التنازلات في العلاقة مع حزب الله.‏

‏ “شروط” التأليف؟ ‏

وفي هذا السياق، لا تزال “المراوحة” تتسيد المشهد الحكومي،الصمت في “بيت ‏الوسط” يقابله لامبالاة في “ميرنا الشالوحي”، وهدوء في بعبدا، فلا اتصالات ولا ‏وساطات وكل فريق متمسك بموقفه،واذا لم يؤجل الرئيس عون الاستشارات مرة ‏جديدة،وهو امر غير محسوم بعد،فسيكون الرئيس المكلف سعد الحريري امام عملية ‏تاليف صعبة،فاما يتنازل ويقبل بشروط الرئاسة “والتيار” بتسمية الوزراء المسيحيين، ‏ويتوافق مع “الثنائي الشيعي” على “خارطة الطريق” الاقتصادية والسياسية للحكومة ‏العتيدة، وفي مقدمتها عدم التوقيع على بياض على شروط صندوق النقد الدولي، والا ‏سيكون تكليفه طويلا، وغير مضمون النتائج، خصوصا ان رحلة التأليف تتزامن مع ‏الانتخابات الاميركية التي لها حساباتها الاقليمية والمحلية والتي لا تتوقع مصادر ‏دبلوماسية في بيروت “ولادتها” قبل هذا الاستحقاق!‏

‏ “الاوراق المستورة” ‏

وفي هذا الاطار، لا تزال بعبدا تحافظ على “اوراقها” مستورة، ما يزيد المشهد ‏غموضا، والرئيس عون يشدد امام زواره انه ليس في موقف ضعيف كما يظن البعض، ‏وهو لن يفرط بما تبقى له من عمر العهد، وليس من الرجال الذين يطلقون” النار على ‏رأسهم”، ولن يسمح بهزيمة فريقه السياسي مهما بلغت الضغوط، وتؤكد مصادر ‏الرئاسة الاولى انه حتى الان لا تزال الاستشارات في موعدها لكن لا شيء يمنع ‏التاجيل اذا كان لدى الرئيس الاسباب “الوطنية” الموجبة لذلك، فهو لديه صلاحيات، ‏وسيستخدمها كاملة لتصويب الاعوجاج “الميثاقي” في البلاد، وهو ما ردت عليه ‏القوات اللبنانية بالتأكيد ان مجرد مشاركة نوابها في الاستشارات يعني ان الميثاقية ‏المسيحية مؤمنة سواء جرى تسمية الحريري او غيره، متهمة الرئيس “والتيار” ‏بالمزايدة باسم المسيحيين، لكن ما يرجح حصول التكليف، نصائح قدمتها جهات حليفة ‏للرئاسة الاولى، بان ينقل المواجهة الى ميدان التأليف، وهذا يخرج الرئيس من دائرة ‏اتهامه بالعرقلة امام الفرنسيين، وكذلك فان التذرع بغياب الميثاقية المسيحية في التكليف ‏ستصطدم بتسمية ثلث النواب المسيحيين للحريري اما التذرع بالميثاقية المناطقية، فهي ‏بدعة لا علاقة لها لا بالدستور او بالاعراف، ولهذا لا يمكن التذرع بها مجددا‎.‎

الوزراء المسيحيون؟ ‏

وبحسب مصادر “التيار”، فان وجود شخصية سياسية على رأس الحكومة يعطي ‏الحق للقوى السياسية كلّها باختيار من يمثّلها في الحكومة في ظل حكومة ‏‏”تكنوسياسية”، اما الاصرار على حكومة اختصاصيين برئاسة الحريري، فذلك يعني ‏ان رئيس الجمهورية لن يقبل ان يتم تجاوزه في عملية تسمية الوزراء المسيحيين في ‏الحكومة، والا ستستخدم بعبدا “الفيتو” بعدم التوقيع على اي تركيبة يضعها الحريري ‏لا ترضي عون وباسيل.‏

