الجمعة, نوفمبر 22
Banner

النهار : عون يستبق تكليف الحريري برسالة “غير مألوفة‎” ‎

 اجبار الحريري على تقديم تنازلات علما انه يستمر متمسكا بشروطه ‏على قاعدة مضمون المبادرة الفرنسية

جاء في النهار

‎عشية الموعد الثاني لاجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة في قصر ‏بعبدا غدا، بدا من المستبعد تماما ان تطرأ في الساعات المقبلة تطورات مفاجئة من شأنها ان ترحل الاستشارات ‏الى موعد ثالث. اذ ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مضى في تثبيت الاستشارات في موعدها الثاني بعدما ‏بدا واضحا ان صورة التكليف اكتملت ولن تخضع للتبديلات بعدما توافرت أكثرية مرجحة واضحة لخروج ‏الاستشارات بما يوازي مبدئيا 70 نائبا سيصوّتون لمصلحة تكليف الرئيس سعد الحريري. وإذ صار مؤكدا ان ‏الحريري سيخرج غدا رئيسا مكلفا تشكيل “حكومة المهمات المحددة” كما صار مصطلحا على تسميتها وفق ‏المبادرة الفرنسية، فان هذا سيعني في المقابل انطلاق المرحلة التالية الشاقة المتصلة بتأليف الحكومة بالسرعة ‏المتوخاة وسط تدهور الأحوال والأوضاع في البلاد على نحو بالغ الخطورة لا تحتمل معه اخضاع استحقاق ‏التأليف لترف التمادي في استهلاك الوقت تحت وطأة مبارزات طرح الشروط والشروط المضادة واستنزاف بقايا ‏صمود البلاد التي ترزح تحت الانهيارات في شتى القطاعات كما ينذر التفشي الوبائي لكورونا فيها بكارثة صحية ‏واستشفائية‎.‎

‎ ‎

وشكل الموقف الذي اعلنه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بالمشاركة في الاستشارات النيابية ولو ان ‏الكتلة القواتية لن تسمي الحريري او أي مرشح آخر دحضاً لموضوع الميثاقية من داخل البيت المسيحي والذي تم ‏التذرع به من اجل تأجيل الاستشارات الاسبوع الماضي. وهذا الموقف يمكن عطفه على المعلومات التي نتجت عن ‏زيارة المدير العام للامن العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم لواشنطن والدفع الاميركي في اتجاه تأليف الحكومة ‏برئاسة الحريري وفقا للدفع الذي قدمه وزير الخارجية مايك بومبيو ومساعده ديفيد شينكر والاتصال الذي اجراه ‏بومبيو برئيس الجمهورية ميشال عون اول من امس. وحول الكلام عن ان التكليف قد يكون محسوما ولكن ليس ‏التأليف وفق تسريبات اعلامية ومواقف تصب في هذا الاطار، لاحظت مصادر سياسية انه يتم تكبير حجر ‏العقبات المسبقة في طريق التأليف من اجل اجبار الحريري على تقديم تنازلات علما انه يستمر متمسكا بشروطه ‏على قاعدة مضمون المبادرة الفرنسية تحت طائل احتمال خسارة كل الدعم الخارجي للحكومة علما ان هناك ‏عقبات كثيرة تنتظره ليس اقلها الى المطالب العونية نسبة العشرة في المئة التي تحفظ عنها ” حزب الله” في ‏المبادرة الفرنسية. وهذه النسبة لا تنحصر في رفض الانتخابات النيابية المبكرة وهي يمكن ان تكون مطاطة لتبلغ ‏نسبة 90 في المئة. وتقول هذه المصادر ان نقطة القوة في يد الحريري ان حكومته ستكون لمرحلة زمنية محددة ‏ولمهمة محددة وربما ينام على قطبة مخفية تقضي باعتذاره واعلان المعرقلين اذا ظهرت عرقلة له لتأليف الحكومة ‏لان تأخير التأليف يجهض جهوده ويفقد رئاسته للحكومة زخمها. وهذه قد تكون ورقة رابحة له في نهاية الامر ‏على رغم رهانات بعض الافرقاء على ان الحريري ليس محصنا ليرفض تاليف الحكومة على غرار ما فعل ‏السفير مصطفى اديب. ويتعلق الامر بمدى استمرار الضغط الخارجي الذي يحتاج اليه الحريري في المرحلة ‏المقبلة اكان الضغط فرنسيا او اميركيا لان انهيار الوضع الاقتصادي والمالي لم يشكل طيلة الاشهر الماضية سببا ‏كافيا لردع اهل السلطة عن اعلاء مصالحهم على مصالح البلد‎.‎

