السبت, نوفمبر 23
Banner

التسوية الحكومية تبتعد.. التيار يتراجع عن صيغة الـ888‏ بري يمهل وساطته اياما ويعوّل على مؤازرة داخلية وخارجية

كل شيء في لبنان ينهار، إلا “الجدار الفاصل” بين المعنيين بعملية انقاذ البلاد والعباد وانتشالهم من الحفرة التي ‏أغرقوهم فيها جرّاء أدائهم السياسي والاقتصادي والمالي الكارثي على مرّ العقود الماضية، والذي بات “مضرب ‏مثل”، على الصعيد الدولي، عندما يُراد الحديث عن سلطات فاشلة وفاسدة. هذا الحائط الذي يُحبَس اللبنانيون ‏وحكومتُهم خلفه، يبدو عصيا على الكسر حتى الساعة. وبعد ان تعرّضت آخرُ محاولات خرقه، لانتكاسة قوية الاسبوع ‏الماضي مع سقوط مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري وانفجار الخلاف مجددا بين الفريق الرئاسي، وفريق الرئيس ‏المكلف سعد الحريري، يبدو ارتفاع هذا الجدار اكثر، مرجّحا، مع اعلان التيار الوطني الحر امس، تراجعه عن ‏المطالبة بتركيبة الثلاث ثمانيات بحجة انها “مثالثة مقنّعة”، في موقف تصعيديّ جديد، ينسف احدى ابرز أساسات ‏وساطة بري.. عين التينة في المقابل، تبدو عاقدة العزم على عدم الاستسلام وعلى المحاولة من جديد، بمؤازرة من ‏بكركي ومن حزب الله.. فهل تنجح هذه المرة في فتح ثغرة بين المتنازعَين، تحت وطأة الاوضاع المعيشية التي تزداد ‏سوءا يوما بعد يوم، حيث نقف على شفير عتمة شاملة مع تحذير اصحاب المولّدات من تقنين قاسٍ مطلع الاسبوع، فيما ‏الدواء مفقود كما المستلزمات الطبية والمحروقات؟ ام ان الحسابات الفردية و”التارات” الشخصية والمصالح ‏‏”الاقليمية” ستترك الناسَ وأعصابَهم تحترق في “جهنّم”، وقد دفع هذا الواقعُ احدَ المواطنين في القاع، الى إشعال ‏سيارته بعد ان تعذّر عليه تعبئتها بالبنزين؟

‎ ‎

الوساطة مستمرة

بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة ، فإن الاتصالات على الخط الحكومي استؤنفت في اليومين الماضيين، بعيدا ‏من الاضواء، لإحياء مسعى بري. وللغاية، سُجّل لقاء بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وموفد من ‏حزب الله، خُصّص للبحث في مدى استعداد رئيس تكتل لبنان القوي لتسهيل الحل القائم على حكومة من 24 وزيرا ‏مقسّمين الى ثلاث ثمانيات، ولتليين رفضِه المطلق لمشاركة الحريري في تسمية الوزيرين المسيحيين. غير ان باسيل ‏يبدو رفض – حتى قَبلَ الوصول الى الوزيرين- منطقَ حكومة الـ8-8-8، محذرا من انها “مثالثة مقنّعة”، في كلام ‏يقوله للمرة الاولى من شأنه وضع عقبة جديدة على درب التشكيل الشاق. على اي حال، تكشف المصادر ان بري ‏يُمهل الاتصالات اياما، ولن يعلن انتهاء وساطته الا بعد انقضائها، خصوصا أن في جعبته مخارج جديدة لا يريد ‏الكشف عنها اليوم مخافة “إحراقها‎”.‎

‎ ‎

ضغط دولي

المصادر تشير ايضا الى ان “الاستاذ” يعوّل على ضغوط دولية مصرية – روسية، لإسعاف مسعاه، خصوصا وان ‏القاهرة تدعمه علنا في وساطته، فيما يستعدّ المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم لزيارة موسكو في قابل الايام ‏حيث سيكون الشأن الحكومي حاضرا بلا شك، بالتوازي مع زيارة سيقوم بها ايضا رئيس الحزب الاشتراكي وليد ‏جنبلاط الى روسيا منتصف الشهر الجاري، وقد استقبل امس في المختارة، السفيرَ الروسي ألكسندر روداكوف واستبقاه ‏الى مائدة الغداء، وقد عرض الجانبان الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة‎.‎

‎ ‎

تقنين المولدات

وبالحديث عن الواقع الاقتصادي – المعيشي، فيوميات اللبنانيّ صعبة ومزرية ومذلّة، ولا معالجات او محاولات علاج ‏رسمية. على هذا الصعيد، وبينما تقنين كهرباء لبنان يشتد، اعلن رئيس تجمّع أصحاب المولّدات الخاصة عبدو ‏سعادة أن “في ظلّ انقطاع التيار الكهربائي وشحّ المازوت سيعدّ التجمّع برنامج تقنين بمعدّل يتراوح ما بين الـ4 والـ5 ‏ساعات، يعمم على المشتركين الأسبوع المقبل، رغم عدم رغبتنا بذلك إلا أن لا خيار آخر أمامنا‎”.‎

‎ ‎

غسل الكلى

اما في جديد الانهيار الصحّي، وبعد الشحّ الكبير في الأدوية وكواشف المختبرات، فقد تبلّغت المستشفيات امس أن ‏‏”تجار المستلزمات الطبية المستخدمة لمرضى غسيل الكلى سيبدأون خلال أسبوع أو إثنين كحدّ أقصى بتقاضي ثمنها ‏بالدولار نقداً، ما يعني أنّها لن تبقى مدعومةً”، وفق ما كشفه نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون لـ ‏‏”المركزية”. وحذّر من أن “هذه خطوة غير مقبولة وخطرة، إذ من جهة لا يمكن للمستشفيات تسديد ثمن المستلزمات ‏هذه حسب سعر الصرف الموازي، ومن أخرى لا يمكن التفرّد باتّخاذ قرار كهذا من دون التنسيق مع وزير الصحة ‏العامة في حكومة تصريف الأعمال كونه مرتبطا بموضوع حيوي ويهدّد صحة وحياة ما يفوق 4500 مريض”. ‏وأوضح هارون أن “ما من وسيلة في حوزتنا لمعرفة ما إذا كانت لدى المستوردين بضائع مدعومة أم لا، لكن ‏المفروض ألا يرفع ثمنها وألا يغيّر ثمنها من دون التنسيق مع وزارة الصحة”، محمّلاً المستوردين “الخطر الذي ‏سيهدد مرضى غسيل الكلى، ولا يمكن للمستشفيات أن تحمّلهم فروقات طائلة‎”.‎

‎ ‎

لجنة المال

وبما ان الشيء بالشيء يذكر، وفي انتظار اتضاح تفاصيل القرار الذي صدر عن المجلس المركزي في مصرف لبنان ‏والقاضي بدفع 400‏‎$ (fresh dollars) ‎إضافة إلى ما يوازيها بالليرة اللبنانية للحسابات التي كانت قائمة بتاريخ ‏تشرين الأول من سنة 2019 وكما أصبحت هذه الحسابات في آذار 2021، ابتداء من 1 تموز، تتجه الانظار الى لجنة ‏المال التي ستعقد جلسة هي على الارجح الاخيرة الاثنين المقبل، لمناقشة قانون “الكابيتال كونترول” والذي يفترض ‏ان يُبصر النور قريباً في مجلس النواب “إلا اذا.

الشرق

Leave A Reply