ماذا وراء “صمت” حزب الله؟ ‏

اما “الثنائي الشيعي” الذي يقر بالحريري كمرشح “طبيعي” عن السنة لرئاسة ‏الحكومة، فاقراره يقف عند هذا الحد، واذا كانت كتلة التنمية والتحرير قد حسمت ‏موقفها لتسميته، فان حزب الله لا يزال متريثا، ولم يحسم موقفه بعد، ولا يزال يلتزم ‏‏”الصمت”، لانه لا يسلف اي موقف دون ضمانات، لكن الخطوة التالية ما بعد التكليف ‏محسومة، وعنوانها، الشراكة الكاملة في الحكومة، وما لم يعط لمصطفى اديب لن يمنح ‏للحريري، وهو يعرف ذلك جيدا، واي عودة لمعادلة اخراج حزب الله من دائرة القرار ‏المؤثر داخل الحكومة يعني حكما انهيار التأليف، لان “حارة حريك” لن تقبل بمنحه ‏‏”فيزا” العودة الى “حضن” السعودية من “بوابة” اقصائها من الحياة السياسية، ‏والانقلاب على نتائج الانتخابات الاميركية، وبالتالي فان “الثنائي”لن يكون معرقلاً ‏للتأليف،فالاتفاق بشأن الحصة الشيعية منجز، والحريري لن يمانع أن يسمي الطرفان ‏وزراء الطائفة من غير الحزبيين. لكن الاتفاق أو التوافق على التأليف لا ينسحب على ‏برنامج الحكومة، وهذا يعني ان “الشيطان” لا يزال في التفاصيل..‏

لا “خارطة” عند الحريري! ‏

من جهتها، تشير اوساط معنية بملف التأليف، ان الحريري لم يقدم حتى الان “خارطة ‏طريق” واضحة لما يريده بعد التكليف، وهو يراهن على الضغوط الدولية لثني ‏الاطراف الاخرى عن رفع سقف شروطها، لكنه يعرف انه غير قادر على فرض ‏شروطه على الاخرين، فاما يوافق على استنساخ حكومة حسان دياب، وهذه المرة ‏‏”برافعة” سنية، يستطيع من خلالها اعادة تعويم نفسه سياسيا، لكن يبقى السؤال ‏الاساسي مطروحا حول حظوظه في تسويق هذه الحكومة اقليميا ودوليا في ظل ‏‏”الفيتو” السعودي- الاميركي على حزب الله؟

ماذا تريد واشنطن؟ ‏

في هذا الوقت، كان لافتا اتصال وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو برئيس ‏الجمهورية ميشال عون، ووفقا للمعلومات، فان اجواء الاتصال كانت “ايجابية”، ‏وتركزت حول مفاوضات ترسيم الحدود البحرية جنوبا، حيث اكد عون تمسك لبنان ‏بكامل حقوقه البرية والبحرية،طالبا من واشنطن تفعيل وساطاتها “بعدالة” ونزاهة”، ‏وفيما لم يحضر الملف الحكومي الا على نحو هامشي، مع تأكيد الرئيس السعي لتأليف ‏حكومة منتجة، شدد رئيس الدبلوماسية الاميركية على ضرورة الاسراع في انهاء ‏التفاوض وعدم وضع العراقيل امام انهاء عملية الترسيم، وابلغ الرئاسة الاولى ان بلاده ‏ستقدم مساعدات لاعمار الاماكن المهدمة في بيروت بعد انفجار الرابع من آب‎ .‎

ووفقا لاوساط دبلوماسية في بيروت، تحاول واشنطن الاستثمار في مفاوضات الترسيم، ‏من ضمن ترسيم حدود النزاعات في المنطقة، وهي نجحت في استعادة “المبادرة” من ‏باريس وبعدما اجهضت حكومة مصطفى اديب من خلال توقيت العقوبات على ‏الوزيرين السابقين علي حسن خليل، ويوسف فنيانوس، تسعى الان عبر فض النزاع ‏الحدودي إلى تقويض طموحات خصومها وتسعى لتعزيز التحالف الجيوسياسي ‏الأميركي الناشئ بين عدد من دول شرق البحر المتوسط وفي مقدمتها ‏إسرائيل،واضطرار الولايات المتحدة إلى الانسحاب تدريجياً من بلدان غرب آسيا ‏تدفعها إلى الاسراع في وضع ترتيبات سياسية وعسكرية لحماية مصالحها ومصالح ‏حلفائها الإقليميين قبل الانسحاب من المنطقة،وحماية هذه المصالح تمتد من شواطئ ‏ليبيا إلى شواطئ لبنان وسوريا، ومن شرق الفرات في سوريا إلى منطقتي الأهوار ‏والبصرة في جنوب العراق. ..اما داخليا فهي لا تزال تمارس سياسة “العصا ‏والجزرة” لدفع اللبنانيين بالابتعاد عن حزب الله “لعزله”، والجزء الاكبر من هذا ‏الضغط تمارسه على رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر.‏

