السبت, نوفمبر 23
Banner

تمديد “للمناورات” الحكومية و”اللعب على المكشوف” بين بعبدا وعين ‏التينة واشنطن تروّج ليونة لبنانية في الترسيم

“الكباش” السياسي المفتوح على مصراعيه بين العهد وفريقه السياسي، والرئيس المكلف سعد الحريري ‏دخل مرحلة جديدة من “عض الاصابع” “والمراوغة” في صراع مقيت على استعادة الشعبية المفقودة ‏لدى الطرفين، حيث لا يتوانى الفريقين في الاحتفال”رقصا على جثة” بلد فقد كل مقومات الحياة، ‏فالرئيس المكلف يحتفل بنجاحه في استعراض قوته “المذهبية” في مواجهة خطاب التيار الوطني الحر ‏الذي اختار بدوره عنوانا طائفيا جذابا لمعركته “الدفاع عن حقوق المسيحيين”، رفع “المتاريس” ‏الطائفية المحببة على “قلوب” الانصار المصابين “بالعمى السياسي” والازلام المستفيدين من هذا المناخ ‏المقيت، يترافق مع حديث عن ساعات حاسمة ستشهد “مناورة” حكومية جديدة ستكون “عين التينة” ‏مسرحها، بعدما بات الصراع الخافت، علنيا، مع “ميرنا الشالوحي، ينتقل بعدها الرئيس المكلف الى بعبدا ‏بتشكيلة مرفوضة سلفا من رئيس الجمهورية ميشال عون، “ليبنى على الشيء مقتضاه” بعد رمي “كرة” ‏الاحراج في “الملعب” الرئاسي… طبعا هذه “الحرتقات” المخجلة تستمر على وقع استمرار ازمة ‏المحروقات “وطوابير الذل”، فيما يواصل الدولار الأميركي “التحليق” متجاوزا عتبة الـ15 ألف ليرة ‏في السوق السوداء، اما الارقام الاخطر فوردت في تقرير للامم المتحدة اشار الى أن نصف اللبنانيين ‏يعيشون اليوم في حالة من الفقر الذي ارتفع مستواه الحاد من 8% عام 2019 إلى 23% عام 2020 فيما ‏يحتاج مليونا و88 ألف لبناني لدعم مستمر لتأمين احتياجاتهم الأساسية بما فيها الغذاء، اما مؤشر ‏الاستهلاك فقد ارتفع بين عامي 2019 و2021 بنسبة 280% وأسعار المواد الغذائية ارتفعت 670%.‏

وامام استمرار الانهيار على كافة الاصعدة، واستمرار الصراع على السلطة المتهالكة بين مجموعة من ‏المسؤولين عن “التفليسة”، تضغط الولايات المتحدة على الدول الاوروبية والخليجية لتبني استراتيجيتها ‏في الاستثمار في المؤسسة العسكرية، وفيما يصل الى مرفا بيروت هذا الاسبوع 300 طن من المواد ‏الغذائية المقدمة الى الجيش من مصر، سيترجم الدعم الاكبر للجيش في المؤتمر الذي سيعقد عبر ‏الانترنت في 17 الجاري في باريس، وتشارك فيه مجموعة الدعم الدولي للبنان ودول عربية ويفترض ان ‏يتجاوز حجم الدعم المالي الـ 80 مليون دولار، لكن يبقى السؤال لماذا زاد الاهتمام العربي والغربي ‏وخصوصا الاميركي بالمؤسسة العسكرية؟

‏ ثلاثة عوامل حاسمة ‏

ثلاثة عوامل حاسمة، دفعت المجتمع الدولي، بدفع اميركي، لزيادة الاهتمام بالجيش اللبناني، العامل الاول ‏ان المؤسسة العسكرية التي تم تخفيض ميزانيتها بحدود 80 بالمئة، باتت مهددة بالانهيار من الداخل في ‏ظل العجز عن القيام بالمهام الروتينية وبات القلق كبيرا من توترات امنية غير محدودة في الزمان ‏والمكان قد لا تستطيع المؤسسة العسكرية من السيطرة عليها، وهذا ما سرع في تنشيط عمليات الدعم ‏اللوجستي والمالي. اما العامل الثاني والاهم، فاشارت اليه مصادر دبلوماسية نافذة تروج لإسناد مهمة ‏‏”استثنائية” إلى قائد الجيش اذا استمر تعذر حصول تسوية تعيد انتاج سلطة سياسية قادرة على قيادة عملية ‏الانقاذ، وليس واضحا بعد طبيعة هذا الدور الذي يرسم للعماد جوزاف عون “لملء الفراغ” المحتمل في ‏البلاد والمرجح ان لا يكون على “البارد”، في ظل توقعات بحدوث فوضى عارمة في لبنان خلال الاشهر ‏القليلة المقبلة، وستكون المؤسسة العسكرية وحدها المؤهلة لاستلام زمام المبادرة.‏

