السبت, نوفمبر 23
Banner

مجدل سلم بلدةٌ كتبت بدمائها مجد أمةٍ خطّت طريق النصر

تحقيق غادة دايخ وكوثر عيسى

تصوير محمد قعفراني

هي ممرٌ لقضائي مرجعيون وبنت جبيل، جاءت على خطوط التماس تاريخياً فكسبت بذلك نعمةً وشقاء، لها حصةٌ كبيرة على ممرِّ الأحداث، أنجبت قاعدةَ أشخاصٍ كانوا هم الأوتاد الذين وقفوا بوجه الطغاة حين لم يجيد العالم قط ثقافةَ الموت، فحُفرعلى أرضِها أوائل الشهداء.

مجدل سِلم قدّمت للوطن الغالي والنفيس وعانت الأمرّين، لكن يقال أن من جدّ وجد فهي اليوم عُنوان الفخر ومثال الوفاء، من وديانها رسمت سماءَ الحُزن وأرضَ التضحية فنادت “آه يا كربلاء” وأيّ أرضٍ يجسّدُ فيها واقعةٌ مخلّدة لا تكون رمزاً ومقصداً لأهل الولاة، منذ الأربعينات وهي تثبتُ للعالم من هو الحُسين ومن هم الشهداء، حوربت بالبندقية والقلم لكن أبت أن تنكسر، فمن يعرفُ حسيناً يُمحى من صفحات كتابِه معنى الذُّلّ والهزيمة.

مجدل سلم قرية جنوبية بمحافظة النبطية قضاء مرجعيون ترتفعُ عن سطحِ البحر 650 م وتبعدُ عن بيروت مسافة 111 كم، تبلغُ مساحتُها 42000 دونم ويصلُ عدد سُكانها إلى 14 ألف نسمة، 30% منهم مغتربين في دولٍ عدّة: البرازيل، أفريقيا، البرغواي، أمريكا، إسبانيا، الخليج.

يعود إسم بلدة مجدل سِلم إلى رواية تاريخية تقول أنّ بعد الفتح الإسلامي أصبحت الأحداث تتوارث، وكان شخص إسمه سِلم استقرّ في بلدة المجدل واتخذ اسم مجدل سلم من اسمه، ورجعةً إلى قبل الميلاد كان يوجد منطقة اسمها “خلة النصراني” وكان نصرانيا ً مالك لهذه القطعة من الأرض، ومنطقة إسمها “جبل الدير” وأُخرى إسمها “شمعونة” وجدوا فيها قصر ولا زالت التصوينة التراثية موجودة للقصر وهي ملك للمجدل ويوجد 5,4 طرقات معمرة بالصخر تمشي عليها عربات الجيش تصل جميعها الى نفس الطريق، يقال أن هذا المكان لشخص إسمه سِلم، من هُنا اتخذت حضارة وإسم بلدة مجدل سلم.

شهدت المجدل خلال الخمسينات هجرة واسعة إلى الخليج اندرج الإنتاج الثقافي والإجتماعي بالإنتاج المادي، وبعد أعوامٍ عدّة انقلبت الموازين بتغير نوعيّ على المستوى المعيشي، وارتفع مستوى ثقافتها ونموها وتطورها اليوم لثقافات المدن فأصبحت وكأنها واحدة من تلك المدن.

للمجدل نصيب مطلق من الحروب

عام 1972 كانت المنظمات الفلسطينية تتخذُ المجدل قاعدة لها، وكان أهل المجدل يفتحون بيوتهم لكل المارّين فيها مهما كانت الأسباب، سقط في المجدل الكثير من الشهداء وفي بداية مواجهتها للعدو الإسرائيلي قدّمت بحدود السبعين شهيداً ومن اوائل الشهداء الشهيد منير صبرا استشهد عام 1974، والشهيد معروف علاء الدين بمنظمة العمل الشيوعي الذي استشهد عام 1979 بمواجهة في البلد وغيرهم الكثير من الشهداء.

عام 1978 دخلَ العدوُ الإسرائيلي الأراضي اللبنانية ووصل للمجدل ودمرها، ودمرت مرتين خلال الإحتلال والعدوان الإسرائيلي، أمّا عام 1982 اعتقل أكثر عدد من الشبان من بلدة المجدل على صعيد الجنوب.

