الجمعة, نوفمبر 22
Banner

الجمهورية : الاستشارات في دائرة الاحتمالات.. ‏واستعجال دولي للتأليف.. وتحذير من ‏التعطيل

كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : إنْ قُدِّر للاستشارات النيابية الملزمة أن تفلت من قرار رئاسيّ بتأجيلها، ‏وتُجرى في موعدها المحدّد بعد غد الخميس، يمكن القول حينها انّ ‏لبنان بدأ ينحو فعلاً نحو التقاط الفرصة الانقاذية التي توفّرها المبادرة ‏الفرنسيّة.‏

وممّا لا شك فيه أنّ تكليف رئيس الحكومة الجديدة المتوقع في ‏نهايتها، يُعدّ خطوة مهمّة على هذا الطريق، إلّا أنّ العبرة الأساس ‏تبقى في الخطوة التالية المتمثّلة بالتأليف السريع لـ”حكومة ‏المبادرة”، الذي سيُخضع الأطراف المعنيّة بتأليف الحكومة الى اختبار ‏جديّتهم حيال المبادرة الفرنسية، وصدق التزاماتهم ببرنامجها ‏الاصلاحي، وبتسهيل تشكيل ما وصفها الراعي الفرنسي للمبادرة ‏بحكومة المهمّة الانقاذية للبنان.‏

‏ ‏تعطيل متعَمّد

إستشارات الخميس محطة ينتظرها اللبنانيّون، لعلّها تضع حداً ‏للمزاجيات السياسية التي تتلاعب بهذا الاستحقاق وتُرَنِّحه تارة في ‏افتعالات تعطيلية، وتارة ثانية في شروط ومزاجيات كيدية، وتارة ثالثة ‏في اجتهادات دستورية وأنواع جديدة من “الميثاقية”. فيما عين ‏المجتمع الدولي محدقّة عليها، ومَلّ انتظار الصحوة اللبنانية، من ‏الكوابيس السياسية التي يصنعها المتحكّمون بزمام الامور، وعينه ‏ترصد اللحظة التي سيقترب فيها المعنيون بالاستحقاق الحكومي من ‏فرصة الانقاذ التي أتاحتها المبادرة الفرنسيّة.‏

وفي هذا السياق، كشفت مصادر”الجمهورية” بأنّ حركة ديبلوماسية ‏غربية ناشطة على أكثر من خط سياسي منذ تأجيل الإستشارات للدفع ‏في اتجاه إجرائها في موعدها الخميس المقبل، وثمّة أسئلة كثيرة ‏طُرِحت حول الأسباب التي دفعت رئيس الجمهوريّة الى تأجيلها؟

وتشير المعلومات، نقلاً عن سفير دولة عربية، إلى “أنّ مداولات جرت ‏بين عدد من الديبلوماسيّين المعنيين بالمبادرة الفرنسية وآخرين من ‏دول غربية وعربية صديقة، خَلُصت الى تقييم سلبي لمحاولات ‏التعطيل “المتعمّدة” للمبادرة الفرنسية، وخصوصاً لناحية وضع ‏العثرات امام تكليف رئيس الحكومة الجديدة، مع إبداء الخشية من ‏دخول الوضع في لبنان في منحى متأزّم أكثر في ظل ما يُحكى عن ‏توجّه بعض الجهات السياسية في لبنان لوضع صعوبات وتعقيدات ‏في طريق تأليف الحكومة”.‏

‏ ‏‏”كوريدور” الانقاذ

وبحسب السفير المذكور فـ”إنّ الكثير من البعثات الديبلوماسية تجد ‏صعوبة في معرفة ما يدفع اللبنانيين الى الاستمرار في حالة التأزم ‏السياسي، فيما بنيتهم الاقتصادية والمالية محطّمة بالكامل. هناك ‏‏”كوريدور” حَدّده المجتمع الدولي عبر المبادرة الفرنسية، يؤدي الى ‏الانقاذ، والمؤسف انّ السياسيين بَدلَ أن يدخلوا فيه، دخلوا في ‏‏”الكوريدور” المؤدي الى تناحرهم على كل شيء”.‏

