تحقيق غادة دايخ وكوثر عيسى
تصوير محمد قعفراني
أرضٌ حملت على أكتافها أقدام الرجال النبلاء الشرفاء، رجالاً قدّموا للوطن كرامة وعزّة لم يرى العالم لهم مثيل، كانوا هم حماة الأرض والدين، المدافعين عن الحق رافضين الباطل، هم شعائرٌ عرّف التاريخ عنها فطُبعوا في الذاكرةِ والأذهان وبُصموا على لوحات الشرف فكانوا المؤسسين لمقاومةٍ ضد الظلم والعدوان حاملي راية الإسلام أينما حلّوا، فإن الله سبحانه وتعالى قال ” إني أخشى من عبادي العلماء”.
العلماء الذين وهبوا حياتهم لنا، هم أبناء شحور البلدة التي يمكننا وصفها بالوطن الصغير لأمة بأكملها، كيف لا؟ وقد أنجبت إماماً حمل راية الأئمة وتنفس العلم، إماماً لا زال العالم يحدّث عن ما انتجه من فكرٍ وما أسسه من جهاد فأحيا جبهة الدفاع عن النفس، لا زال العالم يبحث عنه في ثنايا كل بقعة أرض خاطب فيها الأرض والسماء هو الإمام السيّد موسى الصدر الذي تابع مسير السيّد عبد الحسين شرف الدين صاحب الآراء النيّرة والمجاهد الوطني الكبير.
فكان لهم الفضل علينا مع أمثالهم وأسلافهم بما نحن اليوم عليه من علمٍ وثقافةٍ وإرادة وعزيمة وجهاد، رغم كل التهديدات والصعاب تعلّمنا أن نصنع من الضعف قوة ومن القوة رجال.
شحور البلد التي تنبض بالمعرفة خرّجت كبار العلماء وأصحاب المستوى العلمي والفكري التاريخي، مرّ على عمر شحور أكثر من 2000 سنة، عاصرت أجيال يملكون تاريخاً وعطاءات من عهد العثمانين وقبلها فسميّت ببلد العلماء وكانت معارضة للإستبداد دائماً وهي بلدٌ أبيّة تتنّوع في جميع مجالات العلم والمقاومين والشباب وهذه ميّزة تمتاز بها أنها تعيش في عصر النهضة.
شحور كانت من القرى التي تسمّى بيتان التنّور لا تحتمل عالمين مجتهدين وأهل مدينة صور لم يكن لديهم عالم دين أو مرجع فكانوا يعودون في أمورهم الدينية إلى المقدس السّيد يوسف شرف الدين، عند اقتراب موعد عاشوراء في مدينة صور كانوا يحيونها سراً ايام العهد العثماني وعندما علم المقدس السّيد عبد الحسين شرف الدين بذلك قال “إنّ ذكرى الحسين (ع) لم تقام سراً والحسين (ع) لم يستشهد سرّاً لندفنه في قلوبنا فق،ط إنّه لا يزال حيّاً منذ أن وقعت كربلاء إلى الآن فيمكنني الذهاب إلى صور بشرط العلانيّة للمجالس الحسينية وهذا يحتاج للإصطدام”، فوعدوه بالنصرة ووجب عليه بذلك النزول إلى مدينة صور.
وكان هنالك ضابط عثماني في ذلك الوقت يعذّب بكل الأشكال بسبب وبلا سبب بحجة أنه ضابط تجنيد، فأرسل الإمام شرف الدين برقية إلى وزير الدفاع عند الباب العالي مبدياً اعتراضه الواضح على هكذا أفعال وتفاجأ جميع النّاس من شدّة جرأته أمام الدولة العليّة بعد أن تبيّن له أن صور لديها أكثر من مشكلة وليس مشكلة إقامة العزاء سراً ، من هذا المنطلق شعر الناس أنه يمكن للفرد أن يطالب بحقّه، وتمّ التحقيق بقضية الضابط الذي يعذّب الناس وفصل من الجيش وجرّد من رتبته، وهذه النقطة كانت بداية لحركة علمائية لم تكن سابقة.