الاستحقاق الرئاسي

لكن يبقى السؤال المحوري بعد دخول البلاد زمن الاستحقاقات الرئاسي، عما اذا كان قائد الجيش العماد ‏جوزاف عون يرغب بان يصبح رئيسا للجمهورية ؟ وهنا يدخل العامل الثالث الى “الحلبة” بقوة خصوصا ‏أن أربعة من قادة الجيش سبق ووصلوا إلى سدّة الرئاسة في السنوات 1958 و1989 و 1998 و2008، ‏فهل تبحث واشنطن عن تحديد هوية الرئيس مبكرا، تسأل اوساط سياسة بارزة، وتريد من وراء دعم خيار ‏قائد الجيش ارسال “رسالة” الى ايران باعتبارها الطرف الاقليمي الاكثر تاثيرا في هذا الاستحقاق، بانها ‏مستعدة للذهاب الى تفاهمات “وسطية” على هذا المنصب تزامنا مع المفاوضات النووية في فيينا، ‏باعتبار ان الجنرال جوزاف عون قد اثبت انه شخصية غير صدامية وعمل على تنظيم العلاقة مع حزب ‏الله دون الاخلال بالتوازنات المتعارف عليها في علاقة الطرفين…؟ خصوصا ان حزب الله لطالما اكد ان ‏العلاقة مع قائد الجيش جيدة جدا والتعاون وثيق في الكثير من الملفات.‏

الجيش وحزب الله؟ ‏

في هذا السياق، اكدت مصادر متابعة لملف العلاقات الامنية والعسكرية الاميركية- اللبنانية ان قائد الجيش ‏جوزاف عون يفترض ان يقوم بزيارة “روتينة” الى واشنطن في وقت لاحق هذا العام، لكنه لن يحيد عن ‏تمسكه باستراتيجية “المساكنة” المستمرة منذ سنوات مع حزب الله ، وبموافقة اميركية “صامتة”، ‏لاعتبارات ترتبط بعدم رغبة واشنطن باضعاف المؤسسة العسكرية غير المهيأة للدخول في مواجهة مع ‏الحزب، حيث تتعاظم المخاوف من انقسامات مذهبية مرجحة داخل الجيش في غياب اي ضمانات بعدم ‏تكرار تجربة التشرذم الذي حصل ابان الحرب الاهلية… والاهم من كل ذلك انه لا يوجد خيارات متاحة ‏امام واشنطن للتعاون مع اطراف سياسية لبنانية وازنة خصوصا بعد الاقرار بالفشل في تمويل الحملات ‏الاعلامية والسياسية لقوى مناهضة لحزب الله، وهذا ما يضيق هامش الخيارات دون ان تكون النتائج ‏مضمونة. ‏

خيارات قائد الجيش؟ ‏

‏ من جهتها اكدت مصادر مطلعة ان قائد الجيش يدرك تعقيدات الظروف الراهنة التي تعانيها البلاد، ‏ويدرك ايضا ان الانخراط في “لعبة” السلطة غير مامون الجانب، ويدرك أيضاً أن الوصول الى سدة ‏الرئاسة مرهونة بشروط كثيرة ليس اقلها استقرار الوضعين السياسي والأمني… واذا كانت المصادر ‏العسكرية في بيروت تنفي وجود اي طموحات رئاسية لقائد الجيش وتحصر تحركاته الخارجية بمحاولة ‏انقاذ المؤسسة العسكرية التي تتعرض لضغوط اقتصادية خطيرة، فان الامور تبقى مفتوحة على كافة ‏الاحتمالات في بلد بات في “الهاوية” ويقترب من “الارتطام” الكبير دون وضوح في الرؤية حول كيفية ‏البدء بعملية انقاذ شاملة في ظل غياب واضح للبنان عن سلم الاولويات، حيث تعتقد الدول الغربية ان ‏الجيش وحده مؤهل “لملء الفراغ” الامني والسياسي في البلاد؟

