علي ضاحي
عادت “الغباشة” لتطفو على سطح التأليف، بعد بضعة أيام من التفاؤل سادت الاجواء الحكومية، ولا سيما بعد خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والذي أكد دعمه لجهود رئيس مجلس النواب نبيه بري، وانه مستعد لمواكبة الجهود الحكومية المبذولة من قبله عبر القيام بإتصالات في اتجاه الرئيس ميسال عون والنائب جبران باسيل والرئيس المكلف سعد الحريري.
والتي قام بها كل من المعاون السياسي لنصرالله الحاج حسين الخليل ومسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا.
وفي حين يتكتم حزب الله على نتائج اتصالاته مع عون وباسيل، يسود التضارب والغموض في اجوبة عون وباسيل الحكومية، وتؤكد اوساط واسعة الاطلاع في “الثنائي الشيعي” لـ”الديار” ان حزب الله ابلغ عون وباسيل ان الفرصة سانحة لتشكيل الحكومة، ولأن الوضع لا يحتم، ل وهناك من يريد ان يبقي البلد تحت الضغط، وان ينتهي العهد بلا حكومة، وبمزيد من النار والانهيارات، وان المطلوب تحميل الفشل لعون وباسيل وحزب الله.
وتشير الاوساط الى ان حزب الله مع تفهمه لمحاولات الغاء عون وباسيل وكسرهما، لكنه لن يتساهل مع محاولات افشال اخر الجهود الحكومية، وطلب من باسيل وتمنى عليه وحثه على ليونة حكومية لانجاح التشكيل.
في المقابل تكشف الاوساط ان في مقلب الحريري، عمل حزب الله بدوره وكذلك الرئيس بري بإتصاله مباشرة بالحريري وعبر المستشارين علي حسن خليل والوزير السابق غطاس خوري، على تليين موقف الحريري والحصول على اجوبة ايجابية.
وتكشف الاوساط ان الاجواء الايجابية تراجعت قليلاً، بعدما بقيت الامور كلها اعلامية ولم تترجم الى خطوات عملية، فحتى الساعة لم يتضح موعد عودة الحريري الى بيروت وسط ترجيحات بغيابه لبضعة ايام اضافية .
واستمرار غياب الحريري، يعني ان الامور سلبية ولا تقدم في المشاورات ،وان الاجوبة المطلوبة من جانب الحريري وكذلك من جانب عون وباسيل لم تأت بعد. وانها ليست حاسمة بالشكل المطلوب لبدء الحديث الجدي عن تشكيل الحكومة.
وتلمح الاوساط الى ان ووفق المشاورات الحاصلة، تبين ان الاكثر تحمساً لتشكيل الحكومة والاكثر حركة وجهداً هو “الثنائي الشيعي” فقط، والذي يشعر فعلاً ان البلد دخل مرحلة خطيرة فيما الآخرين يتعاملون ببرودة و”كأن الدنيا بألف خير”!
وتكشف الاوساط ان “رسائل ما” وصلت الى القوى الاساسية، وفيها تلميح الى ان “الثنائي الشيعي” لا زال يؤيد تشكيل الحريري للحكومة ولكن بحدود نجاحها، وان اي افشال لمبادرة بري الحالية سيقابل بموقف شيعي حازم، وقد ينضم احد المكونات الاساسية الى لائحة المطالبين باعتذار الحريري!
ويؤكد متابعون لملف التشكيل ومن خارج “الثنائي” لـ”الديار”، ان رسائل سعودية وصلت مجدداً الى بيروت تفيد بأن الموقف السعودي الجديد تجاه الحريري سيكون بعد التشكيل.
اي ان السعودي يقول للحريري :”شكّل او قم بخطواتك ومن ثم نحكم عليها”، بينما الاخير لا زال “مشوشاً وضائعاً” وان مباحثاته في الامارات حالياً لا زالت سلبية ولا غطاء سعودية مرة اخرى لحكومته!
في المقابل يبرر “التيار الوطني الحر” على لسان مسؤول بارز فيه لـ”الديار”، ان عون وباسيل يتعاطيان مع الحريري بحذر وبرودة، ومع المبادرة الجديدة لبري من كون الحريري غير مهتم وآبه لما يجري في لبنان.
وحتى الساعة لم يعد الى بيروت ولم يعط اجوبة على المقترحات، ويتعاطى، وكأن “اللي عند اهلو ع مهلو”. ويختم :”لا يمكننا نعي مبادرة بري، كما لا يمكننا ان نعيش على حرير”، و طريق التشكيل معروف ولا يمكن الحديث عن ايجابية في الاعلام من دون الذهاب الى النبع اي الى بعبدا وان يحمل معه الحريري تشكيلة مناسبة تراعي الاصول والدستور.