الجمعة, نوفمبر 29
Banner

أسبوع حاسم حكومياً وفي ملف الحصانات

بدا من الصعوبة الجزم بأي اتجاه قد تسلكه الازمة الحكومية في الأسبوع الطالع بعدما ‏تضاربت الى حدود واسعة المعطيات المتعلقة بما تردد عن مسارين متعاكسين: الأول ‏يتعلق بمعلومات عن زخم نتج عن التحرك الدولي المتعدد القنوات الذي برز أخيراً والذي ‏فرمل الاتجاه لدى الرئيس المكلف سعد #الحريري الى الاعتذار، خصوصا في ظل موقفين ‏روسي ومصري يجسدان معظم موقف المجتمع الدولي من تشكيل حكومة برئاسة الحريري ‏تتمتع بمعايير حددها المجتمع الدولي منذ بداية الازمة. والثاني يتضمن توقعات مخالفة ‏ترجح أن يعود خيار الاعتذار الى المشهد ربما قبيل نهاية الأسبوع الحالي، وبعد ان يقوم ‏الرئيس الحريري بزيارة متوقعة للقاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ولكن ما ‏بدا ثابتاً في ظل المعطيات والوقائع التي برزت في اليومين الأخيرين أنّ منحى احتمال خيار ‏اعتذار الحريري الذي كان تصاعد خلال الأيام الأخيرة، عاد وتفرمل في ظلّ حركة اتصالات ‏دوليّة مكثّفة برزت على أكثر من صعيد، ومع بروز دور مصريّ لافت في هذا الإطار. ‏وتترقّب مصادر سياسيّة مواكبة ما قد تنتجه حركة الاتصالات الواسعة، وإذا ما كان من ‏شأنها أن تحدث خرقاً في الملف الحكوميّ، خصوصاً أنّ افتعال “التيار الوطني الحر” معركة ‏سجالات جديدة حادة السبت الماضي مع “تيار المستقبل” فسّر بأنه استشعار مسبق من ‏التيار بان الحركة الخارجية الجارية ستشكل ضغطاً كبيراً على العهد والتيار البرتقالي ‏باعتبارهما الفريق المعطل المباشر ل#تشكيل الحكومة‎.‎

‎ ‎

وفي هذا السياق انتفت كلّ الأجواء التي تروّج إلى الدخول في مرحلة البحث عن بديل ‏للحريري، باعتبار أن المعطيات الواضحة عن أجواء رؤساء الحكومات السابقين، تشير إلى ‏أنهم يلتزمون سقف عدم التسمية ولا يجدون أنفسهم معنيين بموضوع كهذا، خلافاً لما أشيع ‏عن انتقالهم إلى التباحث في اسم رئيس مكلّف جديد. وتدلّ مقاربة رؤساء الحكومات ‏الأربعة على دور سلبيّ لفريق رئيس الجمهورية السياسي، بما يؤدي إلى تعطيل تأليف ‏الحكومة‎.‎

وفي غضون ذلك واستعداداً لمؤتمر الدعم الثالث للبنان الذي ينظمه الرئيس الفرنسي ‏ايمانويل ماكرون يصل اليوم الى بيروت وزير التجارة الخارجية الفرنسي فرانك ريستر ليقوم ‏بتدشين محطة تدوير حبوب بقيت في المستودعات المدمرة في المرفأ وسيلتقي الرئيس ‏عون وأصحاب مؤسسات من الشباب يعملون في مجال إعادة اعمار المدينة. ثم يتبعه ‏باتريك دوريل الديبلوماسي المسؤول في الرئاسة عن الملف اللبناني والشرق الأوسط. ‏وزيارة الأخير الذي هو على اتصال دائم مع المسؤولين اللبنانيين هي لمحاولة حثهم على ‏ضرورة تشكيل حكومة‎.‎

وقد أضافت التطورات المتصلة بالتحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت والمواقف من ‏رفع #الحصانات مادة اشعال سياسية جديدة ترجمت بإذكاء السجالات الحادة أيضاً بين ‏‏”حركة امل” و”التيارالوطني الحر” بعد تجريد أنصار الأخير حملة عنيفة على رئيس مجلس ‏النواب نبيه بري ردت عليها قناة “ان بي ان” بهجوم عنيف‎.‎

ويتوقع ان يشهد الأسبوع الحالي أيضا تطورات بارزة جداً في مسار المواجهة بين الأكثرية ‏النيابية الرافضة لرفع الحصانات والمحقق العدلي طارق البيطار الذي يتبع كل ما يتيحه له ‏القانون لمواجهة العراقيل التي تطرأ على مساره‎.‎‎ ‎

وبدأ ملف التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت يسابق بتداعياته مجمل ملفات الازمة الداخلية ‏خصوصا ان ثمة توقعات باحتدام واسع للتحركات في الشارع كلما اقترب موعد احياء ‏الذكرى السنوية الأولى للانفجار في 4 آب المقبل‎.‎‎ ‎