وفي رواية يتناولها البعض في البلدة عن لسان السيّد عبد الحسين شرف الدين وأجداد البلدة أن شحور لم تكن تسمّى بهذا الإسم بل كان إسمها “دار العزّ” لأنها عاشت على أيام الإستبداد العثماني، فمن الحملات التي كان يستغلّها العثمانيون إحراق بلدة شحور ولهذا سميّت ب “شحور” وأكد المثقفون من أبناء البلدة أنهم تلاميذ الإمام موسى الصدر ويسعون دائماً للحظة استرجاع شحور إلى دار العزّ.
وفي ذلك العهد إلتجأ نصيف النصّار إلى شحور مع ألفي رأس خيل ومقاتليهم فكانت القوة الكبرى هذه مشجّعة وعقدوا العزم مع الشيخ علي الزين وقرّروا قتال العثمانين وهاجموا قلعة تبنين للحصول على الأسلحة، احتلوها وقتلوا حكّامها واستولوا على الأسلحة وعادوا إلى بلدة شحور رغم أن في ذلك الوقت لا يوجد أي نوع من وسائل الإتصال المتاحة اليوم، فالحالة العثمانية أخذت وقتاً وقدموا إلى شحور بعد عدة أشهر من تلك الحادثة وأستعادوا سيطرتهم.
فكان شيخ من آل الصغير خبير عسكري أحد ثلاثة أشخاص بارزين في المنطقة مع الشيخ علي الزين الوجيه السياسي والسّيد صالح شرف الدين ابن محمد شرف الدين الذي جاء من جبعة إلى شحور، هؤلاء جميعاً جنّدوا قوة من جبل عامل وشحور وهاجموا الجبّار في تبنين والبعض قال أنه قتل الموكّل من قبله في تبنين وبعض يقول أنهم احتجزوه وصادروا ما جنى من أموال في المنطقة وأعادوا الأموال المغتصبة إلى أصحابها حسب السجالّات واحتلوا قلعة تبنين التي كانت مركز الجزّار، حيث كان الجزار قد أقام حملة قويّة على شحور والمنطقة وقتل مئتي شاب من شحور فقط سمي بصدر القتلى.
رواية أخرى حدّث عنها السيّد محسن الأمين بأعيان جبل عامل أنه كان لشحور يومٌ شابت له الرؤوس حيث احتلّ العثمانيون البلدة عام 1749 ونهبوا كل ممتلكاتها وتعدّوا على رجال الدين فيها، منهم الشيخ زين الدين الزين الخزرجي الذي كان لديه حوالي الألفي كتاب قتلوه من ثمّ حرقوا جثّته وحرقوا الكتب، وأخذوا معهم ما أخذوا ونصبوا الخوازيق على البيادر وأعدموا من شاؤوا إعدامه، فكانت النساء والرجال والأطفال تائهين في الوديان والبراري.
الفقيه صالح محمد شرف الدّين وهو جدّ آل الصغير في العراق وفي إيران والبعض منهم في هاجر إلى الهند، منهم أبوه وأعمامه والإمام موسى الصدر والسيد محمد باقر الصدر، وآخرين مجاهدين قاوموا الإحتلال البريطاني سنة 1920 منهم السيد محمد مهدي الصدر الذي هو من أجداد السيد مقتدى الذي كان من المجتهدين الكبار وقائد موقع في المعارك ضدّ البريطانين وكان مساعد السّيد محمد الصدر ابن السّيد محمد الذي كان من المراجع في الكاظميّة.
ومن السياسيين العاملين آل الزّين الذين ما زالوا حتى اليوم يعملون بالحقل السياسي منهم السّيد عبد اللطيف الزّين النائب الذي خدم أكثر من عشرين سنة في هذا الحقل منذ دخل المجلس النيابي ولا زال حتّى اليوم، والحاج حسين الزّين عضو مجلس أعيان مجلس الشيوخ.
