تفقد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن، مركز دير الأحمر الطبي، واطلع على تجهيزاته وإمكاناته، وأبدى ملاحظاته وتوجيهاته ليتم افتتاح قسم لمرضى كورونا فيه، تلبية لدعوة من عضو “كتلة الجمهورية القوية” النائب أنطوان حبشي الذي رافقه في الجولة إلى جانب راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، المونسنيور بول كيروز، منسق العلاقات العامة في “منظمة مالطا” خالد قصقص ومسؤولة برنامج الرعاية الصحية في المركز فاديا غضبان.
المطران رحمة
وتحدث رحمة مرحبا بحسن “ابن هذه المنطقة وابن هذه الضيعة وهذا الشعب، ونحن نفخر به وبجهوده التي يبذلها على مستوى لبنان، ولكن الرهان يبقى على الناس من خلال مواكبتهم إجراءات الوقاية والانتباه، حيث أن ثلثي محاربة وباء كورونا هي بالوعي وبحماية أنفسنا والآخرين”.
أضاف: “كلنا أمل بتحويل هذا المركز الطبي في دير الأحمر إلى مستشفى في القريب العاجل، واعتبره يا معالي الوزير منزلك وأنت من يعتني به، نحن اليوم نأمل ان نستقبل مرضانا في هذا المركز عوضا عن التوجه إلى بيروت، وهذا يحتاج إلى جهد مشترك منا جميعا لخدمة شعبنا وتأمين الأدوية والتجهيزات اللازمة”.
حبشي
بدوره قال حبشي متوجها الى حسن: “نشكر معاليك على تلبيتك السريعة لهذه الدعوة لزيارة مركز الرعاية الصحية في دير الأحمر، والتي جاءت في إطار أزمة تفاقم إصابات كورونا، لنواجه بشكل سريع مشكلة انتشار الفيروس”.
وأضاف: “هناك مؤسسات تهتم بموضوع المستشفى، وسوف تتابع مع معاليك الشق التقني، وإنني أتوجه إلى أهلنا في بعلبك الهرمل عموما، ودير الاحمر خصوصا، لأقول إن هذا الموضوع لا يحتمل أن نتكل على الوزير فقط، أو على الحكومة، وعندما نصاب نلوم الدولة، هذا الفيروس لا يمكن أن نكافحه إلا اذا كان كل واحد منا يتمتع بالوعي ويتحمل المسؤولية ليقوم بكل الإجراءات المطلوبة، فالاستخفاف يؤدي إلى مخاطر أكبر وإلى حالات قاتلة، وما يقلقنا اليوم أن 60 بالمئة من أهلنا في المنطقة هم من كبار السن. كما ونشكر معاليك على اهتمامك بأدق المسائل والتفاصيل التقنية لمواجهة كورونا ولنقدم في المرحلة اللاحقة خدمة طبية ملائمة لناسنا”.
وزير الصحة
وتحدث حسن، فقال: “رغم كل القلق والخوف والتوتر الذي تعيشه مجتمعاتنا، أشكر لسيادة المطران حنا رحمة مشاعره الطيبة، وأقول له اننا جميعا أبناء هذه المنطقة، رسالتنا هي دائما المحبة والتسامح والتكامل، وهذه هي الصورة المشرقة لبعلبك الهرمل ولبنان، وبإمكاننا تجاوز الظروف التي نعيشها عندما يكون لنا مرجعيات روحية أمثال المطران، أو مرجعيات سياسية كسعادة النائب انطوان حبشي وما تفضل به من كلام مسؤول، فلنتحمل جميعا المسؤولية ولنبادر، فالذروة التي وصلنا اليها بانتشار الوباء غير تكتيك العمل، وتخطت قدرة أي بلد في العالم، ولكن بإمكاننا أن نعود إلى لملمة الأمر ولا نجعله يتفاقم إلى الأسوأ، وحماية المجتمع تحتاج إلى رعاية روحية وسياسية ورعاية حكومية وبلدية ومجتمعية وإعلامية، ولنا عتب على المؤسسات والجمعيات والمنظمات غير الحكومية، وعتبنا على قدر محبتنا لهم، وهنا نسجل انهم لم يعملوا كما هو مطلوب حتى الساعة في موضوع انفجار المرفأ”.