وقال: “لطالما اعتبرنا لبنان الشقيق الاصغر، واستقراره أولوية لكلّ ‏العرب. أنا التقيتُ مختلف القيادات، واكرّر مجدداً ما أكدته لها بأنّ ‏ظروف لبنان صعبة وحَرجة ودول العالم تقف الى جانبه، وانّنا نشدّ ‏على أيدي القادة اللبنانيين وندعوهم الى التطلّع فقط الى ما يخرج ‏لبنان الشقيق من أزمته”.‏

‏ ‏حكومة قبل المؤتمر!‏

وبحسب معلومات “الجمهوريّة” فإنّ باريس تواظب في هذه المرحلة ‏على إرسال إشارات متتالية من أكثر من مستوى داخل الإدارة ‏الفرنسية، تؤكد على اللبنانيين عدم تضييع الوقت، وإجراء استشارات ‏تكليف رئيس الحكومة من دون أي إبطاء، لِيَلي ذلك تشكيل الحكومة ‏سريعاً.‏

ووفقاً لتلك الإشارات، كما تقول مصادر المعلومات، فإنّ باريس ‏المصدومة من أداء بعض القادة في لبنان وخروجهم على التزاماتهم ‏التي قطعوها للرئيس ايمانويل ماكرون، ما زالت تُبدي الحذر من أي ‏خطوة تعطيلية لهذا الاستحقاق. مع تأكيدها المتجدّد بأنّ لديها ‏جهوزية تامة لأن تكون حاضرة بفعالية بعد إتمام تكليف رئيس ‏الحكومة، للقيام بدور مساعد في إنجاز تأليف الحكومة في لبنان، بناء ‏على مندرجات المبادرة الفرنسية، وضمن فترة تسبق المؤتمر الدولي ‏لمساعدة لبنان الذي ستنظّمه باريس خلال شهر تشرين الثاني ‏المقبل. ذلك أنّ انعقاد المؤتمر في ظل حكومة مكتملة في لبنان، من ‏شأنه أن يفتح باب المساعدة التي يريدها، اضافة الى انه يفتح الباب ‏ايضاً على تسريع الخطوات الفرنسية التالية على المستوى الدولي ‏لحشد الدعم للبنان ومساعدته على تجاوز أزمته.‏

‏ ‏تكليف… لا تكليف؟

على أنّ المشهد الحكومي لا يؤشّر الى أنه بلغَ مرحلة الحسم النهائي ‏بعد، فحتى الآن ليس في الإمكان القول إنّ التكليف قد أفلتَ من حقل ‏الألغام المزروعة في طريق إتمامه يوم الخميس، ذلك أنّ الغيوم ‏الداكنة ما زالت تطوّق الاستشارات النيابية الملزمة، وهي مُحاطة ‏باحتمالات سلبيّة عَزّزها الصمت الرئاسي حيال تلك الاحتمالات، وعدم ‏تأكيد أو تثبيت رسمي وعلني لموعد الخميس، يُبدّد الغموض حوله، ‏ما أبقى مصير الاستشارات تحت رحمة تأجيل جديد.‏

‏ ‏تطمينات.. ولا تأكيدات

والسؤال الطافي على سطح المشهد السياسي عشية الاستشارات: ‏هل سيشكل يوم غد الاربعاء صورة مُستنسخة عن الأربعاء الماضي، ‏فيُبادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى إصدار بيان يعلن فيه ‏تأجيل الإستشارات من يوم غد الخميس، الى الخميس من الأسبوع ‏المقبل؟

لا جواب حاسماً حتى الآن، ما خَلا تمنيات تصدر من هذا الطرف ‏السياسي او ذاك بإتمام الاستشارات في موعدها، تُزامِن “التطمينات ‏الاعلامية” التي تنسب الى القصر الجمهوري بأنّ الاستشارات ما زالت ‏في موعدها، ولن يطرأ تعديل عليها.‏