ومن الوجه الثقافي أول من برز بإصدار مجلة العرفان عام 1909 يومها لم يكن هناك من حرف مطبوع في المنطقة ولا من صحف تصدر سوى في اسطنبول وبعض المناطق العربية الأخرى، كان الشيخ عارف الذي هو ابن شحور يسكن في صيدا عنيد في الحقّ ولا يقبل الظلم ولهذا وفي أحد العهود للوزارات الإستقلالية أقفلت المجلة خمسة سنوات وأهين الشيخ عارف لانه يعارض أحد رؤساء الوزارة وعطّل له المجلّة ولكنّه بقي صامداً على موقفه.
رئيس البلدية الحاج كامل خليل
عند استلامنا البلدية منذ 2010 كان هناك نوع من الدراسة التفصيلية المتعمّقة لاحتياجات القرية المطلوبة مع الإمكانيات المتاحة التي سبقت من خلال عمل البلديات السابقة ومن خلال ما نملك من مقومات، فالقرى الجنوبية بشكل عام بحكم التراكم الزمني تحتاج إلى كثير من العمل الخدماتي والإنمائي خصوصاً مع التوسع العمراني، وشحور تميّزت بهذه النقطة خلال العقود الثلاثة الأخيرة فهذا يقتضي البحث عن الامكانات التي تؤمن هذه الخدمات الجديدة لهذا التوسع، وامكانات البلدية محدودة ككل البلديات المتبقية إلى حد ما وأغلب الموازنات التي تنصرف من الصندوق البلدي تستهلك في المسائل اليومية كالرواتب والمحروقات والمازوت وبعض هذه التفاصيل، اعتبرنا أن الأولوية الأساسية تأمين الخدمات المعيشية للناس من مياه وكهرباء.
أبناء القرية يملكون النفس الطّيب والروحيّة العالية ومتعاونين بالمجالات المختلفة على الصعيد المعنوي والنفسي وبالإنضباط فضلاً عن التعاون بالموضوع المادي ولولا هذا التعاون لا يمكننا أن نقوم بأي إنجاز في المجلس البلدي، حتى فرق البلدية متعاونة ومنسجمة وتمتاز بعدم النظر للأمور من زاوية مصلحية أو خاصة رغم أنها بلدية مختلطة من النظرية الحزبية.
انجازات البلديةيقول رئيس البلدية أنه تم إنجاز مشروع الكهرباء من 4 سنين بخدمة مقبولة مع محاولة العمل على تطويره وتأمين مياه الخدمة ومياه الشرب بتبرع من أحد أبناء البلدة، 14 سبيل مياه للشرب في الأحياء أطلق عليه مشروع إسم ساقي العطاشى وكل سبيل مسمى بإسم إمام من المعصومين.
ـ متابعة عدة مسائل تتعلق بالطرقات والجدران.
ـ الإهتمام بمشروع نهر الليطاني بإنجاز عدة نقاط فيه من تشجير وتزفيت وإنارة وعواميد ومرافق خدماتية واعداد أماكن للإستراحة.
ـ تجميل مكانين لهما طابع تراثي يعكس الدور الإيجابي لأهل البلدة وسلسلة من الأنشطة والمشاريع ذات الطابع التجميلي لجعل شحور قرية تتميّز بالتراث.
المختار وسام الزين مختار بلدة شحور
وحسب ما أفادنا مختار البلدة وسام الزين أن عدد أهل بلدة شحور اليوم يصل إلى 15000 نسمة وعدد الناخبين فيها 4600 ناخب قسم من أهل البلدة نفوسهم في بيروت عددهم 3600 مواطن، تمتدّ شحور بمساحتها الجغرافيّة إلى ما يقارب 8000 دنم، يحدّها من الغرب طرفلسيه والزرارية، من الشرق صريفا ومن الجنوب أرزون ومعروب ومن جهة الشمال كفرصير، وتطّل البلدة من الشمال على نهر الليطاني يبتدء من الحدود الجغرافية لشحور حيث يمرّ فيها بنسبة 2500 متر.