‎ ‎

الرسالة المفاجئة

في أي حال ستتجه الأنظار الى ما سيعلنه اليوم الرئيس عون اذ أعلنت بعبدا فجأة مساء امس ان عون سيوجه ‏رسالة الى اللبنانيين في الثانية عشرة ظهر اليوم يتناول فيها الأوضاع الراهنة. وبدا لافتا ان مضمون الرسالة وما ‏سيعلنه الرئيس عون اليوم من مواقف قد احيطت بكتمان شديد من المعنيين في رئاسة الجمهورية . ولكن مصادر ‏معنية اكتفت بالقول لـ”النهار” ان الكلمة الرئاسية ستكون غير مألوفة ومهمة جدا في كل عبارة سترد فيها ولفتت ‏الى ان الكلمة لا تطيح التكليف بل تحصنه بمواقف معينة وتركز على بعض النقاط في معرض التكليف‎.‎

‎ ‎

ومع ان موقف “القوات” المتمايز في امتناعه عن تسمية الحريري عن موقف “التيار الوطني الحر”، فان ذلك لم ‏يحل دون إظهار جعجع امس وقبيل الاستشارات الاختلاف القائم بينه وبين الحريري اذ قال ان قرار”القوات” ‏بعدم تسمية الحريري هو “لعدم الدخول في أي مبادرة مشتركة مع الثلاثي الحاكم حزب الله والتيار الوطني الحر ‏وحركة امل”. وتساءل “أي إصلاحات ستجري في ظل وجود هذا الثلاثي في الحكومة ؟” وقال ان “الحريري ‏حر في المخاطرة والرهان ولكن نحن لا نريد تجرع السم او الانتحار مجددا من اجل مسألة لن تؤدي الى مكان‎”.‎

‎ ‎

ولكن نائب رئيس “القوات” النائب جورج عدوان ابرز ان تكليف الحريري من جانب الأكثرية هو نتيجة تمتعه ‏بالغطاء السني لافتا الى ان الميثاقية تلعب دورها في التأليف . وشدد على انه “لا يحق لاي طائفة ان تختار ‏لطوائف أخرى ولا يحق لمكونات او افرقاء ان يختاروا عن الآخرين وهنا تلعب الميثاقية دورها‎”.‎

‎ ‎

الجلسة النيابية

وسط هذه الأجواء انعقدت الجلسة الخاطفة لمجلس النواب الذي جدد مطبخه التشريعي فانتخب الأعضاء البدلاء ‏للنواب المستقيلين في هيئة مكتب المجلس واللجان النيابية وفي المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء فيما ‏طار نصاب الجلسة على ايدي نواب كتلة الجمهورية القوية لدى افتتاح رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة ‏تشريعية لاقرارمجموعة مشاريع واقتراحات قوانين ابرزها قانون العفو. ولكن مراجع سياسية انتقدت خطوة ‏المجلس بانتخاب أعضاء اللجان النيابية بدلا من النواب الذين استقالوا فيما سمح او غض الطرف مخالفة المادة ‏‏41 من الدستور وعدم اجراء انتخابات فرعية لملء شغور النواب المستقيلين او لاقرار انتخابات نيابية مبكرة . ‏واعتبرت المراجع ان مجلس النواب كان يفترض ان يحاسب الحكومة لارجائها الانتخابات الفرعية من دون سبب ‏قاهر منطقي وقانوني ودستوري حاسم اذ لا أساس لما اثير حول الكورونا كسبب لإطاحة الانتخابات الفرعية والا ‏يجدر بالمجلس ان يعقد جلسة لتفسير السبب الدستوري القاهر لإطاحة الانتخابات الفرعية‎ .‎

‎ ‎

في السفارة الفرنسية

الى ذلك وفيما كان بعض الأوساط السياسية والديبلوماسية يتوقع ان تبدأ السفيرة الفرنسية الجديدة آن غريو تحركا ‏في شأن تنفيذ المبادرة الفرنسية عقب تقديمها أوراق اعتمادها الى الرئيس عون تبين امس انها تتعافى من الإصابة ‏بفيروس كورونا. وقد أصدرت السفارة الفرنسية في بيروت بيانا أفادت فيه ان إصابات عدة بكورونا سجلت في ‏صفوف السفارة الفرنسية في بيروت، سرعان ما اتخذت الإجراءات اللازمة في إشراف الأطباء الأختصاصيين ‏حفاظا على سلامة جميع موظفي السفارة . ان السفيرة بصحة جيدة ويعتبر الأطباء انها تعافت وستخضع في ‏الأيام المقبلة لفحص جديد وتتابع في هذه الأثناء عملها من قصر الصنوبر مع احترام كامل إرشادات الأطباء‎ “.‎

Comments are closed.