علي ضاحي
كل الدروب الاقليمية والدولية مساعدة لولادة حكومة جديدة في وقت قريب، الا اذا صفت النوايا ولم تُخترع عقد جديدة ولم تحمل “ثقالات” من النوع المُفجّر للتأليف.
ويؤكد متابعون لملف التشكيل الحكومي في صفوف “الثنائي الشيعي” لـ”الديار”، وفي تقاطع معلومات وبعد جوجلة الاتصالات، التي جرت منذ الخميس الماضي، ولم تتوقف خلال عطلة عيد الفصح، ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري وافقا بشكل مبدئي واولي على تشكيلة الـ24 وزيراً التي طرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري وان عون غيرمتمسك بالثلث المعطل.
ويؤكد عون انه صرح مراراً وتكراراً انه لم يطالب بالثلث المعطل، وانه الضمانة بحكم موقعه الدستوري في مجلس الوزراء، ودائماً يحاول الفريق الآخر الصاق تهمة تأخير الحكومة بعون والنائب جبران باسيل.
وخلال التواصل وتبادل الافكار والطروحات بين المعنيين بالتأليف، تبين ان صيغة الـ3 ثمانات قد سلكت مسارها الطبيعي في ظل تمسك عون بتسمية الوزراء المسيحيين الـ6 من اصل 8 اعطيت له ، بما فيهم وزير الطاشناق والوزير الدرزي من حصة طلال إرسلان. كما يطالب عون بالوزارات الخدماتية وان تكون وازنة.
ويرى عون ان تشكيلة الحريري الوحيدة، والتي قدمها اليه في 20 كانون الاول الماضي ووزعت على الاعلام، همشت الموارنة في الوزارات السيادية والخدماتية. ويطالب عون بتوزيع عادل وصحيح وما دأب عليه التشكيل في المرات السابقة.
وتشير الاوساط الى ان وفق مبادرة الرئيس بري، وزارة الداخلية ستكون من حصة الرئيس عون. ومنعاً لعرقلة التسمية وان تكون “حلاً وسطاً” بين عون والحريري، وضعت في عهدة البطريرك الماروني بشارة الراعي، تسمية وزير الداخلية المسيحي ليكون تخريجة للتسمية بين عون والحريري.
وتكشف المصادر ان حزب الله ايضاً خارج التأليف والمفاوضات، والامر بخصوص التفاوض مع “الثنائي الشيعي” متروك للرئيس بري كما جرت العادة. وهناك تصميم من الرئيس بري وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على المرونة في التفاوض وتسهيل التأليف من الجانب الشيعي. وحزب الله لن يسمي حزبيين. وتمثيله في الحكومة سيكون بإختصاصيين على غرار تجربتي الوزيرين الناجحين حالياً الدكتور حمد حسن والوزير عماد حب الله.
في المقابل تضع اوساط الرئيس الحريري لـ”الديار” ، الكرة في ملعب رئيس الجمهورية رغم التأكيد على ان الحريري موافق على سلة بري المتكاملة من صيغة الاختصاصيين والمؤلفة من 24 وزيراً وبلا ثلث معطل. وينتظر الحريري ان يلتزم عون بما تعهد به للراعي خلال لقائهما امس الاول والذي لم فيه الاوساط تبدلاً بالتصريحات بالشكل، ولكن ما علمناه بالمضمون ان اللقاء كان ايجابياً وابدى عون للراعبي مرونة مقبولة وتساعد في تسريع وتيرة التأليف.
وتقول الاوساط ان غياب الحريري لن يطول وقد يعود الثلاثاء ويستأنف التواصل وهو
“على السمع” لمتابعة اي تطور جديد.
وتشير الاوساط ان هناك خشية من “المستقبل” من تفخيخ جديد لباسيل للتشكيل، مع تأكيد ان باسيل عاد الى المطالبة بتوزير شخصيات “مالي ايدو منها”، وانه لا يريد ان يكرر تجربة راوول نعمة وكلود نجم وغيرهم من الوزراء المسيحيين في حكومة حسان دياب والذين لم “يحلبوا ضافي” مع “التيار البرتقالي”.
وتقول الاوساط ان باسيل يقول انه لن يوزر حزبيين بالمعنى الدقيق للكلمة، انما شخصيات تدور في فلكه و”موثوقة”.
وترى الاوساط ان الحريري لن يوافق على امر مماثل، وكل الناس في لبنان يعرفون بعضهم ومعروف من هو حزبي ولمن ينتمي ومن هو غير ذلك.