ظهرت العلامات الأولى للاختلاف بين الجنسين في شدة فيروس كورنا كوفيد -19 من سجلات المستشفيات في ووهان بعد فترة وجيزة من إغلاق المدينة. ووجدوا أنه من بين المقبولين، فاق عدد الرجال عدد النساء بأكثر من اثنين إلى واحد.
كشفت بيانات الوفيات أن 75 في المائة من الذين ماتوا كانوا رجالاً في العديد من مستشفيات ووهان.
إصابة أكثر للرجال
منذ ذلك الحين، دعمت دراسات أكبر من دول أخرى هذه النتائج السابقة. في إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية، على سبيل المثال، كان حوالي 70 في المائة من المرضى المصابين بأمراض خطيرة الذين تم إدخالهم إلى العناية المركزة من الذكور، وتوفي الرجال بنسبة أعلى من النساء. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 4000 مريض بفيروس كوفيد -19 في مستشفيات مدينة نيويورك أن 62 في المائة منهم من الذكور.
لا يبدو أن سبب الاختلاف هو اختلاف معدلات الإصابة: وجدت دراسة أخرى أن أعداداً متساوية من الرجال والنساء يصابون بالفيروس. لكن الرجال هم أكثر عرضة للمضاعفات الشديدة التي قد تؤدي إلى الموت.
التدخين
تعد أكثر أسباب الإصابات بين الرجال كثرة المدخنين بالرجال، ففي الصين يدخن أكثر من نصف الرجال ولكن 5 في المائة فقط من النساء يدخنّ.
يبدو أن دخان التبغ يجعل خلايا الرئة أكثر عرضة للفيروس.
ومع ذلك، وفقاً لتحليل أجرته Hua Linda Cai بجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، فإن المدخنين الحاليين يشكلون فقط حوالي 12.5 في المائة من الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة بفيروس كوفيد -19 .
صحة أسوأ
الاحتمال الآخر هو أن الرجال خاصة كبار السن على وجه الخصوص، يتمتعون بصحة أسوأ من النساء بشكل عام. إنهم يميلون إلى الإصابة بمعدلات أعلى من السمنة، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، والسرطان، وأمراض الرئة والقلب والأوعية الدموية، وكلها مرتبطة بشدة كوفيد -19.
عندما أخذ مؤلفو دراسة في جامعة نيويورك هذه الظروف في الاعتبار في تحليلهم، وجدوا أن الجنس لم يعد أحد عوامل الخطر الرئيسية لفيروس كوفيد -19 الحاد.
الاختلافات المناعية
وفقاً للدراسة تعد النساء لديهن دفاعات مناعية أقوى بشكل طبيعي. يقول عالم المناعة فيليب غولدر من جامعة أكسفورد: “هناك اختلافات جوهرية في جهاز المناعة بين الذكور والإناث، ولها تأثير كبير على نتائج مجموعة واسعة من الأمراض المعدية”.
هناك أيضاً بعض الأدلة على أن الهرمونات الجنسية الأنثوية مثل الأستروجين والبروجسترون تعزز أيضاً جهاز المناعة لدى النساء.
وجدت دراسة أخرى عن الفروق بين الجنسين في الصين أن الرجال المصابين بفيروس كوفيد -19 في المستشفى كانوا أيضاً أكثر عرضة للإصابة بفيروسات أخرى، بما في ذلك الإنفلونزا والبكتيريا، ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة شدة أعراض كوفيد -19.