إبّان الاحتلال الاسرائيلي كانت المجدل إحدى القرى الأساسية التي تنطلق منها فصائل المقاومة وكل بيت من بيوتها يخرّج مقاومين، وبعد هذه الأحداث وتحرر المجدل عام 2000 كان هناك وضع اقتصادي صعب، أمّا اليوم تشهد البلدة نهضة عوّضت كل ظلم السنين على مستوى البُنى التحية والإقتصاد.

هذا ما أكدّه مختار بلدة مجدل سلم منذ سبعة وثلاثين عاماً الحاج حيدر حسين زهوي لموقع صوت الفرح مستطلعين المنطقة بجولة شاملة فيها، وبعد العمر المليء بالأحدث على مرّ الأجيال تحدّث بغصةٍ عن السنين التي عاشتها المجدل تحت وطأة الاحتلال الإسرائيليين منذ العام 1948 وكيفية تدمير البلد لأكثر من مرّة، وقال:” ما دامت الدولة ضعيفة والمؤسسات ضعيفة سينتقل هذا الضعف إلى المواطن، الناس كانوا يزرعون حقولهم بالقمح والشعير برفقة الحيوانات وكانت أرضنا تنتج لكل المناطق المجاورة، فكان الخير كثير والناس تعيش من أرضها أمّا اليوم فقد أصبحت الزراعة ضئيلة لكننا نعيش بكرامتنا.

للمجدل حكاية مع واقعة الطف، في كل عام يتوافد المحبّ ليشارك أهل المجدل العزاء، عزاء محمد والزهراء رافعين راية النصر، راية الحسين والعباس، منذ العام 1948 كان السيّد محمد حسن فضل الله في بلدة المجدل مع بعض الشبّان بدأوا بالتمثيل عام 1952 وبعد مشاكل عدّة اضطروا للتوقف عن التمثيل لكنها استمرت عند الناس وبقيت تُقام المسيرات واللطميات الموسّعة، بعد ذلك أُطلقت لجنة إحياء الشعائر الدينية التي تقيم المناسبات الدينية والوطنية وأصبح بمقدور الشباب تمثيل عدة مسرحيات حتى بأيام الإحتلال منها: مسرحية مسلم ابن عقيل، أربعين الإمام الحسين(ع)، هيهات منّا الذلّة، جرح وأرض، وعرضوا جميعهم في بيروت وكل لبنان.

التقينا بفضيلة الشيخ علي ياسين مؤسس جمعية الزهراء للأعمال الخيرية والثقافية التي تُعنى بالشؤون الإنسانية والإجتماعية ورئيس لقاء علماء صور, وتحدّث عن واقعة الطف التي تقام على أرض مجدل سلم كل عام من صباح العاشر وذكر المسرحية التي مثّلها الشباب على زمن والده عام 1984 تحت عنوان “لا للماء” لإحياء مشاهد كربلاء، وقال:” عام 1984 رغم وجود الإسرائيلين تمّ تمثيل هذه المسرحية”.

وأكمل: “عند انسحاب اسرائيل من المنطقة تابعنا التمثيل بشكل بدائي وكل تابع دوره واستمر التمثيل الى اليوم مع التطوير في كل سنة، وبعض الممثلين من أبناء المجدل انطلقوا ومثلوا على صعيد لبنان أدواراً هامّة، هذا ما ولَد شعوراً عند الناس بأنهم مسؤولون عن القضية فتفاعلوا بشكل كبير، كنا مسؤولين حتى عن توزيع المياه، أما اليوم فكل أهل المجدل يقيمون الولائم على حب أهل البيت عليهم السلام”.

وأضاف: “لجنة المسرح تقدّم كل عام شيء جديد لتستوعب الناس أكثر واستقطبت المجدل هذا العام بالحدّ الأدنى أربعين ألف مشاهد من كافة الجنوب وبعلبك والهرمل وسوريا لكن الإعلام لم يعطيها حقّها، والمقصود من عملنا أن تعيش الناس هذه الواقعة بعقلها وقلبها وعواطفها، وعلى الصعيد الأمني يتم مراقبة المنطقة كلها بمساعدة الكثير من الشباب المتطوعين، نأمل أن تعيش الناس بمبحة بعضهم البعض لإرضاء الله سبحانه وتعالى”.

