الجمعة, نوفمبر 22
Banner

الجمهورية: رسالة رئاسية «عالية النبرة» اليوم ترسم خريطة الطريق للتكليف غداً

جاء في صحيفة الجمهورية : فيما لم يُسجّل في المشهد السياسي نهار امس اي تطور بارز في شأن ‏الاستشارات النيابية الملزمة المقرّرة غداً لتسمية رئيس الحكومة ‏الجديدة، توقفت الاوساط السياسية والشعبية والرأي العام مساء ‏أمس، عند اعلان القصر الجمهوري، أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال ‏عون سيوجّه عند الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم، “رسالة الى ‏اللبنانيين يتناول فيها الاوضاع الراهنة”، ما اطلق سيلاً من التكهنات ‏المتناقضة عمّا ستتضمنه هذه الرسالة من مواقف رئاسية من مجمل ‏التطورات عموماً ومن مصير الاستشارات خصوصاً.‏

وقالت مصادر مطلعة على موقف عون لـ”الجمهورية”، انّ رسالته ‏ستكون “عالية النبرة”، وستتضمن هجوماً عنيفاً على “الطبقة ‏السياسية الفاسدة”، وسيؤكّد فيها انّه “لن يقبل بلي الاذرع ولا ‏بهزيمة سياسية”. وكذلك سيؤكّد انّه “لن يقبل بمحاولات البعض ‏الهادفة الى انهاء عهده، الذي ما زال امام سنتين من ولايته”. واكّدت ‏المصادر نفسها، انّ عون سيعلن انّه “لن يخضع لقواعد لعبة يحاول ‏الآخرون ان يفرضوها عليه، وانّه سيرسم في رسالته خريطة الطريق ‏لما سيكون عليه مصير التكليف والتأليف، تجنّباً لعدم الوقوع في ما ‏مضى”.‏

وذهب بعض المطلعين الى القول لـ”الجمهورية”، انّ موضوع ‏الاستشارات سيظهر غير ذي اهمية امام حجم المواقف التي ‏ستتضمنها الرسالة الرئاسية.‏

‏‏وكشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ”الجمهورية”، انّ عون قرّر منذ صباح ‏امس التوجّه بهذه الرسالة الى اللبنانيين، من دون ان يبلغ اياً من ‏مساعديه بما الذي ينوي الاعلان عنه فيها.‏

‏وفي الوقت الذي رفضت المصادر القريبة من عون الكشف عن ‏مضمون الرسالة، لفتت مصادر مطلعة الى انّه سيسجّل موقفاً عشية ‏الاستشارات النيابية الملزمة من قضايا متعددة، وعلى اكثر من ‏مستوى سياسي وحكومي واقتصادي واجتماعي تعيشه البلاد منذ ‏تولّيه المسؤولية، ويلامس التجرية الأخيرة في شأن الوضع الحكومي، ‏بطريقة وصفت بأنّها قد تكون على شكل مصارحة لا بدّ منها ‏وتصويباً لبعض الخطوات التي على الجميع القيام بها لإنقاذ الوضع.

وعمّا إذا كان عون سيقارب في رسالته مصير الاستشارات تأجيلاً لمرة ‏جديدة، قالت المصادر، “انّ الاستشارات في موعدها، ولكن للكلام ‏قبلها هذه المرة معنى وتفسيراً آخر، علماً انّ كلمته كان يمكن ان ‏يقولها عشية بداية السنة الخامسة من ولايته التي تصادف نهاية ‏الشهر الجاري.‏

تبريرات وتجارب

لكن مصادر أُخرى قالت لـ”الجمهورية”، انّ هناك احتمالاً ان يتجّه عون ‏الى تأجيل الاستشارات “مقدّماً تبريرات يستند فيها الى تجارب سابقة، ‏ليس آخرها ما حصل مع مصطفى اديب عندما كُلّف، ولكنه عجز عن ‏التأليف بسبب غياب التفاهمات بين الكتل النيابية الكبرى. وسيطلب ‏عون من جميع المعنيين الاتفاق على كل الخطوات كإطار عام وسلّة ‏متكاملة، حتى لا يكون غداً الخميس محطة جديدة لاستنزاف الوقت، ‏وحتى لا يكون البلد امام مصطفى اديب جديد، لأنّ لا شيء تغيّر على ‏صعيد تذليل العقبات والعراقيل التي تحول حتى الآن دون انجاز ‏الاستحقاق الحكومي”.‏

