السبت, نوفمبر 23
Banner

خيرالله في قداس الفصح: ندعوكم لحوار القياميين والسياديين

احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي في منطقة البترون بقيامة المسيح، فأقيمت القداديس في الكنائس والأديار والمزارات، وألقيت عظات أملت قيامة لبنان من مآسيه وأزماته.

وفي كاتدرائية مار اسطفان في البترون، ترأس راعي الأبرشية المارونية المطران منير خيرالله قداس منتصف الليل، واحتفل بالقداس في أحد القيامة في المطرانية في دير مار يوحنا مارون في كفرحي، وألقى عظة بعنوان “لماذا تبحثن عن الحي بين الأموات؟” (لوقا 24/5)، قال فيها: “يشهد متى في إنجيله على قيامة الرب يسوع قائلا: ولما انقضى السبت وطلع فجر الأحد، جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى تنظران القبر. فإذا زلزال شديد قد حدث. وذلك بأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء إلى الحجر فدحرجه وجلس عليه. فارتعد الحرس خوفا منه وصاروا كالأموات. فقال الملاك للمرأتين: لا تخافا أنتما. أنا أعلم أنكما تطلبان يسوع الناصري المصلوب. إنه ليس ههنا، فقد قام كما قال. (متى 28/1-6)”.

أضاف: “أما في شهادة لوقا فيقول الملاك: لماذا تبحثن عن الحي بين الأموات؟ إنه ليس ههنا فقد قام! (لوقا 24/5). بموته وقيامته قلب يسوع مفاهيم البشر، وأزال الخوف من قلوب المؤمنين. فحول الموت حياة والحياة موتا! وحول الأموات أحياء والأحياء أمواتا! إنه سر الحب العظيم الذي يجسده يسوع المسيح ابن الله في البشرية ومن أجلها بموته وقيامته. إنه سر الحياة والموت، سر لا يعرفه إلا الله الآب والابن ومن يريد الابن أن يكشفه له. ونحن نعرفه بالإيمان بالابن الذي أخلى ذاته الإلهية وصار إنسانا ليظهر للانسان كم هو محبوب من الله، ووصلت به المحبة إلى أن يبذل ذاته على الصليب ويعبر بالموت إلى القيامة والحياة ويجتذب إليه كل مؤمن به. إنه سر الحب الذي يهزم الموت وينتصر على الخوف. والمؤمنون بالقيامة يصبحون أقوى من الموت ويكسرون على الخوف الذي فيهم. أما عظماء الكهنة والفريسيون والحكام والمتسلطون فهم الخائفون من يسوع الناصري المصلوب، ملك اليهود. ومن خوفهم، جاءوا إلى بيلاطس يطلبون منه أن يقيموا حرسا على القبر. فذهبوا وحفظوا القبر، فختموا الحجر وأقاموا عليه حرسا (متى 27/62-66). ولكنهم اكتشفوا أن القبر فارغ وأن الحراس الذين أقاموهم على القبر ارتعدوا خوفا من حدث القيامة وصاروا كالأموات. فلجأوا إلى لغة الإغراء والرشوة والكذب لإخفاء الحقيقة. فاجتمعوا هم والشيوخ، وبعد ما تشاوروا، أعطوا الجنود مالا كثيرا وقالوا لهم: قولوا إن تلاميذه جاءوا ليلا فسرقوه ونحن نائمون” (متى 28/11-13)”.

وتابع: “ارتعدوا من قيامة الرب يسوع، ومن خوفهم صاروا كالأموات! نعم كالأموات ولو كانوا أحياء. أما الأموات بالمسيح فأصبحوا أحياء إلى الأبد مع يسوع ابن الله الذي ارتضى أن يموت على الصليب مظلوما ومحتقرا حبا بالبشر: ليبلغ به الحب إلى أقصى حدوده (يوحنا 13/1)، ومات وهو يحب ويغفر، وانتصر على الخطيئة والموت بالحب والمغفرة”.

وقال: “ندعوكم يا أبناءنا الأحباء ويا إخوتنا اللبنانيين، في يوم القيامة، إلى الانتصار على الخوف والتعامل بثقة ومحبة وانفتاح خالعين عنكم الاستقواء بحراس القبر الفارغ وأسلحة الانتقام والمال الحرام. ندعوكم إلى الحوار في ما بينكم، حوار القياميين الأنقياء والسياديين الصادقين، حوار المحبة والمصارحة والمغفرة والمصالحة: الحوار الحقيقي الذي هو الحوار الصادق والجريء والشجاع والبناء الذي يفترض تمرسا روحيا صارما في مجال الإصغاء والكلام. كما يوصينا البابا القديس يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي رجاء جديد للبنان (سنة 1997، عدد 36)”.

وختم: “هذا الحوار بات ضروريا اليوم، بل ملحا، ننطلق فيه من عمق تاريخ وطننا لبنان الغني بخبرة مئات السنين في عيش جماعاته المتعددة بالاحترام المتبادل. ولا يكون في هذا الحوار أي مصلحة سوى قيامة لبنان وإعادة بنائه وطن رسالة، ودعوة جميع اللبنانيين إلى التلاقي والتآخي وحمل الرسالة المنوطة بوطنهم منذ العهود الأولى للتاريخ، ليبقى، كما كان في الكتاب المقدس، رمزا لأرز الخلود وبياض قلب الله!”

Leave A Reply