عائلاتها: الزين، الخليل، الحاج، فارس، مزيد، بحصون، مشلب، أرزوني، خشّاب، شرف الدين، الحسيني، عساف، دغمان، عيس، اسماعيل، سموري، شببجي، الزريق، دمشق.
يقول المختار أنه في بداية الحرب أول غارة في الجنوب زرعت في صريفا عندما غار الطيران على بلدتي صريفا وشحور وضُربت ثلاثة بيوت وانهار بيت، صاحبه من خيرة الشباب مع زوجته وأولاده ووالده، لدينا شهداء مقاومين ومدنيين من بيت مزيد وعنيسي وشهداء الدفاع المقدّس وغيرهم من الشهداء ولولا هؤلاء نحن اليوم غير موجودين.
شحور بلدة الإمام والعلماء والمثقفين وينتمي لشحور السيد صالح الذي هو جدّ بيت الصدر وبيت شرف الدين، وأصل بيت الصدر من عائلة شرف الدين.
وأضاف أن بيت الصدر جذورهم في شحور وانتقلوا فيما بعد الى العراق، وفي فترة جاءت المستشارية الإيرانية تحقق بتاريخ جبل عامل وكرّموا السّيد موسى الصدر والسيد محمد باقر الصدر في شحور.
اليوم نعمل على مشروعين سكنيين مع رئيس البلدية خيري بالتكلفة وهذا ما يعزز من الصمود في القرية.
السّيد حسين شرف الدين ” أبو رائد”
الإنسان يتمتع بعواطف متعددة للأماكن فأحياناً يستمع الحديث للصدى لما في هذا الصدى من رنين يعيده إلى أيام سلفت فيها الفخار والإعتزاز، اليوم أتحدث من صور وللتراب من هنا حديث ممتع فهو من أجسادنا، أتحدّث من حيّ الحسينية وسأروي قصة هذا المكان الرائع الذي هو من نتاج شحوريّ.
بعد أن دمّرها الإجتياح الإسرائيلي عام 1982 قمنا بإعمارها، كان المكان هذا سكن للمحتاجين بعد أن وقفه مؤسس الحسينية الإمام عبد الحسين شرف الدّين، هذا الحيّ الفقير المعدم الذي تتفشّى فيه الأميّة حتّى من جيل الصغار ولذلك نحن ننشط اليوم لها ثقافياً في مكتبة عامّة للمطالعة.
نتحدّث من صور عن كل هذه الأماكن والأحياء التي بناها وأقامها الشيخ عبّاس النصّار الذي تولّى إدارة وشؤون صور ومنطقتها، فإذا مدينة صور من عام 1750 ميلادية هي من إشراف ومعمار الشيخ عبّاس النصار الذي سكن وخرّج من شحور.
كانت المنطقة بولايته بعد التنظيم الإداري لجبل عامل، حصّته لإدارة صور وعند استلامها كانت كومة من الحجارة لأنها دمّرت بحجّة أن لا يعود الصليبيين إليها، وبقيت مستكينة للتراب 500 سنة، وأعاد الشيخ النصار الحياة لها فبدأ بالبناء.. منها بناء المسجد القديم وسمح ببناء كنيسة وبنى البيوت وأعاد المرفأ وخلال أربع سنوات أصبح مرفأ صور ينافس مرفأ عكّا ، وبنى مراكز للتمويل ومعدات للتجارة وأعدّ البنى التحتية وغيرها من الأمور الكثيرة..
وخلال 16 سنة أقيمت مدينة بهذا الحجم وأنعش البلد والناس مما جعل المحيط ينزل إلى صور واليوم لا أحد من سكّان صور يعود أصله إلى صور، وكل ما فيها من حركة عمرانية تنموية متقدّمة كان مصدرها وأساسها شحور وهي من إعمار شخص جاء من شحور.
