السبت, نوفمبر 23
Banner

الديار: عُقد تأليف الحكومة تزداد وتصل الى المحاصصة… ‏والخلاف الشكلي على عددها 18 وزيراً او 20

 تزداد العقد امام تأليف الحكومة العتيدة والتي ينتظرها اللبنانيون على أحرّ من الجمر، ‏لانها الفرصة شبه الاخيرة للانقاذ. ولم يعد يهمّهم لبننة الحكومة او اي سبب آخر، بل ‏يهمّهم تأليف الحكومة حتى لو حصلت المحاصصة البغيضة، لانه يبدو ان المرض ‏السياسي في لبنان اقوى من ارادة اللبنانيين الراغبين بتشكيل الحكومة بسرعة.‏

لقد تأكد ان هنالك تمايزاً في الرأي بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون حول عدد وزراء الحكومة، لان الرئيس المكلف اصبحت ‏لديه تشكيلة 18 وزيراً جاهزة ليقدمها لرئيس الجمهورية الذي يُصرّ على حكومة من ‏‏20 وزيراً، على قاعدة تأمين التمثيل للطائفة الدرزية من اجل ميثاقية الحكومة عبر ‏اعطاء الطائفة الدرزية وزيرين بدلاً من وزير واحد في تشكيلة الـ 18 وزيراً، فيما ‏يُصرّ الرئيس المكلف على ان تكون الوزارة من 18 وزيراً ومنسجمة، مع اعطاء ‏الطائفة الدرزية وزيراً درزياً واحداً يمثل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط كيلا يغضبه، ‏وعدم اعطاء وزارة ثانية للطائفة الدرزية لتمثيل الوزير طلال ارسلان،لان “كتلة ‏الجبل” التي يرأسها ارسلان تمثل نواباً من “التيار الوطني الحر” وليس نواباً يتبعون ‏للوزير ارسلان. يرفض هذا الامر الرئيس ميشال عون ويريد اعطاء حليفه الوزير ‏ارسلان وزارة في الحكومة. وهنا طالب بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم ‏الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي بتمثيل الطائفة الكاثوليكية بوزيرين وليس بوزير ‏واحد. وفوراً لاقاه النائب في “التيار الوطني الحر” ادي معلوف وأيد بطريرك ‏الكاثوليك وطالب بوزيرين للطائفة كي تكون الحكومة من 20 وزيراً وليس 18 وزيراً ‏كما يريد الرئيس المكلف سعد الحريري.‏

وهكذا دخل تأليف الحكومة الى المحاصصة البغيضة ما بين الكتل النيابية، واهمها بين ‏‏”التيار الوطني الحر” و”تيار المستقبل” الذي اتهم الوزير جبران باسيل بأن زيارته ‏الى قصر بعبدا واجتماعه بالرئيس العماد ميشال عون ادى الى تعطيل تأليف الحكومة، ‏وحمّل تيار المستقبل بتحميل الوزير باسيل مسؤولية التأخير في التأليف.‏
عدد وزراء الحكومة هو الصورة الشكلية للخلاف الحاصل، ذلك ان تمثيل النائب اسعد ‏حردان او الكتلة القومية بوزير من الطائفة الارثوذكسية يتطلب اعطاء طائفة ‏الارثوذكس 3 مقاعد وزارية، وعندئذ ستتمثل الطائفة الكاثوليكية بوزير واحد اذا كانت ‏الحكومة من 18 وزيراً. وهنا بات “التيار الوطني الحر” يُصرّ على تأليف حكومة من ‏‏20 وزيراً وليس 18، لان الوزراء المسيحيين في الحكومة سيتمّ توزيعهم على نفوذ ‏رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و”التيار الوطني الحر” والوزير سليمان فرنجية، ‏حتى ان الوزير الارمني هو من “كتلة التيار الوطني الحر”. وهكذا تكتمل المحاصصة ‏من خلال اختيار الحريري لوزراء الطائفة السنية واختيار الثنائي الشيعي لوزراء ‏الطائفة الشيعية واختيار جنبلاط لممثله في الحكومة.‏

الفرنسيون ليسوا جاهزين للتدخل وازالة العراقيل من امام التأليف، لان الرئيس الفرنسي ‏ماكرون مشغول بالاوضاع الامنية في فرنسا سواء على مستوى ردات الفعل على ‏الاساءة للرسول الاكرم باعلان الشرطة الفرنسية والجيش الفرنسي حالة الاستنفار ‏وزيادة عدد القوى العسكرية المنتشرة الى نحو 15 الف جندي. كذلك، فإن فرنسا ‏منشغلة بأزمة الكورونا، وقد قرر الرئيس ماكرون الاقفال العام لمدة شهر بعدما تجاوز ‏عدد الاصابات 30 الفاً في اليوم الواحد وباتت تقترب من 40 الفاً. لذلك، قرر الاقفال ‏العام مع تقديم الحكومة الفرنسية مساعدات للمؤسسات التي ستقفل، كما ان الحكومة ‏الفرنسية ستدفع رواتب الذين يتمّ صرفهم من العمل مهما طال الاقفال او بقوا دون ‏عمل لمدة سنة او سنتين.‏