الأستاذ عبد علاء الدين رئيساً للبلدية منذ 30/6/2013 وخلال حوارنا معه قال أن بلدية المجدل مستحدثة منذ عام 2004 وتندرج تحت خدمة المواطن وإنجاز مقومات العيش، أما أهم إنجازات بلدية المجدل هي التالية: مشاريع تجميلية وخدماتية، إنشاء حدائق عامة، إنشاء بركة زراعية، تسجيل أكبر مساحة 5 دونمات محمية طبيعية، إستكمال شبكات المياه، شق الطرقات الزراعية(مشروع شراكة بين الأهالي والبلدية)، تأهيل شبكات الكهرباء، إستكمال مشروع الإشتراكات لكل بيوت القرية (45 كليومتر لكل شبكة).

وأكمل أن ثقافة العمل البلدي ثقافة جديدة لا تتواجد عند العضو البلدي والمواطن، “استلمت البلدية بـ 600 مليون ليرة دين وهذه من أهم المشاكل المالية التي نواجهها وبمعالجة مستمرة انخفض الدين من سنة وأربعة أشهر لحد اليوم إلى 200 مليون ليرة، مدخول البلدية السنوي 350 مليون مقسمّين على دفعات من الصندوق البلدي المستّقل والجباية قليلة جداً”.

ولفت الى أن اليونيفل قدّموا محطة تكرير مياه للشرب وموتير كهرباء، أما مجلس النواب بالتعاون مع الإتحاد قدّم للبلدة خط مياه من السلوقي للخزان بطول 5 كيلومتر تقريباً، “نسعى اليوم للعمل على حلّ مشكلة المياه ونستعين بالإتحاد لفرز النفايات وسنشكل هيئة لإرشاد الناس والفرز المنزلي بتوزيع أكياس نفايات على المنازل، كما ونحاول جاهدين إقامة ندوات لتوعية الناس على واجباتها أمام المجلس البلدي وحقوقها عليه، نخططُّ لمشروعنا الجديد وهو إقامة مدينة رياضية ترفيهية للعنصر النسائي (مسبح، أندية رياضية… بالتعاون مع جهاد البناء)”

وفي ختام حديثه شكر علاء الدين صوت الفرح على هذه الإلتفاتة الطيبة خاصة أمام البلديات ليصل صوتها مؤكداّ أنهم يحتاجونها من كل وسائل الإعلام متمنياً الخير لكل الناس.

تمتلك المجدل ثروة حيوانية هائلة من ماعز وأبقار وأغنام ودجاج، هذه الثروة أصبحت ضئيلة في بعض القرى اللبنانية لذلك يحاول أهل المجدل المحافظة عليها لأنها ركيزة يعتمدون عليها في العيش، وتقوم البلدية بتأمين علف لبعض مزارع الدجاج ومعاينتهم بدكتور بيطري للتطعيم.

وترتكز البلدة أيضاً على الزراعة وهذا ما شرحه لنا الأستاذ علي صبرا نائب رئيس البلدية سابقاً ورئيس اتحاد تعاونيات قضاء مرجعيون وحاصبيا:” المجدل فيها نسبة كبيرة من المزارعين، نعتمد على زراعة التبغ وزراعة الحبوب، فأرضنا تعتبر أرضاً جبلية لكن الزراعة اليوم بالأرض غير مربحة، وهي باتت “ثقافة وتراث” .

إذا أرادوا أن تبقى الناس في أرضها فهي تحتاج لمقومات العيش لأن العدو يحاربنا بالموضوع الزراعي، وحتى اليوم إذا أردنا زراعة أرضنا نجد فيها قنابل عنقودية وللأسف أصبحت أغلب شركات نزع الألغام تجارية لا تعمل بضميرها.

وتابع:” سنقوم كبلدية بشبكة طرقات زراعية على شقيّن: طرق موجودة بالخريطة وطرق مستحدثة، اشتغلنا ما يقارب 24 طريق وسنتابع..

وفي الختام ثمنّ الخطوة التي قامت بها صوت الفرح متمنياً تعميمها على كل البلدات والقرى في الجنوب معتبراً أن اليوم من أصعب المراحل التي نمرُّ بها لأنها معركة الكلمة فالمواقع الإلكترونية خطيرة جداَ والثقافة تحتاج لأدوات تختلف عن التعاطي السائد بأغلب قرانا، ووجه كلمة لأهل قريته وخصوصاً المغتربين بأن المجدل تحتاج حضورهم ومحبة بعضهم البعض، وخاطب الدولة بقوله أنه بدون الناس لا يوجد وطن ولا إستقلال.