الترسيم “ليونة” وتمسك بالحقوق ‏

في هذا الوقت، واشنطن المهتمة بالساحة اللبنانية من “بوابة” الجيش، اعادت احياء ملف ترسيم الحدود ‏البحرية مع العدو الاسرائيلي، وفيما ابلغ رئيس الجمهورية ميشال عون، الوسيط الأميركي لعملية ‏التفاوض حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، السفير جون دوروشيه،الذي التقى ايضا الوفد العسكري ‏المفاوض وقائد الجيش جوزاف عون، “رغبة لبنان في استمرار المفاوضات غير المباشرة في الناقورة ‏بوساطة أميركية واستضافة دولية، وذلك بهدف الوصول إلى تفاهم حول الترسيم، على نحو يحفظ حقوق ‏الأطراف المعنيين بالاستناد إلى القوانين الدولية، داعيا وشنطن الى لعب دور الوسيط النزيه والفاعل”.‏

وتحدثت اوساط مطلعة ان الرئيس عون شدّد على “انفتاح لبنان على الأفكار المطروحة ضمن إطار ‏السيادة اللبنانية الكاملة براً وبحراً”، لافتاً إلى أن “لدى لبنان خيارات عدة في حال عدم تجاوب ‏الإسرائيليين مع الجهود المبذولة لتحريك المفاوضات.‏

‏ هل تم التخلي عن “كاريش”؟ ‏

هذا الانفتاح اللبناني وجد تفسيرا في تسريبات لمصادر دبلوماسية اميركية في بيروت تحدثت عن عدم ‏تمسك لبنان بمفاعيل الخط 29 والاتجاه هو الى ابداء ليونة في التفاوض من خلال التخلي عن اي حصة ‏مفترضة في حقل “كاريش”… وهو امر لم يؤكده اي مصدر رسمي لبنان؟!‏

وخلال اللقاء في قصر بعبدا، طلب عون من الوسيط الأميركي ممارسة دوره للدفع نحو مفاوضات عادلة ‏ونزيهة، ومن دون شروط مسبقة، لأن ذلك يضمن قيام مفاوضات حقيقية مستندة إلى الحق الذي يسعى ‏لبنان إلى استرجاعه وأعرب عن أمله في أن “تلقى المساعي التي سوف يبذلها دوروشيه مع المسؤولين ‏الإسرائيليين، نتائج إيجابية، آخذين في الاعتبار وجود حكومة جديدة في إسرائيل الأمر الذي يتطلب ربما ‏جهداً إضافياً لعدم حصول المزيد من التأخير في المفاوضات، التي لا يمكن لإسرائيل أن تفرض وجهة ‏نظر أحادية على مسارها.‏

لا تفاوض قبل نهاية الصيف؟

‏ تجدر الاشارة الى ان دوروشيه سيزور اسرائيل لعقد لقاءات مع القيادة الاسرائيلية المنتخبة حديثا، ‏وسيكون هذا الملف على “طاولة” البحث مع رئيس الحكومة الجديدة نفتالي بينيت المعروف بتطرفه ‏وتشدده، وسط مخاوف من مزايدات سياسية قد تؤدي الى تأخير انطلاقة المفاوضات مرة جديدة اقله لنهاية ‏الصيف!‏

بري لم يعد وسيطا؟ ‏

حكوميا، دخلت الازمة مرحلة جديدة من الاصطفافات العلنية بعدما خرجت الخلافات بين التيار الوطني ‏الحر ورئيس الجمهورية ميشال عون مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى العلن، بعدما بات واضحا تبني ‏‏”عين التينة” لوجهة نظر الرئيس المكلف سعد الحريري في الازمة الحكومية، ما يفقده صفة “الوسيط” ‏النزيه بحسب تعبير مصادر التيار الوطني الحر التي رات ان رئيس المجلس يلعب “دورا مزدوجا” منذ ‏الايام الاولى للازمة وما حصل لم يكن مفاجئا وانما يمكن القول بصراحة انه يوم سقوط “الاقنعة”.‏

باسيل “والتفخيخ” ‏

في المقابل، تشير اوساط كتلة “التحرير والتنمية” الى ان الوزير جبران باسيل يتعمد خلق الازمات، ‏وتقصد افشال الاتصالات في البياضة من خلال طرح افكار غير قابلة للصرف، بل تهدف الى تفخيخ ‏مباردة الرئيس نبيه بري، وهو امر اكتشفه منذ اللحظة الاولى الوزير علي حسن خليل، لكنه حاول الرهان ‏على الوقت علَ “مونة” حزب الله تنجح في تخفيف “الغام” باسيل، لكن هذا لم يحصل واستمر التعنت…‏