الراعي

واثار موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي من الملف الحكومي كما من ‏ملف رفع الحصانات ضجة واسعة امس. في الملف الحكومي قال الراعي: “إن العالم يكرر ‏نداءاته، فيما المعنيون بتشكيل الحكومة يمتنعون عن القيام بواجباتهم الدستورية والوطنية ‏حتى شكلياً. فرغم الانهيار الشامل لا يزالون يتبادلون الشروط المفتعلة قصداً لتأخير تأليف ‏الحكومة. فلا عبارة الاتفاق مع الرئيس المكلف تعني تعطيل التشكيلات المقدمة، ولا ‏التكليف يعني تكليفاً أبدياً من دون تأليف حكومة. إن مصلحة الشعب تعلو على كل ‏التفسيرات والاجتهادات الدستورية والحساسيات الطائفية. لن نسمح، مع ذوي الإرادة ‏الحسنة، بسقوط البلاد بين أطراف لا تريد حكومة وأطراف أخرى لا تريد دولة‎”.‎‎ ‎

وفي ملف انفجار مرفأ بيروت قال “يدمي القلب أن يجعل السياسيون من رفع الحصانة عن ‏وزراء ونواب وعسكريين استدعاهم #القضاء لسماعهم، قضية تفوق ثمن دماء 200 ضحية ‏ودموع أهاليهم النازفة ومصيباتهم، وثمن آلام خمسة آلاف جريح، وثمن خسارة سبعة آلاف ‏من البيوت والمؤسسات التي تهدمت، وثمن تشريد وتهجير منطقة من بيروت، وثمن هدم ‏المرفأ ومحتوياته، وقطع هذا المرفق عن محيطه، وهو منذ سنة مائل أمام أعيننا كشبح ‏الموت. فيا للعار! فلتكن نزاهة القضاء المشجع الأول للمثول أمامه من أجل الحقيقة. ‏فلماذا تخافون إذا كنتم أبرياء؟ يجب التمييز بين الأذونات الإدارية لرفع الحصانة، والبحث ‏القضائي عن الأدلة‎”.‎

‎ جعجع لـ”النهار‎ “‎

وفي هذا السياق اعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” #سمير جعجع في تصريح لـ”النهار” ‏مضي “كتلة الجمهورية القوية” الى النهاية ومن دون أي تردد في موقفها الرافض للتريث ‏في رفع الحصانات في ملف تفجير مرفأ بيروت”. وقال :”امام جريمة بهذا الحجم أدت الى ‏اكثر من 200 شهيد وستة الاف جريح وتضرر وتهديم عشرات الاف المنازل وضرر معنوي ‏هائل لحق بكل لبناني في كل منطقة، يجب على الأقل الا نعرقل عمل المحقق العدلي الذي ‏لديه صلاحيات واسعة جداً. كلنا نردد ببغائياً بدنا الحقيقة، كيف سنعرف الحقيقة اذا كنا لن ‏ندع المحقق العدلي يقوم بعمله ؟ بدأ البعض يتحدث عن ذرائع وحجج منها انتقائية التحقيق. ‏لماذا لا تتركون المحقق وتنتظرون لنرى ماذا سيحصل ؟ انا اريد ان اذكر الجميع ان قاضي ‏التحقيق اذا كان لديه شك واحد في المئة في مسؤولية أي شخص فيمكنه ويجب ان يوقفه. ‏ونحن الان، أضاف جعجع، في حضرة محقق عدلي في جريمة بهذا الحجم وكأننا امام معالم ‏عرقلة لتحقيق العدالة. هناك مجموعة قوى لا تريد رفع الحصانات، اما نحن فمع رفع ‏الحصانات فوراً. وحتى في الحديث عن حرف القانون يقولون أن الأمر من صلاحية المجلس ‏الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، فهذا لو كان الامر يتعلق فقط بالإهمال الوظيفي ولكننا ‏هنا امام جناية وتقصد جنائي. حصانات النواب هي لكي يتمكنوا من ممارسة العمل ‏التشريعي والرقابي ولكن النواب ليسوا مرجعية قضائية ارفع من المحقق العدلي. عليهم ‏ان يتركوا قاضي التحقيق العدلي يكمل عمله الى النهاية. نحن نعتبر في ما يجري معركة ‏تخوضها الأكثرية النيابية وهي معركة نهاية الدولة. واقصى تمنياتي ان يحافظ المحقق ‏العدلي على رباطة جأشه ويمضي في التحقيق الى النهاية ولو انه للأسف يتعرض للعرقلة ‏ممن يفترض ان يشكلوا سندا لظهره‎”.‎

وبدوره غرد رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قائلا: “اما وقد وقفنا بكل قوتنا مع ‏التحقيق الدولي في جريمة رفيق الحريري كذلك نقف اليوم انسجاماً مع أنفسنا مع التحقيق ‏اللبناني في جريمة انفجار مرفأ بيروت وما خلفه من مئات الضحايا وآلاف الجرحى وخراب ‏ودمار لا مثيل لهما‎”.‎

النهار

Leave A Reply