الثلاثاء, نوفمبر 26
Banner

الحريري يشكل وعينه على الخارج: لا اشارات عربية مشجعة

يولا مراد- الديار:

بعكس كل الاجواء التي تتم اشاعتها وبخاصة من «عين التينة» عن تفاؤل حكومي مفرط سيؤدي لولادة الحكومة غدا او في اسوأ الاحوال منتصف الاسبوع المقبل، تشير آخر المعطيات الى ان اكثر من عقدة لا تزال تؤخر التشكيل. حتى ان البعض يتحدث عن اننا لا نزال في المربع الاول.

وفي الظل التكتم المطبق الذي يعتمده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفريقه كما رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وبيت الوسط، يحاول الكثيرون استقاء المعلومات من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي وبالرغم من وضعه بشكل مستمر في اجواء المشاورات وما توصلت اليه، يصر على ان اشاعة جو ايجابي من شأنه ان يسهل العملية الحاصلة بدل تعقيدها.

وبحسب المعلومات، لم يحسم حتى الساعة حجم الحكومة وما اذا كانت ستكون من 18 او 20 وزيرا، وترتبط هذه الاشكالية بأخرى حساسة لجهة التمثيل الدرزي في الحكومة مع اصرار القوى الدرزية على التمثل اقله بوزيرين وعدم حصره برئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط. اضف ان هذه القوى تتخوف وفي حال سارت اليوم بتمثيل مصغر ان يصبح ذلك قاعدة تعتمد في كل الحكومات المقبلة، لذلك لن تتوانى عن خوض مواجهة حادة للتصدي لهذه المحاولات.

والى جانب العقدتين السابق ذكرهما، لم يحسم بعد توزيع الحقائب الخدماتية الاساسية بعدما حسم الى حد بعيد موضوع الحقائب السيادية واعتماد المداورة بين المسيحيين والسنة من خلال حقيبتي الداخلية والخارجية مع ابقاء المالية للشيعة والدفاع للارثوذكس.

لكن كل ذلك يبقى ثانويا وبسيطا امام الاشارات الخارجية التي يتلقاها الحريري وبالتحديد العربية منها التي لا تبدو مشجعة على الاطلاق، في وقت تبدو باريس منهمكة بالتطورات البالغة الخطورة في الداخل الفرنسي وواشنطن غير معنية على الاطلاق حاليا الا بانتخاباتها الرئاسية.

وبحسب مصادر مطلعة على عملية التشكيل «فان الحريري ليس راضيا عن المسار الحالي باعتبار ان مختلف القوى لا تزال تتعاطى مع العملية وكأنه لم يكن هناك 17 تشرين ولا مبادرة فرنسية وافق عليها الجميع ويتوجب ان تظلل التأليف». وتشير المصادر الى ان حرص الحريري وعون على حد سواء على التزام الصمت بما يتعلق بالمشاورات مرده الاساسي لعدم زيادة عناصر التأزيم الموجودة اصلا». وتضيف: «صحيح ان الرئيس المكلف عبر اكثر من مرة عن رغبته بتجاوز كل العقبات الا ان ذلك لا يعني السير بحكومة كيفما كان. اضف انه بات يخشى حقيقة على المرحلة التي ستلي التأليف في ظل الخلافات سواء مع عون و«التيار الوطني الحر» او مع «الثنائي الشيعي» على كيفية مقاربة الملفات الاساسية سواء المرتبطة بالوضعين المالي والاقتصادي او الملفات الاستراتيجية بعدما فتحت على مصراعيها مع انطلاق مفاوضات الترسيم وانطلاق قطار التطبيع بقوة في المنطقة».

وتلفت المصادر الى انه «بعكس ما يتم تظهيره لجهة حصر المشاورات والمفاوضات الحكومية بالرئيسين عون والحريري فان الخطوط مفتوحة مع كل الفرقاء دون استثناء بعيدا عن الاعلام حتى ان الرئيس المكلف يلتقي الخليلين بعيدا عن الاضواء».

ويبدو كل الفرقاء كمن يسيرون في حقل الغام. فهم على يقين انهم اذا تمكنوا من تجاوز الغام التأليف فالارجح ان لغما سينفجر فيهم من داخل الحكومة خلال بحث قضايا تختلف الرؤى حولها كليا… وفي ظل الجفاف المتواصل بالدولار وعدم وجود اي وعود اقله علنية بمد لبنان بالعملة الخضراء، فالارجح اننا لا زلنا نتجه الى جهنم بخطوات ثابتة سواء تشكلت الحكومة او لم تتشكل!

Comments are closed.