السبت, نوفمبر 23
Banner

فضيحة أخلاقية تدوي في مستشفى: تصوير نساء وبيع مخدرات

جنى الدهيبي – المدن

يومًا بعد آخر، تتكشف فصول الفوضى والفساد والانفلات في لبنان، لتبلغ مستوى سرياليًا يخترق الحد الأدنى من الأعراف الأخلاقية والإنسانية. وآخرها، فضيحة طبية دوت في طرابلس شمالًا، إثر توقيف الطبيب والشريك في إدارة مستشفى شاهين، كميل حبلص، على ذمة التحقيق “بتهمة فساد وتزوير وارتكابات جرمية وغير إنسانية”، وذلك بعد صدور قرار من النيابة العامة بتوقيفه وتحويله للتحقيق.

وحسب المعطيات الأولية، فإن الطبيب المذكور جرى اعتقاله من قبل الشرطة القضائية. وهو موقوف حاليًا في حلبا، لفتح تحقيقٍ بشكاوى تقدم بها عدد من الموظفين المصروفين من المستشفى لدى الضابطة العدلية، تتهم حبلص بتزوير مستندات ونتائج مخبرية، وإجراء عمليات جراحية وهمية، وبيع المخدرات الطبية خارج المستشفى، إلى جانب اتهامه بتصوير سيدات عاريات بعد خضوعهن للتخدير قبل العمليات الجراحية، بحجة التعليم الطبي.

ما صحة الاتهامات؟

في الواقع، يستمر التكتم عن ملابسات الملف، خصوصًا أن التحقيق سيكون معلقًا حتى نهار الاثنين، بسبب عطلة يومي السبت والأحد، بعد أن جرى توقيف الطبيب ليل الجمعة 19 حزيران 2021.

وحسب معلومات “المدن”، فإن حبلص هو طبيب جراحة وعمليات تجميلية، وشريك بإدارة مستشفى شاهين (مصنفة من الفئة ب) مع الطبيب رياض فصيح. وكان لحبلص عدد كبير من المرضى، ويعمل بالمستشفى منذ العام 2000.

لكن معلوتنا تفيد أيضًا، أن الدكتور فصيح هو على خلاف مع المتهم حبلص منذ نحو 8 أشهر، بسبب الأوضاع في المختبر، وبقضايا لا علاقة لها بالاتهامات المساقة ضده. وهذه الخلافات، وفق المعلومات، تطورت بعد أن أصيب فصيح بفيروس كورونا نهاية 2020، أدت لغيابه عن المستشفى قرابة شهر. ولدى عودته، انقلب سلوك حبلص معه رأسًا على عقب، وتطور الخلاف إلى حد توجيه حبلص الصراخ والشتائم بحق شريكه. ويصف بعض العاملين بالمستشفى سلوك حبلص بالغريب والمريب والمتعجرف، وأن سوء معاملته مع الموظفين، راكمت الفجوة فيما بينهم فتجرأ بعض الموظفين على تقديم الشكاوى بحقه.

حتى الآن، ما زال التحقيق بالقضاء، بانتظار ما ستؤول إليه نتائج التحقيقات، سواء لجهة إدانة حبلص أو تبرئته.

وفي نقابة الأطباء في طرابلس والشمال، ثمة ترقب للتحقيقات أيضًا، لاتخاذ موقف رسمي ومهني بشأنه، من دون التسرع بالأحكام.

وتشير معلومات “المدن”، أن النقابة تنوي فتح تحقيق خاص بها بشأن القضية، وإذ ثبتت الاتهامات الكبيرة بحقه، سيصار لإحالته إلى المجلس التأديبي، ومن ثم سحب رخصة مزاولة المهنة منه نهائيًا، لا سيما أن الأحكام الصادرة عن مجلس النقابة التأديبي، هي بمثابة محاكمة لا يتم استئنافها.

وتفيد مصادرنا، أن الموظفين البالغين أكثر من 30 فردًا، تقدموا بالشكوى لوزارة الصحة، والتي قامت بدورها بتحريك النيابة العامة، وجرى أيضاً توقيف طبيب الصحة المراقب بالمستشفى، انطونيوس بولس على ذمة التحقيق مع حبلص.

ومنذ ذلك الحين، أي قبل نحو 20 يومًا، حسب معلوماتنا، اتخذت وزارة الصحة قرارًا بتجميد رخصة مستشفى شاهين (وليس سحبها)، بانتظار انتهاء التحقيقات، لاتخاذ الاجراء المقتضى، خصوصًا أن حبلص هو شريك بالمستشفى وليس صاحبها، وبالتالي تحتاج لتسوية ما مع الطبيب فصيح، الذي لم يساق بحقه أي اتهام.

Leave A Reply