علي ضاحي
تنقل اوساط نيابية مقربة من رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه لـ «الديار»، انه: «متشائم ومتألم واننا دخلنا في النفق المظلم»، وتُشبّه الاوساط الوضع بأنه شبيه بسيارة مهترئة، دخلت في نفق مظلم وفراملها ضعيفة وخزان البنزين فيها يكاد ينفد.
وتلفت الاوساط الى ان التطورات الحكومية الاخيرة ودخول الرؤساء السابقين للحكومة على خط السجال بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، يؤكد مدى تأزم الوضع بين الرجلين، وتكشف ان «الثنائي الشيعي» ليس جزءاً من هذا السجال، ولا تباين حكومياً بين حركة امل وحزب الله، ولا بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس حركة امل ورئيس مجلس النواب.
الطرفان أكدا ويؤكدان لرئيس الجمهورية وللحريري انهما ملتزمان بحكومة من اختصاصيين وعلى تعهدهما بالسير بها مهما كان عددها اكان 18 او 20 او 22 وزيراً وانهما اخبرا كل من سأل واستفسر عن الامر، واشارت الاوساط الى ان كلام السيد نصرالله عن الدعوة الى حكومة تكنوسياسية ليس «تعليمة» لأحد او إشارة مبطنة للتعطيل، بل هو لرمي الحُجة تاريخياً وللنصح، والقول ان حكومة سياسية بامتياز هي كفيلة فقط بالانقاذ، وهي تحتاج دعم الكتل النيابية والاحزاب الكبيرة وتحتاج الى تغطية لاي قرار وطني كبير وزاري او مالي او سياسي او أمني او اقتصادي ولا سيما في ظل هذا الواقع اللبناني المأزوم والخطير.
وتكشف الاوساط ان ما حكي عن امتعاض من بري لعدم التنسيق معه غير صحيح، لأن ما قاله السيد نصرالله متفق عليه ومحسوم مع بري، وليس صحيحاً ان اي موقف عادي او متفق عليه سابقاً، يتم التنسيق بين الطرفين فيه، وأصلا الرئيس بري والسيد نصرالله متفقان على حكومة الاختصاص وعلى عدم منح اي طرف ثلثاً معطلاً وهذا محسوم ولا عودة عنه.
اما بيان المكتب السياسي لحركة امل فهو ليس موجهاً بمحتواه لا لحزب الله، ولا رداً على كلام السيد نصرالله، بل هو تعبير عن الموقف السياسي لحركة امل، وخصوصاً عندما رُبط كلام نصرالله عن رياض سلامة وقول بري ان اقالته قد ترفع الدولار الى 15 الف ليرة وها قد وصل الى ذلك ولكن الامر ليس كذلك.
وتؤكد الاوساط ان «الجلبة» التي حصلت بين الطرفين وخصوصاً بين المناصرين، كانت افتراضية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي مواقف ارتجالية وانفعالية ولا تُعبّر عن توجه القيادتين او تتبنى ما جرى ويجري من احتكاكات كلامية، وربما تحدث بعض التحرشات في بعض القرى والمناطق، لكن طابعها فردي وتُعبّر عن اعمال طائشة وانفعالية.
وتكشف ان تواصلاً رفيع المستوى جرى بين حركة امل وحزب الله لضبط هذه المواقف وللتهدئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين المناصرين والحزبيين والمؤيدين.
اما غير الحزبيين فلا سلطة عليهم تؤكد الاوساط، وقد جرى التمني على من تواصل المسؤولون المناطقيون معه بضروة التزام التهدئة، وعدم اطلاق مواقف قد تعتبر تحريضية، كما لم يغفل المعنيون في الفريقين وجود طابور خامس ومندسون هدفهم زرع الفتنة والتحريض بين الطرفين.
وفي حين قرأ البعض مواقف نصرالله الاخيرة، دعماً لا متناهياً لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون والنائب جبران باسيل في وجه الحريري. فسر آخرون ان موقف نصرالله يعني انه تخلى عن الحريري وحشره بالزاوية، ولا سيما ان زيارة النائب السابق وليد جنبلاط قد فسّرت ايضاً كمحاولة لعزل الحريري اكثر فأكثر.
وتقول الاوساط ان نصرالله وبري وتحالف 8 آذار، لم يشكلوا اي تحالف مع جنبلاط وعون ضد الحريري، ولا يهدف الى عزله وإحراجه لإخراجه بل على العكس تماماً، الغطاء لتكليف الحريري لا زال قائماً، والتمسك بهذا التكليف مستمر حتى إيجاد مخرج للأزمة الحكومية حيث الخيارات باتت ضيقة والبلد ينزلق نحو الفوضى والمجهول.
وبالتالي، الرهان حالياً على جولة تفاوض داخلي وتهدئة بين عون والحريري ودفع المبادرة الفرنسية قدماً في ظل عجز اقليمي ودولي، عن اي مساعدة للبنان، او عدم رغبة بذلك عقاباً للبنان ولحزب الله وحلفائه تحت الضغط الاميركي وفرضه العقوبات والحصار عليهم.