وفي تصعيد جديد اتجاه العهد وفريقه السياسي، حذر المكتب السياسي لحركة امل من النتائج الكارثية ‏لتعطيل مبادرة الرئيس نبيه بري واعتبر ان في اللحظة التي يحتاج فيها لبنان واللبنانيون إلى حكومة ‏ومؤسسات فاعلة تعيد حضور الدولة كناظم وراعٍ لشؤون المواطنين، لا يزال البعض يمعن في ضرب ‏القواعد الدستورية بمحاولة خلق اعرافٍ جديدة تمس أسس التوازنات الوطنية والمرتكزات التي أرساها ‏إتفاق الطائف مما يعطّل قبول مهمة فيها نسف للأصول والاعراف، وتضع البلد في مواجهة مخاطر جمّة ‏وتعطل اداء المؤسسات، وتغطي بالشعارات، والمزايدات الشعبوية، والبيانات والتسريبات الاعلامية التي ‏لا يمكن أن تلبي احتياجات الناس.‏

احراج عون!‏

وبعد نصيحته العلنية للرئيس المكلف سعد الحريري بعدم الاعتذار “الفوضوي” واعتباره ان مسألة تغيير ‏الرئيس المكلف أكثر تعقيدا مما يفترض البعض، تجري التحضيرات على “قدم وساق” لعقد لقاء بين ‏بري رئيس والحريري في عين التينة للبحث في المخارج للأزمة الحكومية، وثمة اتجاه لاعادة “الكرة” ‏الى بعبدا من خلال اعداد الرئيس المكلف تشكيلة جديدة من 24 وزيرا دون انتظار التفاهم مع رئيس ‏التيار الوطني الحر جبران باسيل وعرضها على رئيس الجمهورية ميشال عون، وفي ضوء قبوله او ‏رفضه سيتخذه يبنى على “الشيء مقتضاه” إما اعتذارا، من خلال ترتيب “هبوط آمن” لا ينعكس في ‏‏”الشارع” اضطرابات وانهيار اقتصادي، أو الاستمرارا في التكليف الى مدى زمني محدد مرتبط ‏بحسابات انتخابية وسياسية…‏

وعلم في هذا السياق، ان الحريري وبري تلقيا نصيحة بعدم استباق التشكيلة الجديدة بلقاء يفترض ان يعقد ‏اليوم في “عين التينة” كي لا يقال ان “الطبخة” اعدت في “مطبخ” الرئاسة الثانية، والاستعاضة ‏بالتشاور بعيدا عن الاضواء عبر “الوسيط” المعتاد الوزير علي حسن خليل، ثم يعقد لقاء تقييمي للمرحلة ‏المقبلة بعد الحصول على جواب رئيس الجمهورية. لكن كلا السيناريوهين لن يغيرا في الجوهر شيئا ‏بحسب اوساط مقربة من بعبدا لان الاتجاه واضح “لاحراج” رئيس الجمهورية سياسيا وامام الراي العام، ‏ولا توجد نية جدية لاخراج البلاد من “عنق الزجاجة”!‏

خيارات الحريري؟

بدورها دخلت باريس على خط الاتصالات الحكومية بعدما تردد عن توجه الحريري للاعتذار، وطلبت منه ‏التريث بانتظار نتائج اجتماعات القمة الاوروبية التي تعقد في 24 الجاري في بروكسل وتناقش ملف ‏الازمة اللبنانية، وانتظار زيارة المفوض السامي للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزف بوريل ‏الى بيروت نهاية الاسبوع.‏

وفي هذا الاطار، الاكيد ان اتجاه الرئيس الحريري للاعتذار قبل نهاية الأسبوع عن تشكيل الحكومة لم يعد ‏واردا، وهو قرر المواجهة، ولن يرفع “الراية البيضاء”امام رئيس الجمهورية “وصهره”، بحسب ‏مصادر تيار المستقبل التي اكدت ان الحريري يدرس خيارات أخرى غير الاعتذار، وسيعمل كل ما في ‏وسعه لكشف هوية المعرقلين الحقيقيين لتشكيل الحكومة، وما تعتبره بعبدا “حشرا للزوايا” يراه الرئيس ‏المكلف حقا من حقوقه الدستورية، وكل طرف عليه تحمل مسؤولية مواقفه وقراراته. ولهذا فان اي تشكيلة ‏حكومية مفترضة ستحمل المواصفات والشروط التي التزم بها الرئيس الحريري عندما تقدم بتشكيلته ‏الأولى. ولهذا بعدما كان الاعتذار اولوية فانه بات آخر الخيارات، وسيتلازم مع انطلاق المواجهة ‏المفتوحة مع العهد. وقد مهد الحريري لهذا الخيار بقطع الطريق امام اي مرشح سني للحكومة من خلال ‏حصوله على “المظلة” السنية بعد اجتماع المجلس الشرعي الاعلى، وانفراط عقد “اللقاء التشاوري”…‏