وفي حديثنا مع سماحة السيد مصباح الأمين قال أنه عام 1895 م انتقل السيّد علي محمود الأمين إلى دمشق آتياً من النجف الأشرف ومن ثمّ إلى بلدته شقراء وبعد أن أنهى دراسته في حوزاتها وبلغ رتبة المرجعيّة والتي خوّلته أن يقوم بشؤون الطائفة الشيعيّة الدينيّة ويمارس دوره كمرجع لها…عاد إلى شقراء وبدأت النهضة الأدبيّة والشعريّة والإجتماعيّة مع نهايات القرن التاسع عشر سيّما وأنّه أعاد بناء مدرسة جدّه الدينيّة في شقراء…تقاطر طلّاب العلم إلى شقراء من مختلف بقاع لبنان ومن جميع نواحي جبل عامل وما يستدعي الإنتباه في المدارس التي شكلّت حوزة علميّة متفرّدة أيّام المرجع السيّد علي محمود الأمين, أنّها ضمّت جناحاً خاصّاً تُقام فيه ندوات الشعر والتذاكر في المسائل الفقهيّة…حيث لا تزال المنطقة من البلدة تسمّى حيّ المدارس…

وحول ندوة العليّة قال السيد مصباح الأمين أنها استمرت على أحسن حال حتى العام 1937 م الذي شهد وفاة السيّد عبد الحسين الأمين الذي أحيا هذه الندوات منذ العام 1910 في منزله..

وقد استمرّت هذه الندوة منبراً للشعراء وملتقى لرجال الدين والأدب على يد المرجع السيّد محسن الأمين في علّيّته في شقراء, ولكنّها كانت أكثر ما تكون فاعلةً في فصل الصيف حين كان يعود السيّد إلى بلدته آتياً من الشام.

عام 1952 انتقلت العلّيّة إلى بلدة مجدل سلم حيث كان يقيم السيّد محمّد باقر الأمين (نجل المرجع السيّد علي محمود الأمين) ففي هذه المرحلة تعدّدت أدوار العلّيّة فبالإضافة إلى حلقات الشعر والأدب والتذاكر كان للعلّيّة دوراً إضافياً هو قضاء الحاجات ومحكمة لحلّ المشاكل والخلافات وإصلاح ذات بين المتخاصمين، فهذا الدور الإجتماعي كان رديفاً هامّاً بالنسبة إلى الدور الثقافي والعلمي…

يمكن القول بأنّها ليست بظاهرة عابرة فكانت واقعاً يجسد عملاً مميّزاً تجري وقائعه في كلّ فترة من الزمن على يد عالم من آل الأمين.

في نهاية القرن العشرين رأى سماحة العلّامة السيّد أحمد شوقي الأمين أنّ عليه الإستمرار في النهج الذي خطّه أسلافه فرأى من واجبه إحياء ندوة العلّيّة…فشهدت أمسيات الجُمعة من كلّ أسبوع تقاطر الوفود إلى مركز ندوة العلّيّة للإستماع والإستمتاع بما يكتنز الشعراء والأدباء والعلماء…

وهكذا شكّلت ندوة العلّيّة في مجدل سلم استمراراً لما بدأه العلماء من أجدادنا آل الأمين تحت رعاية سماحة العلّامة السيّد أحمد شوقي الأمين…بعد أن شرّعت أبوابها في أواخر القرن الماضي ترعى الشعراء والناشئين وتدعمهم…كما أنّها تحيي المناسبات الدينيّة والوطنيّة لا سيّما المرتبطة بالمقاومة فتحيي أعيادها ومناسباتها عبر إبداعات شعريّة وأدبيّة.

وأضاف الأمين أنه ومنذ سنوات بدأت العليّة بالإنتقال من مركزها في مجدل سلم وبالتعاون مع بعض الأندية والبلديّات في شحور، أنصار، العبّاسيّة، تبنين، الشرقيّة، قنّاريت والضاحية الجنوبيّة لبيروت بإقامة نشاطات مميّزة وهادفة.

وختم بالإشارة الى الأهداف المستقبليّة مثل إنشاء مركز ثقافي كبير بإسم مجمّع العلّامة السيّد أحمد شوقي الأمين حيث بُدء بناؤه في بلدة مجدل سلم وسيضمّ بالإضافة إلى القاعة الثقافيّة وللعلوم الدينيّة , مركز صحّيّ لخدمة أهلنا في المنطقة وقاعة للعلوم الدينيّة ومكتبة عامّة من أضخم المكتبات في لبنان بالإضافة إلى مركز رياضي ومكتب خدمات إجتماعيّة…

بلدة مجدل سلم هي من أوائل القرى التي أقيمت فيها مدرسة بجبل عامل تأسست على يدّ الشيخ مهدي شمس الدين وظهرت حركة أدبية واسعة في الفترة الأخيرة مثّلها الشيخ محي الدين شمس الدين والشيخ علي مهدي شمس الدين الذي يعتبر معلم من معالم القرية وقد أطلق أمير الشعراء أحمد شوقي نفس الصفة أي أمير الشعراء.

