السبت, نوفمبر 23
Banner

بري أسبوع حاسم لتأليف الحكومة

‎أحاطت سحب الغموض والشكوك بما وصف بانه أسبوع الفرصة الأخيرة لاختراق جدار ازمة ‏تشكيل الحكومة في ظل الامال المعلقة على تحريك مبادرة او وساطة رئيس مجلس ‏النواب #نبيه بري التي بات يصطلح على اعتبارها الرافعة الأكثر مقبولية مبدئياً لمحاولة ‏إضافية علها تنجح في انهاء الانسداد الذي يحكم الازمة. وإذ تكثفت في الأيام الأخيرة ‏التوقعات المتصلة بهذا المسعى الذي يفترض ان يكون مفصليا، رسم التكتم الذي أحاط ‏حقيقة ما تردد عن اجتماعات ولقاءات ستعقد هذا الأسبوع مزيدا من مناخات التعقيد ‏والانشداد نحو مطلع الأسبوع حيث قيل ان الرئيس بري سيطلق تحركه الجديد في مسعاه ‏الحاسم لكسر جدار القطيعة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد ‏‏#الحريري بلقاء رجحت معطيات غير نهائية عقده اليوم بين عون وبري في قصر بعبدا، فيما ‏اشارت معطيات أخرى الى احتمال عقد لقاء آخر بين بري والحريري في عين التينة بعد ‏عودة الاخير الى بيروت في الساعات المقبلة. مع ذلك فان الشكوك سابقت الوقائع ‏والتكهنات الإيجابية نظرا الى مؤشرات لم تنظر اليها الأوساط السياسية المعنية المواكبة ‏للمساعي والاتصالات السياسية.

ومن هذه المؤشرات كما توردها الأوساط المعنية عودة ‏احتدام مناخات الحملات الإعلامية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي المباشرة او غير ‏المباشرة بين “#التيار الوطني الحر” وتيار “المستقبل” على خلفية اطلاق موجة شائعات ‏ضد الحريري استلزمت بعض الردود، فيما رسمت علامات شكوك إضافية في صحة ‏‏”المزاعم” عن نيات إيجابية لتلقي الوساطة الجديدة. ثم ان المؤشر الاخر تمثل في صمت ‏غير مبرر وغير مفهوم للجهات المعنية بتقارير صدرت عن تقديم بعبدا تشكيلتين حكوميتين ‏الى بكركي تتناولان توزيعين للمقاعد الوزارية تبعاً للطوائف والارتباطات السياسية ‏والحزبية. واثار الصمت عن هذه التقارير، رغم اثارتها ردوداً مستغربة، الريبة كما لو اريد لها ‏ان تترك مضاعفات سلبية عمداً وقصداً لانها في حال صحتها تعني أولا ان تقديم رئاسة ‏الجمهورية تشكيلتين حكومتين يشكل بلا شك انتهاكا بالغ الخطورة للدستور واعتداء ‏موصوفا على صلاحيات رئيس الوزراء. كما انها لا تشكل نقطة إيجابية لبكركي في قبولها ان ‏تكون شاهدة على خرق دستوري كهذا ولو ضمن مساعيها لحل الازمة. اما المؤشر الثالث ‏الذي لا يبعث على كثير من التفاؤل فتمثل في المراوحة الكبيرة التي استمرت تتحكم ‏بالمعطيات عن مسعى بري للتوافق على تشكيلة من 24 وزيرا لجهة عدم التوصل الى ‏مخرج للعقدة الأساسية التي تعترض التوافق والمتمثلة في الصراع على تعيين وزيرين ‏مسيحيين سيشكلان اما مفتاح الحل واما مفجر المسعى الأخير. وعلمت “النهار” ان قنوات ‏الاتصال بين بري والحريري لم تنقطع. وردا على سؤال “النهار” مساء امس قال بري “نحن ‏في أسبوع حاسم ولا شيء يعيد البلد ويثبته الا #تأليف الحكومة‎”.‎

‎ ‎

ووسط هذه المعطيات لم تغب مناخات الحملات الإعلامية وبادر الرئيس الحريري الى ‏التغريد عبر “تويتر” قبل ظهر امس قائلا ” يسعد صباحكم بالخير . كيفكم اليوم”. وجاءت ‏هذه التغريدة بعد شائعات أطلقها مناصرون لـ”التيار الوطني الحر” عن توقيف الحريري في ‏الإمارات العربية المتحدة، فيما أفادت المعلومات ان الحريري موجود منذ أيام في باريس. ‏وكان مصدر مقرب من الرئيس الحريري أشار الى أنه “يراقب الشائعات على وسائل ‏التواصل عن توقيفه في الامارات، ويستغرب خفة مطلقيها المعروفي المصدر والانتماء ‏والذين يساهمون في زيادة الاحتقان من خلال نشر الاخبار الكاذبة وتعكير العلاقات مع ‏الدول‎”.‎