إلّا انّ غياب التأكيدات الرسمية لهذه التطمينات، أبقَى “النَقزة” قائمة ‏لدى مختلف الأطراف السياسية من أن يتسلّل من خلف هذه ‏التطمينات غير المؤكدة تأجيل رئاسي ثانٍ للاستشارات بذات الطريقة ‏وبذات التوقيت الليلي الذي تَسلّل فيهما التأجيل السابق، خصوصاً انّه ‏لم يتبدّل شيء منذ التأجيل الأول، كما لم يظهر الى العلن ما يؤكّد أنّ ‏ما تَوخّاه رئيس الجمهورية من التأجيل السابق قد تحقق.‏

‏ ‏الفجوة تعمّقت

فالمصاعب التي أشار إليها البيان الرئاسي، ومن دون ان يحددها او ‏يوضح ماهيتها، وقال إنّها تستوجب أن تحلّ، ظلّت غامضة، ولم يسجّل ‏حصول أي تحرّك او مبادرة لحلّها. لا من رئاسة الجمهورية، ولا من أي ‏طرف سياسي آخر. واذا كان المقصود في تلك المصاعب، الفجوة ‏العميقة بين الرئيس سعد الحريري والنائب جبران باسيل، فإنّها صارت ‏أكثر تعقيداً ممّا كانت عليه قبل صدور بيان التأجيل مساء الأربعاء ‏الماضي.‏

فالحريري، الذي أدركَ انّ القرار هو رسالة رئاسية سلبيّة مباشرة له ‏شخصياً، قرّر في ما يبدو أن يعتمد تكتيكاً جديداً حيالها، ترجَمَه بالانكفاء ‏وعدم ارتقاء منبر السجال، مُسنِداً الى أوساطه مهمّة الردّ غير المباشر ‏على تلك الرسالة، والتأكيد بأنّ التأجيل مهما طال لن يؤثر عليه أو ‏يَحمله على التراجع ويقطع ترشيحه لرئاسة ما سَمّاها حكومة المبادرة ‏الفرنسيّة.‏

أمّا باسيل، فقطع الطريق على أيّ إمكانية لحلّ بينه وبين الحريري، ‏مرّتين منذ صدور قرار التأجيل الرئاسي: الاولى، عبر تعليقه الفوري على ‏القرار بقوله إنّه مع احترامه لهذا القرار فإنّ تأجيل الإستشارات لن يبدّل ‏موقفه. والمرة الثانية، عبر بيان المجلس السياسي لـ”التيار الوطني ‏الحر” السبت الماضي، بِحَسم عدم تسمية الحريري لرئاسة الحكومة.‏

‏ ‏إتصالات فارغة

وبحسب مصادر مدركة لحجم فجوة الخلاف بين الحريري وباسيل، فإنّ ‏ما يُحكى عن حركة اتصالات او مَساع لتضييق هذه الفجوة ما هي إلّا ‏اتصالات شكلية ومَساعٍ فارغة لن تقدّم سوى التعب لِمَن يقوم بها، ‏خصوصاً أنّ الحريري وباسيل رسما بتَصَلّبهما المتبادل خط اللّاعودة ‏عن رفضهما لبعضهما البعض. ومن هنا فإنّ الاتصالات التي تجري ‏تَصبّ في اتجاه هدف وحيد هو عدم تأجيل استشارات الخميس، ‏ومحاولة إقناع رئيس الجمهورية مُسبقاً بالعدول عن التأجيل إن كان ‏في هذا الوارد.‏

فالتأجيل الثاني إذا حصل، كما تقول المصادر نفسها، قد تَترتّب عليه ‏مضاعفات سلبية تُرخي بظلالها على المشهد الداخلي برمّته.‏

‏ ‏المُخرِج.. هاوٍ

ويؤكّد ذلك ايضاً مرجع سياسي لـ”الجمهورية”، بقوله: انّ تأجيل ‏الاستشارات، إذا حصل، سيكون فاقعاً جداً هذه المرّة، ولن يستطيع ‏رئيس الجمهورية أن يبرّره على الاطلاق. ومن هنا، انا أستبعِد أن يلجأ ‏رئيس الجمهورية الى تأجيل الاستشارات، خصوصاً أن لا سبب موجِباً ‏له، مِثله مثل قرار التأجيل السابق، الذي لم يكن مسلّحاً بما يبرّره او ‏بسببٍ موجِبٍ يمتلك قدرة الإقناع”.‏

