الجمعة, نوفمبر 22
Banner

الأخبار : الحريري مُكلَّفاً… مع وقف التنفيذ

جاء في صحيفة ” الأخبار ” : المؤشرات لا توحي، حتى الساعة، بنية رئيس الجمهورية ميشال عون ‏تأجيل المشاورات النيابية المُلزمة لتسمية رئيس حكومة جديدة. سعد ‏الحريري هو “الحلّ” أمام القوى، بعد أن فشلت محاولات الوزير السابق ‏جبران باسيل في تسويق خيارات بديلة. التكليف لا يعني التأليف، فبعد يوم ‏الخميس تبدأ “جُلجلة” الحريري الفعلية

المشاورات بين القوى السياسية تخطّت مستوى “التكليف”، لتنتقل مُباشرةً إلى “التأليف”. فغالبية الجهات السياسية ‏المؤثّرة، باتت تتعامل مع سعد الحريري كما لو أنّه “الرئيس المُكلّف بتأليف الحكومة”. الورقة الحمراء الأبرز ‏المشهورة بحقّه، تأتي من جانب التيار الوطني الحرّ أولاً، والقوات اللبنانية ثانياً. وُجد حلّ لهما بشعار “الميثاقية تؤمَّن ‏في التأليف وليس في التكليف”، وبوجود نواب مُمثلين للطائفة المسيحية خارج الحزبين الأكبر. أما حزب الله، الذي ‏وإن لم يتضح بعد إن كان سيُسمّي الحريري أو يُحدّد خياراً آخر، فلن يكون بحدّ ذاته “عقبة” أمام عودة الحريري إلى ‏السراي الحكومي. وكما تقول مصادر بعبدا، “الاستشارات النيابية المُلزمة يوم الخميس لتسمية رئيس الحكومة باقية ‏في موعدها، إلا إذا طرأ أمر في الساعات الأخيرة واستدعى تأجيلاً”. تركيب هذه القِطع بعضها فوق بعض، يقود إلى ‏تسمية سعد الحريري، قبل 48 ساعة من الموعد الدستوري… تسمية مع وقف التنفيذ. فالأزمة المالية والنقدية، وملفّ ‏ترسيم الحدود الجنوبية، والمفاوضات مع “المجتمع الدولي” ومؤسساته والدول “الراعية” للحصول على “دولارات ‏طازجة”، التي استوجبت وجود رئيس حكومة، لن تنسحب على عملية التأليف. هذا ما يؤكّده سياسيون مُتابعون ‏لاتصالات الساعات الأخيرة‎.

استمرت الاتصالات يوم أمس بين قيادتَي حزب الله والتيار الوطني الحرّ، من دون أن ينتج عنها أي ليونة في ‏موقف الوزير السابق جبران باسيل من تسمية الحريري. تُشبّه المصادر الوضع بما كان عليه قبل قرابة سنة، ‏حين سحبت القوات اللبنانية بِساط “الميثاقية المسيحية” من تحت الحريري رافضةً تسميته، ليتراجع بدوره عن ‏الترشّح، ويستعد فريق رئاسة الجمهورية – التيار الوطني الحرّ للعب دور المعارضة وعدم حضور جلسات ‏مجلس الوزراء، وصولاً إلى حدّ عدم التوقيع على المراسيم. الفارق بين الزمنين، “تبدّل الأوضاع على كلّ ‏المستويات، وجود ضغط فرنسي ودولي كبيرَين لإحداث تغيير في الساحة الداخلية. لبنان أمام مخاطر كبيرة، لذلك ‏من المُستبعد أن تُخلق معارضة كهذه من جانب العهد خلال هذه المرحلة”. وتُضيف المصادر أنّ “الردّ سيكون ‏عبر التشدّد في التأليف، وموقف التيار الوطني الحرّ في عدم التمثّل وزارياً، على أن تُحصر الحصّة المسيحية ‏الوازنة برئيس الجمهورية، فيكون له فريق عمله الحاضر داخل السلطة التنفيذية”. موقف “التيار” لا يلقى انتقاداً ‏في صفوف حزب الله، بقدر ما يبدو “تفهّماً” لحليف سياسي حُمّل كلّ وِزر أسباب انتفاضة 17 تشرين الأول، ‏‏”التي تعتبر أنّ أهم إنجازاتها هو إسقاط حكومة الحريري، وها هي اليوم تتفرّج عليه يعود إلى السلطة، ويُربط ‏انخفاض سعر صرف الدولار بوجوده في السلطة وتأخذ الأسواق نفساً، في حين يُظهّر جبران باسيل كما لو أنّه ‏هو الخاسر الوحيد من هذه العملية”. انطلاقاً من هنا، “يبدو طبيعياً التشدّد في عملية التأليف”، لا بل مُمكن أن ‏يُشكّل التشدد ضرورة لفريق “8 آذار”، الرافض نهائياً لتسليم إدارة البلد كلياً إلى الحريري وخياراته الاقتصادية ‏والسياسية”، وقد يؤدّي هذا التشدّد إلى أن “يبقى الحريري رئيساً مُكلفاً فترة طويلة‎”.‎

محاولات تأليف حكومة في لبنان ليست معزولة عن “مناخات إيجابية” بدأت تُلتقط إشاراتها في المنطقة ككلّ، من ‏دون أن تُحسم نتائجها. تتحدّث المصادر عن موقف مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد ‏شينكر، من الحكومة وتمثّل حزب الله فيها، وزيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم إلى واشنطن، ‏وأخيراً اتصال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالرئيس ميشال عون. كما لو أنّ الولايات المتحدة تُريد أن ‏تقول إنّ مفتاح الحلّ في يدها وليس مع فرنسا‎”.

وفي هذا السياق، أعلن قصر بعبدا تلقّي عون اتصالاً من بومبيو “عرض في خلاله للعلاقات اللبنانية – الأميركية ‏والتطورات الأخيرة، ومنها مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية. وشكره الرئيس عون على الدور الذي ‏تلعبه الولايات المتحدة كوسيط مُسهّل للتفاوض، مؤكداً أنّ لبنان مُصمّم على الحفاظ على حقوقه وسيادته في البر ‏والبحر”. في المقابل، أبلغ بومبيو عون “إرسال مساعدات لإعادة إعمار الأحياء التي تضرّرت في بيروت نتيجة ‏انفجار المرفأ”. وتُضيف مصادر بعبدا أنّ إعادة الإعمار “ستشمل بعض أحياء بيروت، وستصل بعثة إلى لبنان ‏لتُشرف على العمل، الذي سيُنفّذ عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية‎ – USaid”.

عون يُصدر القوانين‎

على صعيد آخر، وقّع رئيس الجمهورية القوانين التي أقرّها مجلس النواب نهاية الشهر الفائت، وأبرزها قانون ‏‏”الدولار الطلابي”، وقانون “الإثراء غير المشروع”، وقانون “تعزيز حقوق الدفاع”، وقانون حماية المناطق ‏المتضررة بنتيجة انفجار مرفأ بيروت‎.‎

Comments are closed.