‎ ‎

‎ ‎

مبادرة البابا

في غضون ذلك برزت مبادرة لافتة جديدة للفاتيكان حيال #لبنان تمثلت في اعلان #البابا ‏فرنسيس امس أنه “سيدعو قادة لبنان المسيحيين إلى #الفاتيكان في الأول من تموز، ‏للصلاة من أجل “السلام والاستقرار” في بلدهم، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ‏‏. وقال البابا: “في الأول من تموز، سأجتمع في الفاتيكان مع قادة المسيحيين في لبنان، ‏لقضاء يوم من التأمل في وضع البلد المقلق والصلاة معا من أجل هبة السلام والاستقرار”. ‏وخلال صلاة الأحد، حض البابا المؤمنين على “أداء صلوات تضامنية ترافق التحضير لهذه ‏المناسبة، للدفع باتجاه مستقبل أكثر سلاما لهذا البلد الحبيب‎”.‎

‎ ‎

وأفادت معلومات عن المبادرة الجديدة انه من المرجّح ان يجمع البابا فرنسيس البطاركة ‏المسيحيين المعنيين والمسؤولين ايضا عن قطاعات حيوية في المجتمع المسيحي، لاعادة ‏تأكيد مضامين الارشاد الرسولي رجاء جديد للبنان، وللتشديد على رسولية العيش الواحد ‏في مواطنة حاضنة للتنوع، وعلى وحدة الكيان اللبناني وسيادته واستقلاله، وموجب تحييده ‏عن ازمات المنطقة والعالم وبالتالي هو يوم العودة الى ثوابت لبنان التاريخية، والتي ‏صنعها المسيحيون وشركاؤهم والتزموا بتحقيقها لكن ثمة من انقلب عليها منهم. واشارت ‏المعلومات الى ان ما سيجري في الاول من تموز سيكون بمثابة سينودس مصغّر، يدلّ ‏على ان الدبلوماسية الفاتيكانية وضعت القضية اللبنانية في سلّم اولوياتها، وان تواصلها ‏عميقٌ ودقيق وفعّال وايجابي مع عواصم القرار جميعها، وخصوصا الادارة الاميركية ‏والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وجامعة الدول العربية‎ .‎

‎ ‎

‎ ‎

وتزامنا برزت امس اشادة البطريرك الماروني الكاردينال مار #بشارة بطرس الراعي ‏‏”بالقوى الجديدة المنتفضة على المحاصصة و#الفساد والمحسوبيّات والخيارات الخاطئة ‏والتقصير في تحمّل المسؤوليّة” . وقال “على هذه القوى الجديدة يُبنى لبنان، لا على ‏جماعة سياسيّة غير قادرة على تأليف حكومة، ولا حتى على تأمين دواء ورغيف وكهرباء ‏ومحروقات، فأعلنت هي بنفسها فشلها”. واعتبر ان “ليس لنا مخرج من أزماتنا السياسيّة ‏والإقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة إلّا بعقد مؤتمر دوليّ خاص بلبنان، برعاية منظّمة الأمم ‏المتّحدة، غايته تطبيق قرارات مجلس الأمن بكاملها، إستكمالًا لتطبيق وثيقة الوفاق الوطنيّ ‏الصادرة عن مؤتمر #الطائف وإعلان حياد لبنان بحيث يتمكّن من أن يؤدّي دوره كوسيط ‏سلام واستقرار وحوار في بيئته العربيّة، وإيجاد حلّ لنصف مليون لاجئ فلسطيني على ‏أرضه، والسعي الجدّي لعودة النازحين السوريّين المليون ونصف المليون إلى وطنهم‎ “.‎

‎ ‎

وبدوره حمل ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس #المطران الياس عودة على ‏المسؤولين وقال ” لو شكلوا حكومة اتخذت الإجراءات الضرورية منذ مدة لما وصلنا إلى ‏هذا القعر. لو حولوا شعاراتهم إلى حقائق، وطبقوا ما ينادون به من محاربة الفساد، ‏والتدقيق الجنائي، وحفظ حقوق المواطنين، والتخلص من الطائفية، وغيرها من الشعارات، ‏لما انهار البلد ويئس المواطن. فالمؤسسات الوطنية إقطاعيات للطوائف، والوزارات حكر ‏على أحزاب، والنزاعات الطائفية ازدادت، والمظاهر المسلحة والسلاح المتفلت ‏والإستعراضات الاستفزازية لا تجد من يقمعها، والفساد ما زال مسيطرا على النفوس ‏والإدارات، والإحتكار تفاقم، والغلاء استفحل”، وقال “أين كان المسؤولون عندما استبيحت ‏خيرات لبنان وأموال اللبنانيين هدرا وسرقة وفسادا؟ وهل صحة اللبنانيين سلعة أو ورقة ‏مساومة؟ بئس ما وصلنا إليه. والآن يعدون المواطنين ببطاقة تمويلية أخشى أن تصرف ‏مما تبقى من ودائعهم، فنكون كمن يلحس المبرد ويتلذذ بطعم دمه، كما أخشى أن تشكل ‏رشوة انتخابية يستعملها السياسيون لغاياتهم‎.”‎

النهار

Leave A Reply