ويضيف المرجع مُتنَدّراً: “لقد كان التأجيل زلّة قدم غير محسوبة وغير ‏مدروسة، والحق كلّه على “المُخرِج” الذي اعتُمِد لهذه “المهمة ‏الجليلة”، فيبدو أنّه “مُخرِج هاوٍ” وجديد في هذا “الكَار”، فكانت النتيجة ‏أنّه “بَدلَ أن يكحّلها عَمَاها”. أعتقد انّه كان عليهم أن يستعينوا بمُخرِج ‏شاطر، يحتكم على شيء من الحنكة والدهاء، فيعرف كيف يُدخل قرار ‏التأجيل في أذهان كلّ مَن في القصر، ويُقنعهم به أوّلاً، ومن ثم يقنع ‏به من هم خارج القصر ثانياً، ويوفِّر بالتالي على مَن في القصر ‏الإحراج، وسَيل التوضيحات والتفسيرات التي توالَت من الموقع ‏الرئاسي الأول، لتبريره، وسَيل الانتقادات التي واجَهته، سواء من ‏السياسيين أو من المراجع الدينيّة المسيحية تحديداً. وهنا، يجب أن ‏نتمعّن مَليّاً بموقفَي البطريرك بشارة بطرس الراعي والمطران الياس ‏عودة”!‏

‏ ‏ترحيل الاشتباك!‏

الى ذلك، ووسط الحديث المتنامي عن محاولة نقل الاشتباك من ‏حلبة التكليف، الذي باتَ محسوماً أن الرئيس سعد الحريري سيتم ‏تكليفه في استشارات الخميس إذا جرت في موعدها، الى حلبة ‏التأليف، فإنّ المناخ السياسي يوحي باستعدادات من الآن لهذا ‏الاشتباك، بدأت تُنذِر بأنّ معركة التأليف بين رئيس الجمهورية وفريقه ‏السياسي وبين الرئيس الحريري ستكون حامية الوطيس ولأمد طويل.‏

‏ ‏إمعان في العرقلة!‏

وعلى ما تقول مصادر سياسية لـ”الجمهورية” انه إذا صَحّ ما يقال عن ‏معركة حامية ومعقّدة في مرحلة تأليف الحكومة، فهذا ليس له سوى ‏معنى وحيد وهو أنّ تأخير التأليف لن يُفهَم الّا على أنّه إمعان في ‏العرقلة، ورسالة شديدة السلبية تُرسَل الى المجتمع الدولي الذي ‏ينتظر تشكيل الحكومة للبدء بالاصلاحات التي وضعها شرطاً لتقديم ‏المساعدات للبنان.‏

وقالت المصادر: “انّ المعرقلين، أيّاً كانوا، لن يكونوا في مواجهة ‏الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة، بل إنهم سيكونون في مواجهة ‏المجتمع الدولي”.‏

وفي هذا الاطار، لفتت المصادر الى “انّ الاجواء الدولية تَشي بارتياح ‏لإعادة تكليف الحريري تشكيل الحكومة. والفرنسيون، كما هو معلوم، ‏يقدمون مبادرتهم كفرصة إنقاذية لبنانية، ويعتبرون في الوقت نفسه ‏ان الحريري جاد في التزامه وضع برنامجها الاصلاحي موضع التنفيذ. ‏ولقاء مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد شينكر مع الرئيس ‏الحريري عَكسَ موقفاً اميركيا داعماً لتشكيل الحريري الحكومة ‏الانقاذية، وانّ الولايات المتحدة على استعداد لتقديم المساعدة شرط ‏بروز الجدية المطلوبة في الانقاذ وإجراءات الاصلاحات التي ينادي بها ‏الشعب اللبناني”.‏