‏ ‏وفي المقابل، أكّدت مصادر متابعة للملف الحكومي، “انّ الاستشارات ‏قائمة غدًا في موعدها، ولم يتبلّغ احد عن وجود نية لتأجيلها”. ‏وتحدثت عن “مبادرة ما” للحل سيطلقها عون في رسالته اليوم.‏

‏‏ ‏سيناريوهات متناقضة

وكانت الصورة بدت غير واضحة أمس، في ظلّ تنوع السيناريوهات ‏حول ما يمكن ان يكون عليه مصير هذه الاستشارات. وراوحت هذه ‏السيناريوهات بين قائلة بتأجيل جديد، وأخرى تؤكّد حصولها، لأنّ ‏التأجيل ليس وارداً نتيجة ضغوط داخلية وخارجية تُمارس على ‏المعنيين، او بعضهم، لتمكين لبنان في ملاقاة عدد من المحطات ‏الداخلية والدولية المتعلقة بإمكان حصوله على دعم للخروج من ‏الانهيار الاقتصادي والمالي الذي يعيشه.‏

‏ ‏وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”، انّه في حال انجاز التكليف غداً، ‏فإنّ الازمة ستنتقل حتماً الى مرحلة التأليف، حيث انّه الى جانب ما ‏يمكن ان يحصل من تعقيدات حول التشكيلة الوزارية حجماً ‏ومواصفات واسماء وتوزيع حقائب، هناك خلافات يُنتظر تفجّرها حول ‏بعض مضامين الورقة الاصلاحية الفرنسية، خصوصاً لجهة الشروط ‏التي يمكن صندوق النقد الدولي ان يطرحها في شأن مساعدة لبنان، ‏فبعضها مقبول والبعض الآخر مرفوض لدى هذا الفريق السياسي او ‏ذاك.‏

‏‏ ‏هدوء نهاراً

وقد ساد الهدوء قصر بعبدا طوال نهار امس، ولم يُسجّل اي حراك له ‏علاقة بالملف الحكومي، في وقت تردّد انّ الاستشارات النيابية ‏الملزمة ما زالت حتى لحظة امس في موعدها غدًا الخميس، وانّ ‏دوائر بعبدا تراقب عن كثب مجموعة المواقف التي تشعبت وانطلقت ‏من بعض المواقع، دون التعبير عن اي رد فعل يُذكر.‏

‏ ‏وقالت مصادر معنية لـ”الجمهورية”، انّه رغم وجود اكثر من احتمال ما ‏زال وارداً ولو بنسبة ضئيلة، فإنّ كل ما يجري يوحي ان ليس هناك اي ‏توجّه لتأجيل الإستشارات مرة جديدة، وانّ ما كُتب قد كُتب، وانّ ‏التكليف سيحصل برقم مقبول. ولفتت الى انّ ما يسبق عملية ‏التكليف من مواقف متشنجة لن تؤثر في الاستشارات، وانّ ما شابها ‏من ظواهر غير مألوفة حتى اليوم يمكن معالجتها في المرحلة التالية، ‏فالاستحقاق على الأبواب ولم تظهر اي جهة نيتها بتسمية احد او ‏الايحاء بوجود اي مرشح آخر غير الحريري على الساحة السنّية. ورأت ‏المصادر انّ هذه الظاهرة طبيعية، بعد الفشل الذي مُنيت به مهمة ‏الرئيس حسان دياب، الذي بقي معزولًا وما زال عن محيطه.‏

‏‏ ‏ابراهيم اتصل بعون

وفي غضون ذلك، علمت “الجمهورية”، انّ عون تلقّى امس اتصالاً ‏من المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الموجود في ‏بوسطن، في انتظار ان يتعافى نهائياً من وباء كورونا الذي اصيب به ‏هناك. وافيد انّ ابراهيم ابلغه انّ صحته جيدة ولم يتعرّض لأي عوارض ‏غير عادية، وانّه في حال بقي وضعه على هذه الحال سيعود الى ‏لبنان غداً او بعد غد على ابعد تقدير.‏

