الأحد, نوفمبر 24
Banner

الحريري يعتذر الخميس.. إلا إذا..!

غسان ريفي – سفير الشمال

كانت تغريدة رئيس الجمهورية ميشال عون عبر ″تويتر″ بأن ″من يريد انتقاد رئيس الجمهورية حول صلاحيته في تأليف الحكومة فليقرأ جيداً الفقرة الرابعة من المادة 53 من الدستور″، كفيلة بتعطيل اللقاء مع الرئيس المكلف سعد الحريري بعد ظهر أمس والذي إتصل بدوائر القصر طالبا التأجيل الى موعد يحدد لاحقا، وهي شكلت دليلا ساطعا على أن فريق العهد من ميشال عون الى جبران باسيل يرفض تشكيل حكومة برئاسة الحريري، حيث بادر جبران مع بدء المشاورات الجدية باطلاق صليات من المواقف السياسية المستفزة، وإستكمل عون المهمة بتغريدته التي قلبت الطاولة.

يبدو أن الحريري فهم مضمون الرسالة، فسارع الى تأجيل الموعد، والى تثبيت إطلالته على تلفزيون “الجديد” مع الزميلة مريم البسام لـ”يبق البحصة” ويعلن إعتذاره على الهواء، إلا إذا طرأت تطورات إيجابية بفعل الضغوط الفرنسية ـ الروسية التي من المفترض أن تبلغ أشدها في الساعات المقبلة، بالتزامن مع لقاء الحريري الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لوضعه في أجواء التعطيل الجديد وإتجاهه نحو الاعتذار.

تشير المعلومات الى أن إيجابيات طرأت على الملف الحكومي شجعت الحريري على طلب زيارة قصر بعبدا يوم أمس، حيث تم صياغة تشكيلة حكومية من 24 وزيرا حاول المعاون السياسي للسيد حسن نصرالله الحاج حسين خليل إقناع باسيل بها، فيما تولى المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل التواصل مع الرئيس الحريري بشأنها.

وتقول المعلومات: إن هذه الاتصالات أثمرت عن تشكيلة وزارية تم وصفها بأنها أفضل الممكن، وبالتالي فإن رئيس الجمهورية لن يكون بمقدوره رفضها، وفي حال رفضها فإن الحريري سوف يستغل ذلك محليا وإقليميا ودوليا لاظهار بأن عون هو من يعطل تشكيل الحكومة، الأمر الذي سينعكس تداعيات شعبية في الشارع معطوفة على الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والمالية التي تعصف بالبلاد.

وتضيف المعلومات: إن الموفد الفرنسي باتريك دوريل قام بتسريع زيارته الى لبنان، بعد فشل زيارة السفيرتين الأميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو الى الرياض، والاجتماع الذي عقداه مع السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، حيث بدا واضحا أن السعودية متمسكة بموقفها بعدم التدخل، وكل ما أعطته الى السفيرتين هو أنها لن تسهل تأليف الحكومة ولن تعرقل، وستبقى على حيادها.

يمكن القول إن الساعات المقبلة ستكون حاسمة، فالموفد الفرنسي دوريل يحمل سيف العقوبات بحق من يثبت تعطيله تشكيل الحكومة، يقابلة ضغط روسي غير مسبوق لازالة كل العراقيل، إضافة الى وساطة السيد حسن نصرالله التي يتولى تفاصيلها الحاج حسين خليل، في وقت ما يزال عون وباسيل يتمسكان برفض أن يكون الحريري رئيسا للحكومة خلافا للارادة الدولية، وبترجمة هذا الرفض بأساليب عدة، لكنها باتت مكشوفة للجميع، فهل تفشل هذه الضغوطات ويعلن الحريري إعتذاره عبر قناة الجديد يوم غد الخميس بعد الأخبار مباشرة؟، أم أن إتصالات الساعة الأخيرة قد تثمر توافقا ما يساهم في تغيير مجرى المقابلة ومجرى البلد، خصوصا أن الحاج حسين خليل أبلغ جبران باسيل أن العرقلة التي إستمرت تسعة أشهر يمكن أن تحل بساعة واحدة!.

Leave A Reply