وخَلصت المصادر الى القول: “بعد تكليف رئيس الحكومة يجب ان ‏تتشكّل حكومة في أسرع وقت، فخطوطها العريضة موجودة، وجرى ‏التأسيس لها في التكليف السابق، ما يعني انّ ثلاثة أرباع العُقَد ‏محلولة. وبالتالي، إنّ القَول بِنقل المعركة من التكليف الى التأليف هو ‏قول مستغرب ولا يُطمئِن، خصوصاً انه يُبقي لبنان في الدوامة، ‏ويصبّ المزيد من الزيت على نار الأزمة التي تزيد اشتعالاً كل يوم”.‏

‏ ‏عين التينة

الى ذلك، تعكس اجواء عين التينة ترقباً ايجابياً لاستشارات الخميس، ‏وتأمل ان يُصار الى تكليف سَلِس، يبدأ بعده الانطلاق نحو تأليف ‏سريع للحكومة.‏

وبحسب هذه الاجواء فإنّ الرئيس بري، الذي عارضَ التأجيل ولو ليوم ‏واحد، هو مع التعجيل الى أقصى الحدود في تأليف الحكومة اليوم ‏قبل الغد. فالوضع لم يعد خافياً على أحد، وباتَ يوجِب أن نستفيد من ‏كل الوقت المُتاح أمامنا وندخل في مدار العمل الحكومي المنقِذ ‏للبلد، ذلك أنّ أمام الحكومة شغلاً كبيراً لتُنجزه، والجميع مطالبون ‏بِرَفدها بما يساعدها على إتمام مهمتها بالشكل الذي يخدم البلد ‏ويساهم في وضعه على سكة النهوض”.‏

‏ ‏بيت الوسط

في المقابل، اكدت مصادر قريبة من “بيت الوسط” لـ”الجمهورية” أنّها ‏تترقّب ما ستؤول اليه استشارات الخميس.‏

واذا كان التكليف بات يشكّل أولوية في “بيت الوسط”، الّا أنّ الاولوية ‏الاساسية هي لتأليف الحكومة، وسبق للرئيس الحريري أن اكد على ‏خريطة طريق يأمل من خلالها تأليف الحكومة من دون أي معوقات ‏في اقرب وقت ممكن، ذلك انّ الاعتبار الاساس الذي ينطلق منه هو ‏وضع البرنامج الاصلاحي للمبادرة الفرنسية موضوع التنفيذ العاجل، ‏وأي تأخير معناه المزيد من تدهور الوضع.‏

‏ ‏التيار

في هذا الوقت اكدت مصادر تكتل “لبنان القوي”، رداً على سؤال ‏لـ”الجمهورية” عمّا اذا كانت استشارات الخميس ستؤجّل: “لسنا نحن ‏مَن يقرّر عن رئيس الجمهورية، وهذه صلاحيته ولا نتدخّل فيها”.‏

وأضافت المصادر: “في مطلق الأحوال سنذهب الى الاستشارات ‏الملزمة، ولن نسمّي الحريري لرئاسة الحكومة”.‏

وعما اذا كان التيار سينتقل الى المعارضة، اكتفت المصادر بالقول: ‏أين نحن الآن؟

‏ ‏‏”القوات”‏

في السياق ذاته، اكدت مصادر “القوات اللبنانية” لـ”الجمهورية”: انّ ‏‏”القوات” لن تقاطع الاستشارات الملزمة، بل ستشارك فيها وتمارس ‏حقها بالكامل”.‏

وقالت المصادر: انّ المشكلة ليست لدى “القوات”، فقد سبق لها أن ‏حَسَمت موقفها بعدم تسمية أحد لرئاسة الحكومة، لكنّها لم تقل إنّها لا ‏تريد الاستشارات النيابية، وموقفها نهائي وواضح لجهة تأليف حكومة ‏اختصاصيين حياديين مستقلّين، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة.‏