وقال:” اليوم أحب أن ألفت إلى نقطة هامّة أنّ أهم دور النشر وبعدد كبير هو انتاج شحوري وأولها مكتبة العرفان للحاج إبراهيم الزين عاصي هذا رجل أميّ لكنه فتح مكتبة ودار نشر وكان كبار العلماء يأتون إليه من النجف الأشرف لطباعة الكتب عنده وليكونوا من ضيوفه فأوجد لشحور دوراً في عملية نشر الثقافة”.
وأضاف:” أنا شحوري لمرّتين كوني من أجداد وأب من شحور وكوني نشأت في صور التي هي من بناء شحوري وأنا اعتزّ في الحالتين إن كنت شحورياً أو صورياً ويكفي أن يكون لي قرية بهذا الحجم من العطاء.
الدكتور كمال السموري
يعتبر الدكتور كمال السموري في حديثٍ له مع صوت الفرح أنه ترعرع بطفولته برعاية السّيد عبد الحسين شرف الدين مستنشقين أفكاره وآراءه لأنها كانت فرصة لحياتهم وعصرهم معبّرا عنه أنه من العلماء والمجاهدين الكبار لبناء الشعور الوطني في جبل عامل تاركين آثاراً طيّبة في نفوس الشباب رغم أنه ترك شحور وانتقل للعيش في مدينة صور على أن تعمّ آراءه على نطاق اوسع، ظلّ أبناء شحور متعطشين دائماً إلى أفكاره فاستمر السموري وأبناء البلدة بزيارة صور ليأخذوا منها الحكمة والمعرفة والرعاية.
وتحدّث السّيد كمال عن شحور قائلاً: شحور بلدة كانت تعيش على الزراعة لكنها كانت الثروة الفكرية التي تركها السّيد عبد الحسين شرف الدين، ملاحظين حتّى أن أغلب دور النشر والمكتبات في بيروت أغلبهم من بلدة شحور وهذا الامتداد الفكري النيّر الذي استلهم من السّيد.
كما وأن من الشخصيات التي أثّرت في البلد بيت الصدر وبيت الزين والسموري والخليل والحاج علي الذين تركوا آثاراً اقتصادية، والمختار حسين السموري في ذلك التاريخ الذي كان مختار البلدة، نفتخر أن تكون بلدتنا بلد علم قبل أن تكون أي شيء آخر.
كان للضيعة مبناً قديم من طابق واحد وقد قام السيّد سموري بتجهيزه لكن خلال الإجتياح الإسرائيلي دمّر وبعد التدمير أنشأه أفضل مما كان وأصبح اليوم نقطة راحة واستئناس لأهل البلدة خلال العطلة، وسيحضّر له في الأيام المقبلة ليكون لقاء فكرياً ومنتدى ثقافياً وأدبياً لإقامة محاضرات ولقاءات شعرية، فالدراسات التي تفتخر بها الجامعات اليوم عبر عنها أنها كانت من مبادئهم من 1400 سنة.
انطلق وأسس كليات ابن سينا في بيروت وهذه المدارس والكليّات خرّجت النخبة من جبل عامل من وزراء وقادة وغيرهم من الكبار والمثقفين.
السّيد شعلان الزّين
“نحن أبناء شحور لم نأخذ حقّنا لنا وعلينا، سماحة السّيد موسى الصدر وسماحة السّيد عبد الحسين شرف الدين هم أبناء البلدة وتاج على رؤوس كل فرد من أبناء البلدة، من خلالهم يجب أن تكون شحور مضيئة أكثر ولم نأخذ حقّهم ولم نأخذ حقّنا منهم من خلالهم، نفتخر أن نكون من بلد هم منها وهذا الشرف الكبير لنا بالإضافة أنها بلد التاريخ حيث كانت دار العز ومركز القيادة لمحاربة العثمانين.
شحور تفتخر اليوم بالشباب المقاوم الذي بدأ فيه سماحة السّيد موسى الصدر ونحن اليوم نشكّل فريقاً واحداً بين حزب الله وحركة أمل وهذه أكبر نعمة نعيشها لأننا مرفّهين بوجود القطبين السّيد حسن نصرالله ودولة الرئيس نبيه برّي متممين لبعضهم وكل ما يحصل بينهم من أجل إنماء البلد.