الضغط بالدولار على عون ‏

في هذا الوقت، وفيما الحديث عن انفلات مرتقب لسعر الدولار مع قرب رفع او ‏‏”ترشيد” الدعم ولجوء التجار الى السوق السوداء لتأمين فواتير الاستيراد، تشهد ‏‏”السوق السوداء” انخفاضا غير مفهوم اقتصاديا لسعر الصرف في ظل الغموض ‏الواضح الذي ينتاب الإستشارات النيابية الملزمة وبعدها عملية التأليف، ووفقا لمصادر ‏مطلعة يجري الضغط من خلال السوق الموازية على الرئاسة الاولى من خلال الترويج ‏بان الحريري يمثل الحل لوقف الانهيار، ولذلك يتراجع سعر الصرف بمجرد الحديث ‏عن تكليفه،فيما يروج لتدحرج سعره نزولا بمجرد النجاح في التأليف، وهو امر غير ‏مسند الى اي معطيات اقتصادية جدية في ظل انخفاض احتياطات مصرف لبنان من ‏العملات الاجنبية وشح الدولار في السوق، وعدم وجود “طريق معبدة” امام التفاهم ‏مع صندوق النقد الذي سيحمل معه شروطا قاسية ستكون تداعياتها الاقتصادية صعبة ‏للغاية، وعندها قد يرتفع الدولار إلى مستويات قياسية. وهكذا يتم وضع الرئاسة الاولى ‏امام مسؤولية لا تتحملها حول تدهور سعر العملة الوطنية، اذا ما اعاقت عودة ‏الحريري الى السراي الحكومي، وما هبوط سعر صرف الدولار نحو 1200 ليرة بعد ‏‏24 ساعة من اعلان الحريري “ترشحه”، إلا دليل على وجود مافيا تتحكم بالاسواق، ‏وتوظفها سياسيا، والحديث عن انخفاض سعر صرف الدولار الى ما دون 7000 ليرة ‏إذا كُلّف الحريري الخميس المقبل، وقد ينخفض الى 6000 ليرة إذا تم تشكيل الحكومة، ‏الا محاولة لتلميع “صورة” من كان مسؤولا عن الازمة الاقتصادية خلال 30 سنة، ‏ومحاولة لاحراج “خصوم” الحريري لاجبارهم على القبول بشروطه، ولذلك فاي ‏تراجع في سعره يحتاج الى فتح تحقيقات معمقة حول الجهات المتلاعبة بالنقد ‏والاقتصاد الوطني!.‏

في هذا الوقت، وقع رئيس الجمهورية،القانون الطالبي الرامي الى الزام المصارف ‏العاملة في لبنان بصرف مبلغ عشرة آلاف دولار أميركي وفق سعر الصرف الرسمي ‏للدولار، عن العام الدراسي 2020-2021 للطلاب اللبنانيين الجامعيين الذين يدرسون ‏في الخارج قبل العام الدراسي 2020-2021 .‏

الاقتصاد نحو الانكماش ‏

وفيما حذرت الهيئات الاقتصادية من الوصول الى مرحلة ستنعدم فيها السيولة بالعملات ‏الصعبة ويرتفع سعر صرف الدولار من دون سقف وتندثر القدرة الشرائية وترتفع ‏نسبة التضخم ما يعني إقفال شبه كامل للمؤسسات وبطالة جماعية وفقر مجتمعي عابر ‏للطوائف ،توقع صندوق النقد الدولي أنّ يشهد الاقتصاد اللبناني أحد أكبر الانكماشات ‏الاقتصادية في المنطقة هذا العام عند 25 في المئة، وحذَّر من أنّ “مخاطر السيناريو ‏الأسوأ من المتوقع أن تلوح في الأفق بشكل كبير، لا سيما بالنظر إلى الزيادات الأخيرة ‏في إصابات كوفيد-19 في العديد من البلدان حول العالم التي أعيد فتحها”. من جانبه، ‏أعلن مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور ‏أن صندوق النقد على أتمّ الاستعداد لمساعدة لبنان. وقال “نتطلع إلى الحكومة المقبلة، ‏والخطوة الأولى أن تقدّم الحكومة اللبنانية برنامج إصلاحات شاملاً وموثوقاً به يساعد ‏في معالجة المشاكل الاقتصادية والمالية المتعددة التي يواجهها لبنان بسبب الأزمات ‏المتعددة التي مرّ بها والتي أضيفت إليها تداعيات انفجار 4 آب، وهذا البرنامج يجب أن ‏يكون مدعوماً من مختلف الأطراف وموجّهاً إلى إعادة الثقة والاستقرار الاقتصادي. ‏وكشف أن “الصندوق جاهز للمشاركة في المناقشات مع الحكومة الجديدة للحصول ‏على الدعم المالي.‏

“كورونا” تراجع “طفيف” ‏

صحيا، ومع انطلاق الخطة الثالثة من اقفال 79 قرية وبلدة مع ابقاء التدابير المشددة ‏على حالها، سجل عداد “كورونا” امس تراجعا بعدد الاصابات، حيث اعلنت وزارة ‏الصحة العامة تسجيل 6 وفيات بفيروس كورونا و995 اصابة جديدة رفعت العدد ‏التراكمي للحالات المثبتة الى 62944 .‏

Comments are closed.