‏ ‏اللقاء الديموقراطي

وقالت مصادر نيابية في اللقاء الديموقراطي لـ”الجمهورية”: “إنّ ‏محاولة نقل المشكلة من التكليف الى التأليف هو أمر مريب، ويؤكد ‏انّ هناك مَن وَصلَ الى مرحلة اليأس، وهذا يفسّر إصراره على القفز ‏فوق أزمة البلد وعلى الانانية التي أوصَلته الى ما وصل اليه، والأسوأ ‏من ذلك هو الاصرار على شنّ حرب إلغاء على الفرصة الانقاذية ‏المتاحة للبلد عبر المبادرة الفرنسية، لكنهم في النهاية لن يتمكنوا من ‏أن يغيّروا شيئاً ممّا هو مرسوم”.‏

‏ ‏‏”حزب الله”‏

بدورها، اكدت مصادر نيابية في كتلة الوفاء للمقاومة لـ”الجمهورية”: ‏‏”انّ “حزب الله” مع كلّ ما يُساعد على إنهاض البلد، وعدم الاقدام ‏على اي خطوة من شأنها أن تزيد الاعباء على المواطنين”.‏

‏ ‏بومبيو

على صعيد آخر، اعلن القصر الجمهوري أمس انّ رئيس الجمهورية ‏العماد ميشال عون تلقّى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الاميركية ‏مايك بومبيو، عرضَ خلاله للعلاقات اللبنانية – الأميركية وللتطورات ‏الأخيرة، ومنها مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية. ‏

وخلال الاتصال، شكر الرئيس عون الوزير بومبيو على الدور الذي ‏تؤديه الولايات المتحدة كوسيط مُسِهِّل للتفاوض، مؤكداً انّ لبنان ‏مصمم على الحفاظ على حقوقه وسيادته في البر والبحر. وأبلغ ‏الوزير الأميركي الرئيس عون، إرسال بلاده مساعدات لإعادة اعمار ‏الاحياء التي تضررت في بيروت نتيجة الانفجار الذي وقع في المرفأ في ‏‏4 آب الماضي.‏

وفي تفاصيل الاتصال، كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ”الجمهورية” ‏انّ بومبيو بادَرَ في اتصاله الى الترحيب بخطوة استئناف المفاوضات ‏لترسيم الحدود البحرية بين لبنان اسرائيل في الناقورة في 14 تشرين ‏الاول، كما تم التفاهم بشأنه في “اتفاق الاطار” الذي تم التوَصّل اليه ‏كخطوة استباقية كان لا بد منها لإدارة المفاوضات بالشكل الذي يتم ‏التوافق بشأنه بين مختلف الاطراف، بِمَن فيهم رُعاة المفاوضات ‏ومقدمي التسهيلات الاميركيين والامم المتحدة.‏

ولفت بومبيو انه سيواصل رعاية هذه المفاوضات، وهو يتبلّغ بأدق ‏التفاصيل فور تحقيقها، وسيواكب مجرى المفاوضات. وانّ ما تعهّدت ‏بلاده بشأن دورها المُسهِّل والوسيط ما زال قائماً، وهو سيستمر ما ‏دامت الحاجة قائمة إليه.‏

وشَكر رئيس الجمهورية بومبيو على مدى الدعم الذي تبلّغه منه ومن ‏مساعده لشؤون الشرق الأدنى دايفيد شينكر، والذي يريح لبنان العازم ‏على ترسيم حدوده بما يضمن استعادة لبنان لكامل حقوقه البحرية، ‏لافتاً الى انّ محاولات فرض امر واقع تعتقد اسرائيل انها حققته في ‏الفترة السابقة ليست منطلقاً للمفاوضات، وانّ وَفد لبنان يحمل ‏الموقف اللبناني المنسجم مع كل القوانين الدولية، وهو يصرّ على ما ‏سيقترحه في الجولة المقبلة من المفاوضات.‏