موقف متطور لـ”حزب الله” ‏

وفي موقف لافت ومتقدم، يحمل كل اوجه التفسير، انتقد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم ‏صفي الدين السياسيين الذين يريدون تحقيق مآرب شخصية، ودون ان يسمي احد قال “المشكلة ليست في ‏النقاط التي يقال إنها محل خلاف، بل أننا نواجه بعض السياسيين الذين يريدون تحقيق مآرب شخصية لم ‏يتمكنوا من تحقيقها في الأيام العادية ويتوسلون عذاب الناس وألمهم لتحقيقها”. واضاف “حينما نتحدث ‏عن المبادرات، وتحديدا المبادرة التي يصر عليها رئيس مجلس النواب وحزب الله ومعهم كل الحريصين ‏على إخراج البلد من مأزقه، نرى أن البعض يدفع باتجاه التيئيس في ما نحن ندفع باتجاه الأمل”. وختم ‏كلامه بالقول، ربما لا يدرك أن رهاناته التي يعتمدها ولو على حساب الناس ووجعهم ستغرقه وتغرق البلد ‏معا. ومخطئ من يظن أن تمسكنا الدائم بالمبادرات يعطيه المزيد من الوقت! ووفقا لمصادر مطلعة فان ‏هذه “الرسالة” العالية النبرة من قبل حزب الله تصلح في اتجاه الحليف جبران باسيل، ورئيس الحكومة ‏المكلف سعد الحريري في آن واحد، وهي تعكس حالة “الغضب” “والاستياء” لدى الحزب من ما آلت ‏اليه الامور حيث يسود “ذهول” حقيقي من انعدام المسؤولية لدى كلا الطرفين في التقدم نحو ايجاد حلول ‏معقولة تنتج تسوية حكومية تبدو في “متناول اليد” بعد مبادرة بري، لكن بقي “التعنت” سيد الموقف، ‏ووفقا لقناعة مترسخة لدى الحزب فان الحريري وباسيل لا يريدان تشكيل حكومة!‏

‏”طوابير الذل” مستمرة؟ ‏

في غضون ذلك، لم تنعكس الاخبار عن توقيع مصرف لبنان على الاعتمادات المخصصة لبواخر النفط ‏على الارض واستمرت الزحمة الخانقة على المحطات في طوابير “الذل” حيث اعتمدت المحطات تعبئة ‏لا تتعدى الـ30 الف ليرة للسيارة الواحدة، وقد أعلن “تجمع الشركات المستوردة للنفط”، أن “الشركات ‏استكملت حتى مساء امس، توزيع ما يعادل 12 مليون ليتر من المحروقات، فيما قام المدير العام لوزارة ‏الاقتصاد محمد ابو حيدر بجولة تحقق خلالها من أن الشركات المستوردة تقوم بتسليم المحروقات من دون ‏أي مخالفة”، مؤكداً أنه “يتابع مع مصرف لبنان الآليات المتّبعة لإيجاد الحلول المناسبة للأزمة الحالية. ‏واعلن نقيب موزعي المحروقات فادي ابو شقرا ان موضوع أزمة المحروقات تُرك بيد 3 جهات هي ‏مجلس النواب والحكومة ولجنة الأشغال لإيجاد حلّ سريع إما برفع الدعم أو ترشيده أو إيجاد بديل”. ووفقا ‏للمعلومات فان فتح الاعتمادات ووصول بواخر إضافية لن يحلا أزمة المحروقات لانه ثمة تعمد في تقنين ‏الكمية المتوافرة إلى حين إيجاد حل شامل، واطالة مدة الدعم. وبحسب مصادر نفطية تدرس شركات ‏استيراد المحروقات مع وزارة الطاقة تسعيرتين: تسعيرة الـ 98 أوكتان غير مدعوم، وتسعيرة الـ 95 ‏أوكتان مدعوم، وهكذا يكون الدعم قد خفّ والزحمة تتراجع؟ ‏

الديار

Leave A Reply