علي ضاحي
الحركة الدبلوماسية الكثيفة التي تشهدها الاروقة الرسمية والدبلوماسية والحزبية والدينية ، ولا سيما قصر بعبدا تؤشر الى اهتمام اقليمي ودولي بمآل الامور في لبنان ومحاولة داخلية لاستشراف الموقف الدولي ايضاً، مع ذهابه نحو الانفجار الكبير لكنها «حركة بلا بركة» كما تؤكد المعلومات لـ»الديار».
وإذا كان رئيس الجمهورية ميشال عون هو المبادر في الاتصال بالسفراء الدول الفاعلة والحاضرة في لبنان، كالسفيرة الفرنسية آن غريو والسفير السعودي وليد البخاري والسفيرة الاميركية دوروثي شيا منذ ايام وغيرهم من السفراء في مرحلة سابقة، في حين يسجل حركة ملحوظة لسفراء روسيا ألكسندر روداكوف والكويت عبد العال القناعي وقطر محمد حسن جابر الجابر، وذلك بعد خفوت الحركة الدبلوماسية الخليجية والعربية في لبنان.
ومنذ عودة البخاري الى لبنان منذ اسبوعين برزت حركته اليومية بين مختلف المقار السياسية والدينية والحزبية، وبعد إنقطاع لأكثر من 3 اشهر عن العمل الدبلوماسي في لبنان ومكوثه مع عائلته في السعودية لاسباب يبررها بانها بسبب الاغلاق العام وتفشي جائحة «كورونا» بشكل ضاري.
هذه الاجواء التي تقرأ فيها اوساط قيادية بارزة في «التيار الوطني الحر» لـ»الديار»، وجود مقاربة جديدة للسعودية ودول الخليج العربي في التعامل مع لبنان ومن منطلق الشعور ان البلد في خطر، كما تؤكد ان رياح التسوية في المنطقة ستلفح كل الملفات في المنطقة من اليمن الى العراق فسوريا ولبنان.
ولكن الاوساط تستدرك بالقول ان هذا لا يعني ان التسوية واقعة غداً وان السعودية ستحتضن سعد الحريري وترضى عليه وتفتح ابواب السعودية امامه او ان «يغمر» البخاري نواب حزب الله!
وتشير الاوساط الى ان اللقاءات الدبلوماسية للرئيس عون ستستكمل مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وتمتلك حق النقض او «الفيتو» حيث سيلتقي عون هؤلاء السفراء تباعاً او عبر وفد موحد.
وتلفت الى ان وجود البخاري في بعبدا بعد ساعات على مغادرة الحريري قصر بعبدا بالتصعيد الحكومي والسياسي، يؤكد ان زيارة البخاري ابعد من اي لقاء بروتوكولي. وكان يمكن للبخاري ان يؤجل الموعد وان يلبي دعوة عون بعد اسبوع فلماذا سارع الى تلبيتها الا لايصال رسالة الى الحريري والى من يهمهم الامر؟
وتؤكد الاوساط ان عون و»التيار» لم يطرحا خيارات حكومية بديلة عن الحريري، كما ان السعودية على ما يبدو لا تبارك وجود الحريري على رأس الحكومة بمقدار رفضها لوجود حزب الله فيها.
وتقول ان توسيع المروحة الدبوماسية لعون، هدفه شرح الوضع اللبناني المعقد والوقوف على حقيقة توجهات هذه الدول تجاه لبنان وازماته الاقتصادية والسياسية والمالية.
في المقابل تبدو مقاربة تحالف «الثنائي الشيعي» و8 آذار مختلفة عن سياق قراءة «التيار» وهي التي ترى في لقاء عون- البخاري اكثر من تلبية دعوة من البخاري بموافقة قيادته الى عون وان مواقفه التي ادلى بها بعد خروجه من بعبدا لا «لون ولا رئاحة لها»، ولا توحي بأن هناك جديدا في موقف السعودية من الحريري او من الحكومة.
وتقول اوساط بارزة في هذا التحالف لـ»الديار» ان الترقب والانتظار والهدوء في قراءة المتغيرات في المنطقة ولبنان، هو الانسب في هذا الوقت الراهن مع التأكيد على ضرورة دفع التسوية الحكومية داخلياً وعدم الرهان على اي متغيرات خارجية. ويبدو وفق الاوساط ان كل الحراك جامد وان المشكلة داخلية وتتحول الى «مذهبية وطائفية خطيرة» بين عون والحريري.
وبين «التيار» و»الثنائي الشيعي»، ثمة قراءة مختلفة لزيارة البخاري اذ تقول اوساط سنية مطلعة على اجواء دار الفتوى و»المستقبل» لـ»الديار»، ان لن يكون هناك اي تعليق على الزيارة وان لا يُحسب اي موقف بشكل سلبي عليهما او يُحرج الحريري والسنة في لبنان.
ولا يعتبر الطرفان ان البخاري يدعم عون ضد الحريري او يضع «فيتو» على التشكيل الحكومي.
وتقول لـ»الديار» ما علمناه ان البخاري وكل السفراء الذين يزورون عون، يؤكدون له ان استمرار التعطيل ومنع الحلول وعدم التجاوب مع المبادرات سيعرض لبنان الى كوارث اقتصادية ومالية . وان التعنت سيؤدي في نهاية المطاف الى رفع الغطاء الدولي عن لبنان وان يكون هناك عقوبات قاسية على كل من يعطل الحلول.
وبالتالي لا ترى الاوساط ان الزيارات البروتوكولية وان تمت حرصاً على الموقع الرئاسي واحتراماً له، لا تعني ان الدول العربية والخليجية وفرنسا يدعمون مواقف عون والنائب جبران باسيل ضد الحريري، وهذه القراءة فيها الكثير من السطحية والمبالغة!