تحاورنا خلال جولتنا في القرية مع الأستاذ طارق ياسين رئيس الجمعية التعاونية لنحالي جبل عامل ومدير مدرسة خربة سلم الرسمية الذي بدأ بهذه المهنة عام 1977، اختصر لنا ياسين مسيرة عمله قائلا:” لا شك أن العمل التربوي لا يختلف كثيراً عن العمل التنموي لكن الهدف يختلف، تربية النحل ورثتها عن والدي، عام 1993 تم انتخابي كرئيس لجمعية تعاونية نحالي جبل عامل وما زلت، ومن خلال ذلك انتخبت للجمعية المتحدة لتعاونية مربي النحل وانا عضو فيها، وبهذا العمل نهتم بالتنمية السكانية، وتحسين فرص الدخل للمجتمع”.

الجمعية التعاونية هدفها تطوير قطاع تربية النحل في المنطقة التي تأسست عام 1989 وأهم هدف تم وضعه لتحسين الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية للمنتسبين بالجمعية من خلال تطوير تربية قطاع النحل وتحسين دخلها من حيث النوع والكمّ من الإنتاج والعمل وتسويق الإنتاج، ودورنا بالجمعية أن نكون الوسيط بين المنتجين والمستهلكين، ونحن لا يمكننا تولّي عملية تسويق منظمة 100%، فالناس تحب شراء العسل من النحال مباشرة لأنهم لا يثقوا بالعسل الذي يُوضع بالتعاونيات لذلك نحاول أن نشرك مربي النحل بمعارض سنوية بالجنوب وغيره.

وتابع:” أما المدرسة فهي تأخذ الجزء الأكبر فقد شهدت المجدل من حوالي 20 سنة نهضة كبيرة في مجال التعليم ، وميزة المجدل أن فيها نسبة متعلمين عالية وتغيرت الأساليب والأهداف التعليمية لربط مجال التعليم بسوق العمل والهدف الجديد اليوم تنمية القدرات التعليمية عبر الأبحاث والمجموعات”.

ويعمل ياسين أيضاً منذ العشرين سنة في صناعة الصابون بعد أن بدأ اهتمامه بالأعشاب والنباتات الطبيعية لأن فيها أهمية بالنسبة للإنسان كمادة علاجية ووقائية ويبقى الإنسان على تماس مع البيئة والطبيعة ويصنّع صابون بمواصفات عالية الجودة خاصة بعد المواد الكيماوية التي تُوضع بالصابون، كما ويهتم ياسين بالكتابة الأدبية من وجدانيات وغزل وغيرها.

كمال زهوي من أبناء المجدل يروي بعضاً من المعاناة التي يواجهها كمواطن لبناني :”مشكلتنا الأساسية اليوم بالنظام الطائفي الموجود، لا يوجد ركيزة لنمارس العمل ونكمّل فيه لذلك الجميع يهاجر، بعض الحارات تصل إليها الكهرباء والمياه ، ولا يوجد رقابة من شركة المياه أو يغضّوا النظر، في الشتاء نحتاج لشراء المياه لأنها لا تصل حتى لنغسل أيدينا ، نحن نعيش ببيئة زراعية لماذا لا نشجع تربية الحيوانات؟؟ لماذا لا يكون لدينا معامل؟؟ ومشاريع إنمائية؟؟ لا نريد تحميل رئيس البلدية أكثر من طاقته وكلما نسد الدين نقع في دين آخر لأن المال لا يصل كما يجب للسلطات”.

تعددت الأسباب والوطن واحد مهما ازدادت المآسي والهموم يبقى الجنوبيون يحاربون للعيش بكرامتهم ، بالبندقية والقلم والحجر، ويبقى عنوان الجنوب هو العزّ والنصر فالتاريخ سجّل فخر السنين الذي كُتب بالدم والبذل والعطاء ومجدل سلم مثال لهذا التاريخ.

Leave A Reply