“ربيت وعشت ورضعت مع الحليب سياسة جبل عامل وخاصة أنا ووالدي الذي كان متعهد صحف لبنان وأسس شركة مع عبد اللطيف فواز من تبنبن، كان بذاك الوقت على علاقة قوية بصاحب الصحيفة قبل أن تبدأ الشركة اللبنانية بتوزيع الصحف والمطبوعات وتم الاحتكار من قبل البعض لهذا الموضوع وكان الهدف من تأسيس هذه الشركة إبطال مفعولنا، لكن من أيام بشارة الخوري لأيام شارل الحلو كان صاحب صحيفة لريون بجور شارل الحلو تصدر لدينا وكان على معرفة قوية بالوالد بالإضافة إلى انّ غسّان تويني كان قومياً عربياً والوالد كان بنفس المجال وتحصل بينهم بعض الإجتماعات في المنزل حيث بقي الرجل محافظاً لآخر نفس”.
وقال: عملنا مع حركة المحرومين التي كانت نبضاً لحياتنا ووجودنا، وصلنا لمرحلة صعبة جداً ولنا الشرف أننا كنّا من الشباب الذي لم يتّهم الآخر وما زلنا من أجل هذه الأرض، ومؤامرة إخفاء الإمام الصدر كانت حتى لا يكون بمعنى سيّد حسن آخر وهذا واقع نعيشه اليوم في العالم العربي من بلاء فالذي قام بإخفائه كان يعلم تماماً انتهاء السيّد الصدر وهو من جاء ليؤسس المقاومة والأشخاص الأساسيين بالمنطقة.
السيد عبد العزيز شرف الدين مؤسس إذاعة صوت الفرح إنسان مكافح ولديه طموح وأراد أن يعطي شيئاً للجنوب فكان صاحب أراء ولديه رسمال مادي ومعنوي ولأنه ابن صور وشحور مجبول بتراب هذه الأرض يُكتب له أنه أول إنسان بثّ الصوت في جبل عامل من صور.
ونحن عبر صوت الفرح نتمنّى أن تأخذ صوت الفرح حقّها لأنها يسجّل لها أنها أول صوت عاملي، والسيد عبد العزيز قرر أن يبقى الصوت الأوحد متمنين لكم النجاح الدائم ونشكركم لأنكم أعطيتمونا المجال أن نعبّر ولو عن القليل من رأينا “.
أبو خضرمقيم في شحور من عام 1985 يعمل أشغال حرّة بالزراعة والبناء يرى ان مشكلة شحور معظم أهلها في بيروت والإغتراب وتعمّ الحركة فقط في فصل الصيف، وباعتبارِه بعد حرب تموز كانت النهضة العمرانية مهمّة ولكن منذ سنتين وحتى اليوم الأمور جامدة ومصلحة واحدة لا تكفي للعيش.
وقال أن أهل شحور لديهم ميزة عبر التاريخ تسكنهم الإلفة والمحبة والتوافق رغم الصراعات التي كانت بباقي القرى بذروة الأزمة بين العائلات والأحزاب لكن هذا لم يكن موجوداً في شحور وتسجّل بالدرجة الأولى لرئيس البلدية ومجموعته الذين فعّلوا التقارب الشعبي على مستوى الأحزاب.
وتمنى لصوت الفرح التوفيق الدائم وأن يزدادوا ذخراً وتبقى مضيئة على هذه المسائل بكل القرى.
تاريخ وعطاءات مكثّفة شملت المنطقة بأكملها كان أساسها شحور التي هي اليوم المعنى الحقيقي لرفع راية الدين ونصرة المظلوم ورفض الظلم وإعمار البلاد، فكان علماؤها واهلها على المستوى المطلوب وجعلوا للتاريخ وزناً ثقيلاً مفعماً بالتضحيات.