الاجواء السلبية تسيطر على لبنان
مع التأخير في تأليف الحكومة، وتحوّل الاجواء من ايجابية الاسبوع الماضي الى سلبية ‏في بداية هذا الاسبوع، واذا كان الخلاف على تشكيل الحكومة ما بين 18 وزيراً و20 ‏وزيراً، فان ذلك هو خلاف شكلي وليس في العمق. اما الخلاف الفعلي فهو بين نظرة ‏رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ونظرة الرئيس المكلف سعد الحريري، ورغبة ‏الكتل النيابية والاحزاب السياسية في المحاصصة، فكل كتلة تريد زيادة حصتها، خاصة ‏ان الرئيس ميشال عون و”التيار الوطني الحر” سيحصلان على الثلث المعطل مع ‏زيادة وزيرين اذا كانت الحكومة مؤلفة من 20 وزيراً او 18. وهذا امر مفصلي ‏بالنسبة لاي حكومة، وهو الحصول على الثلث المعطل، لان اي حكومة يستقيل فيها ‏الثلث المعطل او يستقيل رئيسها تصبح مستقيلة حتما وفق الدستور اللبناني. وهــكذا ‏يمســك الرئــيس عون و”التيار الوطني الحر” بمفتاح استقالة الحكومة عندما يريدان. ‏ويُبيح الدستور لرئيس الحكومة ان يستقيل وتصبح الحكومة مستقيلة. وبالتالي، مفتاح ‏استقالة الحكومة سيكون بيد رئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر” والرئيس المكلف ‏في الوقت نفسه وتصبح حياة الحكومة بمفتاحين.‏

انتشار وباء الكورونا والاقفال العام … والكارثة الاقتصادية والارتياح الى قرارات ‏وزير الداخلية
مع ازدياد نسبة اصابة المقيمين في لبنان بوباء الكورونا بات طلب الاقفال العام من قبل ‏وزارة الصحة ملحاً وضرورياً، فيما هناك ارتياح الى قرارات وزير الداخلية محمد فهمي ‏الذي اقفل 155 بلدة وقرية بسبب ارتفاع عدد الاصابات بفيروس كورونا فيها، كما ان ‏وزير الداخلية فرض منع التجول من التاسعة مساء حتى الخامسة صباحاً.‏
لكن وزارة الصحة نظراً لعدم وجود اسرّة في المستشفيات كافية لاستقبال مرضى ‏الكورونا، ونتيجة لعدم تعاون بعض المستشفيات الخاصة برفضها استقبال المصابين، ‏فإن الحالات التي تتطلب العناية المركزة لم تعد المستشفيات قادرة على استيعابها، لذلك ‏تطلب وزارة الصحة الاقفال العام وضرورة اجتماع مجلس الدفاع الاعلى، وتحقيق هذا ‏الامر يختلف عليه اللبنانيون، فقسم منهم يفضلون اقفال المناطق الاكثر اصابة بالكورونا ‏وترك مناطق مفتوحة لعدم ارتفاع المصابين، فيما فئة من اللبنانيين تشارك وزارة ‏الصحة وتطلب الاقفال العام نظراً لارتفاع الاصابات بشكل جنوني عبر الاختلاط ‏البشري وعدم الالتزام بالتباعد البشري ولبس الكمامة والوقاية بشكل سليم، ممّا يؤدي ‏الى ارتفاع حالات الوفيات وانتشار الفيروس اكثر، الا ان “الهيئات الاقتصادية” تحذر ‏من كارثة سواء بالنسبة للحانات والمحلات التجارية. اما بالنسبة للمطاعم والفنادق ‏والمصانع وكل المؤسسات التي يشملها الاقفال العام، فاذا اتخذ المجلس الاعلى هذا ‏القرار فإنه يسبب بكارثة اقتصادية بكل ما للكلمة من معنى وفق الهيئات المشرفة على ‏هذه المراكز التجارية والسياحية والصناعية وحتى الزراعية، وخاصة مصانع المواد ‏الغذائية التي يحتاج اليها الشعب اللبناني كي تبقى موجودة في الاسواق، وايضاً مصانع ‏الادوية التي تقوم بتصنيع الادوية نظراً لحاجات الصيدليات والمستشفيات لها.‏

وتذكر “الهيئات الاقتصادية” ان فرنسا وبريطانيا اللتين اعلنتا الاقفال العام تقوم ‏بالتعويض مالياً على كل المؤسسات المقفلة، كما تدفع رواتب الموظفين في القطاع ‏الخاص، اضافة الى الموظفين في القطاع العام. اما في لبنان اذا كانت الدولة غير قادرة ‏على دفع الرواتب لموظفيها، فكيف تستطيع ان تدفع للقطاع الخاص، فيما تتحمل الهيئات ‏الاقتصادية من صناعية وتجارية وزراعية خسائر كبرى نتيجة الاقفال العام، وهي ‏غير قادرة على الاستمرار، لان الاقفال العام هو مؤقت ويكون لمدة شهر ويلحق بها ‏خسائر، وبعد الاقفال العام يعود انتشار الكورونا وكأن شيئا لم يحصل. وهكذا تدفع ‏‏”الهيئات الاقتصادية” ثمناً باهظاً بالخسائر مقابل راحة المستشفيات ووزارة الصحة ‏من خلال معالجة المصابين وتأمين الاسرّة لهم كما تأمين العناية المركزة للحالات ‏الصعبة والدقيقة..‏

Comments are closed.