من ناحية الوساطات العربية والغربية لحل الازمة اللبنانية، كشفت مصادر ديبلوماسية لـ”الديار”، ان مصر على غرار فرنسا والامارات وروسيا تواصل تحركها باتجاه تأليف الحكومة اللبنانية. واشارت هذه المصادر ان الحراك المصري كان دائما حراكا “كواليسيا” بعيدا عن الاضواء خلافا للحراك الفرنسي والروسي. انما اعتبرت المصادر الديبلوماسية ان كل المساعي الدولية لم تتمكن من انهاء الخلافات نتيجة الفراغ المتمادي وعدم الوصول الى تفاهمات مشتركة. وانطلاقا من هذه المعطيات، لا يبدو ان ولادة الحكومة متوفرة حتى اللحظة بسبب الخلاف المستحكم بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. وتابعت المصادر الديبلوماسية انه ما لم يعتذر الرئيس المكلف سعد الحريري او يقدم على تسوية، لن يكون هناك حكومة وهذه هي كلمة السر التي اطلقها وليد جنبلاط التي تشكل مفتاح التشكيل للحكومة.
في الوقت ذاته، اكدت اوساط سياسية ان مصر لا تزال متمسكة بمبادرة الرئيس نبيه بري التي تنص على تشكيل حكومة من 24 وزيرا وعلى ايجاد حل لحقيبتي الداخلية والعدل لانهاء الازمة الحكومية. من هنا، سيسعى الرئيس بري قدر المستطاع الى ترطيب اجواء جلسة اليوم وتفادي انفجار الاوضاع سياسيا في البرلمان، فلا تصل الامور الى تصعيد طائفي وسجالات حول صلاحيات كل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء. انما في الوقت ذاته، اشارت هذه الاوساط الى انه يتم التنسيق بين مصر وفرنسا حول المأزق اللبناني لافتة انه بعد التطورات في غزة والتي اظهرت ان الولايات المتحدة لا تريد التصعيد في المنطقة، كثفت مصر التواصل مع السعودية لتخفيض الضغط في لبنان والتشجيع على مد اليد الى الرئيس المكلف، ذلك ان القاهرة لا تريد اعتذار الحريري باي شكل من الاشكال.
وانطلاقا من ذلك، يرى ايضا الفرنسيون ان الاولوية هو تشكيل حكومة وتأييد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لتاليف حكومة تكنوسياسية خير دليل على ان فرنسا تشدد اولا على ولادة الحكومة. كما ان كلام جنبلاط للحريري بأن عليه تشكيل حكومة اولا ومن ثم حل مشكلته مع السعودية يعكس التوجه الجديد للفرنسيين حيال لبنان.