‏ ‏وقد اطلع ابراهيم رئيس الجمهورية على حصيلة لقاءاته مع ‏المسؤولين الاميركيين، والمعطيات التي توافرت لديه حول الملفات ‏التي تناولها بالبحث معهم، من دون اي اشارة الى الملف الحكومي ‏‏”الذي لم يكن مطروحاً في الزيارة” حسب تأكيد المصادر.‏

‏‏ ‏‏”بيت الوسط”‏

وفي “بيت الوسط”، ظلّ الصمت مخيّماً وغابت الحركة والإجتماعات ‏خارج الفريق الاستشاري للحريري، الذي إنكبّ على تقويم بعض ‏المواقف التي تتردّد من وقت لآخر من هذا الطرف او ذاك.‏

‏ ‏وتوقفت مصادر “بيت الوسط” عند بعض السيناريوهات التي تحدثت ‏عن لقاءات محتملة بين الحريري وبعض القيادات السياسية والحزبية، ‏فلفتت الى انّها من نسج الخيال، ولن يكون للحريري اي لقاء معلن او ‏في السرّ، في انتظار استشارات التكليف التي ستشكّل محطة فاصلة ‏بين مرحلة واخرى، يمكن الافادة منها لتصويب الأداء السياسي بما ‏يخدم الاسراع في تشكيل الحكومة القادرة على تطبيق خريطة الطريق ‏التي رسمتها المبادرة الفرنسية، والتي تأخّرت بعض محطاتها، ولا بدّ ‏من الاسراع فيها لضمان استعادة الثقة بالنقد الوطني ومعالجة الازمة ‏الناجمة التي باتت تهدّد كل وجوه الحياة في لبنان.‏

لافروف يؤجّل زيارته

وفيما توافرت لـ”الجمهورية” معلومات من مصادرعدة تفيد انّ وزير ‏الخارجية الروسية سيرغي لافروف أرجأ زيارته للبنان المقرّرة نهاية ‏الشهر الجاري، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان مساء امس، أنّ ‏الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ‏نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف استقبل امس الممثل الخاص ‏للحريري السيد جورج شعبان، “وتناول البحث قضايا الساعة في لبنان، ‏في ضوء مستجدات الأزمة الداخلية في المجالات السياسية ‏والاقتصادية- الاجتماعية. وقد شدّد الجانب الروسي على التزام موسكو ‏وتأكيدها على سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه. كما شدّد ‏خصوصاً على ضرورة الإسراع بتأليف حكومة قادرة، بما يشكّل المنطلق ‏المهم لحلّ القضايا الماثلة أمام المجتمع اللبناني والضمانة للتطور ‏اللاحق في لبنان”.‏

‏‏ ‏مواقف

وفي المواقف السياسية، شدّد الرئيس نجيب ميقاتي على إجراء ‏استشارات التكليف في موعدها غداً “لأنّ لا مبرر وطنياً ودستورياً ‏لتأجيلها خصوصاً في ظلّ التحدّيات الاقتصادية والمالية والاجتماعية ‏الخطيرة التي يمرّ بها الوطن”. وقال: “الاولوية هي لتسمية رئيس ‏الحكومة العتيد والاسراع في تشكيل حكومة تنفذ البرنامج الاصلاحي ‏المطلوب، والذي باتت بنوده واضحة، وأي تأخير أو تسويف في هذا ‏الموضوع يشكّل جريمة موصوفة في حق الوطن واللبنانيين”.‏

‏‏ ‏جعجع

ومن جهته، كشف رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، سبب ‏القرار “القواتي” بعدم تسمية الحريري في الإستشارات غدا، فقال: ‏‏”لن نسمّي الحريري لثقتنا بأنّه لا يمكن ان نصل إلى أي نتيجة وسط ‏وجود الثلاثي الحاكم “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” وحركة ‏‏”أمل””. وأكّد أنّ “الحريري حرّ في خياراته، وما إذا كان يريد ترؤس ‏الحكومة، لكن نحن لا نريد ان نتجرّع السمّ او ننتحر مجدداً، لأننا نعلم ‏أنّ من المستحيل الوصول إلى نتيجة حالياً بسبب الثلاثي الحاكم”.‏

