السبت, نوفمبر 23
Banner

أدلة متزايدة تقترح أن “كوفيد” ربما ظهر في الولايات المتحدة بحلول ديسمبر 2019!

يعد التحليل الجديد لعينات الدم المأخوذة من 24000 أمريكي في أوائل العام الماضي، أحدث وأكبر دراسة تشير إلى احتمال ظهور فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة في ديسمبر 2019.

ورغم أن التحليل ليس نهائيا وسط شكوك بعض الخبراء، لكن مسؤولي الصحة الفدراليين يتقبلون بشكل متزايد جدولا زمنيا قد تكون فيه أعداد صغيرة من إصابات “كوفيد-19” حدثت في الولايات المتحدة قبل أن يصبح العالم على دراية بظهور فيروس جديد خطير في الصين.

وقالت ناتالي ثورنبرغ، الباحثة الرئيسية في فريق علم مناعة فيروسات الجهاز التنفسي التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة: “الدراسات متسقة إلى حد كبير. ربما كانت هناك حالات نادرة ومتفرقة للغاية هنا في وقت أبكر مما كنا على علم به. إنه لم يكن واسع الانتشار ولم ينتشر حتى أواخر فبراير”.

وأضافت أن هذه النتائج تؤكد على حاجة البلدان إلى العمل معا وتحديد الفيروسات الناشئة حديثا بأسرع ما يمكن، وبصورة تعاونية.

وظهر فيروس كورونا الوبائي في ووهان، الصين في أواخر عام 2019. وكانت أول إصابة أمريكية يتم التعرف عليها رسميا، لدى مسافر من ولاية واشنطن عاد من ووهان في 15 يناير، وطلب المساعدة الطبية في 19 يناير.

وقال مسؤولو مركز السيطرة على الأمراض في البداية إن شرارة تفشي المرض في الولايات المتحدة، وصلت خلال فترة مدتها ثلاثة أسابيع من منتصف يناير إلى أوائل فبراير. ولكن الأبحاث منذ ذلك الحين – بما في ذلك بعض الأبحاث التي أجراها مركز السيطرة على الأمراض – أشارت إلى حدوث عدد صغير من الإصابات في وقت سابق.

وأشارت دراسة بقيادة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) ونُشرت في ديسمبر 2020، والتي حللت 7000 عينة من تبرعات الصليب الأحمر الأمريكية بالدم، إلى أن الفيروس أصاب بعض الأمريكيين في وقت مبكر من منتصف ديسمبر 2019.

وأجرى الدراسة الأخيرة، التي نُشرت يوم الثلاثاء على الإنترنت في مجلة Clinical Infectious Diseases، فريق يضم باحثين في المعاهد الوطنية للصحة. وحللوا عينات دم لأكثر من 24000 شخص في جميع أنحاء البلاد، جُمعت في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020 كجزء من دراسة طويلة الأجل تسمى “All Of Us”، والتي تسعى إلى تتبع مليون أمريكي على مدار سنوات لدراسة الصحة.

ومثل دراسة CDC، بحث هؤلاء الباحثون عن الأجسام المضادة في الدم التي تؤخذ كدليل على الإصابة بفيروس كورونا، ويمكن اكتشافها في وقت مبكر بعد أسبوعين من إصابة الشخص لأول مرة.

ويقول الباحثون إن سبعة مشاركين في الدراسة – ثلاثة من إلينوي وواحد من كل من ماساتشوستس وميسيسيبي وبنسلفانيا وويسكونسن – أصيبوا في وقت أبكر من أي حالة “كوفيد-19” أبلغ عنها في الأصل في تلك الولايات.

وقالت كيري ألتوف، الأستاذة المساعدة في كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة والمعدة الرئيسية للدراسة، إن إحدى حالات إلينوي أصيبت بالعدوى عشية عيد الميلاد.

وقد يكون من الصعب التمييز بين الأجسام المضادة التي تحيد فيروس SARS-CoV-2، وهو الفيروس المسبب لـ “كوفيد-19″، وبين الأجسام المضادة التي تقاوم فيروسات كورونا الأخرى، بما في ذلك تلك التي تسبب نزلات البرد. واستخدم الباحثون في كل من دراسات المعاهد الوطنية للصحة ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أنواعا متعددة من الاختبارات لتقليل النتائج الإيجابية الخاطئة، لكن بعض الخبراء يقولون إنه لا يزال ممكنا أن العدوى بفيروسات كورونا الأخرى وليس السلالة الوبائية هي سبب نتائجهم الإيجابية لعام 2019.

وقال ويليام هاناج، خبير في ديناميات المرض من جامعة هارفارد: “في حين أنه من المعقول تماما أن يكون الفيروس دخل إلى الولايات المتحدة في وقت أبكر بكثير مما يتم تقديره عادة، فإن هذا لا يعني أنه بالضرورة دليل قوي بما يكفي لتغيير طريقة تفكيرنا في هذا الأمر”.

ولم يتابع باحثو المعاهد الوطنية للصحة مع المشاركين في الدراسة حتى الآن، لمعرفة ما إذا كان أي منهم سافر خارج الولايات المتحدة قبل الإصابة. ولكنهم وجدوا أنه من الجدير بالذكر أن السبعة لا يعيشون في مدينة نيويورك أو سياتل أو بالقرب منها، حيث تركزت الموجة الأولى من الحالات في الولايات المتحدة.

وقالت ألتوف: “السؤال هو كيف وأين أخذ الفيروس بذوره”. وأضافت أن الدراسة الجديدة تشير إلى أنه “من المحتمل أنها نُشرت في أماكن متعددة في بلدنا”.

نيويورك بوست

Leave A Reply