ورَدّ بومبيو مؤكداً انّ المساعدات المقررة للبنان تجري بشكل طبيعي، ‏وهو يدرك اهمية إنجاز عملية الترسيم ليصل الطرفان الى حقوقهما ‏الضامنة لثروتهما في البر والبحر. وفي قسم آخر من الاتصال، سأل ‏بومبيو عن المراحل التي قطعتها عملية إعمار ما أدّى اليه انفجار 4 آب ‏وحجم النكبة التي حَلّت ببيروت، وأوضح للرئيس عون انّ إدارته أطلقت ‏عملية مساعدة لبنان في اعادة إعمار ما تهدّم، وانه سيكون لها تحرّك ‏قريب لمساعدة اللبنانيين عبر الهيئات والمؤسسات الاميركية ‏الموجودة في لبنان والمكلّفة بهذه المهمة الانسانية والانمائية، في ‏إشارة الى مؤسسة “‏USAID‏”، وانّ بلاده خصّصت مبالغ مهمة تُعزّز ‏برنامج المساعدات الأميركية التي تقرر اعتماده بناء على المعاينة ‏الميدانية للمناطق المتضررة، للمساهمة بتجاوز نتائج النكبة في اسرع ‏وقت ممكن.‏

‏ ‏لقاء شينكر والجميّل

على صعيد آخر، اكدت مصادر كتائبية لـ”الجمهورية” انّ لقاءً عقد ‏بعيداً من الأضواء بين شينكر ورئيس الحزب النائب المستقيل سامي ‏الجميّل.‏

وقالت المصادر انّ اللقاء شَكّل مناسبة لمناقشة القضايا والعناوين ‏التي أثيرت مع شينكر في وقت سابق، ولا سيما اللقاء الموسّع الذي ‏جَمعه والنواب المستقيلين في زيارته الى بكفيا ما قبل الأخيرة الى ‏بيروت، وما تناوَلَه من مناقشات تستحق ان تتواصل الاتصالات بشأنها ‏للفترة المقبلة.‏

ولم تَشأ المصادر التوغل في تفاصيل اللقاء، ولفتت الى انه لم يتجنب ‏ملفاً مطروحاً في لبنان على كل المستويات، وكان الجميّل واضحاً في ‏تحديد موقف الحزب من مختلف التطورات التي تطلقها في السر ‏والعلن، فليس للحزب أي مواقف في السر مُغايرة لتلك التي تُعقد في ‏العلن.‏

‏ ‏صندوق النقد

الى ذلك، وفيما أعلن مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في ‏صندوق النقد الدولي جهاد أزعور “أنّ صندوق النقد على أتم ‏الاستعداد لمساعدة لبنان”، نقلت وكالة “رويترز” عن صندوق النقد ‏قوله، أمس، إنه ينبغي على لبنان إصلاح نظام الدعم لديه للوصول ‏إلى المواطنين الأكثر احتياجاً، والاستفادة بشكل أفضل من احتياطيّاته ‏من العملة الأجنبية التي تتراجع سريعاً.‏

وقال الصندوق إنه “يقدّر تضَخّم أسعار المستهلكين هذا العام عند ‏‏85.5 بالمئة، ارتفاعاً من تقدير نيسان بتضخّم 17 بالمئة، في حين اتّسَع ‏تقديره للعجز المالي لدى الحكومة المركزية إلى 16.5 بالمئة من الناتج ‏المحلي الإجمالي، ارتفاعاً من 15.3 بالمئة في نيسان”.‏

‏ ‏الهيئات

من جهتها، طالبت الهيئات الاقتصادية بالسير نحو تشكيل حكومة فوراً ‏تكون قادرة على تنفيذ ورقة الاصلاحات الفرنسية. وحذّرت، في مؤتمر ‏صحافي، من”أننا سنصل الى مرحلة ستنعدِم فيها السيولة بالعملات ‏الصعبة، ويرتفع سعر صرف الدولار من دون سَقف، وتندثر القدرة ‏الشرائية، وترتفع نسبة التضخم ما يؤدي لإقفال شبه كامل ‏للمؤسسات، وبطالة جماعية وفقر مجتمعي عابر للطوائف”، لافتة ‏الى أنّنا “حذّرناً مراراً وتكراراً من هذا المصير المأساوي، وها قد وصلنا، ‏فعلى أرض الواقع هيكل البلد ينهار”.‏

Comments are closed.