‏‏ ‏‏”اللقاء التشاوري”‏

واعلن “اللقاء التشاوري” انّه لن يسمّي الحريري في الاستشارات غداً. ‏ورأى انّ “في كل ما يحصل إهدار للوقت ولفرص الانقاذ، وان كانت ‏الظروف الدولية تحديداً ستؤدي إلى تمرير التكليف يوم الخميس ‏المقبل، فإنّ التأليف دونه عقبات وأزمات تؤكّد اننا ذاهبون إلى جدال ‏عقيم يفاقم من إهدار الوقت والفرص”. وأكّد أنّه “لن يكون شريكاً في ‏هذا العبث السياسي، ولن نتوجّه إلى القصر الجمهوري يوم الخميس إلاّ ‏حفاظاً على بقيّة باقية من الدستور المنتهك، وحتماً لن نسمّي ‏المرشّح الوحيد الذي كلّف نفسه بنفسه للمضي في السياسات ‏المتبعة دون توضيح سياسته المالية والنقدية والاقتصادية لمعالجة ‏الازمات المعيشية والمالية والاقتصادية الذي يشكّل اساساً لكل اصلاح ‏مرتجى”.‏

‏‏ ‏‏”التقدمي”‏

وهاجمت مفوضية الإعلام في “الحزب التقدمي الإشتراكي” في بيان ‏‏”العهد القوي” غير قادر على تحمّل رأياً آخر، في ظل أسوأ أوضاع ‏يمكن أن يعيشها المواطن اللبناني”، وذكّره “بضرورة الاستفادة من ‏المبادرة الفرنسية والتركيز على تنفيذها بدل تضييع الوقت في ‏التعطيل من جهة وقمع الحريات من جهة ثانية”.‏

‏‏ ‏المجلس النيابي

من جهة ثانية، انعقد المجلس النيابي في جلسة اول من العقد ‏التشريعي العادي الثاني في قصر الاونيسكو برئاسة الرئيس نبيه بري، ‏وانتخب رؤساء وأعضاء اللجان النيابية وأعضاء هيئة مكتب المجلس ‏واعضاء المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، واستغرقت الجلسة ‏‏55 دقيقة. ولم تُعقد جلسة لمناقشة قانون العفو العام والبنود ‏المتبقية على جدول اعمال الجلسة السابقة لعدم اكتمال النصاب.‏

‏ ‏وقد رفع بري الجلسة حوالى الثانية عشرة ظهراً، وتلي المحضر وصدّق.‏

‏ ‏وبعد ان افتتح جلسة تشريعية لمناقشة قانون العفو العام وما تبقى ‏من اقتراحات قوانين كانت مدرجة على جدول اعمال الجلسة الاخيرة، ‏تبيّن له فقدان النصاب. فرفع الجلسة.‏

‏ ‏وسأل الرئيس بري: “من هي الكتل التي انسحبت من الجلسة”، فأُجيب ‏بأنّها كتلة “القوات اللبنانية”. فردّ قائلاً: “قال بدن انتخابات نيابية ‏مبكرة ..أهلا”.‏

‏‏ ‏كورونا

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي حول ‏مستجدات فيروس كورونا أمس “تسجيل 1392 إصابة جديدة بكورونا ‏‏(1312 محلية و80 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 64336”. ‏ولفتت إلى تسجيل “5 حالات وفاة جديدة”.‏

‏‏ ‏دياب

على صعيد قضية انفجار مرفأ بيروت، قال رئيس حكومة تصريف ‏الأعمال حسان دياب أمس، إنّ لبنان لا يزال ينتظر من فرنسا وإيطاليا ‏تزويده صوراً التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية لهذا الانفجار. ‏وأوضح دياب، انّه طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صوراً ‏ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية للمرفأ “قبل الانفجار وخلاله وبعده”. ‏وأنّه أرسل طلباً مماثلاً إلى إيطاليا كذلك.‏

Comments are closed.