قال وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال عباس مرتضى “إنطلاقا من استراتيجية وزارة الزراعة للأعوام 2025-2020، وإيمانا منا بأن تحسين جودة التعليم والتدريب، وبناء مهارات فنية وتقنية زراعية من شأنه أن ينعكس إيجابا على تحسين الإنتاج الزراعي من جهة وتنمية المناطق الزراعية من جهة ثانية، نعتبر ان مخرجات مشروع تحديث وتطوير نظام التعليم الفني الزراعي في المدارس الزراعية، أصبحت الركائز الأساسية لخدمات التعليم الفني الزراعي الذي تقدمه المدارس الزراعية الفنية في الوزارة”.
كلام مرتضى جاء خلال رعايته اختتام مشروع “تطوير نظام التعليم الزراعي الفني المهني في لبنان”، المموّل من الحكومة الهولندية بالتعاون لمموّل من الحكومة الهولندية والذي تنفّذه المنظمة بالتعاون مع وزارة الزراعة ومنظمة اليونيسف ومنظمة العمل الدولية ومنظمة AVSI والجمعية الخيرية للأبحاث والدراسات WARD والجمعية التربوية الدولية IEA، وجمعية غرين اورينت.
مرتضى أكد أن “التعاون المشترك أمّن فرصة حقيقية في تحسين نوعية التعليم في المدارس الزراعية وجعلها أكثر ملاءمة لحاجات مناطقنا الريفية ومستلزمات تنميتها”مشيرا الى انه “بادرةُ أمل في الوصول إلى سلام وطمأنينة يشكِّلان الشرط الأساسيّ للتنمية”.
وراى مرتضى أن “هذا الاختتام هو في الواقع بداية رحلة الألف في تقديم خدمات تعليم زراعي فني ومهني ذات جودة عالية مبنية على مناهج دراسية حديثة تحاكي متطلبات سوق العمل وتمهّد لدخول الخريجين الى سوق العمل من باب الخبرة المواكبة للتطور، وتؤكد ان الجدوى الإقتصادية للقطاع الزراعي ليست مربحة وحسب، بل تشكل ضمانة للأمن الغذائي ولقدرة النتجات الوطنية على المنافسة العالمية”، معتبرا انه “فرصة لإضاءة شمعة أمل امام الشباب الطامح للنهوض بالقطاع الإنتاجي الأوحد في بلاد الأرز اي القطاع الزراعي”.
وتخلل الحفل عرض للانجازات التي قامت بها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في لبنان مع شركاء المشروع لتعزيز جودة التعليم الفني المهني الزراعي من تحديث استراتيجية وزارة الزراعة، اضافة الى تحديث برامج ومناهج البكالوريا الفنية الزراعية بناء على احتياجات سوق العمل تبعاً لمنهجية المقاربة بالكفايات، وإصدار القرار الخاص بتحديث النظام الداخلي لإدارة المدارس الزراعية الفنية الرسمية لتطبيق النظام الجديد، ووضع مذكرات تفاهم وآليات الربط مع القطاع الخاص وسوق العمل، ومنها وضع المنصة الرقمية والمرتبطة بنظم المعلومات الجغرافية لربط وتتبع الطلاب في سوق العمل.
وجرى عرض لإنجازات المشروع وأبرزها تأهيل مباني المدارس الزراعية الفنية الرسمية السبع بقيمة 3.8 مليون دولار من أصل قيمة المشروع الإجمالية 9.8 مليون دولار في (ناصرية رزق- الفنار- البترون – العبدة –بعقلين – النبطية – الخيام)، وتجهيزها بالمعدات والأدوات من مختبرات وحقول وصفوف ولوازم وأدوات زراعية (خيم زراعية – قن دجاج ومعدات مخبرية، إلخ…) ومعلوماتية لازمة للتطبيقات العملية (كمبيوتر محمول، اجهزة عرض LCD، أجهزة لوحية، أجهزة الكترونية للتعليم عن بعد)، إضافة إلى رفع المستوى الفني لمهارات الخريجين والخريجات، ووضع سياسات لحماية الشباب في المدارس الزراعية الفنية، وتطوير الأنظمة الادارية والمالية لتتناسب مع التطورات التربوية والتقنية، وتدريب 58 أستاذاً ومدرباً و 7 مدراء مدارس و 5 موظفين وموظفات في مصلحة التعليم والإرشاد ليشمل التدريب أكثر من 52 موضوعاً ذات صلة.
ثم كانت كلمة للقائمة بالأعمال في سفارة المملكة الهولندية في لبنان د. مارغريت فيرفايك حيث لفتت الى أن “زيادة فرص الحصول على التعليم والأشكال الجديدة للمشاريع القائمة على الزراعة، تظهر أن الشباب يمكن أن يكونوا قوة أساسية للابتكار في الزراعة الأسرية، وزيادة الدخل لكل من المزارعين والمجتمعات المحلية”.
واعتبرت فيرفايك أن “الشباب يستطيع تحويل القطاع الزراعي عبر تطبيق تقنيات حديثة وطرق جديدة في التفكير، معربة عن “قلقها العميق بسبب هجرة المعلمين والشباب اللبنانيين من لبنان مع تفاقم الأزمة المالية”.
وأضافت “يحتاج المزارعون والشركات وصانعو السياسات والمعلمون إلى الترويج للزراعة، باعتبارها مهنة محفزة فكريا، ومستدامة من الناحية الاقتصادية، وجعل الوظائف في مجال الزراعة واالنظم الغذائية “جذابة” للشباب”.
وفي السياق، قال ممثل منظمة الأغذية والزراعة في لبنان، د. موريس سعادة “نؤمن بأن ثمار جهود هذا المشروع في تعزيز خدمات وزارة الزراعة في مجال التعليم الزراعي الفني والمهني التي تطال فئة الشباب قد بدأ قطافها”، مؤكدا انها “تأتي في الوقت المناسب من اجل استغلال طاقات الشباب الكامنة، ومساهمتهم في الإبتكار، وتطبيق التقنيات الزراعية الحديثة في القطاع الزراعي والغذائي”.
بدورها، أشارت ممثلة اليونيسف في لبنان السيدة يوكي موكو الى أن “هذه الشراكة قد ساهمت في خلق العديد من المبادرات التي ساعدت في تطوير نظام التعليم والتدريب المهني والتقني الزراعي في لبنان”.
وأوضحت موكو أنه “أصبح عدد أكبر من الشباب المهمّشين قادرين على الحصول على تعليم رسمي جيد والاستفادة من دورات محو الأمية والحساب، ومن دورات تدريبية مهنية معتمدة في جميع أنحاء البلاد”.