وأردف: “نحن اليوم لسنا أشطر من كل دول العالم، ولكننا نظرنا اليهم وأخذنا الثوابت العلمية والمعطيات الميدانية، فالمنطق والعلم هو الذي يفرض علينا اتخاذ قراراتنا، وهي ليست قرارات ارتجالية، فعندما يكون هناك خطر تفشي ويكون لدينا 6 بالمئة من الأشخاص نتيجتهم أظهرت أنهم كانوا مصابين بكورونا وشفيوا من دون أن يعلموا، قد يكون هؤلاء الأشخاص قد نقلوا العدوى وهذا أمر خطير جدا ويحتم التعاطي بمسؤولية أكبر، واليوم نرى كورونا تخطف حياة شباب لأن هناك أحيانا بعض التلكؤ أو الاستهتار من الناس وحتى من بعض المصابين بالفيروس، على الناس أن ينظروا إلى المشهد الكارثي الذي شاهدناه في أوروبا، ونأمل أن لا نشاهده في لبنان، لقد تعاطينا منذ البداية بمسؤولية وطنية شاملة، اليوم نحن أمام منعطف خطير جدا وقاربنا المشهد الكارثي، إننا نعاني وجميعنا لا ننام لتأمين سرير عناية فائقة لمريض، إذا تعاطينا بمسؤولية يمكن الحد من الخسائر ووقف التدهور الوبائي الحاصل، يجب أن يكون هناك أمل وبر أمان ويجب ان نتعاطى بطرق مختلفة، في اوروبا هناك دول اتجهت نحو الإقفال، وبعض الدول حولت كل القاعات الرياضية المقفلة والصالات العامة إلى مستشفيات ميدانية لكورونا لان أعداد الإصابات تخطت قدرة المستشفيات، وفي لبنان للأسف هناك بعض المستشفيات لا تتجاوب مع دعوتنا لفتح أقسام كورونا، واليوم نحن في دير الاحمر نرى أنهم بادروا إلى تلبية دعوتنا للمساعدة بفتح المركز الطبي لمواجهة كورونا، وهو تعاط مسؤول، وقد لبيت سريعا دعوة النائب حبشي والمطران رحمة ومديرة المركز لتلبية حاجات الأهالي وهم يفتحون أبوابهم لحماية الناس وهم على قدر كبير من المسؤولية”.
ودعا إلى أن “يتكامل التعاطي المسؤول في ما بيننا، وأن يعترف مجتمعنا أننا في خطر ونأخذ قرارات شجاعة على مستوى الحكومة، اليوم لا أحد يسجل نقاطا على حساب أحد، هناك حالات لا تجد أسرة في العناية الفائقة، يجب أن يأخذ هذا الأمر على محمل الجد، وتواصلت مع دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب يوم أمس وتحدثنا أنه يجب اتخاذ قرار على مستوى الوطن، لأن تجربة الاقفال الجزئي كانت تجربة في هدفها ممتازة، تجاوب على هواجس الناس بعدم الإقفال بالمطلق، ولكن للأسف هي حتى الآن تجربة غير مشجعة، بسبب عدم تجاوب الناس، ونقول للناس: لا يمكن أن نرغمكم ونضع خفيرا لكل مواطن. ويبقى الأمل والرهان على العقل والمنطق وعلى حس المسؤولية عند كل الناس، ورهاننا على مجتمعنا ووعيه هو رهان صائب، شرط أن تكون الدعوة من الجميع بتحمل المسؤولية، عندها نحقق الهدف المنشود ونصل إلى بر الأمان”.
وختم حسن: “رفعنا توصية منذ شهر كلجنة علمية في وزارة الصحة العامة بالإقفال لمدة أسبوعين، وتبين أننا عاجزون كحكومة وكدولة، وخصوصا بعد إنفجار المرفأ، عن تطبيقه، والنتائج كانت كارثية. يجب أن يؤخذ موضوع الإقفال إن كان جزئيا أو عاما خلال 24 ساعة، هناك اجتماع صباح غد للجنة العلمية، ولجنة كورونا ستجتمع ظهر غد، لرفع التوصيات للجنة الوطنية الوزارية التي بدورها سترفع التوصية لاتخاذ القرار، نحن علينا أن نرفع الصوت للأمان المطلق والقرار يتخذه مجلس الوزراء”.
وردا على سؤال عن أزمة الدواء، قال: “في موضوع الدواء نتحدث أيضا عن المسؤولية والحس الوطني، وفي الوقت نفسه نسير مع القضاء والأجهزة الرقابية والتفتيش الصيدلي، والأمور تتحسن رويدا رويدا، كان هناك تفاوت في تسليم الدواء من بعض المستودعات أو الوكلاء أو المستوردين، وهناك تحسن، ولكن البعض راهن على الوقت، وأقول لهم لا تراهنوا على الوقت، سواء كنت أنا أو غيري وزير الصحة، المنهجية نفسها، المطلوب حماية الناس ومعاقبة كل من يتلكأ ويجازف بصحة الناس من خلال حجب الدواء عن المرضى الذين هم بأمس الحاجة له”.